طيب يا سيدي وأنا لي تعليق بسيط على ما تفضلت به من تعليق.

خضع لبنان للإحتلال السوري خلال عهد حافظ الأسد من لحظة دخول الجيش السوري منذ دخول الجيش السوري اليه. حافظ الأسد قالها صراحة أنه سيوجّه قواته لإحتلال لبنان في حال مطالبة اللبنانيين له التدخل أم عدمه.

وأقتصر الدور السوري في لبنان على دور التخريبي الإرهابي الذي عمل على أستمرار الحرب مباشرة وعبر عملاء. ولم يتحول السوريون الى الاسلوب السياسي الا بعد أن استتبت لهم الأمور بمباركة أمريكية عام 1990. لكن ذلك لم يمنعهم عن ممارسة القمع والإرهاب ضد ما يزيد عن عشرة آلاف لبناني أغلبهم من المسيحيين الذيم ما يزالاون مغيبون في غياهب السجون السورية.


أتفاقية أمين الجميل مع إسرائيل كانت "ساقطة" منذ لحظة ولادتها.. أسقطها الشعب اللبناني لا الإحتلال السوري. والمقاومة اللبنانية كانت لا تثق بالسوريين ورفضت العمل تحت هيمنتهم.

الإهداف السياسية السورية في لبنان اقتصر على أهداف النظام في سوريا .. المحافظة على الوضع الرهن (يعني مكانك راوح) والإستعانة على ذلك بإخلاء اليد لعصابات المافيا التي تشكّل النظام واقربائه وأصدقاءه.

نعم، الموارنة ومعهم الكثير من المسيحيين في لبنان يخشون المد الأصولي الإسلامي. لكنهم سيقدرون التعامل مع هذا المد إذا كان لهم استقلالهم. مسيحيي لبنان يعتبرون من أكثر شعوب الشرق الأوسط ثقافة وأنفتاحا على الديمقراطية والليبرالية الغربية. وهم بخلاف الشعوب العربية التي تليهم والتي نغلب عليهم نزعة الديكتاتورية، لهم تراث وتجربة في الحريات والديمقراطية.

لكن الإحتلال السوري قيّد أيديهم وقمعهم. وها هو يحوّل هذا الوطن الصغير - الكبير (لا تنسى أنهم هم من صنعوا لبنان الكبير وقد كان بإمكانهم الإكتفاء بجبل لبنان) .. هذا الإحتلال السوري يحوّل وطنهم الى صورة عن نظامه. لذلك فهم - تأكّد - يكرهون سوريا والسوريين كرههم لألد أعدائهم. أما تعاون بعض القيادات المسيحية مع الإحتلال فهذا ليس عن "محبة أو شعور بالصداقة" لكنه براغماتية ضرورية في واقع الموافقة الأمريكية على الإحتلال السوري للبنان. حتى البطريركية ادركت هذا الواقع وتحاول أن تتعامل معه بما يقتضيه الموقف. لكنهم، تأكد، يسعون بأقصى جهودهم التخلص من هذا الإحتلال ومعه كل "معاهدات الصداقة" التي أبرمتها حكومة فيتشي اللبنانية مع المحتلّ السوري.

ولتعلم، سيدي العزيز، أن القول السائد في المجتمع المسيحي والجاليات المسيحية اللبنانية هو التالي:

إعرف عدوّك ؛ السوري عدوّك.

أما القول السائد في الأوساط المسلمة التي أعرفها فهو:

حكم الموراني ولا حكم الحوراني

ولا تنسى أن قانون العقوبات الأمريكية على سوريا الذي نأمل أن يتحوّل الى أنشوطة تخنق النظام السوري/ فهي من صنع الجنرال ميشال عون والجالية اللبنانية في الولايات المتحدة - أيدهما الله بنصره.

أرجو أن أكون قد ساهمت بإزالة بعض سوء الفهم السائد حول هذا الموضوع.

تحياتي
(f)