أما آخر المكابرة، من نقطة المصنع، فقول أحد الرموز المستجلبة اي النائب اللبناني التابع لسوريا ناصر قنديل بأن ما يجري حالياً هو محاكمة للعروبة، وهذا قول يصح لو عنى <<بالعروبة>> هذا الشرر الحاقد على مدننا الشامية العربية العريقة، دمشق وحلب وطرابلس وبيروت، والمسؤول من جملة مسؤولين آخرين، عن ثلاثين عاماً من الضغائن والأحقاد التي فرّقت الشعوب الشامية.

لا داعي للاطالة في شرح ذلك الآن. يمكن الاكتفاء بالجواب البسيط للنائب سعد الحريري، الذي ذكّر المروق المستجلب والمستجوب بأن اغتيال الحريري كان بالدرجة الأولى اغتيالاً للمدى العربي الذي يجسده رفيق الحريري. لا داعي للاطالة، لأن السير الذاتية للحريري وفليحان وقصير وحاوي ترد مسبقاً على سير المستجلبين للتحقيق، الذين يتلهون الآن في دفع التهمة، كل عن نفسه، وإلقائها على شريكه في اللعبة الانكشارية التي ذاق لبنان ويلاتها لسنوات.
أما أهم ما في المكابرة عند نقطة المصنع، تحت شعار <<محاكمة العروبة>> فهي طرح السؤال عن دور العامل الأيديولوجي في اغتيال رفيق الحريري. الى أي حد زيّن القتلة لأنفسهم بأنهم يتممون عملاً قومياً معادياً للامبريالية والصهيونية، أو عملاً اجتماعياً معادياً للعولمة؟
وسام سعادة -السفير 1-9-2005
-----


استحضار مجموعة مشبوهين من الجزء اللبناني في المافيا المخابراتية المشتركة السورية – اللبنانية، ملامح لتقدم العدالة الدولية في اتجاه الوصول الى جميع حلقات الجريمة باشخاصها بدءا ممن اتخذ القرار، ونزولا الى المنفذ وكل من كان متدخلا في شكل او آخر للتحريض والتسهيل والتغطية والتقصير والاهمال.

ولا ينفع الادعاء ان العدالة والحقيقة تتحركان بأمر من "الامبريالية العالمية" للنيل من موقف قومي من هنا، او العروبة من هناك. فـ"العبقري" الذي قتل رفيق الحريري ورفاقه، ثم سمير قصير وجورج حاوي، كما حاول قتل مروان حماده، ليس من القومية بشيء ولا هو من العروبة بأكثر.

ان القومية والعروبة تخجلان من ان تُنسبا زورا الى هذه المافيا. فالعروبة هي عروبة الانسان الحر، لا الانسان المقهور والمقموع والمقتول. وهي عروبة الدفاع عن قضايا الامة، لا الدفاع عن قضايا المافيا المتخصصة بنهب الدول والشعوب والاغتيالات العابرة للحدود

علي حمادة - النهار