عزيزي بسام :

أعرف شعورك لأني جربته لفترات متقطعة و قليلة نسبيا في حياتي ، حين يبعد الإنسان عن وطنه ينسى أي ذكرى مؤلمة عاشها سواء من الظروف العامة أو من محيطه الإجتماعي و لا يتذكر إلا الذكريات الجميلة ويحن حتى لبائع الخضار في حيه و أحيانا قد يسمع أغنية لمطرب لم يكن يطيقه لمجرد أنه يذكره بوطنه !
لكن البعد عن الوطن سواء كان بشكل إرادي أو غير إرادي يشعرك بغربة كلية عن محيطك بسبب تباين الثقافات و العادات ... حتى لو تغربت من سورية إلى لبنان فهنالك فوارق كثيرة في طريقة الحياة اليومية ، أما الغربة القاتلة فهي عندما تكتشف يوما و بعد أن تقطع مرحلة عمرية و بعد تجارب بأنك غريب عن جميع من حولك و أن جميع أنواع العلاقات الإجتماعية التي بنيتها مزيفة حتى مع أقرب المقربين لك و أنك وحيد رغم تدخل الجميع في حياتك لأنك حين تخالفهم رأي أو تحاول أن يكون لك تفكيرك المستقل الغير تابع لأي من معاييرهم سيقاومون و ستقاوم أنت و إذا كانت إرادتك قوية و انتصرت ستجد نفسك وحيدا غريبا و حتى منبوذا و هذا شعور قد لا تشعربه في بلاد الإغتراب !