و لا أنا فيزيائي و لكن كل ما أعلمه عن هذه الجسيمات هو من مصادر علمية، و للأسف لا أعرف ان كانت الكلمات العربية التي استعملها تعبر عن الفكرة بشكل دقيق.

بشكل مبسّط، يقول العلماء أنه ثمة جسيمات صغيرة تظهر من لاشيء و تختفي الى لاشيء بدون مسبّب او داعٍ. و ظهور هذه الجسيمات لا يخالف قوانين حفظ الطاقة حيث انها دائما تظهر على شكل أزواج، سموها الكترون و بوزيترون، تبلغ كمية الطاقة الموجبة فيهما ما يساوي تماما كمية الطاقة السالبة، و بهذا فكمية الطاقة الكلية يساوي صفر. مما يعني انهما لا يخالفان مبدأ حفظ الطاقة في المجال الكمي.

و هنا أحب أن أنوّه الى أن الكثير من الدينيين يستعملون مبدأ حفظ الطاقة بشكل ناقص. مبدأ حفظ الطاقة الكلاسيكي يقول أن الطاقة لا يمكن تدميرها او خلقها، و لكن في ضوء الفيزياء الحديثة، و بسبب امور تم رصدها و التحقق منها فعليا، فمبدأ حفظ الطاقة الكمية يقوم على فهم أنه لا يمكن اضافة او انقاص الطاقة في الكون بشكل مختل، فكلما ظهرت طاقة موجبة في مجال الزمكان، يظهر ما يلغيها من طاقة سالبة، بحيث يبقى مجموع الطاقة دائما بدون تغيير.

يقول الفيزيائي النظري بول ديفيس، "في العالم الطبيعي، الطاقة دائما ثابتة و مبدأ حفظ الطاقة هو أحد أسس الفيزياء الكلاسيكية. و لكن في عالم الجسيمات الكمية، الطاقة تظهر و تختفي من لا شيء و بشكل عشوائي و فوضوي."

يقول ريتشارد موريس، "هناك جسيمات تظهر من لاشيء حتى عند عدم وجود طاقة كافية لخلقها، و هي أيضا تختفي بعد وقت قصير و كأنها لم تكن."

في عام 1953، قام العالم "ويليس لام" برصد هذه الجسيمات بأساليب تقنية معقدة، مثبتا بشكل قاطع أنها فعلا موجودة، و قد حصل على جائزة نوبل بسبب عمله.


"هناك ما مقداره 10 للقوة 85 (1 الى جانبه 85 صفر) جسيّم في المكان المرصود من الكون. من أين أتت هذه الجسيمات؟ الجواب هو أنه في النظرية الكمية، يمكن للجسيمات أن تظهر من الطاقة على شكل ازواج من الجسيمات و الجسيمات المضادة. و لكن هذا يؤدي الى السؤال: من أين أتت الطاقة اللازمة؟ الجواب هو أن مجموع الطاقة الكلي في الكون يساوي صفر. المادة في الكون مكونة من طاقة موجبة. و لكن المادة تتجاذب فيما بينها بفعل الجاذبية. كل قطعتين من المادة عندما تكونان قريبتين من بعضهما البعض، يكون فيهما طاقة أقل من كمية الطاقة بينهما اذا كانتا بعيدتين عن بعضهما البعض. و ذلك لأننا بحاجة الى طاقة لكي نناقض بها الجاذبية التي تجبرهما على الاقتراب من بعضهما البعض. و بهذا المعنى، فمجال الجاذبية هو عبارة عن طاقة سالبة. و في الكون المكون من فضاء متناثر، يمكن أن نثبت بأن طاقة الجذب السالبة تناقض بالتمام و بالتساوي طاقة المادة الموجبة. و بهذا فكمية الطاقة الكلية في الكون هي صفر." -- ريتشارد هوكنج

اذن فحقيقة ان الكون جاء من لاشيء لوحده هو امر لا يناقض الفيزياء الحديثة و لا يخالف أيا من مبادئها، حيث أن وجود المادة في الكون لا يزيد من كمية الطاقة و لا ينقص منها.


"فكرة المُسبّب الأول هي فكرة غريبة في ضوء نظرية الميكانيكات الكمية الحديثة لأنه بحسب التفسيرات الاكثر قبولا لهذه النظرية، الجسيمات المنفردة في المجال الكمي تتصرف بشكل غير مُسبّب و عشوائي و فوضوي تماما.." -- ريتشارد موريس

و هناك فرضيات حالية تقوم على تفسير وجود الكون و الثقوب السوداء و غيرها من الامور عن طريق مبدأ الـ virtual particles.