أرسلت السلطات الامريكية حوالي 25 ألفا من أكياس جمع الجثث إلى مدينة نيو اورلينز حيث بدأت السلطات هناك في انتشار جثث الضحايا بعد غرق مدينتهم بفعل إعصار كاترينا.

ولا يزال الاحصاء الرسمي للقتلى في نيو اورلينز متوقفا عند 83 شخصا، بينهم 30 من المسنين الذين عثر عليهم في دار للمسنين غمرته مياه الفيضان، لكن يعتقد أن عدد قتلى الكارثة سيصل إلى عدة آلاف.

ولا تزال الجثث طافية في المياه التي تغمر شوارع المدينة في ظل تزايد المخاوف الصحية بشأن السكان الذين لا يزالون داخل منازلهم.

كما توفي ثلاثة أشخاص بسبب المياه الملوثة حيث أصيبوا ببكتريا مرتبطة بالكوليرا.

خمسون مليار
وفي الوقت نفسه يسعى الرئيس الامريكي جورج بوش للحصول على 51.8 مليار دولار اضافية لتمويل جهود الاغاثة في المناطق التي ضربها اعصار كاترينا.

وقال سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الابيض ان الادارة الامريكية تبذل كافة الجهود الممكنة لمساعدة ضحايا الاعصار.

وكان الكونجرس الامريكي قد وافق على تقديم 10.5 مليار دولار كمساعدات عاجلة لاغاثة الضحايا الاسبوع الماضي.

وتذهب معظم اموال المساعدات الجديدة التي يطلبها بوش الى وكالة الاغاثة الاتحادية بينما يوجه مبلغ 1.4 مليار الى الجيش ليواصل جهوده في المناطق المنكوبة.

ويحصل القطاع الهندسي في الجيش على 400 مليون دولار لاعادة بناء مصدات مياه الفيضانات في نيو اورلينز.

إخلاء إجباري
وفي وقت سابق أمر راي ناغين عمدة مدينة نيو أورلينز قوات الشرطة والجيش باجلاء من تبقى من سكان المدينة بالقوة.

وجاءت هذه الخطوة بعد ان كررت السلطات دعواتها الى السكان لمغادرة المدينة محذرة اياهم من خطر تفاقم الأوبئة.

وقال عمدة المدينة انه يجب على كل المواطنين مغادرة نيوأورلينز على الفور ما عدا الأشخاص الذين يعملون في مهام الانقاذ.

وأضاف ناغين أن المياه مسممة ويوجد في المدينة تسرب للغاز، كما تستعر أربعة حرائق في أماكن مختلفة مما يجعل المدينة غير آمنة.


الشرطة تقول ان عملية الاخلاء ستكون صعبة
ويعتقد أن حوالي 10 الاف شخص لايزالون يتمسكون بالبقاء في منازلهم برغم دعوات السلطات المتكررة لهم بالمغادرة.

ويخشى الكثيرون من فقد ممتلكاتهم في حالة مغادرة منازلهم في ظل التقارير بشأن انتشار أعمال النهب في المدينة.

وتقول مراسلة بي بي سي في المدينة دانيلا ريلف إن الشرطة لا ترغب في جر السكان لاخراجهم من منازلهم، لكن السلطات حذرت من أنها ستفعل ذلك في ظل تصاعد المخاطر الصحية ضد الاهالي.

تجفيف المدينة
ومع ضخ المياه خارج نيو اورلينز بدأت مستويات المياه تنخفض لتكشف عن جثث الضحايا وترسيبات لفضلات الصرف والوقود والسيارات التي علاها الصدأ.

وتقول وكالة الحماية البيئية الامريكية إن مياه الفيضان تحتوي مستويات غير آمنة من بكتريا إي.كولي وأنواع أخرى من البكتريا بالاضافة إلى مستويات عالية من الرصاص.

وبينما يواصل المهندسون ضخ المياه من المدينة الغارقة، حذر خبراء البيئة من ان ضخ المياه الملوثة الى نهر المسيسبي وبحيرة بونتشارترين يمكن أن يؤدي الى كارثة بيئية.

ويحذر الخبراء من أن هذه المياه يمكن ان تؤدي الى قتل الاسماك، والى تلويث الأراضي الزراعية والبراري.


ضخ المياه الملوثة الى البحيرة
ويخشى الخبراء أن تظل مدينة نيوأورليانز ملوثة لمدة طويلة قد تصل الى عدة شهور وربما لسنوات.

وقال مايكل ماكدانيال رئيس مكتب حماية البيئة بولاية لويزيانا ان من الصعب التكهن بحجم الضرر الذي سيتكشف بعد الانتهاء من تجفيف نيوأورلينز.

وصرح ماكدانيال بأن المهمة الصعبة الآن تكمن في اعادة المياه الصالحة الى المدينة بعد أن اختلطت مياه الصرف بمياه الأمطار والمياه الصالحة للشرب.

وأضاف أن هذه المسألة قد تستغرق سنوات، وأن جلب المياه الصالحة الى المدينة في المستقبل أمر غير مستبعد.

خسائر وأضرار جسيمة
وتقدر الخسارة الاقتصادية الفورية الناجمة عن اعصار كاترينا بأكثر من 100 مليار دولار.

كما حذر خبراء الاقتصاد من فقدان 400 الف وظيفة بسبب الاعصار.

ولكن وزير الخزانة الأمريكي جون سنو قال ان تداعيات الاعصار السلبية على اجمالي الاقتصاد الأمريكي قد تؤدي الى تقليص نموه عموما بمقدار نصف في المئة.

ولكن سنو أضاف أنه متفائل بأن جهود اعمار نيو أورلينز سوف تعوض هذا النقص.