تقزيم العقل
( 3 ب من 3 )
الدكتور مراد وهبة شيخ الفلاسفة المصريين و ربما كان المصري الوحيد المعروف عالميا في مجاله ، و هو كعالم أصيل يؤمن بأن الفلسفة غير منعزلة عن الحياة ، لهذا استضاف العالم و الفيلسوف ( ماريو بونجيه Mario Bunge) " وهو عالم أرجنتيني – كندي شهير حاصل على 16 دكتوراة فخرية" ، كأستاذ زائر في الكلية التي يعمل بها ، و أعد له قاعة لإلقاء بعض المحاضرات في الفيزياء و لشرح نظريته العلمية ، كان من الطبيعي أن يدعو د . مراد وهبة رئيس قسم الفيزياء في الكلية لحضور المحاضرات و التعليق العلمي عليها ،و لكن رئيس القسم هذا لم يترك لأحد فرصة ، لأنه و منذ بداية المحاضرة انبرى مرعدا ممطرا يكاد يسقط صريعا من الانفعال وهو يصيح : " هذه النظرية خاطئة لأنها غير مستمدة من القرآن الكريم !" ، حدثت مشادة بين الأستاذ الزائر و عالم الفيزياء الإسلامية المصري ، فشل خلالها الأستاذ الزائر ضعيف الإيمان إفهام العالم المصري متفجر الإيمان أن هناك نظريات علمية لم ترد في الكتب السماوية دون جدوى ، وهكذا أنهيت المحاضرات و على إثرها عاد العالم الفرنسي إلى بلده ، متعجبا أن تكون العقلية الإسلامية بكل هذا الإنحطاط ، و أن المصريين في القرن 21 يتعاملون مع العلم بالفتوى و لا يفرقون بين اللولب المزدوج وحلة الفتة !،
![[صورة: 2.jpg]](http://1.bp.blogspot.com/_3-oO0YDdGJQ/SN9rfthRRAI/AAAAAAAABdQ/UfZhKnWoUHs/s400/2.jpg)
ولأن د . مراد وهبة طويل النفس و لا يعلم أن العقلية المصرية تصحرت منذ السبعينات ، فإنه لم يتعظ و هكذا عقد بعد قليل سيمنار بالكلية بهدف دراسة أبعاد مشروع تقدم به إلى الجامعة ووزارة التربية و التعليم عن الإبداع و التعليم العام ، بعد فترة قصيرة فوجيء مراد وهبة بالعميد يطلب منه إغلاق السمنار لأن الأساتذة الأفاضل حملة مشعل العلم و التنوير معترضون بشدة و أنهم يرون الدعوة للإبداع ما هي إلا دعوة للإلحاد و ضد مبدأ لا إله إلا الله عليها يعيشون و بها يموتون و يبعثون مع المغفلين إن شاء الله .
أستاذ مصري و مدرس بكلية التربية طلب من طلاب البكالوريوس إعداد بحث دراسي عن حضارة الفراعنة ، و كانت دهشة المعلم بالغة عندما وجد أن الطالب الجامعي النبيه يذكر أن الفراعنة من جنس العماليق البائدة لا يقل طول أحدهم عن 40 مترا حتى أنه يشوي السمك بحرارة الشمس ، و أن عمر أحدهم لا يقل عن 200 عام و بعضهم يصل من العمر أرذله ، و عند مناقشة الطالب أبرز له مراجعا دينية معروفة و بعضها يدرس في جامعة الأزهر ، وعندما سأل الأستاذ تلميذه إذا كان يزور المتحف المصري و هل شاهد التوابيت هناك و عددها يناهز 10 توابيت معروضة للجمهور و كلها تؤكد أن الفراعنة كانوا يميلون للقصر ، أجابه الطالب ألا علاقة له بالكفرة هؤلاء ،و أنه يكره الفراعنة و حضارتهم المزعومة لأنهم ( زعلوا سيدنا موسى ) . هذه هي العقلية الجامعية المصرية في زمن النهضة الإسلامية و التي لا تختلف شيئا عن الأحذية المثقوبة .
النتيجة .. أن المتعلمين في تلك الجامعات مجرد أميون يحملون شهادات جامعية ، فهم يلجأوون إلى السحر و الأعمال لحل مشاكلهم ، هذه الظاهرة لا يمكن عزلها عن منظومة الثقافة الدينية التي تقوم على الحفظ و التلقين دون التفكير الذي يمكن أن يقود الطالب إلى الشك و العياذ بالله !، من جانب آخر ففي غياب المعايير الموضوعية للتفوق و التوظف في المستويات العليا و ارتباط الثروات بالعشوائية و ضربات الحظ صارت العرافة و قراءة الفنجان وسيلة طبيعية لدراسة المستقبل و تقدير الموقف ، و هكذا فقد المصري القدرة على التفكير المنهجي الخلاق و أصبح يعتمد في تفكيره على الآخرين خاصة رجال الدين . هذه الغيبوبة الفكرية الكبرى أدت إلى شيوع الأفكار الدينية السلفية الممزوجة بالخرافات و الغيبيات ، و من يتابع الفتاوى الدينبة سيجد أن المصري يستفتي رجال الدين في كل شيء و حتى أخص خصوصياته كما لو كان يعتبر نفسه ريبوتا ينتظر إشارات الريموت كونترول ، و نظرا لأهمية الفتاوى و حتى تكون كالماء و الهواء أنشئت مراكز خاصة للفتوى بواسطة الهاتف على مدار الساعة توظف رجال الدين للرد على أسئلة المؤمن الورع الذي يريد أن يعرف هل له أن يظرط في وجود ضيف من الجان أم تلك من الكبائر ؟.
المصريون كإخوانهم العرب لا يقرأون رغم ذلك -ماشاء الله - يعرفون كل شيء ، فالشعب المصري الذي يبلغ تعداده حوالي 80 مليون لا يصدر سنويا سوى 9000 عنوان جديد ، بمعدل120 عنوان لكل مليون نسمة بينما لا يتعدى شعب إسرائيل 6 مليون و لكنه يطبع 20000 عنوان سنويا بمعدل 3333 كتاب لكل مليون نسمة أي 28 مرة تقريبا مثل المعدل المصري ، رغم معدل القراءة المتواضع للمصريين فحوالي 30% من الكتب هي كتب دينية من النوعية المتدنية التي تتناول موضوعات من عينة زواج الجني من أنسية و علامات الساعة ، بينما لا تتجاوز الكتب العلمية بما في ذلك الجامعية 10 % ، غير ذلك فكتب أدبية و فنية و ... و هذه عادة لا توزع سوى أعدادا محدودة لا تتجاوز 1000 نسخة للعنوان ، هذا يعني أن المثقف المصري هو عملة نادرة جدا ،ولو وجد فهو كسول يثرثر في أشياء كثيرة لم يقرأ عنها شيئا ، من النادر أن تجد أوروبيا لا يقرأ على الأقل كتابا واحدا في الأسبوع أو حتى في الشهر على أسوأ الفروض .
أبلد ما في الكون ماكان أصوليا مصريا يرتع في الدولار السعودي ، هكذا عرف العالم تنظيم القاعدة و حركة الإخوان المسلمين و د. فاروق الدسوقي ، فمن هو فاروق هذا ؟، فاروق الدسوقي (فيلسوف) مصري حاصل على إجازة الدكتوراة من قسم الفلسفة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة !، هو أيضا أستاذ العقيدة السابق بجامعتي الملك سعود و أم القرى ،وهو حائز جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1985 ( نوبل الإسلام الوهابي ) ! ، منذ 15 عام يتفرغ هذا الفيلسوف الجليل في معتزله بالقاهرة لتحرير موسوعة علمية كبرى من عدة أجزاء نشر بعضها و تكاد تكتمل الآن ، هل تدري ما هو موضوعها ؟، دراسات فلسفية عالمية .. دراسات في العقيدة الإسلامية .. علم الأديان المقارن ؟, لا .. ليس فاروق الدسوقي رائد اليقظة الإسلامية الكبير من يشغل نفسه بالتفاهات ، الموضوع الذي شغل فيلسوفنا الكبير كل هذه الأعوام الطويلة هو ( أشراط الساعة ) وهي ليست ساعة جامعة القاهرة أو ساعة رولكس ذهبية ،و لكنها ساعة القيامة الرهيبة و نهاية العالم . هناك بلهاء عديدون يكتبون هذه التخاريف و يقرأونها و لكنهم ليسوا فلاسفة كعالمنا الكبير ، ولأنه باحث و فيلسوف فهو يكتب كل شيء بالتفصيل و بالتحليل الدقيق ، بناء على دراسات عميقة في كل الكتب السماوية . تقدم الموسوعة وصفا تفصيليلا للأحداث و الشخصيات من حرب الخليج حتى آخر الزمان و نزول المسيح ، كما توصل الدسوقي إلى تحديد شخصية السفياني الشهير الذي سيحرر بيت المقدس و يحرق نصف إسرائيل و أنه ( صدام حسين ) لا سواه الذي سيقود الجيش البابلي و يدمر الروم ، و أن صدام سيحرر القدس كي يظهر المهدي المنتظر ثم يعقبه المسيح و تقوم القيامة .. دقي يا مزيكة !. ، عندما غزا صدام الكويت و خرج منها على يد قوات التحالف لم يفقد العالم الجليل ثقته في صدق دراساته و لكنه أعلن أن هزيمة صدام دليل على صدق نبوءته ،و أن صدام سيعود و يهزم الروم ( أمريكا ) في قلب الحزيرة ، ما حدث بعد ذلك معروف ،و لكن عالمنا الجليل أصر على صدق النبوءة و أن صدام سيخرج من المعتقل بمعجزة ربانية و سيهزم الروم . لم يكن إعدام الرئيس العراقي كافيا كي يراجع الفيلسوف نفسه ، فهو ببساطة ينكر أن يكون صدام قد شنق ،و لكنه يؤكد أن المشنوق هو شبيه صدام الذي ضحى بنفسه من أجل تحرير القدس ،أما صدام و ولديه فهم أحرار طلقاء و أنهم يعدون الخيول و السلاح لمعركة نهائية ضد الروم !. ليس هذا الرجل "العبيط" وحده من يردد تلك الخزعبلات ، فمن أكثر الكتب رواجا في معرض القاهرة للكتاب في موسم ماضي كتاب لكاتب مغمور هو أنيس الدغيدي بعنوان ( صدام لم يعدم و عدي و قصي ولداه لم يقتلا ..) و يستعرض داخل الكتاب ما يدعي أنها وثائقا تؤكد كلامه ( هذيانه ) . بقى أن أذكر أن كل البيانات الخاصة بفاروق الدسوقي وموسوعته كان مصدرها مقال لكاتب إسلامي معروف هو حسام تمام من محرري موقع إسلام أون لاين ،والموقع بالطبع من المتعاطفين مع الدسوقي و غيره من منظومة الغيبوبة الكبرى .
ظهور ثروة طبيعية في منطقة ما هو دائما مصادفة سعيدة ، و نوع من رحمة الأقدار و ابتسامة الزمن بعد عبوس ، و لكن انفجار الثروة البترولية في السعودية جاء نقمة سماوية على المنطقة العربية كلها ، فهذا السائل الثمين أصبح الممول الرئيس لكافة صور العنف و التخلف في المنطقة ، بل و في العالم كله كما يؤكد الكثيرون في الغرب و الشرق على السواء ، و ربما تكون الوهابية بكل تراثها المتحجر و شيوخها المعاقين، هي أكثر صور التخلف التي يمولها البترول ، و هناك عدد كبير من شيوخ الوهابية يحظون بسمعة عالمية ، ليس كنماذج متحضرة أو حتى أخلاقية بسيطة ، بل كنماذج للتعصب الديني و التبلد العقلي و النفس الإجرامية . لا يمكن حصر الفتاوى الشاذة للفقهاء السعوديين ، بل لكل الفقهاء المسلمين السنة و الشيعة على السواء ، حتى لو راعينا الاكتساح الساحق للبلاهة السنية الأصولية ، فهذه الفتاوى تربو على المئات ، فمن إرضاع الكبير و التداوي ببول الإبل ، مرورا بزواجي المتعة و المسيار ، و تكفير المخالف منكر معلوم الدين في زعمهم ، و السحر و الشعوذة و الحسد ، و رفض التطور البيولوجي ، و تكفير القائل بكروية الأرض ، دوران الشمس حول الأرض ، و من آخر فتاوى الوهابية .
![[صورة: 7kK16172.jpg]](http://g5g5.net/upfiles/7kK16172.jpg)
أ . الفتوى التي أطلقها الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية ، يجيز فيها قتل أصحاب الفضائيات ، لأنهم مفسدون في الأرض باعتبار تلك الفضائيات تدعو إلى الإنحلال الأخلاقي ، وهو في ذلك يطبق عليهم ما يعرف فقهيا بحد الحرابة ، و هذا الحد جاء نصا في القرآن " إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أياديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، ذلك لهم خزي في الدنيا ، و لهم في الآخرة عذاب عظيم " ، و الآية أطلقها النبي محمد في حق قاطعي الطريق عقب حادثة شهيرة ، و هي قيام ما يعرف بالعرنيين الذين قتلوا راعي النبي على إبل الصدقة و سرقوها بعد أن مثلوا به ، فاجتهد الشيخ الجليل و سحب هذا الحكم على أصحاب الفضائيات ، لسبب مقنع لأمثاله وهو " إن كل من يدعوا إلى الفن إذا قدر على منعه و لم يمتنع يحل قتله ، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاء " !،
ب . هذه الفتوى شجعت شيخا آخر هو صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية ، على اصدار فتوى تنادي بقتل سحرة الفضائيات بحد السيف !.
ج . زواج الوناسة هو ارتباط رجل طاعن في السن بزوجة صغيرة ، بشرط أن تتنازل عن حقها الطبيعي في ممارسة الجنس ،و بالتالي تحرم من حق لا يسلب حتى من الحيوانات ، حق الإرتواء الجنسي و الأمومة ، هذا النوع من الزواج يلجأ اليه الكثير من الرجال في السعودية و الإمارات و غيرهما من المجتمعات الخليجية ، وهو زواج يراه د . عبد المحسن العبيكان عضو مجلس الشورى السعودي و المستشار في وزارة العدل ، زواجا مكتملا و صحيحا ، لأنه غير مؤقت أي ليس زواجا للمتعة ! . يمكننا أن نلاحظ أن هذه الفتوى ليست دعوة لقتل أصحاب الفضائيات أو لقتل من يحترف أعمال الحواة و خفة اليد وحدهم ، ولكنها دعوة لقتل الناس جميعا من فنانين و موسيقيين و تشكليين و من يستمعون للغناء ، كما أن المبدأ الفقهي الذي يستند إليه يجوز قتل دعاة الإفساد في الاعتقاد ، وهؤلاء بالطبع كما يراهم هو و أمثاله من المتخلفين عقليا و المتبلدين حسا و شعورا ، أي أصحاب الفكر المستنير ، و بعبارة أخرى قتل كل المخالفين ، و هكذا يصبح قتل البشر أهون من قتل الدجاج فهل الإجرام و الإرهاب غير ذلك ،و هل يمكن للبشرية أن تشعر بالأمان مع وجود مثل هؤلاء على رأس دولة تمتلك كل تلك الثروا ت .
![[صورة: 1250550355.jpg]](http://www.shamsqatar.com/up/File/1250550355.jpg)
أنهي هذه المداخلة بواقعة شاهدتها منذ يومين ، ففي لقاء تلفزيوني استضاف الإعلامي المصري المشهور ( محمود سعد ) العالم أحمد زويل ، و تناول اللقاء عرضا قضية علمية هي نسبية الزمن ، وفجأة انبرى المذيع ربيب التأسلم الثقافي يقول أن ( عندنا في الإسلام ) يتحدث القرآن عن النظرية النسبية ، و هنا ابتسم العالم الكبير متسائلآ كيف هذا ؟ ، فأبدى محمود سعد تعجبه ألا يعرف زويل " إِنّ يَوْماً عِندَ الله !(رَبِّك) كَأَلْفِ سنَةٍ مِّمّا تَعُدّونَ"# ، فقال له زويل أنه رغم عمله في مجال الفيزياء لسنوات طويلة و حصوله على جائزة نوبل إلا أنه لا يعرف ما هو الزمن ! . هذا التهريج الثقافي الذي يمارسه محمود سعد و نظرائه يعبر بشكل بليغ عن الثقافة ( الإسلامية ) التجارية الضحلة الشائعة في مصر و غيرها من العالم الإسلامي في معظم أجزائه .
# النص القرآني هو ( وَ يَستَعْجِلُونَك بِالْعَذَابِ وَ لَن يخْلِف اللّهُ وَعْدَهُ وَ إِنّ يَوْماً عِندَ رَبِّك كَأَلْفِ سنَةٍ مِّمّا تَعُدّونَ (47)) سورة الحج ، وجاء في آية ثانية : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) [السجدة : 5] . رغم هذا فهناك آية ثالثة تتحدث عن (نسبية) أخرى فتقول: ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) [المعارج:4] .و بعيدآ عن أن نشير إلى التناقض الواضح بين يوم مقداره ألف سنة و آخر مقداره 50 ألف سنة ، سنجد أن هذا الحساب الزمني في القرآن يتناقض مع حقائق العلم ، فكون الله خلق العالم في ستة أيام من أيامه ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) ( هود:7 ) ، هذا يعني أن الإله خلق العالم في 6000 سنة أو 30000 سنة مما نعد وهو زمن غاية في التفاهة بالنسبة لعمر الكون الذي يتراوح من 13.7 مليار إلى حوالي 12.5 مليار سنة . إذا أخذنا بالمنطق القصدي البسيط ستدمر تلك التناقضات أي إدعاء أجوف لمهرجي الإعجاز العلمي ،و لكن لو تعمقنا أبعد قليلآ سنجد أن الزمن هو أحد مكونات المنظومة الثرموديناميكية ،و لكنه غير قابل للمقايسة مع منظومة أخرى ،و بالتالي فزمن الله لا يمكن مقايسته مع زمن منظومتنا اللهم إذا كان الله قد سكن معنا في منظومتنا الصغيرة و ترك الكون خاليا من إله . هناك ما هو أبعد هل للزمن وجود مستقل أم هو مجرد افتراض ليفهم العقل البشري ظاهرة تتابع الأحداث ،و أن الزمن و المكان مجرد افتراضات .
يعني ببساطة على المهرجين أمثال محمود سعد و زغلول النجار ألا يتجاوزوا بحديثهم نظرائهم الأغبياء .