{myadvertisements[zone_1]}
أين الدلائل على أن بولس حور الدين المسيحي؟
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #35
أين الدلائل على أن بولس حور الدين المسيحي؟
السيدات والسادة
السيد السرياني
أهلًا بكم

........................
ياريتك تصعد طابق آخر لفوق وتنهي هذه الفقرة التي اخذت من الوقت اكثر مما تستحق ...
........................

هذه النقطة لم تأخذ ما تستحقه من المناقشة بعد. أنتم وضعتم رأيكم ثم وضعت أنا رأيي. أي تبادلنا الرأي مرة واحدة فقط. فكل طابق نصعده نحتاج بعده فترة التقاط أنفاس نجلس فيه ونتناقش حول نقطة معينة ونحن نشرب القهوة، ثم ننقل الجلسة لطابق آخر بعد ذلك لمناقشة نقطة أخرى. وهكذا. نحن لسنا في سباق ماراثون طوابق يا سادة
سيادتكم تقول:

........................
هل في كلام المسيح مايلزم اتباعه من كل الامم وفي كل عصر وزمان التمسك والعمل بالناموس الموسوي؟ ... لا ابدا!
........................

المسيح كان معلمًا للشريعة باعترافك طوال حياته وباعترافك. لماذا؟ هل ليعلمهم ثم يتركوها من بعده؟ فلماذا علمهم؟! المسيح علمهم ليسيروا على شريعة موسى ويلتزموا بها في أجيالهم:

"حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ....." (متى 23: 1 – 3)

فإذا أمر المسيح (وهو الله في العقيدة المسيحية) أحدًا من أتباعه بشيءٍ ما، فإن هذا الأمر ينسحب على الجميع بدون استثناء. المسيح هنا يخاطب الجموع الغفيرة وتلامذته. فبالتالي عندما يتوجه تلامذته إلى الأمم فبالطبع لابد أن ينقلوا نفس تعاليم المسيح التي تلقوها عنه. لذلك لم تتعرض سيادتك لهذه الآيات وإنما ضربت عنها الذكر صفحًا كأن لم تكن!
ولو أخذنا بكلامك هذا فمعنى هذا أن التعليم اختلف على يد بولس منه عن أيام المسيح.

........................
المسيحية تؤمن ان المسيح بموته وقيامته ادخل اتباعه والمؤمنين به في عهد جديد مع الله، وهذا العهد يعلوا ويسموا على العهد الذي قطعه الله قديما مع الشعب بواسطة موسى ...
........................

هذا كلام إنشائي لا دليل عليه. أين الدليل النصي الكتابي من الكتاب المقدس؟! ويتناقض مع كلام القديس بولس نفسه:

«أَعْبُدُ إِلَهَ آبَائِي مُؤْمِناً بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ». (أعمال 24: 14)
«لاَ أَقُولُ شَيْئاً غَيْرَ مَا تَكَلَّمَ الأَنْبِيَاءُ وَمُوسَى». (أعمال 26: 22)
أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ». (رومية 3: 28 – 31)
لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئاً وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئاً بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ. (1كو 7: 17 – 19)

اقرأ مرة أخرى! القديس بولس يعلن إيمانه بالشريعة ثم يؤكد أنه لا يقول شيئًا يخالف شريعة موسى ثم يؤكد أن الإيمان بابن الله الوحيد لا يبطل ولا يلغي الشريعة ثم يأمر بالعمل بالشريعة والحفاظ عليها. ها هي الآيات أمامك.

........................
ولهذا فهو (المسيح) لم يوصي اتباعه الا بفريضتان اساسيتان، هما:

الاشتراك في المائدة الربانية لتذكر موته وقيامته...
والمعمودية ...
........................

وأين وصيته لأتباعه باتباع شريعة موسى يتلقوها من الناموسيين (الكتبة والفريسيون) الذين يحفظونها عن ظهر قلب؟!

........................
والتلاميذ ايضا كمعلمهم كانوا يحفظون النواميس ويعيشون في ظل الشريعة ... لكن الحال مختلفة تماما بعد دخول التلاميذ في العهد الجديد وادراكهم التدريجي لنعمة الله ... وكمثال اشير هنا الى اعلان الرب لبطرس في سفر اعمال الرسل الاصحاح 10وامره الواضح له بتخطي النواميس.
........................

وادراكهم التدريجي لنعمة الله......... أي أن التلاميذ لم يفهموا رسالة المسيح في رأيك إلا بالتدريج. فظلوا يتبعون شريعة موسى حتى بدأوا يفهمون أنه من الخطأ مسك شريعة موسى بيد، والإيمان بالمسيح باليد الأخرى. وهذا اتهام مرفوض منك لتلاميذ المسيح إذ لا دليل عليه. سيادتك تستشهد بما يلي:

فَرَأَى السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَإِنَاءً نَازِلاً عَلَيْهِ مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مَرْبُوطَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ وَمُدَلاَّةٍ عَلَى الأَرْضِ. وَكَانَ فِيهَا كُلُّ دَوَابِّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشِ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. وَصَارَ إِلَيْهِ صَوْتٌ: «قُمْ يَا بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ». فَقَالَ بُطْرُسُ: «كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئاً دَنِساً أَوْ نَجِساً». فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضاً صَوْتٌ ثَانِيَةً: «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!» (أع 10: 11 – 15)

يتضح من هذا أن بطرس كان يسير على شريعة موسى بشأن حرام الطعام وحلاله. وهذا جزء من الشريعة لا الشريعة كلها. أما قولك: "اعلان الرب لبطرس في سفر اعمال الرسل الاصحاح 10وامره الواضح له بتخطي النواميس."، فلم يعمم الروح القدس ذلك الأمر ليشمل جميع الشرائع الموسوية. إنه هنا يتحدث عن الطعام الحلال فقط. ومع ذلك فإن استنتاجك هذا يتناقض تمامًا مع:

رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضاً لِلأُمَمِ. (غل 2: 7، 8)
لَكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيّاً لاَ يَهُودِيّاً، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟» (غل 2: 14)

كما ترى أن بطرس مؤسس الكنيسة بأمر المسيح لم يكن يرى أن رؤياه التي رآها تعني إلغاء شريعة موسى. ورأى أنه كان مكلفًا بدعوة الأمم للعمل بالشريعة اليهودية الموسوية

الغالبية العظمى من المفسرين يريدون أن يفهموا أنه لم تكن هناك تعاليم متناقضة متضاربة بشأن اليهود والأمم. ويروا أن معنى عبارتي "إنجيل الغرلة" و "إنجيل الختان" تشيران إلى أن بولس كان مكلفًا بدعوة الأمم، وبطرس بدعوة اليهود. وهذا تفسير واهٍ ضعيف، لأنه يتناقض مع ما أوردناه أعلاه ومع واقع القديس بطرس. يقول تفسير JFB:

though his main work was among the Gentiles.

كان عمل (بطرس) الرئيسي يتركز في الأمم.

وترد على استشهادي بآيات تشير إلى اتباع بولس للناموس ومدحه له. فتقول مستشهدًا بأقوال بولس في رسالته إلى رومية:

........................
نحسب ان الانسان يتبرر بالايمان بدون اعمال الناموس
الناموس ينشئ غضبا اذ حيث ليس ناموس ليس ايضا تعدّ.
واما الآن فقد تحررنا من الناموس اذ مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف.
........................

ثم تقول:

........................
ارجوا منك مراجعة الرسالة الى غلاطية وعندها ستدرك خطأ اعتقادك ان بولس حفظ الناموس وطالب بحفظه ...
........................

ما أوردتُه من قبل وما أوردتُه أنا أعلاه ينقض حكمك هذا. كما أنك لم تقدم تفسيرًا لاتباع بولس للناموس ومدحه وتمجيده له وتأكيده على أنه لا يقول شيئًا سوى ما قاله الأنبياء وموسى من قبل وأن نحفظ وصايا الله. أنت تقدم آيات بديلة ولا تقدم تفسيرًا لهذه الآيات التي تشهد باتباع بولس للناموس وأنه صالح ومقدس. وبذلك يقع التضارب والتناقض في مواقف القديس بولس وكلامه. وننتظر تفسيرًا منكم في هذا الشأن لتتحقق الفائدة من هذا الحوار. كما أن هذه الآيات التي أوردتها سيادتك تتضارب تضاربًا صارخًا مع ما جاء في رسالة يعقوب. تعال نقرأ سويًّا:

مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ . (يع 2: 14، 17، 21، 22، 24، 26)

كما ترى أمامك، بولس يقول:

الانسان يتبرر بالايمان بدون اعمال الناموس

ويعقوب يقول:

بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ

فيعقوب يسير على درب المسيح الذي أمر باتباع شريعة موسى. وبولس ينقض هذا كله. هناك اختلاف كبير بين تعليم بولس وتعليم المسيح الذي تمسك به التلاميذ وعارضوا بولس بسببه وها هو يعقوب يشهد في رسالته بصدق موقفهم.
أما سر الآيات التي استشهدت أنت بها، وسر الآيات التي أستشهد أنا بها، أقصد من أقوال بولس. فهذا تعرفه عندما تقرأ:

«اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ ... لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ». (كورنثوس الأولى 9: 19 – 21)
«أُرْضِي الْجَمِيعَ فِي كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ طَالِبٍ مَا يُوافِقُ نَفْسِي». (كورنثوس الأولى 10: 33)

وهذا ما أثار عليه تلاميذ المسيح الذين شربوا من تعاليم المسيح العذبة. اقرأ ما قاله بولس بشأن خلافه مع التلاميذ ولتعلم أن هناك أكثر من تعليم وكل طائفة تصارع من أجل نشر فكرها:

وَلَكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةًالْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. (غلاطية 2: 11 – 16)

ففي نظر بولس نرى بطرس وبرنابا مرائين، وأنهما لا يسلكان باستقامة، إذ نرى بطرس لا يسير على شريعة موسى ولكنه يطالب الأمم بالسير عليها. ويتحدث بولس هنا عن الإيمان والناموس ويرى أن الإيمان قد أبطل الناموس بالمرة ولم تعد للناموس قيمة تذكر. هذا هو سبب الخلاف بين بولس والتلاميذ. تعالوا نقرأ شهادة المسيح لبطرس:

«سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ (أي صليتُ وتضرعت لله) مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ». (لوقا 22: 31 – 32)

فهل رفض أقنوم الآب توسل أقنوم الابن بالحفاظ على إيمان القديس بطرس؟ المسيح هنا متأكد من استجابة الله له، لذلك يقول بكل ثقة لبطرس " وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ".

وبطرس قائد:

وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». (متى 16: 18، 19)

لذلك فإني أصدق المسيح ولا يمكن أن أثق في بولس وهو يصف بطرس وبرنابا ويصمهما بالرياء والنفاق. خاصة أن بولس كان هدفه إدخال الأمم في فلسفته ولا مانع من الكذب في سبيل ذلك:

فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ (رو 3: 7)

لذلك يقول القديس بطرس:

وَلَكِنْ كَانَ أَيْضاً فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضاً مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌَ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكاً سَرِيعاً. وَسَيَتْبَعُ كَثِيرُونَ تَهْلُكَاتِهِمْ. الَّذِينَ بِسَبَبِهِمْ يُجَدَّفُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ. (2بط 2: 1، 2)

........................
فالمسيح لم يلزم المؤمنين به باتباع نواميس وشرائع.
........................

أريد أن آخذ بقولك هذا. ولكني لا أستطيع مقاومة أمر المسيح لأتباعه وإلزامهم بالناموس:

"حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ." (متى 23: 1 – 3)

........................
انت تشير الى بضعة كلمات قليلة للمسيح خص بها اليهود الذين سبقوا موته وقيامته على الصليب ولم يخص بها غيرهم من الامم في العصور والازمنة اللاحقة.
........................

ليس الأمر بقلة الألفاظ يا سيدي! ولكن العبرة بصدور الأمر. وما صدر من أوامر للأوائل تُكَلَّف به بالتالي الأجيال اللاحقة لهم.

........................
الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.
........................

حتى تكون مؤمنًا، لابد من اتباع أوامر من أعلنت إيمانك به. المسيح أمركم باتباع شريعة موسى وعليكم إن كنتم مؤمنين بالمسيح أن تطيعوه. أما احتجاجك بأنه خص بها اليهود فلا دليل عليه لأن المسيح لم يستخدم لفظًا واحدًا يشير إلى التخصيص. كما أن احتجاجك بأن ذلك كان قبل موت المسيح، فهذا دليل أن ما تدافع عنه هو من تعليم بولس وهو بذلك يسطر تعليمًا مخالفًا للمسيح. فقد آمن إبراهيم بالله فحسبه الله له برًا وكان يسير على ناموس ومنه شريعة الختان. فلكي تؤمن وتحب لابد أن تطيع من آمنت به وأحببته:

فَامَنَ بِالرَّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرّا. (تك 15: 6)

وهذه الآية اختلف في فهمها بولس ويعقوب اختلافًا بيِّنًا لا ريب فيه. يقول بولس مدليًا برأيه في هذه الآية:

«فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً». أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً. (رو 4: 3 – 5)

ولنقرأ فهم يعقوب لنفس الآية إذ يراها دالة على وجوب الإيمان جنبًا إلى جنب مع أعمال الناموس التي تشهد على صدق المؤمن بما آمن به:

أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ (يع 2: 21)

فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ (يع 2: 22 – 24)

ها نحن بين تعليمين مختلفين تمام الاختلاف. تعليم بولس الذي يدعو لنبذ شريعة المسيح وهي هي شريعة موسى مع تعديل طفيف حسب مقتضى عصره في قوله (قيل لكم ... وأقول لكم)، وتعليم المسيح الذي دعا تلاميذه للتمسك به فتمسكوا به وساروا على هديه. وها هو يعقوب يسير على درب المسيح وموسى في رسالته.

........................
نحن لم نقل بأن المسيحية منعت ممارسة النواميس الموسوية او العادات والتقاليد، وانما طالبت بعدم الالتزام بها كونها غير نافعة للتبرير.
........................

وقد أمر المسيح بالالتزام بها كما قرأت (متى 23: 1 – 3). أمر بالالتزام بها دائمًا ولم يحدد الالتزام بها بمدة معينة أو زمن معين أو أمة معينة. وأنت بذلك تخالف كلام المسيح وتخالف ما ورد في رسالة يعقوب الذي يؤكد أن الإيمان فقط لا يصلح للتبرير ولابد من أعمال الناموس التي تشهد على صدق إيمان المرء.

........................
فليس الخطأ في ممارسة هذه الشريعة او تلك، وانما الخطأ في وضع هذه الممارسات اساسا للبر.
........................

الرب الإله لم يخطيء إذ وضع هذه الممارسات أساسًا للبر:

وَإِنَّهُ يَكُونُ لنَا بِرٌّ إِذَا حَفِظْنَا جَمِيعَ هَذِهِ الوَصَايَا لِنَعْمَلهَا أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِنَا كَمَا أَوْصَانَا». (تث 6: 25)

وإذا علمنا أن الرب الإله يهوه في العهد القديم هو يسوع المسيح الله المتجسد في العهد الجديد في العقيدة المسيحية، علمنا أن قائل هذه الآية هو هو الذي كررها في (متى 23: 1 – 3).

الله في العهد القديم يدعو للعمل بأعمال الناموس. والمسيح يدعو في العهد الجديد باتباع شريعة موسى. والتلاميذ يسيرون على هذا الدرب. ويعقوب في رسالته يؤكد أن الايمان لا يصلح بدون أعمال الناموس. بولس هنا هو الوحيد الذي نادى بنبذ شريعة الله والاكتفاء بالإيمان فقط. نحن أمام تعليمين مختلفين وها هي الآيات تصرخ بذلك.

........................
لايوجد اشارة في تعاليم المسيح بوجوب اختتان المؤمنين به من الامم ... اوامره الى تلاميذه واضحة جدا : " اذهبوا الى العالم اجمع وبشروهم بالانجيل ... من آمن واعتمد خلص ( مختون او غير مختون مش مهم ) ومن لم يؤمن يدان ( حتى لو كان مختون ) "
........................

وما هو الإنجيل؟ الإنجيل هو أقوال المسيح وتعاليمه. ومنها وجوب اتباع شريعة موسى المحفوظة بين أيدي الناموسيين (الكتبة والفريسيين). عندما يدرب المسيح تلاميذه على تعاليم معينة ثم يرسلهم إلى الأمم هل يريد منهم أن يعلموا الأمم تعاليم مختلفة لم يتفوه بها ولم يدربهم عليها؟! لذلك اختلف التلاميذ مع بولس في سفر الأعمال، مع بولس فقط، وأخذوا يعقدون المجامع لحل هذه المشاكل.


السيد ساري
مرحبًا بك

........................
ثم ماذا كان يكون رد فعل الناس عندما يسمعون رسولين يعلم كل منهما شيئا يناقض الآخر؟
........................

أنت تعلم أن اليهود ثاروا عندما علموا بخبر تعليم بولس للأمم الارتداد عن شريعة موسى. فلجأ المشايخ إلى التكتم على الخبر ونصحوا بولس بعمل كذا وكذا أمام اليهود في الهيكل. ومع ذلك حاول اليهود أن يقتلوه:
رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ ....... (أع 21: 27 – 31)

........................
ماذا يقول الرسل الآخرون ( أو الآباء حسب تعبيرك و لم أعرف من هم هؤلاء الآباء ) للناس عندما يسألونهم أي التعليمين هو الصحيح؟؟!!
........................

الأمم رضوا بأن يسير بولس وفق أهوائهم أما اليهود فثاروا عليه وحاولوا أن يقتلوه. ومن أهل غلاطية من أراد السير على الشريعة فقاومهم بولس ونهاهم عن العمل بمقتضى شريعة موسى وأن يكتفوا بالإيمان فقط بدون أي أعمال البتة:

أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هَذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟ (غل 3: 2، 3)

........................
إن بولس اؤتمن على إنجيل الغرلة يا عزيزي يعني هذا أنه أوصي بتبشير الأمم غير اليهودية بالمسيحية بينما بطرس اؤتمن على إنجيل الختان يعني التبشير بين اليهود. والتعليم كان واحداً بجميع الأحوال.
........................

التعليم لم يكن واحدًا. كنت أتمنى أن آخذ برأيك ورأي المفسرين. ولكن عندما أجد نصًّا مقدسًا مكتوبًا فلا يمكن أن أغمض عيني عنه:

لَكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، ؟» (غل 2: 14)

ها أمامك يحاول بولس أن يجعل القديس بطرس لا يعلم الأمم السير على الشريعة اليهودية الموسوية ومنها شريعة الختان بالطبع. وها هو بطرس يحاول أن يزرع فيهم حب الشريعة!

وتستشهد بقول القديس بولس:

........................
"وهذا ما أفرضه في الكنائس كلها، أدعي أحد و هو مختون فلا يحاولن إزالة ختانه أدعي أحد و هو أقلف فلا يطلبن الختان" ( 1 قورنتوس 7 : 18 )
........................

وَهَكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ. دُعِيَ أَحَدٌ وَهُوَ مَخْتُونٌ فَلاَ يَصِرْ أَغْلَفَ. (1كو 7: 17 – 19)

And so ordain I in all churches. Is any man called being circumcised? let him not become uncircumcised. Is any called in uncircumcision? let him not be circumcised. Circumcision is nothing, and uncircumcision is nothing, but the keeping of the commandments of God. (KJV

وهكذا آمر أنا جميع الكنائس. هل هناك شخص يطلق عليه مختون؟ دعوه أن لا يصبح غير مختون. هل هناك شخص يطلق عليه غير مختون؟ دعوه أن لا يصبح مختونًا. الختان لا شيء، وعدم الختان لا شيء بل حفظ وصايا الله.
أولًا" في الأصل اليوناني هكذا:

G1785
ἐντολή
entole¯
en-tol-ay'
From G1781; injunction, that is, an authoritative prescription: - commandment, precept.

وهي نفس الكلمة التي وردت في:

فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. (متى 5: 19، 20)

«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». (متى 19: 17)

........................
هل من المعقول أنه لم تكن هنالك أي خلطة بين اليهود الذين أصبحوا مسيحيين وبين الأمم الذين أصبحوا مسيحيين فلا يعلم كل من الطرفين بأنه قد تلقى تعليماً مختلفاً عن الآخر؟!
........................

النصوص المقدسة هي التي تشهد بوجود تعليمين مختلفين حسب المكان والأمة التي يقع فيها التبشير. بولس ألقى باللائمة على القديس بطرس لأنه يحاول دعوة الأمم للسير على شريعة موسى تنفيذًا لأوامر المسيح لا لأوامر بولس. ألا يكفي هذا دليلًا قاطعًا؟ هل نكذب الآيات التي بين أيدينا وتشهد بذلك؟ وأنت بنفسك قد شهدت بوجود تعليمين مختلفين عندما قلتَ بالنص:

.....................................
في بداية المسيحية كان يطلب من اليهود الذين آمنوا بالمسيح أن يحافظوا على الناموس، بينما لا
يطلب ذلك من غير اليهود الذين آمنوا بالمسيحية.
وهذا ما دأب بولس على تعليمه.
....................................

يتبع
09-09-2005, 12:31 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أين الدلائل على أن بولس حور الدين المسيحي؟ - بواسطة zaidgalal - 09-09-2005, 12:31 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ما معنى قول المسيحي للمسلم إن المسيح ابن الله؟ إبراهيم 0 1,224 03-13-2012, 08:11 PM
آخر رد: إبراهيم
  أيها الأخ المسيحي : هل لديك جواب من كتابك المقدس؟. جمال الحر 19 3,772 12-13-2011, 06:47 PM
آخر رد: جمال الحر
  ما الدليل على ان الدين الاسلامى هو الدين الصحيح؟ اولتميت واريور 6 4,852 02-12-2011, 09:10 PM
آخر رد: yasser_x
  نقص الدين المسيحي وشمولية الدين الإسلامي نظرة سريعة مسلم 30 10,052 11-14-2010, 01:43 AM
آخر رد: مسلم
  هل حقا يوجد ما يسمى ب الحوار المسيحي الاسلامي ؟ لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة 16 4,012 10-06-2010, 01:20 PM
آخر رد: ابو القيرواني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS