بدء الحداد على "ضحايا الأحداث" والشارع يواصل الاحتجاج حتى "سقوط الحكومة"
تواصلت المظاهرات الشعبية في تونس العاصمة الجمعة للمطالبة باستقالة حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها محمد الغنوشي، فيما بدأت البلاد حدادا وطنيا لثلاثة أيام على "ضحايا الأحداث" التي حررت البلاد من نظام زين العابدين بن علي.
عائلات "مستفيدة" من فترة الرئيس زين العابدين بن علي
قد يتساءل البعض لماذا تستمر المظاهرات الشعبية الاحتجاجية في تونس بالرغم من سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي؟ السؤال جاء من الشارع التونسي، من قلب المظاهرة التي شهدتها شوراع العاصمة اليوم الجمعة والتي رفع فيها المحتجون الغاضبون شعارات معبرة تحمل كل معاني الاحتجاجات التي سرعت وتيرة التغيير في البلاد. وقالت هذه الشعارات والهتافات الجماهيرية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "لقد سرقتم ثروة البلاد لكن لن تتمكنوا من سرقة ثورتنا" و"الشعب يريد استقالة الحكومة". وللدفاع عن "ثورتهم" التي ذاع صيتها في العالم بأسره، توجه المتظاهرون مجددا إلى مقر وزارة الداخلية، رمز الطغيان والاستبداد والفساد في عهد بن علي (1987-2011)، لمحاولة الاعتصام أمامها. وواصلوا نداءاتهم بتنحي حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها محمد الغنوشي، الذي كان رئيسا للوزراء منذ العام 1999.
"الحكومة لا تحظى بأي نوع من المصداقية"
ولم يتفاجأ سالم الأبيض، وهو أستاذ في علم الاجتماع السياسي في جامعة تونس، بإصرار الشارع التونسي على الإطاحة بالحكومة كما أطاح بالنظام. وقال الأبيض في مقابلة خص بها إذاعة مونت كارلو الدولية: "إن الحكومة لا تحظى بأي نوع من المصداقية في الشارع التونسي"، مبررا ذلك بوجود وزراء سابقين في عهد بن علي فيها، وبكون هؤلاء الوزراء أعضاء في "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم سابقا، وبكونهم أيضا يشكلون رمزا حيا للنظام الديكتاتوري الذي حكم تونس منذ استقلالها في مارس/آذار 1956 لغاية يناير/كانون الثاني 2011. فالتونسيون مرتاحون لسقوط النظام ولمغادرة بن علي السلطة، إلا أنهم مستاؤون لعدم تحقيق ثورتهم لكل أهدافها التي لا يعلمها أحد بالتحديد، وإن كانت أبرز المطالب الضمنية - التي تحملها كل ثورة شعبية - هي القطيعة مع الماضي. ولعل وجود وزراء "التجمع الدستوري" دليل صارخ على عدم اكتمال القطيعة.
"ثورة ثانية تنتظر تونس"
لكن، ماذا بعد سقوط حكومة الغنوشي؟ سالم الأبيض يؤكد على أن الشارع "بكل حساسياته وتوجهاته، يطالب بحكومة تصريف أعمال تتكون من تكنوقراطيين وشخصيات قوية مستقلة". ويصب الفيلسوف التونسي يوسف صديق في نفس السياق، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك فيقول: "أمام تونس ثورة ثانية، ستتجسد من خلال تشكيل حكومة تصريف أعمال يليها تنصيب مجلس تأسيسي [يحل محل البرلمان الحالي] يحدث قطيعة جذرية مع كل ما عرفته تونس سابقا". ويتابع يوسف الصديق، الذي يبلغ من العمر 68 عاما والذي يعيش في فرنسا، أنه يثق بقدرات الشعب التونسي على تحقيق قفزة نوعية ستفتخر بها الأجيال الصاعدة، وأن ذلك "يستوجب مواصلة التعبئة الشعبية بالتوازي مع عدم تدخل الجيش في تسيير شؤون البلاد".
"الأمور تسير بهدوء"
من جهته، لا يرى كريم باكزاد، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، في استمرار المظاهرات في الشارع التونس "مؤشرا على تفاقم الأوضاع"، بل يقول إن ذلك "أمر تقليدي تعرفه كل بلاد تحدث فيها ثورة شعبية". ويضيف أن النجاح والنضج الجماهيري أبرز ما يميز هذه الثورة، مشيرا إلى أن "الأمور لغاية الآن تسير بهدوء".
ويشدد كريم باكزاد على أن تباشر اللجان التي شكلتها الحكومة الانتقالية من أجل مراجعة الدستور واسترجاع ثروة الرئيس المخلوع وعائلته ومقربيه واستعمالها لصالح الشعب التونسي، عملها في أسرع وقت. وذلك السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية وبناء مستقبل تونس.
http://www.france24.com/ar/20110121-tuni...government
عائلات "مستفيدة" من فترة الرئيس زين العابدين بن علي
اعتاد التونسيون على سماع أسماء بعض العائلات في تونس وربطها مباشرة بالفساد واختلاس أموال الدولة والاستيلاء على الأملاك العامة في فترة حكم زين العابدين بن علي، وهو ما تبين بعد رحيله إذ ردد الشارع شعارات دلت عن امتعاضه من هذه العائلات وعلى رأسها "الطرابلسي". فيما يلي عرض غير حصري لبعض هذه العائلات.
عائلة بن علي:
تضم العائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وإخوته وأبنائهم. كان منصف بن علي وهو عريف سابق في الجيش والأخ الأكبر للرئيس السابق، قائد عائلة بن علي قبل أن يتوفى في ظروف غامضة في نيسان/أبريل 1996. ويقال عن منصف بن علي أنه كان يوزع التراخيص التي تُعطى بصعوبة من وزارة الداخلية: حانات، مقاهي، مطاعم وصالات ألعاب بقيمة 10000 دولار عن كل رخصة. كما نقل موقع "الشفافية-ليبيا" أن منصف بن علي كان يمد أصدقائه من تجار المخدرات بجوازات سفر تونسية لكن بأسماء مستعارة وأنه كان يملك قصرا فخما في منطقة "مرناق" ويتنقل في سيارة مصفحة.
وتمتلك عائلة بن علي بحسب الموقع نفسه، فندقين بقيمة 45 مليون دولار، كانت تملك أحدهما أخت بن علي حورية التي توفيت كذلك. وتنقل العديد من المصادر معلومات عن عمل أبناء إخوة بن علي في الاستيراد والاتجار بالمخدرات والكحول.
ي العام 2008، قدرت ثورة عائلة بن علي بخمسة مليارات دولار. وبعد سقوطه أعلنت سويسرا أنها "ستجمد الأموال" غير الشرعية لعائلة بن علي. كما علم أنه في فرنسا تم التقدم بشكوى ضد بن علي بتهمتي "اختلاس وغسل الأموال العامة".
عائلة الطرابلسي:
تعتبر عائلة الطرابلسي الأكثر جشعا وتورطا مع نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بإجماع المراقبين. تسيطر عائلة الطرابلسي مباشرة على الحرس المقرب جداً من الرئيس بن علي.
اتسمت عائلة سيدة تونس الأولى السابقة خلال السنوات الأربع الأولى التي تلت زواجها بالرئيس بن علي أي عام 1992، بنوع من الرصانة والكتمان. لكن شهية العائلة "المتحدرة من مستوى اجتماعي وتعليمي متواضع" بحسب نيكولا بو، أحد مؤلفي "حاكمة قرطاج"، انفتحت وكبرت ابتداء من العام 1996، وهو ما دفعها إلى محاولة حصد حصة الأسد وصد الطريق أمام طموحات العائلات المقربة من بن علي الأخرى كعائلة شيبوب ومبروك وكمال لطيّف الذي كان مستشارا لبن علي.
وقد تمكنت عائلة الطرابلسي من وضع يدها على جميع القطاعات: الانترنت، الفنادق، العقار، النقل، التصدير والاستيراد، الاتصالات، الإعلام، الرسوم الجمركية... .
واعتمدت زعيمة العائلة ليلى بن علي التي استغلت منصب زوجها، على الشرطة بغية تخويف وإرهاب كل من قد يشكل منافسا لعائلتها، بحسب كتاب "حاكمة قرطاج".
ولم تتوقف ليلى بن علي عن السعي لإغناء عائلتها منذ زواجها ببن علي
في العام 2001، استولى شقيق ليلى الطرابلسي، بلحسن على شركة طيران "قرطاج إيرلاينز". ومنذ ذلك الحين، تبين أن عائلة الطربلسي لا ترغب بتقاسم الثروات مع الآخرين، ولم يعد يسلم أي قطاع أو صفقة مع المجموعات الأجنبية أو قطعة أرض استراتيجية من شهية أفراد العائلة الواسعة.
بعد بلحسن، يأتي منصف أخ ليلى الطرابلسي الذي بدأ مشواره المهني كمصور متنقل. وقد كان لمنصف ابنان هما معز وعماد -المُفضل لدى ليلى-، اللذين واجها مشاكل كبيرة مع القضاء الفرنسي بعد قضية ما عرف باليخوت المسروقة في جنوب فرنسا.
وعرف عماد الطرابلسي بسطوته لكونه الشخص الذي يفرض القانون في تونس العاصمة بمجرد مكالمة هاتفية واحدة، حيث كان بإمكانه إسقاط خصم أو إطلاق سراح تاجر مخدرات دون أن يتجرأ أحد على مجابهته. وقد وردت أنباء عن وفاة عماد الطرابلسي في المستشفى العسكري بتونس، بعد أن تعرض للطعن من قبل أحد معاونيه، في إطار ما قيل إنها تصفية حسابات وذلك بحسب الأخبار التي تروج في تونس وفي بعض وسائل الإعلام.
وقد تسببت عائلة الطرابلسي، في حرمان عائلات وأفراد من أملاكهم كعائلة "شمان" الثرية، إذ أُجبر المقاول فؤاد الشمان على الرحيل إلى الولايات المتحدة بعد عدة مضايقات من عائلة الطرابلسي وشيبوب للاستيلاء على القطاعات التي كان يعمل فيها خاصة الملابس.
وتقدر ثروة عائلة الطرابلسي بملايين اليورو، بحسب جريدة "لوفيغارو" الفرنسية. ويقال إنها تمتلك عدة أملاك في مالطا ودبي والأرجنتين، إضافة إلى حسابات مصرفية وشقق في الأحياء الباريسية الراقية وشاليه وفيلات في مدن فرنسية . وتقول كاترين غراسييه، "التونسي لا يستهلك إلا ما هو "طرابلسي": سيارة أجرة، سيارات، حافلات، مواد الغذائية، الهاتف،...كل ذلك مؤشر بإن عائلة الطرابلسي وضعت يدها على جميع القطاعات
عائلة الماطري:
هي عائلة صخر الماطري، صهر بن علي وزوج ابنته نسرين. اعتمد في توسيع إمبراطوريته على مشاريع في قطاع السيارات والعقار والسياحة والمال والإعلام والزراعة. وحتى عشية ما سمي بـ "ثورة الياسمين" كان يعتبر خلف بن علي في رئاسة البلاد، بحسب "ليكسبريس" و"سود ويست"".
وقد صوّرت البرقيات المسربة عن موقع ويكيليكس مؤخرا، عائلة الماطري على غرار عائلة الطرابلسي بشبه "مافيا" وقالت إنه "متورط في عدة قضايا فساد وقضايا تحويل أموال". وفي وثيقة بعنوان "حقيقة طبيعة نظام بن علي" للكاتب عبد العزيز بلخوجة بتاريخ 17 يناير /كانون الثاني2011، نقرأ أن صخر الماطري اشترى شركة "النقل" لتوزيع السيارات بثمن بخس حتى قيل إنها تقريبا "أهديت" له. واستنادا إلى خبراء، فإن القيمة الحقيقية لشركة "النقل" "تفوق بـ 300 في المائة على الأقل قيمتها المعلنة في الصفقة" التي استفاد منها صخر الماطري. وقد كانت الشركة مسجلة في بورصتي تونس والدار البيضاء قبل تعليق أسهمها في 17 يناير/كانون الثاني 2011.
وبعد سقوط بن علي، توجه صخر الماطري إلى فرنسا حيث التقى بزوجته نسرين وأولادهما قبل أن يغادرا فرنسا إلى بلد أجنبي، بعد أن أبدت فرنسا عدم رغبتها في بقاء العائلة على ترابها، بحسب الناطق باسم الحكومة فرانسوا باروان.
وبالنسبة لمنصف الشيخ روحه، فإن "عائلة الماطري وبالرغم من أنها استفادت من نظام بن علي، فهي لم تغتن على حساب الدولة لأنها عائلة قديمة وثرية في الأصل، على عكس عائلتي شيبوب وزروق اللتين اغتنتا على حساب أموال العامة".
عائلة شيبوب:
تعتبر عائلة شيبوب من أبرز العائلات التي" نهبت " أموال تونس بحسب العديدين. وهي عائلة سليم شيبوب، زوج ابنة بن علي الكبرى دورصاف. زواج سليم شيبوب جعله يستفيد من المحسوبية وبالتالي اقتناء قطع أرضية واحتكار سوق الصيدلة في تونس والتي أخذت منه فيما بعد في إطار المنافسة بين عائلته وعائلة الطرابلسي.
في العام 2001، تمكن سليم شيبوب من إنشاء سوق ممتاز تحت علامة "كارفور" بالقرب من "سكرة" في الضاحية الشمالية لتونس، وذلك على أرض بيعت له بثمن رمزي.
وقد بدأ سليم شيبوب حياته كلاعب كرة يد. كما ترأس نادي الترجي التونسي عام 1989، قبل أن يدفع به إلى الاستقالة عام 2004، بعد خسارته ضد النادي الرياضي الصفاقسي التونسي في نهائي كأس تونس. ويملك شيبوب وزوجته دورصاف فندقا خاص في مدينة كان الفرنسية
هو الآخر استفاد من وضعه كصهر للرئيس بن علي، إذ تلقى ترخيصا لإنشاء شركة الطيران "نوفيلير" التي دمجت فيما بعد مع شركة "كارتاجو إيرلاينز" التابعة لبلحسن الطرابلسي الأخ الأكبر لليلى الطرابلسي.
في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2010، أي حوالي شهر قبل سقوط بن علي، أسس سليم شيبوب شركته العقارية "ريل ليك إستيت" برأسمال يعادل 150 ألف دينار تونسي وهو الحد الأدنى لإنشاء شركة عقار في تونس.
وتقدر الأموال "المسروقة" من قبل عائلة شيبوب وشركائها، منهم الرئيس بن علي بمئات الملايين من الدولارات، مودعة في عدة مصارف أجنبية في أوروبا، وبعض بلدان أميركا اللاتينية.
وبعد رحيل بن علي عن تونس، روجت بعض وسائل الإعلام أنباء عن توقيف سليم شيبوب وبعض أقارب بن علي، في حين أعلنت قناة نسمة التونسية أنها تلقت مكالمة هاتفية من قبله، أكد فيها أنه حر وأنه يوجد في ليبيا.
عائلة مبروك:
عائلة مروان مبروك، زوج سيرين البنت الصُّغرى لبن علي من زواجه الأول. تزوجت عام 1996 من مروان مبروك، الذي كلف بمهمة الرقابة على المضامين غير المرخصة على الانترنت. كما مُنحت سيرين مهمة الإشراف على الانترنت تحت اسم "بلانيت" والتي درّت عليها أرباحا طائلة، بعد أن أجبر الرئيس بن علي كل المؤسسات العامة والمؤسسات الجامعية والثانوية والابتدائية على الاشتراك في الانترنت.
كما يقال إن سيرين منحت هي ووزوجها مروان مبروك سكن عمل عبارة عن فيلا فاخرة في حي راق يُدعى" بيلفيدير".
وبحسب مقال على موقع مجلة "جون أفريك" بتاريخ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، نقرأ أن الإخوة محمد وعلي واسماعيل ومروان مبروك يعتلون عرش مجموعة اقتصادية تبلغ معاملاتها 500 مليون يورو وتتحكم في سلسلات أسواق ممتازة منها 65 سوق ممتاز تحت علامة "مونوبري" بالإضافة إلى سوق ممتاز بعلامة "جيان"، إضافة إلى أملاك في مجال توزيع السيارات كشركة "لوموتور" التي تمت خصصتها في ظروف غامضة". يضاف إلى ذلك حضورهم في مجال صناعة البسكويت وقطاع الاتصالات، كما أن مجموعتهم تمتلك أسهما في مصرف خاص يدعى "بيات" BIAT.
عائلة زروق:
عائلة سليم زروق، صهر بن علي وزوج ابنته غزوة من زوجته الأولى. كان في الأصل موظفا معلوماتياً في وزارة الداخلية.
كما هو الحال لعائلة شيبوب، اغتنت عائلة زروق بسرعة على حساب أملاك الدولة كذلك.عائلة زروق هي الأخرى استفادت من مرحلة حكم بن علي، وخاصة في فترة خصخصة بعض الشركات كالشركة الوطنية لتربية الدواجن التي بيعت لزروق بثمن منخفض وأعاد بيعها بثمن مرتفع جدا.
وتمثلت إحدى عملياته الناجحة بشرائه لمدة أشهر فقط، شركة عامة عرضت للخصخصة هي شركة "سيراميك تونس"، بقيمة 17 مليون دولار، بعد أن ردع كل المشترين الأقوياء الذين تقدموا لشرائها عن طريق التهديد في أبريل/نيسان 1996. بعدها قام ببيع الشركة بقيمة 24 مليون دولار في سبتمبر/أيلول من العام ذاته، محققاً بذلك "ربحًا ماليًا بقيمة 7 ملايين دولار من المال العام.
وفي العام 2010، أطلق سليم زروق وكالة إشهار "هافاس" ومصرف استثمارات "ميديوبانكا" كما أطلق هو وزوجته غزوة شركة لصناعة البلاستيك مع مجموعة فرنسية، برأسمال يعادل مليون ونصف مليون دينار تونسي.
بعض المقالات تشير إلى عائلة كمال لطيّف وحبيب عمار ومحمد الجري كونها تنتمي كذلك إلى لائحة "العائلات المستفيدة" في تونس.
http://www.france24.com/ar/20110119-ben-...ness-leila