القدس وفلسطين والمعتقدات دخلت على الخط .... ايضا في العقلية الأمريكية الديمقراطية :d::d::d:



واشنطن – الوطن - يرى اليمين المسيحي المحافظ في الولايات المتحدة، المتمسك بأوهام حدود اسرائيل «التوراتية»، في الانسحاب الاسرائيلي من غزة «كارثة» دفعته لمساعدة المستوطنين اليهود في القطاع، متبنيا بذلك موقفا اكثر تشددا من اليهود الاميركيين الذين يتسم موقفهم بالتسليم بالأمر عموماً.

ويلخص مسؤولون في مجموعات محافظة مسيحية الموقف العام لهذه المجموعات بعد بدء عمليات الانسحاب، قائلين «إنها كارثة، إنها خطأ».
ويعتبر هؤلاء المسيحيون المحافظون، المقدر عددهم بحوالى ستين مليون شخص والذين اسهموا الى حد كبير في إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش، انفسهم «يهوداً اكثر من اليهود»، وبوجه خاص الإنجيليون.
ويقول غاري باور (59 عاماً) وهو من ابرز وجوه هذا التيار الإنجيلي، والمرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية الاميركية في العام 2000 والذي كان مستشاراً للرئيس الراحل رونالد ريغان، «عندما اخطب في الكنس غالبا ما يقولون لي إنني اكثر تديناً وأكثر موالاة لاسرائيل من اليهود انفسهم». ولتبرير تمسكه بفكرة عدم المساس بحدود دولة اسرائيل ورفضه لخطة الانسحاب، يستشهد بالتوراة و«الوعد الإلهي بأن المسيح سيأتي الى هذا العالم فقط عندما يتجمع اليهود في ارض اسرائيل».
لكن هؤلاء يضيفون الى ذلك اعتبارات امنية وما يعتبرونه قيماً ديموقراطية، فضلا عن الارتياب والحذر تجاه الفلسطينيين الذين لا يملكون في نظرهم «أي حق شرعي في أرض اسرائيل».
وقال باور بتهكم «هذا يتجاوز الحد ان يطلب من اصغر دولة في الشرق الاوسط إعطاء أراض من اجل إحلال السلام». ويرى انه امر «شاذ» ألا تكون «اجزاء» من اسرائيل مأهولة من اليهود، معبراً عن قلقه الشديد من ان تطالب وزيرة الخارجية كونداليسا رايس الحكومة الاسرائيلية بـ«إرجاع مزيد من الاراضي للفلسطينيين». اضاف «اعتقد ان خطة الانسحاب فكرة سيئة للغاية ستقود على الارجح الى نزاع جديد»، معبراً عن «شكوكه» في إمكان قيام دولة فلسطينية تعيش جنباً الى جنب مع دولة اسرائيل.
من جهته يعرب والتر جونز، وهو مسؤول في منظمة «ريكليمنغ اميركا فور كرايست» (استعادة اميركا الى قيم المسيح)، عن «خيبته الشديدة» لقرار اسرائيل الانسحاب من غزة، معتبرا ان ذلك «سيزيد من معاناة الشعب اليهودي». ورأى ان «الفلسطينيين لا يفكرون إلا بتدمير اسرائيل وهذا الانسحاب سيشجعهم على العنف».
اما القس والمرشد العسكري السابق جيمس هاتشنز مسؤول منظمة «المسيحيين الصهاينة»، فيصف الانسحاب بأنه «مكافأة» تعطى للفلسطينيين. وقال إن «بوش يهتم فقط بالقاعدة لكن يجب ألا يغفل الحركات الفلسطينية التي كانت اساسا لها. عرفات هو ابو الهجمات الانتحارية».
وينظم كهنة من مختلف هذه المنظمات بانتظام، عمليات لجمع الاموال من اجل تمويل اقامة اليهود في اسرائيل. لكن اليهود الاميركيين الذين يصوتون في الغالب للديموقراطيين، لا يشاطرون القيم التي يتمسك بها المسيحيون المحافظون حول الإجهاض وحكم الإعدام والأبحاث الوراثية وغيره.