الزميل العزيز بوعائشة،

أنا مع عدم إقراري بأن معاوية من الصحابة، إلا أنه أحب إلي من كثير ممن تبرأ منه ويتبرأ من على مر التاريخ.

لكننا سنفرضه غولا لا حسنة له، ونريد ان نعرف من المقتدي به فعلا وليس قولا.

أما عن قتله، فتطبيقا لحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد ان يفرق جماعتكم ويشق عصاكم فاقتلوه" وقوله "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهما"، ولا يعني هذا أن من سيقتل هو فاسق أو منحرف، ولا يعني أنه صاحب حق. يعني ذلك تلبسه بجريمة عقوبتها القتل. وقد تلبس معاوية بالجريمة الموجبة للقتل مرتين، الأولى بشق عصا الطاعة على الخليفة المبايع من أهل الحل والعقد، المسقطين خياره، كما هو أنفسهم قد اسقطوا خيار علي حين بايعوا الخلفاء قبله، والمرة الثانية حين زعم عمرو بن العاص أنه يبايع صاحبه، ولا يجوز بيعة خليفة والأخر حي مقيم على خلافته لم يعزل أو ينعزل.

لا يعني هذا أن معاوية سيء، فقد علمنا أنه وهو على خلافه مع علي، لم يطمع الروم بالشام، وقد علمنا أن من سفك دماؤهم ظلما وخطأ لا يتعدوا عشر معشار من واحد على المئة من ضحايا من يلومونه على شيء، وأولهم المحلين الذين سفكوا أول دم بريء مظلوم، والذين هتكوا حرمة وستر أول بيت في الإسلام، وأعني بذلك دم الخليفة المظلوم أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه.

معاوية صاحب طموح، يصيب ويحطئ، وقد أذنب فينا ذنوبا كبارا ليس اقلها منازعته الأمر أهله، واستخلاف يزيد موجدا ولاية العهد، وقتله حجر بن عدي على غير ذنب.
إلا أن معاوية قد حفظ وجدة الدولة يوم أن توثب كل وال للانفصال بولايته، وحقن دماء الناس بعد أن تبددت، وقاتل الخوارج ورثة المحلين.

ونحن إن أردنا تعقب الفضل لأهله، فللحجاج نفسه المشهور بظلمه من الفضل على رقاب المسلمين ما لا ينكره أحد أعرفه. وكل ظلم الحجاج المشهور عنه لا يقع في مقابل ذرة في أعمال مأمور سجن مركزي من مآمير اليوم.