جهل ولماضة ..
التجسيد هو الظهور بصورة فيزيائية ، او التشكل فى صورة فيزيائة ، وهو مصطلح نصرانى عقائدى أصولى قح !، فلماذا تلزمنى به ؟ ليس عندنا تجسيد فى الإسلام ، بل ربما تقصد "التجسيم" أو شىء من هذا القبيل وحتى إن كان فهو سببه اسقاط تصوراتك اليومية على عالم الغيب .. وفهم معن واحدًا لكل كلمة وهذا شىء ظريف ، فكلامكم مهما قلبناه سنجده مفعم بالتناقض ولايخلو من طرافة لغوية أو علمية ..
ولايوجد لغط عند العلماء ولاشىء ، ومعظم ما أتيتم به مختلف فى صحته عند العلماء ، وكأنكم ياعزيزى لاتنقبون إلا ليلًا كخفافيش الظلام ، ولايوجد عالم واحد قال بأن الله تعالى له صفات بشرية (لحم وجلد وعروق) ، وهذا ما نحاول إيصاله وهو الفارق بين الديانتين ، بل الخلاف العلمى محصور بين نفى الصفات واثباتها ، وهذه الصفات متفق أنها ليست كصفات المخلوقين .
وليس الأمر بالهرج والمرج الذى تفتعلونه هنا ، فالله تعالى له وجود وليس عدمًا ، وعليه فله تعالى صفات لايدركها العارفون إلا بما شبه به من كلمات عربية ، كأن نقول اليد أو الساق أو العين ، ولاغرابة فى أنكم تفهمون معن واحدًا لكل كلمة ! ، بالرغم من أن اليد مثلًا لها استعمالات كثيرة فى اللغة ، فالقمر الاصطناعى له أذرع ولكنها ليست أذرع بشرية بل لاتقارب الشبه أصلًا لنا، والطائر له فم ولكنه ليس فم بشرى ، بل يختلف شكله وتكوينه عنا ، فإن كان فى الدنيا هذه الإختلافات فكيف نقيس على غير المرئى ؟! ، فلا غرابة عزيزى فى كلامكم فهو نتج عن جهل عميق بأبسط بيديهات اللغة ، كما أنه إلزام بما لايلزم ولا حتى ظاهريًا ، فالله تعالى لاتدركه الأبصار وليس كمثله شىء ، لايتجسد ولا يتغير ..
والمعتزلة يؤولون الصفات فيقولون اليد لغويًا مجرد إشارة إلى النعمة والإحسان والفضل ، والساق عن شدة هول الموقف إلى آخره .. والحاصل أن المسلم أيًا كان لايؤمن بأن لله صفات بشرية كذقن وتجسيد ورضاعة وضرب من شرازم اليهود كما عند النصارى ، فأين الموضوعية فى الحكم ؟؟؟ تسقطون تصوراتكم ثم تلزموننا بما لايلزم ثم تقولون ما الفارق بين المسيحية والإسلام ؟؟ الفارق كبير بالطبع .. أبسطه أن الله ليس ناسوت ولاهوت ..
وحتى أهل السنة لايقولون أنها كصفات المخلوقات .. بل القاعدة -ليس كمثله شىء- قاصمة لظهر من يقول عن الصفات أنها بشرية فالله تعالى ليس كمثله شىء .. وإنما كذات إلهية لها صفات مشروحة بلغة عربية ..
وأرجو ياعزيزى الخروج قليلًا من قوقعتكم السرمدية ، فنظرية M فتحت الأبواب لعالم الغيب بصورة أكبر من القرن السابق الذى كان يغلب عليه الطابع المادى البحت ، والنظريات الحديثة جعلت عالم الغيب والدين أكثر واقعية من العلم نفسه .. فلاداعى للفزلكة ..
والعرش له معانى كثيرة فى اللغة ، وتختلف فى الصيغ والأبنية ، منها اشتقاق التعريش أى سقف الشىء ونهايته ومنها ما نقوله فى مصر (التعريشة) ونقصد به السقف أو النهاية للبيت ، وهذا يوضحه أكثر كلام النبى صلى الله عليه ان العرش هو سقف المخلوقات .
ولايوجد أى دليل على افتراء الجلوس أو الأطيط إلى آخره من سخافات من الزملاء تنم عن جهل بالإسلام ، فكل هذا ضعفه العلماء ولايصح .
ومعنى استوى على - وليس "فى" كما يُتَوَهم - العرش انه تعالى فوق كل ما يمكن تخيله حتى العرش الذى هو سقف المخلوقات كما قال النبى صلى الله عليه وسلم .. وتعبير استوى على العرش يشير للملك والقهر والقوة .. وكان الأولى القول بأن الكرسى هو منبع تصوراتكم ، غير أن الكرسى أصلًا مجرد جسم لايعلو العرش ووصفه الله بالكرسى كما نصف نحن الكواكب بأشكالها او حركاتها او طبيعتها .. ولكنكم لاتفهمون غير معن واحدًا لكل كلمة وهذا شىء ظريف وطريف !
والخلاصة أن هذه مخلوقات من مخلوقات الله ، كما نرى نحن المجرة ونقول مجرة milky way أو مجرة أندروميدا إلى آخره ، وهذا التصنيف تبعًا للشكل ، كذلك هذه المخلوقات التى لانعلمها بشكلها وإنما بأحجامها ، والأحاديث طافحة بعظمة واتساع حجم السموات ، كذلك آيات الله ! ، وإن وجد جسم بشكل الكرسى يسيقول العلماء عنه "مجرة الكرسى" او مجرة كذا ، كما يقولون حاليًا مجرة النملة ومجرة عين القط ومجرة الساعة الرملية ، مع أن الله تعالى لو قال مثلًا : "وسعت عين القطة السموات والأرض" كنتم ستستلقون على قفاكم ضاحكين قائلين كيف تسع عين القطة السموات والارض وتتشقلبون هكذا

وتقولون هذا خطأ علمى ..
آه يا ملاحدة ضحكت من جهلكم الأمم ..
اقتباس:تماما , نحن صنعنا الكمبيوتر حتى يخدمنا , والكرسي المدولب حتى يساعد المقعدين على الحركة , لا يوجد منطقية بالمرة بمقارنة ذلك بالله
تقولون عن القياس فاسد والذى يتضح ان كلامكم هو الفاسد ، والقياس على الفائدة من الغباء الشديد فالحجر على الأرض قد يخدمك ، وقطعة حديد فى صحراء قد تخدمك ، فسواء خدمنا أم لم يخدمنا فهو تركيب منظم يدل على وعى وادراك ، فكما أن تركيب الكومبيوتر منظم ، كذلك العقل البشرى منظم وقادر على التحليل والوعى والادراك .. فالاثنين واحد .. أتحدى أعتى ملحد يثبت لى فساد هذا القياس .. بل أننى لا أتخيل عاقلًا يخطئه ..