{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #91
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
عزيزي ابن العرب .(f)
كل تقدير .
ربما سيكون هناك تكرار لآراء أبديتها حول محاضرة البابا و ربما موضوعات متناثرة فأرجوا المعذرة لأنه لن يمكن شرح وجهة نظري سوى استنادا إلى تلك الملاحظات .
لا يمكن فهم أي نص بمعزل عن سياقه ، و كما هو واضح لدينا محاضرة في فلسفة العقيدة المسيحية لمتخصصين ، و كان من الواجب أن تبقى كذلك بدون أن نحملها مالا تحتمل ، فلم يكن هدف البابا طرح أفكارا للحوار الإسلامي المسيحي ، أو حتى نقد العنف الإسلامي و إهانة عقيدة المسلمين . إن الفكرة المحورية للمحاضرة تدور حول تأثر المسيحبة بالعقلانية التي ميزت الثقافة الإغريقية ،وهي فكرة أراها صحيحة فالمسيحية وهي مجرد نحلة يهودية أعيد انتاجها وفقا للمقايس الهيللينيستية حيث نمت و تبلورت كديانة مستقلة مبتعدة عن جذورها السامية ، و قد ساهم في ذلك التحرر شخصية المسيح الغامضة و شديدة العمومية و اللغة الأدبية التي ميزت مواعظه المنقولة خلال الحواريين وهي بطبيعتها الرمزية تقبل كل التفسيرات كأي أنصوص رمزية ،أيضا لأن المسيح لم يكن مضطرا لإنخاذ قرارات سياسية يمكن الحكم عليها كما فعل محمد وموسى مثلا .
لا عقلانية فكرة الإله في الإسلام كما وردت في أقوال الإمبراطور و استشهد فيها بأقوال ابن حزم بأن الإله لا تحده حتى كلمته، و أنه لا يوجد شيء ليجبره على كشف الحقيقة لنا. فلو كانت تلك مشيئة الإله، لكان علينا حتى أن نمارس عبادة الأصنام.هذه الأقوال لا تعني أن الإله دون العقل و لكنها تعني أن الإله فوق العقل و غير محدود به ، هذه الفكرة مطروحة إسلاميا بل و حتى فلسفيا بين الإلهيين ،وهي فكرة لا تقل حجية عن فكرة عقلانية الإله ،و علينا أن نفهم بالطبع ماهي العقلانية كمذهب فلسفي و ليس كمعنى ضده الجنون أو العته أو الغباء كما يفهم البعض . لقد اقتبس البابا عبارات الإمبراطورالقاسية ضد الإسلام في معرض شرح فكرة لا عقلانية الإله الإسلامي في مواجهة فكرة عقلانية الإله الهيلينيستي المسيحي ، و ليس في معرض نقد شخصي للإسلام ، ومثل هذه المحاورات القديمة بين الأديان تقتبس كثيرا بواسطة فقهاء مسلمين و لكن لتأكيد قوة الفكر الإسلامي و تساميه .
رغم هذا أرى أن البابا افتقد اللباقة و الحس السياسي ، كنت أتمنى أن يعرض البابا محاضرته على مستشار يفهم الإسلام و حساسياته ،و لو كنت مكان البابا لعينت فورا مستشارا مسلما لشؤون الأديان ، لو سأل البابا بهجت مثلا لقال له :" دعك من الإمبراطور البيزنطي المحاصر فلن يكون منصفا ، لماذا لا تستشهد مباشرة بأقوال ابن حزم لتوضيح الفكرة ، بل هناك أقوال غيره ممن يؤكدون أن الله لا تدركه العقول و أن منطق الله غير منطق البشر ، لا تنس أن الإله العبري كما عرفه يسوع الناصري نفسه كان أيضا لا عقلاني كإله المسلمين تماما ، سمه فوق العقلانية أو أي اسم كهنوتي مشابه ، لماذا تتحمس لإله هيلينيستي عقلاني rationalist( أكرر هذا غير وصف عاقل sane ; coherent) و تتخلى عن إله بني إسرائيل الذي أيضا لم يكن عقلانيا و محبا للدماء ؟.لماذا و أنت الآن بابا لا تقرأ العهد القديم ؟.ثم ماهي العقلانية في ان يصلب الإله نفسه أو يقتل ابنه ، أليست تلك قسوة مفرطة و لماذا يلجأ الإله لهذه الحيل الصبيانية ؟.
يا عزيزي إنني لا أتعرض للاهوت و الحب و العقائد إلا من جانب معرفي فقط و بناء على طرح البابا ، فالبابا متحمس لإله هيليني عقلاني بعيد عن إله بني إسرائيل الذي تحدث عنه العهد القديم ، إن فكرة الله تقفز قفزا مدهشا في التوراة ومن ثم القرآن من إله نوح العنيف الهمجي المولع بالذبائح ، إلى إله أكثر رقيا هو إله ( أيوب ) الأكاديمي المتحضر الذي يراهن الشيطان ، متحديا أنه لن يستطيع أن يغري أيوب الضائع على اليأس من رحمة الله .هذا الإله يستكمل تطوره و يرتقي إلى إله ميخا ، وهو لم يعد الإله الدموي المحب للأضاحي ، بل هو يقول أن الله لا يريد منك أن تضحي بشيء ، فقط هو يريدك أن :" تراعي العدل في عملك ،و أن تحب الرحمة ،و تسير مع الله في تواضع !".. إنه إله رائع حقا لن تعرف الأديان له نظيرا ، حتى يظهر إله الفلاسفة و العلماء ( الإله الكامن في المادة .. التطور الخلاق ) .و لكن هناك خلط بين الآلهة ، ففي الكتب الدينية تختلط المياه النقية بالمياه الملوثة القديمة ،و تعرض كل تلك الآلهة كأنها نفس الإله الواحد .وما زال الأطفال يتعلمون أن إله نوح هو نفسه إله ميخا و يسوع و محمد.
شهدت فكرة الله قفزة هائلة على يد يسوع الذي بشر بأن الألوهية هي شيء يمكن أن يتجسد في الإنسان ، و فيه هو بالذات ،و هكذا فالإنسان ليس في حاجة لإله خارجه ، بل هو الذي يوجه ذاته خلال انبثاق الألوهية في نفسه ، و لكن تلك الفكرة سرعان ما رفضها الجمهور المذعور ، فقد اعتقدوا أنه يحاول أن يتقمص شخصية يهواه نفسه . لم تجد هذه الفكرة -حتى بين الحواريين - من يتفهمها ، لهذا سرعان ما عبدوا يسوع نفسه كإله .إن هذه الفكرة هي الفرق الكبير بين العهد القديم و العهد الجديد .و لكن تلك الفكرة تم تدميرها بواسطة بطرس الذي قدم المسيح كمخلص للبشرية خلال تضحية جسدية ، وهكذا أعاد المسيحية إلى إله نوح العنيف مرة أخرى . لقد تم إلغاء ميخا و يسوع ، وهكذا بنيت المسيحية التاريخية فوق مذبح التضحية ليهواه ،فما عسى ميخا و يسوع يقولان لو عادا مرة أخرى ليجدا اسميهما و تراثيهما قد ربطا للأبد بكل الوثنيات التي كانا يكرهانها ، مثل هذا السؤال يمكن تصوره فقط بواسطة كل المتعاطفين مع تعاليمهما الأساسية .
لم يكن أحد من الحواريين على مستوى فهم المسيح ، و هكذا لم يكن هناك بينهم مسيحيا حقيقيا، و إذا كان هناك ما يلام عليه يسوع فهو سوء اختياره لحوارييه ، هذا إذا كان ثمة اختيار حقيقي . لقد كانت قواه العقلية و رؤيته الثاقبة تتجاوز فهمهم . عبد الحواريون يسوع كظاهرة فوق بشرية و فوق طبيعية ، وجعلوا ذكراه مركزا لمعتقداتهم البدائية في السحر ، وفي النوحية المدمرة ،ولعواطفهم المفرطة ،و لتطهرهم المازوكي . ربما كان الكثير من تلك التخيلات طيبا و كريما ،و لكنه لا يرقى أبدا لذكاء يسوع .
ساهم موت يسوع العنيف في شهرته الشعبية و في إضفاء الغموض على عقيدته . كان الرومان يعاقبون مواطنيهم من السياسيين بأن يلقونهم من فوق صخرة ( تاربيان ) ، أما العبيد فيقومون بصلبهم و تعذيبهم كما حدث في ثورة سبارتاكوس التي صلب فيها الرومان ستة آلاف من المصارعين المتمردين قبل مائة عام من ظهور يسوع .كان الصلب هو أيضا عقاب يسوع نتيجة ما فعله اليهود عندما صوروه كمتمرد و مثير للفتن من نفس نوعية سبارتاكوس ، و هكذا عذب بنفس الأسلوب العنيف الكريه . عندما أسست الديانة المسيحية بعد 300 سنة من حادثة الصلب ، كان الصليب و أدوات التعذيب هي رمز المسيحية نفسها ،و هكذا اختلطت المياه النقية لحياة المسيح بأقذر ما اعتقده أجداده من تضحيات بشرية .
أضحت القضية أكثر تعقيدا عندما نجح بطرس في إقناع يسوع أنه المسيح المنتظر ،و أن حتى الموت لن يقهره و أنه سيعود ليحكم العالم إلى الأبد . كان التعذيب الوحشي و الألم الصاعق و الإحساس بالضياع السياسي ، مضافا إليه ما شعر به يسوع من الكراهية و العنف و الضعة التي يرسخ فيها البشر ، أيضا مع عبادة أتباعه له ، كل هذا كان عاملا حاسما في اقتناع يسوع برأي بطرس ، و عندما مر 1000 عام دون ظهور المسيح ، انتظر الناس ال 1000 الثانية ،وهم الآن ينتظرون ال 1000 الثالثة بلا ملل ، و كلما مر الزمن بدون عودة المسيح زادت الثقة في عودته ، فهذا التناقض جزء من معضلة العقل البشري .
بعد 600 سنة من حياة عيسى ظهر محمد حاملا رؤية كونية مستنيرة عن الله . كانت تلك الرؤية بمثابة ثورة روحية كاملة ، و لكن هذه الرؤية الباهرة طمست نتيجة تحول النبي إلى حاكم و فاتح ، مما دفعه ليفرط في استخدام أدوات الحكم ، و اضطراره إلى إطلاق الوعود الجزافية بالنعيم المقيم لرجاله و الجحيم المستعر لأعدائه .و رغم رفض محمد أي وضع أسطوري إلا أن أتباعه قدسوه ،و بالتعارض مع تعاليمه جعلوا من تصرفاته و أقواله دينا . و كي ينهض الإسلام من جديد لابد من إعادة اكتشاف محمد هذا الرجل الكبير تماما كما يعاد اكتشاف المسيح الديمقراطي و موسى الضحية البرئ المحروق في الهولكوست .
يا عزيزي لن يتفق المسلمون فيم بينهم و لن يتفق المسيحيون و يجب ألا يتفقوا ، يا عزيزي الثقافة هي التي تقرأ الدين و ليس العكس ، الثقافة الأصولية تنتج دينا أصوليا و الثقافة الليبرالية تنتج دينا ليبراليا كشأن ذاتي بلا تأثير عام كبير ، الأصولية العربية تقرأ الإسلام و المسيحية كلاهما بشكل أصولي متعصب ، و لهذا لا أكف عن نقد الأصولية و الطائفية بشكل متصل لا هوادة فيه ، لأني أدرك خطورة الأصولية و أنها قرحة روحية و سرطان عقلي و إيدز نفسي ، و أدعوا عقلاء المسلمين و المسيحيين إلى التوقف عن المجادلات الدينية العقيمة و تجميل ديانات قديمة يهودية المنبع و الإنضمام إلينا في مقاومة التعصب و الأصولية و الكراهية العرقية و الدينية .
إن مواجهة العنف الإسلامي و المسيحي الغربي و اليهودي الأصولي ليس مسؤولية البابا و لا رجال الدين فهؤلاء جزء من المشكلة و وقودها ، و لكنها مسؤولية كل الرجال و النساء المحترمين و العقلاء من مختلف الأديان ، مسؤولية المثقفين المتحررين و العلمانيين و الليبراليين الذي صنعوا هذه الحضارة العظيمة و عليهم اليوم القتال كي يحافظوا عليها ، يقاتلوا كل أعداء البشرية .. عليهم اليوم أن يواجهوا بن لادن و بوش و أحمدي نجاد و خلفاء شارون بحزم و على قدم المساواة .
09-27-2006, 06:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #92
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
اقتباس:  Albert Camus   كتب/كتبت  
ليه لأ ما أطلعش عيّل وأرجع؟ :lol:
وهذا هو ما سألته لنفسي منذ قليل..

الزميل خوليو (f)

اقتباس: فكلماتك هنا تحوي أخطاءً سايكولوجيّة كبيرة ..

بلاش أنا ، وطبعاً معك حق، فلا أستطيع أن أطلب من أحد أن يعتمد على رؤيتي في شيء، بل إنّني أزعم أنّ مشاركاتي كلها ومواضيعي كلها في النادي منقوصة ويغلفها الكثير من الجهل ويعوزها نظرة أعمق.
لهذا بلاش أنا .. سيبك منّي.


عدوان Aggression

سلوك يتوجه إلى الغير غالباً ويقصد به أن يعانوا منه نفسياً أو مادياً، وقد يتحول به الشخص إلى نفسه فيلحقه منه الضرر وقد يصيبه الدمار. ولأن العدوان ظاهرة عالمية قيل إنّه "غريزي" في الإنسان وفي كل الكائنات الحية، بتأثير ما يسمى "غريزة العدوان" Aggressive Instinct . إلاّ أن وجهة النظر هذه لا تتفق ووجود أفراد وجماعات من الإنسان والحيوان قلما تمارس العدوان. ويضرب المثل عادة بالذئب كحيوان محب لممارسة العدوان من أجل العدوان، إلا أن الذئب لا يأتيه إذا استسلم خصمه من بني جنسه، وهو في الحال يكف عن العدوان عندما يبدي الخضوع، والمعروف عن الحيوان عموماً أن أفراده لا ينزون على بعضهم إلا بسبب التناحر على الإناث أو الطعام، ويجعل ذلك من العدوان سلوكاً مؤقتاً، ثم إنّه ليس له نمط ثابت، ولو كان غريزياً لكانت له أنماط ثابتة كالأنماط التي لكل سلوك غريزي كما في نمط ابتناء الأعشاش عند الطيور.
والمعروف أن الجهاز العصبي المستقل عندما يتواجه الكائن الحي وأحد المواقف المهددة فإنّه يتهيأ بحيث يستطيع أن يدفع عن نفسه، ومع ذلك فقد لا يكون دفاعه عن نفسه بأن يعتدي أو يقابل التهديد بالتهديد، والعدوان بالعدوان، وإنّما قد يوجه طاقته المستحدثة إلى الهرب بدلاً من العراك، أو يصرفها في أنشطة بناءة يتعامل بها مع ظروف الموقف ليتجاوزها وينجو بنفسه أو يحولها لمصلحته، ومن ثم فقد يمكن أن يقال إن كل كائن حي مزود بما يجعله يسلك سلوكاً بناءً أو هداماً، وهو ما ينقض نظرية "غريزية العدوان"، ويقوي وجهة النظر المقابلة التي تجعل للتعليم أثره على الطريقة التي نتعامل بها والمواقف المهددة، ولقد أمكن تعليم الكلاب أن تتآلف مع القطط، وأن تلعب مع الأسود، يمعنى أن الحيوان المعروف عنه الشراسة، والمشهور بعدائه لأنواع أخرى من الحيوان قد يمكن أن يتعلم أن يتعايش مع غيره أو أن يتعارك، ومن الممكن أيضاً أن يشب الأطفال بميول عدوانيّة أو غير عدوانية بحسب التربية ومقتضيات البيئة. وهناك مجتمعات كاملة ما تزال تعيش على التعاون والائتلاف ولا تعرف التنافس والتناحر إلاّ قليلاً.
موسوعة الطب النفسي-جزء 2- د. عبد المنعم الحفني - مكتبة مدبولي - صفحة 94



هذا فيما يتعلق بغريزة العدوان، أمّا فيما يتعلق بالأنثروبولوجي ، يرى البروفيسور جيمس ديميو أنّ العالم قبل عام 4000 ميلادي وخلال العصور الأموية لم يكن يعرف ماذا يعني "العنف" حتى حصل تحول بعد هذا التاريخ بدأت معه المظاهر الحربية والمعارك في الظهور على المستوى الإجتماعي. ويقدم بحثه في كتاب اسمه
Saharasia: The 4000 BCE Origins of Child Abuse, Sex-Repression, Warfare and Social Violence

وهذه مقالة تقدم لكتابه وتعرض مستخلصاً لما جاء في هذا الكتاب ، وهذا الكتاب هو دراسة متخصصة في "نشأة العنف الإنساني في التاريخ " وهذه المقالة التي تقدم للكتاب هي على موقع متخصص في الدراسات الأموية في العصور القديمة وفي العصر الحديث، ويحتوي هذا الموقع على مجموعة من الدراسات الأكاديمية القيّمة، وأقتبس من مقالة تقديم الكتاب هذه الفقرة :

A new geographical study on the ancient historical origins of human violence and warfare, drawing upon global archaeological and anthropological evidence, has just been published presenting substantial proof that our ancient ancestors were non-violent, and far more social and loving than are most humans today - moreover, the study points to a dramatic climate change in the Old World, the drying up of the vast Sahara and Asian Deserts, with attending famine, starvation and forced migrations which pushed the earliest humans into violent social patterns, a trauma from which we have not yet recovered in over 6000 years.


أرجو أن تكون هذه المعلومات مفيدة للجميع..
أراكم بعد حين (f)


مرحباً عزيزي ألبرت ..
في الحقيقة أنا لم أقرأ الكتاب الذي أرفقته بعد .. سأقرؤه وربّما نتناقش حوله .. لكن .. ربّما أستطيع أن أتنبّأ بما فيه خصوصاً وأني متطّلع على التاريخ الانتربولوجي ..
في الحقيقة .. علينا أن نفرّق بين شيئين أساسيّين هنا .. حتّى لا نخلط الأوراق كثيراً ..
علينا التمييز بين - العنف كظاهرة اجتماعيّة منظّمة ..
. و - العنف كظاهرة سايكولوجيّة ..

بقليل للدراسة لعلوم الأنتروبولوجي .. نجد فعلاً أن "العنف" المنظّم .. الذي تمارسه "جماعة بشريّة" ضد "جماعة بشريّة أخرى" قد نشأ منذ أن عرف الإنسان الزراعة .. فخرج من كهوفه وبنى القرى .. أي حوالي 4000 قبل الميلاد وربّما أقدم من ذلك أيضاً .. ومن ثمّ استمرّ حين بنى الإنسان المدينة-الدولة .. ومن االمعروف أن عصر المدن بدأ منذ عام 3000 قبل الميلاد .. الجماعات البشريّة حينها كانت "تغير" على بعضها البعض .. بهدف السرقة .. والنهب ..

هذا الكلام .. لا ينفي النظرة "السايكولوجيّة" ولا يعالجه .. بل إنّ كلاً من العلمين .. يبحث في مجال مستقل تماماً عن الآخر ..
العنف في السابق -قبل العصر الزراعي- كان يمكن أن يكون بين رجل ورجل .. وبين رجل وامرأة .. وبين جماعة رجال .. وجماعة غزلان على سبيل المثال .. علم الانتربولوجيا لا يلقي اهتماماً لهذا النوع من العنف .. بل هذا المجال هو من اهتمام علوم النفس ..

الإنسان .. كما الحيوان .. يحوي غرائز متوحّشه .. هذا الموضوع ليس محل نقاش سايكولوجي .. كما أعلم على الأقل .. لكن .. طريقة تعبير هذه الغرائز عن نفسها يختلف قوّة .. وشدّة ..
على كلّ .. مفاهيم علم النفس هنا معقّدة بعض الشيء .. يقوم علم النفس بإرجاع كل فعل إنساني إلى مكامنه .. علم النفس يجد أن النظر إلى جسد امرأة وهي تتعرّى .. ما هو إلا معبّر عن مكامن ساديّة بشكل ما .. رغبة في تملّكها .. إلخ .. ويصل من ذلك إلى أنّ هذه المكامن الساديّة يكن أن تتفاقم لتأخذ أشكالاً أخرى ..
لذا .. فغريزة العنف قد تتجلّى بقتل حشرة .. وبدفاع إنسان عن ذاته .. بإصراره على الحياة .. والسبل التي وجدها ليضمن هذا الاستمرار .. برفسة طفل أزعجتَه ..
لذا .. أردت أن أعلّق فقط .. أن كلام الزميل خالد يحمل بعض الصحّة في هذا المجال ..

دعنا نخرج قليلاً عن مجال علم النفس .. ودعنا نضع هذا النقاش جانباً إذ أنّه لا يفيد الموضوع كثيراً .. وأخاف أن يهبّ العلماني علينا غاضباً لأننا أفسدنا شريطه .. وأنا حقيقة أخاف العلماني .. :D

العنف اليوم .. يمثّل وسيلة ردع .. قانونيّة على الأقل .. ارتأت البشريّة بتطوّرها الحضاري أن تسنّ القوانين التي تسمح فيها للدولة بممارسة الردع .. وما في ذاك عيب .. بل هو تطوّر ابتكرته البشريّة ليضمن حقوق الجميع .. ويجعلهم متساوين ..
العنف هنا موجّه لمصلحة الإنسان .. ويقول زميلنا خالد .. أنّه طالما يوجد عنف لمصلحة الإنسان فلا بأس إذا من عنف لمصلحة الإله ..
هذه فلسفة تحوي الكثير من الذكاء .. لكنّها غير مقنعة لإنسان مثلي ومثلك بل نحن نراها تمتلئ بالسفسطة .. هي قضيّة فلسفيّة لا مكان لي ولك بها لأنها تستند على مسلمات يؤمن بها خالد .. ولا نؤمن بها نحن ..
خالد يجدها نقطة تسجل لمصلحة الإله .. منطلقاً من مسلّماته .. وأنا أجدها نقطة ضد الإله .. منطلقاً من مسلّماتي الإنسانيّة .. بل والعلميّة ..
هذا الإله .. سيسمح لنفسه أن يزهق أرواح الأبرياء .. ويقسّم الناس إلى تقسيمات عقائديّة يمنحهم بموجبها حقوقاً وواجبات ..
نحن نرفض ذلك .. ونعتبره إرهاباً بحق البشريّة .. ونقطة تسجّل ضد الدين الإسلامي الذي لو كان دين إله .. لكان أكثر حكمة .. ورحمة .. وتفهّماً ..
هذا الدين يهمل كل علوم الاجتماع والسايكولوجيا .. يهمل تأثّر الإنسان ببيئته وإيمانه بتقاليدها .. هو يعتبره ضالاً إن لم تكن بيئته مسلمة.. وكأنّ الإنسان يختار دينه وبيئته .. كما المسيحي يرى المسلم ضالاً .. فالمسلم أيضاً يرى المسحي ضال .. حتّى لو امتلأت أراضي المسيحيين بالدعاة الإسلاميّين .. وحتّى لو كان العكس يالعكس ..
الإنسان ليس مخيّراً بالمطلق .. بل هو أكثر تسييراً .. والدين يتجاهل هنا أبسط مبادئ علوم النفس .. هدمها كلّها .. وأخذ منها "العنف" ..

العنف غريزة يا خالد .. ربّما إلهك خبير بذلك .. لكنّه كما أرى أخذ من علم بكامله كلمة .. ونسف منه كلّ شيء آخر ..
فهل يحقّ لإلهك أن يوجّه عنفه .. لإنسان يؤمن بمبادئ نشأ عليها .. ويقدّسها .. وبالتالي .. يدافع عنها من غزوكم لها .. !!

العنف البشري .. الذي تراه يتمثّل بدولة .. يهدف إلى معالجة وردع الإنسان الذي يضر بالبشريّة .. يهدف إلى مساواة بشريّة في الحقوق والواجبات .. يهدف لخلق للحفاظ على مصلحة الجميع .. وعنف إلهك .. عنف كيان وشخص .. ضد بشريّة بأكملها .. عدا أتباعه طبعاً ..

خوليو
09-27-2006, 08:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #93
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
مساء الفل
الزميل خوليو (f)
يا زميل خوليو قمت بالبحث ووجدت أبحاثاً تؤيد كون العنف غريزة، وأبحاثاً تنفي وتقول أنّه مكتسب (كما اقتبست لك أعلاه )، وأبحاثاً تجمع بين الإثنين.
أنت على حق في أنّني تعصبت لرأي ونفيت وجود الرأي الآخر الذي اعتمد عليه خالد ، والذي تؤيده أنت..
وأنا مخطيء في هذا الشأن.
أعلم أنّ الجدل في علم النفس لا ينتهي، ولهذا قلت من قبل للزميل خالد أنّني لا أفرض رؤيتي عليه، ولم أكن أريد الدخول في كل هذا الجدل في علم النفس والانثروبولوجي ونظريات علم العقاب..
عموماً شكراً جزيلاً على مداخلتك
استفدت منهاومن مداخلات الزملاء جميعاً ، وأرجو أن يكون الآخرون استفادوا منّي كذلك.
لا أخفي عنكم أنّني أرهقت من التركيز والكتابة في هذا الموضوع.
وأريد أن أرتاح قليلاً.
هذه وردة للجميع (f)
أراكم بعد حين
09-27-2006, 09:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
تموز المديني غير متصل
عضو جديد دائما
*****

المشاركات: 1,165
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #94
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
تحيات للجميع
كامو العزيز يسعدني استفزازك بكل حب لانه يعود بك الينا بعد تهديداتك المتكررة التي بت اخاف ان تصير حقيقة;)

بالنسبة للكتاب الذي يتحدث عن تاريخ العنف و يضع له بدايات تمتد الى 4000 قبل الميلاد وجدت انه يصح مرجعا اساسيا في رؤيتي للسبب الرئيس لانتشار العنف في تاريخ البشرية.. وخصوصا ان يذكرني بGرابتي اقدم الآلهة في بلاد مابين الرافدين و الشاطئ السوري .. فنحن في الحقيقة من اخترع الله.. حيث الاساطير الاسومرية و البابلية كلها بدأت بالتمهيد لحضرة الله المحترم وما من شك ان اكثر الكتب المقدسة التوحيدية تحتوي افكار كثيرة عن نشوء الحياة و فكرة الاله.. الخ من هذه الاساطير...
"مغامرة العقل الاولى " كتاب هام يثبت هذا الشيء,,,

سابعا و اخيرا: جدي الاعظم سرخون الاكادي الذي ظهر في الفترة اياها مع انتشار اساطير الخلق و التكوين و عبادتها في المنطقة يعتبر اول قائد جيش في التاريخ .. و من كثر صلابته و فتكه و فتحه كاد ان يصير الها...
العنف بدأ مع الدين و ليست الاساطير القديمة و الالهة "التي تطفلت انا الراعي المسكين على عليائها" اقل بشاعة و عنفا من الله المعاصر قياسا للنظر اليها في وقتها و تاريخها و ليس كما نراها اليوم عبر الغصن الذهبي و كتابات سواح و غيره مجرد مسرحية مسلية....
انها اساطير لها معابد و لها كهنة و البشر وقتها لم يجرؤا حتى على رفع اعينهم لرؤية الكاهن مندوب الألهة بينهم و كانت اضاحيهم كما معاصريهم الفراعنة لا تكتفي باقل من بشر احياء...عرائس النيل مثلا

كل هذا العنف انتشر بسبب الدين بكل اشكاله و عبر تاريخه و هذا ما حاولت ان اؤكده في مداخلتي الماضية هنا في الرد 81


اخير واخيرا...
ماذا تقصد هنا؟؟؟

اقتباس:وعلى الرغم من أنّ لها شعبية كبيرة فإن الملحمة ككل ليس لها مكانة النص الديني المقدس وإن كان من المفهوم عامة أنّها تفسير موحى به للنصوص الدينية المقدسة.


هل تقصد ان الهندوس اشد تسامحا بكثير مما هو عليه سيدنا كريشنا في نشيده الحربي هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ام اني فهمت غلط؟؟
" المنوسمرتي كتاب الهندوس المقدس _عندي طيعة نادرة منه من ترجمة كاملة للدكتور احسان حقي طباعة دار اليقظة الدمشقية قبل الطوفان_ يحوي من افكار دينية قد يجد فيها اي ملحد ان القرآن الكريم هو الطف و انعم و ارق كتب الدين"

اخيرا و ليس آخرا..البوذية حسب اطلاعي و احتكاكي الشخصي مع اكثر من نوع ليست دينا... انما هي طريقة عبادة و تأمل و تطور روحي و نفسي و جسدي و قد اخذت به كثير من الاديان الاقصى شرقية و اهمها الهندوسية الهندية و الزرادشتية و الطاوية الصينية و الزن اليابانية..الخ
و لكن هؤلاء ايضا لا يسلمون ابدا من جذور العنف الديني او الايماني كما يحلو لي تسميته

اخيرا وبدون استفزاز اعذر لي هذه العجالة:D

بس عندي طلب صغير منك يا كاتب الطاعون... الميت في حادثة سيارة

روق علينا شوية يا جميل


و لك مني كل :wr:
09-28-2006, 01:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #95
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
مساء الفل

الزميل تموز المديني (f)
أشكرك على التحية اللطيفة
اقتباس:اخير واخيرا...
ماذا تقصد هنا؟؟؟

اقتباس:وعلى الرغم من أنّ لها شعبية كبيرة فإن الملحمة ككل ليس لها مكانة النص الديني المقدس وإن كان من المفهوم عامة أنّها تفسير موحى به للنصوص الدينية المقدسة.


هل تقصد ان الهندوس اشد تسامحا بكثير مما هو عليه سيدنا كريشنا في نشيده الحربي هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


لا أقصد هذا،
قصدت أن أبين الفرق بين الهندوسية والبوذية في مداخلتي.
وعندما كتبت هذا الاقتباس من كتاب الموت والوجود، قصدت أن أضع الأسفار في مكانتها الحقيقية لدى الهندوس حتى لا يظن أنّ لها موضعاً مركزياً كنص ديني مقدس، وهذا غير صحيح. أمّا كون الهندوسية انتشرت بالعنف أم لا فهذا لا يهمني.
لقد قلت أن البوذية والداوية لم تنتشرا بالعنف، وطبعاً يعود سبب ذلك إلى فحوى دعواهما، فهما يمتلكان القدرة على امتصاص الآخر أياً كان ذلك الآخر ، وليس نفيه كبقية الأديان.
وقصدي كذلك منذ أول مداخلة لي في هذا الموضوع هو أن احاول المساهمة في توضيح شيء ألا وهو: التحذير من اختزال الحقائق ومن التعميم، ومن بناء نتائج على معرفة منقوصة وغير متخصصة. سواء عن الإسلام أو علم النفس أو علم العقاب أو الأنثروبولوجي أو الديانات الشرقيّة. أيضاً التحذير من التعامل بأسلوب أنّ شيئاً ما هو إمّا "جيد" أو "سيء"، سواء كان ذلك الشيء ديناً أو أي شيء آخر.

لا يمكن تناول موضوع واحد من هذه المواضيع هنا والخروج بنتيجة يمكن أن يقال عنها أنّها "مرضية" . موضوع واحد من هذه المواضيع يحتاج إلى بحث لسنوات عديدة لكي يصل الإنسان إلى بداية خيط للحقيقة فقط وليس الحقيقة نفسها.
أرجو أن أكون قد استطعت المساهمة في توضيح فكرتي.

اقتباس:بس عندي طلب صغير منك يا كاتب الطاعون... الميت في حادثة سيارة

روق علينا شوية يا جميل


و لك مني كل

انا برضه حاسس أن دمي بقى تقيل ، يمكن أحد الأسباب إن نيوترال مشي وهو كان يستطيع أن يستخرج مني الروح الضاحكة.
أشعر حالياً أن كل شيء كئيب نوعاً ما.
وهذا على الرغم أنّني أستمتع بصحبتكم كثيراً وإلاّ لما كنت "لازق" هنا ليل ونهار وأفلي الموسوعات والإنترنت لأجل مشاركتكم في النقاش.

عموماً آسف إذا كان ثقل دمي هذا قد طفح على أحد

سأكون متابعاً للنقاش..
وأنا احفظه أولاً بأول على الديسك الخاص بي
تحياتي لكل من شارك (f)

إلى اللقاء
09-28-2006, 04:41 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #96
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
عدنا والعود أحمد،

سأرد في ما يلي على الزملاء الذين داخلوني....
10-07-2006, 06:31 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #97
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
الزميل ألبرت كاموس،

دعنا أولا نستند على منطق الإحساس في بحثنا، وهو الحكم على الواقع كما هو فعلا وليس كما نحب له أن يكون أو كما نتخيله، والحكم على الواقع يكون بوصفه كما هو.

الواقع هو العنف، وقد أجرؤ أن أقول أن العنف واللطف لصيقان، لا يخلو منهما مظهر من مظاهر الكون، سواء أكان حيا أم لا.

ثم أن الإنسان لا يخلو من عنف، ليس كغريزة لا بد من إشباعها، بل كمظهر سلوكي إرادي أو لا إرادي، ضروري أو من نوافل السلوك.

نترك كل ما سبق إلى السلوك، وهو ما يعنينا، فهو الفعل الواعي المسيطر عليه.

أعرف أن سلوك اللإنسان متعلق بمفاهيمه عن الحياة، لكني لم أسمع بأية مفاهيم عن الحياة وعملية تجتنب العنف وتقصيه خارج منظومة السلوك البشري، لا يعنيني هنا سلوك ألبيرت كاموس الفردي، فهو ليس قاعدة.

فيما أراه من بحث لواقع البشر، أنهم عادة يكرهون العنف، إلا أنهم لا يمنعونه، بل يلبسونه قفازا مخمليا، ويربطونه بالسلطة.

من أشرس أنواع العنف، والتي أقر بها الزميل كاموس، هي تقييد الحرية، وأدعو هنا الزميل العزيز أن يطلع على حقيقة واقع السجون في العالم، وأخص بالذكر الدول "الديمقراطية".

هل حصر الحرية يحد من الجريمة والعنف، أم أنه يحصر العنف داخل الأسوار؟

ثم إن الزميل قد استشهد باللطيفة جدا اليابان.

نحن لا ننكر أن اليابان باتت كقط ألوف منزوع المخالب والأنياب بعد هيروشيما، لكن دعني أفترض نفسي مكان هؤلاء السجناء السعداء في سجون اليابان، ثم إني قد مللت وأردت الخروج من السجن إلى البيت، أو لعلي قد رأيت أحد الحراس لا يعجبني، فهتمت أنفه، ولطمت عينه، ولربما تجد سجينا متنمرا قد أحب أن يغتصب سجينا ضعيفا بالقوة.... رغم توفير المتعة النسائية المدفوعة الأجر من قبل وزارة تدليل المساجين.

هل يتوقع الزميل العزيز أن الحرس سيربتون على كتف السجين المتنر ويرجونه بكل دماثة ولطف أن ينزع عما هو فيه؟ ففيه الشر كله؟

على أن مستشفيات الأمراض العقلية لا تقل عنفا عن السجون، فهي لا تسمح للمريض أن يتجول خارج المستشفى، وإن حاول الخروج فلن يربت على كتفه، بس سيحقن بمهدئ جبرا، وقد يلجأ إلى صدمة كهربائية ما.

العنف موجود يا ألبرت، ولا توجد طريقة لمنعه، العنف يولد النجوم والكواكب والحياة، ولن يولد إنسان إلا بعنف. ولا سبيل لمنع ذلك مهما حاولت واخترعت من طرق، تبقى هذه الطرق فردية وشخصية ولا تصلح لبناء المجتمعات وتنظيمها، بله العلاقات بين الدول. لأن في المجتمع يتوزع الناس تحت الناقوس الطبيعي للعنف، فتجد الأكثرية عنيفة نوعا ما، وأقلية تبغض العنف، وأقلية تجعل العنف هو السبيل الأسمى.
10-07-2006, 06:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #98
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
العزيز خوليو،

أشكر لك الإشادة، وتعال إلى الحدائق معي...

ابتداء، فاسمح لي أن أظهر أنني لست مهتما كثيرا بإثبات الإسلام لأحد هنا، ولا بإظهار حلول الإسلام للمشاكل المتعددة، لا تلكم التي ظهرت منذ 1400 عام، ولا تلك المعاصرة منها.
وذلك ليس لأن الإسلام خاطئ، ولا لأنه مصيب، بل لأن الإسلام غائب عن حياتنا بشكله العام، ولا يعنين الأشكال الخاصة هنا فهي لا تشكل المجتمعات. وهناك العديد من الأفكار والأيدولوجيات الحاضرة في حياتنا والتي تسعى لحل المشاكل، لذا أراها أجدر بالنقاش الآن.

ثم إن الفكرة يا خوليو لا يقاس خطؤها وصوابها بعمرها، بل بمدى انطباقها على الواقع، ونجاحها بإستنباط معالجات للمشاكل المتجددة، وليس من الضروري أن يرضيني أو يرضيك هذا النجاح، ولا أن يقنعنا سوية، بل من الضروري أن يوجد في أرض الواقع ويتم المطلوب منه بأقل العوارض الجانبية الممكنة.

نأتي الآن إلى الغرائز والعقل.

العنف ليس بالضرورة غريزة يا خوليو، بل هو مظهر سلوكي يختاره الإنسان لأشباع بعض الغرائز، وقد يختار غيره، فهو ليس ملزما بالضرورة إلى إن حشر في الزاوية.

ثم إن الغرائز تشبع بتنظيم مشرف عليه من العقل، أو دون تنظيم، ولا يعني ذلك بالضرورة أن التنظيم المشرف عليه من العقل قد يستبعد العنف، لأن ذلك يستند إلى الفكرة الأساسية التي يعتمد عليها العقل في تشكيل وجهة نظره عن الحياة وذوقه العام، ومدى تشبع العقل بها.

من المعلوم أن العقول تتفاوت وتتباين في ذلك، وقلما اتفق اثنان على أمر سلوكي، بل يعير أحدهما عقله للآخر، فيقوم الأخر بتشغيل العقلين واتخاذ القرار ويلتزم به الاثنان إن اراد السير معا.

نأتي الآن إلى قضية نسبية الأخلاق....

بصراحة أنا لا أرى الأخلاق أبدا موضوع أساسي في أي نهضة، ولا في أي أيدولوجيا. بل لا أراها مطلقة ولا أراها ثابتة.
الأخلاق هي رجع اتصافي لقناعات وسلوك البشر. وهذه القناعات والسلوك إنما ترتبط بالمفاهيم عن الحياة، فهي الأساس، وهي المشكلة للأخلاق، وهي التي تحكم على الأخلاق بالحسن والقبح.

ما تريد نقاشه معي يا خوليو ليس الأخلاق، بل هي أصولها، وهي المفاهيم عن الأشياء والأفعال، ولعلنا نقول أصل الأصول، وهو الحاكم على الأشياء والأفعال بالحسن والقبح.

نأتي الآن إلى كمشة المصطلحات التي نثرتها إبان بحثك:
"العدالة" .. "الحريّة" .. "حقوق الإنسان" .. "سيادة القانون" .. "نبذ العنف" .. "حريّة العقيدة"
هذه المصطلحات المعاصرة فلنقل، كيف يقترح المفكر المعاصر، والفيلسوف المتنور أن نحافظ عليها؟ ما هي المؤيدات التشريعية لحراسة هذه المفاهيم باقية ثابتة على أرض الواقع؟
كيف يمنع المشرع المعاصر خالدا من انتهاك "العدالة"؟
كيف يمنع المشرع المعاصر خالدا من تقييد "حرية" الغير؟
كيف يمنع المشرع المعاصر خالدا من انتهاك "حقوق الإنسان"؟
كيف يحقق القانون "سيادته" إن قرر خالد انتهاكها؟
كيف يحد المشرع من عنف خالد إن قرر أن يسعى بالعنف لطمس مفهوم "نبذ العنف"؟

وأرجو أن لا أحصل على الجواب الرومنسي الحالم من جديد، أريد وصفا واقعيا يمكن تجربته أو جرب فعلا.

أما بالنسبة للدولة الإسلامية والرسل إليها، فلنسأل هل تم إرسال الرسل إليها؟
هل أرسل هرقل الروم أو كسرى الفرس رسلا إلى المدينة ليقنعوا المسلمين بعبادة النيران أو التثليث؟
هل بعثوا من يناقش الرسول في أمره؟
10-07-2006, 07:04 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #99
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
العزيزة ليلين،

لم أفهم بالضبط، هل تريدين توثيق الحوادث من كتب السيرة؟
إن كان ذلك فأفهم أن ما تريدين توثيقه هو كالتالي:
1- مراوغة قيصر، وفهم الرسول الواضح للمراوغة
2- قتل السفير الثاني من قبل كلب قيصر.
3- العلاقة بين قيصر وطلحة بن خويلد.
4- حروب أبي بكر مع الطابور الرومي ومعركة النواضح.
5- علاقة بعث أسامة بمعركة تبوك ومسجد الضرار والمتبئين الكذابين.

نأتي الآن لموقفي من العنف، هو يشبه تماما موقفك، إلا أنك ألبست قولي ثوب الدفاع عن الإسلام ودولته، وأنا لم أدافع عن الإسلام في مقالاتي بعد، ولا أظنني سأدافع عنه.

الفكرة التي أبحث عنها يا ليلين هي أن العنف ليس شيئا سيئا بذاته، وليس أيضا شيئا جيدا بذاته، ذلك يعتمد على موقف من يعتمده.

أنت قد أقررت أن العالم ضرورة يلجأ للعنف لمحاربة من ينتهك قوانينه وقواعده، بل وضربت مثالا الترهيب باستخدام العنف من المجتمع الدولي ضد من يخرق ميثاق الأمم المتحدة. والترهيب هو أحد أكثر أنواع العنف تطرفا برأيي.
وهو ما أريده بالضبط يا ليلين، فقد أثبتِّ لألبرت كاموس وأصحاب المدرسة الرومنسية أن العنف موجود لا ينكر، والصراع كان ولا زال من أجل تنظيمه وتحديد من له صلاحية استخدامه.

نأتي الآن إلى رسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى هرقل عظيم الروم، والتي قد أرسل الرسول مثلها إلى النجاشي والمقوقس وكسرى، وغيرهم.
لم يا ترى قد فهم النجاشي الرسالة بغير معنى الحرب؟ ولم لم يوجه الرسول ولا خلفاؤه أي معركة في اتجاه الحبشة؟
لم نسمع بفتح الحبشة أبدا، وبقيت دولة نصرانية قائمة فيها نجاشيها حتى أسقطها الطليان.

ثم ألم تقرئي في الرسالة أن الرسول يبعث بها على اعتباره رسولا قبل كونه رئيس دولة؟ ثم أنه لا يهدد بجيوش ولا سلاح، بل بغضب من الله على إثم الملك إذ منع شعبه من سماع الرسالة؟

عليك إثم الأريسيين، عليك إثم المجوس، عليك إثم القبط، عليك إثم الحبشة....
أين التهديد بالحرب؟

طبعا ذلك ما نعنيه في الكتاب الأول، وليس غيره مما تلاه بعد حالة الحرب التي نشبت.

أما عن الشروط الثلاثة التي أرسلها عمرو بن العاص للمقوقس، فتلك كانت بين دولتين متحاربتين فعلا، وليس إعلان حرب جديد. إعلان الحرب ابتدأ منذ قتل شرحبيل بن عمرو الغساني سفير رسول الله الحارث بن عمير إلى حاكم بصرى

أما عن إخراجنا لأهل الملل الأخرى من جزيرة العرب، وأعني تحديدا هنا اليهود والنصارى، فأطلب منك إن أردت نقاشها أن توثقي هذا الإخراج، لعلنا نرى الظروف المترافقة معه، فنعلم هل هي جريمة في عرفك التشريعي أم غير ذلك.
10-07-2006, 07:31 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #100
هل انتشر الإسلام من خلال العنف؟ - دعوة للحوار -
اقتباس:  خالد   كتب/كتبت  
العزيزة ليلين،


استنوق الجمل :)

10-07-2006, 03:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فقه الثورة وفقه العنف والجريمة ..لحظة داروينية في ربيع العرب بقلم: نارام سرجون فارس اللواء 0 680 09-06-2012, 12:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  بلدان الإسلام وادعاء "الإسلام هو الحل" زيني عبّاس 2 1,090 04-11-2012, 12:46 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  دعوة الأعضال للتصويت في مسابقة أفضل المدونات العربية زيني عبّاس 0 666 04-03-2012, 01:45 PM
آخر رد: زيني عبّاس
  بروفيسور مصري يعمل في جامعة ميونخ يتوقع انهيار العالم الاسلامي خلال 30 عاما SH4EVER 53 12,610 10-18-2011, 11:40 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  دار الفتوى اللبنانية ترفض "حماية المرأة من العنف الأسري السلام الروحي 6 2,738 07-04-2011, 11:10 AM
آخر رد: tornado

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS