لماذا يكره الأخوة المسلمين بولس الرسول ؟!
[SIZE=4]تابع رقم ( 2 )
اهتداء شاول إلى المسيح :
أما قصة هدايته , وتحوله إلى الإيمان بالمسيح بعد طول عداوته للدين المسيحي وضراوة محاربته له وعنف اضطهاده للمسيحيين , فيقول عنها سفر الأعمال :
" أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب , فقال من أنت يا سيد ؟
فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده صعب عليك أن ترفس مناخس , فقال و هو مرتعد و متحير يا رب ماذا تريد أن افعل ؟
فقال له الرب قم و ادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل , و أما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ( صوت شاول) و لا ينظرون أحدا , فنهض شاول عن الأرض و كان و هو مفتوح العينين لا يبصر أحدا فاقتادوه ( المرافقون له ) بيده و ادخلوه إلى دمشق , و كان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل و لم يشرب ,
و كان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا, فأجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في أورشليم , و ههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة أن يوثق ( يعتقل ) جميع الذين يدعون باسمك ,
فقال له الرب اذهب لان هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم و ملوك و بني إسرائيل , لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من اجل اسمي ,
فبهت جميع الذين كانوا يسمعون و قالوا أليس هذا هو الذي اهلك في أورشليم الذين يدعون بهذا الاسم و قد جاء إلى هنا لهذا ليسوقهم موثقين إلى رؤساء الكهنة " ( أع 9 : 1 – 22 )
يبدوا أن شاول أو بولس لم يسترد بصره كاملا , فظل فيه شيء من الضعف ليبقي علامة حسية تذكره بالرؤيا العظيمة التي أغشت عينيه حتى انه عمي لمدة ثلاثة أيام لا يبصر شيئا ولا يري احد بسبب شدة ذلك النور الباهر مع أن عينيه كانتا منفتحتين , لذلك فان المرافقين له اقتادوه بيده إلي داخل المدينة دمشق ( أع 9: 8 – 9 ) , ولعل هذا الدرس الذي لا ينسي شبيه بالدرس الذي تلقاه يعقوب من الرب الذي ظهر له ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه وثار يخمع علي فخذه حتى يذكر ولا ينسي هذه الرؤيا العظيمة .
فيقول لأهل غلاطية :
" انظروا ما اكبر الأحرف التي كتبتها إليكم بيدي " ( غلا 6 : 11 )
والمعروف أن ضعيف البصر يضطر إلي الكتابة بحروف كبيرة .
وأقام شاول بضعة أيام مع المسيحيين في دمشق واخذ يكرز لهم بان يسوع هو المسيح ابن الله , فبهت جميع الذين كانوا يسمعونه وقالوا : أليس هذا هو الذي اهلك في أورشليم الذين يدعون بهذا الاسم ؟ أما جاء إلي هنا لهذا ليسوقهم موثقين إلي رؤساء الكهنة ؟ ونلاحظ هنا كم كانت دهشة اليهود الذين استقبلوا شاول عقب ذلك وهم يعلمون انه آت برسائل توصية لهم ضد المسيحيين أن يسمعوه يبشر بالإيمان الذي جاء ليقاومه !
علي أن شاول كان يزداد قوة ويحير اليهود الساكنين في أورشليم مبرهنا علي أن يسوع هو المسيح
ولما تمت أيام كثيرة تشاور اليهود فيما بينهم ليقتلوا شاول , فعلم شاول بمكيدتهم , وكانوا يراقبون أبواب مدينة دمشق نهارا وليلا ليغتالوه , فأخذه التلاميذ المؤمنون بالمسيح ليلا وانزلوه من السور مدلين إياه في سل ( أع 9 : 23 – 25 ) .
إلي الصحراء في خلوة روحية :
ثم بعد أن أصبح مسيحيا ترك دمشق وذهب إلى الصحراء العربية إلى الجنوب الشرقي من دمشق , وهي مملكة النبط أو الأنباط وهناك امضي ثلاث سنوات ( من سنة 35 م - 37 م ) في خلوة روحية يتأمل ويقرا ويدرس , ثم عاد إلى دمشق ومنها إلى أورشليم سنة 37 م , ليتعرف بالقديس بطرس وبالقديس يعقوب بن حلفي المعروف بأخي الرب ( ابن خالته ) وهو الذي صار أسقف أورشليم .
ولعله في هذه الخلوة الروحية في صحراء العرب , كانت فرصة للتأمل في الكتاب ومراجعة مقاصده مما جعل نقاشه مع اليهود في دمشق حين عاد إليها نقاشا قويا عجزوا عن مقاومته , كما سعد القديس بولس بالمكاشفات الروحية السامية , فقد اختطف إلي السماء الثالثة إلي الفردوس وسمع كلمات لا تلفظ ولا يقدر بشر أن ينطق بها , ولا يحل له أن يذكرها
ويحكي عن هذه الخلوة ويقول في رسالته الثانية إلى كورنثوس فقال :
" انه لا يوافقني أن افتخر فاني آتى إلى مناظر الرب و إعلاناته , عرف إنسانا في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست اعلم أم خارج الجسد لست اعلم الله يعلم اختطف هذا إلى السماء الثالثة , اعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست اعلم الله يعلم , انه اختطف إلى الفردوس و سمع كلمات لا ينطق بها و لا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها,من جهة هذا افتخر" ( 2كو12 : 1- 5 )
وفي هذا يقول الرسول بولس في رسالته إلي أهل غلاطية :
" و لكن لما سر الله الذي افرزني من بطن أمي و دعاني بنعمته , أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت لم استشر لحما و دما , و لا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضا إلى دمشق , ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما , و لكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب " ( غلا 1 : 15 – 19 )
ولما وصل شاول ( بولس ) إلى أورشليم حاول أن ينضم إلى التلاميذ ( المؤمنين بالمسيح ) فكانوا كلهم يخافون منه ويخشونه غير مصدقين انه تلميذ , فجاء برنابا الرسول ( أحد السبعين رسولا ) وقدمه إلى الرسل وروي لهم كيف أن شاول رأي الرب في الطريق وانه كلمه وكيف بشر شاول جهرا في دمشق باسم يسوع , فمكث مع الرسل وكان يخاطب اليهود المتكلمين باللغة اليونانية , ويجادلهم فحاولوا أن يقتلوه , وهكذا تعرض للقتل مرة ثانية .
ويحكي القديس بولس في حديثه إلي اليهود في أورشليم رؤياه للرب يسوع المسيح في الهيكل عندما عاد من أورشليم من دمشق :
" و حدث لي بعدما رجعت إلى أورشليم و كنت اصلي في الهيكل أني حصلت في غيبة , فرايته قائلا لي أسرع و اخرج عاجلا من أورشليم لأنهم لا يقبلون شهادتك عني , فقلت يا رب هم يعلمون أني كنت احبس و اضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك , و حين سفك دم استفانوس شهيدك كنت أنا واقفا و راضيا بقتله و حافظا ثياب الذين قتلوه , فقال لي اذهب فاني سأرسلك إلى الأمم بعيدا " ( أع 22 : 17 – 21 )
فقرر الرسل أن ينزلوه وأرسلوه إلى طرسوس مسقط رأسه
[CENTER]***************
[/CENTER]
[SIZE=4]
سؤال : توجد قصتين في سفر الأعمال لظهور الرب لشاول الطرسوسي , فهل يوجد بينهما تناقض من جهة الرؤيا أو من جهة السماع ؟
ج :
وردت قصة ظهور الرب لشاول في الإصحاح التاسع وجاء فيها :
" و أما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت و لا ينظرون أحدا " ( أع 9 : 7 )
كما وردت في الإصحاح الثاني والعشرين وفيه قال القديس بولس :
" و الذين كانوا معي نظروا النور و ارتعبوا و لكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني " ( أع 22 : 9 )
أولا : هذه الرؤيا لم تكن للرجال المرافقين لبولس وظهور الرب لم يكن لهم , وحديث الرب لم يكن لهم , إنما المقصود كله شاول الطرسوسي وحده .
ثانيا : ليس في القصتين أي تناقض من جهة السماع أو الرؤيا , كما سنري في فحص القصتين بتدقيق , ومن ذلك يتبين أن :
الرجال المرافقون سمعوا صوت شاول وهو يتكلم مع الرب , ولكنهم لم يسمعوا صوت الرب الذي كان يكلمه
وإذا قرأنا العبارتين بتدقيق , نري ما يؤيد هذا بلا تناقض :
1- يسمعون الصوت , ولا ينظرون احدا ( أع 9 : 7 )
2- نظروا النور , ولكنهم لن يسمعوا صوت الذي يكلمني ( أع 22 : 9 )
الصوت الذي ورد في العبارة الأولي هو صوت شاول سمعوه يتكلم , دون أن يبصروا مع من كان يتكلم .
أما الصوت الذي لم يسمعوه فهو صوت الذي كان يكلمه ... إذن لا يوجد أي تناقض بالمرة من جهة الصوت .
وكان يمكن أن يوجد تناقض لو قيل في العبارة الأولي " يسمعون صوت الذي يكلمني " أو " يسمعون ما اسمعه " . أما عبارة ( الصوت ) فقط فهي تعني هنا صوت شاول .
كذلك من جهة الرؤيا نفس الوضع :
لقد رأوا النور , ولم يروا الشخص الذي يكلم شاول , وهذا واضح من أسلوب العبارتين في تدقيق :
1- ولا ينظرون احدا ( أع 9 : 7 )
2- نظروا النور وارتعبوا ( أع 22 : 9 )
إن النور شيء ووجه وشكل الشخص الذي يتكلم شيء آخر
|