رسالة زوجتي من الديارالمقدسة
(
الحدث كان من حوالي خمسة سنوات)
وفقني الله لحج بيته الحرام سنة 1979 يعني سنة إنتصارالثورة الإسلامية في إيران والحمدلله.
لكن بكل أسف، أديت مراسم الحج لوحدي بدون زوجتي!! وهذاماجعلهادائمة الأحتجاج والتأنيب، قائلة:
أديت فريضة الحج لوحدك وتركتني.
لذك كانت النية أن أبعثها للحج في أقرب فرصة، وقد توفقت هذه السنة للذهاب للحج، مع الحملة اللبنانية من شمال أمريكا.
وصلت والحمد لله لتخبرناعن وصولها، وطريق سفرها لتطمئننا بإن كل شئ على مايرام والحمدلله.
وبعد ثلاثة أيام، رن جرس التليفون لتتصل ويدوربيني وبينهاالحديث التالي:
إسمع سيدنا خلاص تشيعت!!!
فسألتهابإندهاش وغرابة:
شنوتشيعت؟؟ أنت ذهبت إلى حج بيت الله الحرام، فشنوتشيعت!!!!
فجاء جوابها:
أقول لك صرت شيعية!!!
فسألتها:
إشلون صرت شيعية؟؟ هل شاهدت الإمام علي(ع) في المنام، ليخبرك بإن تتشيعي!!
فأجابت:
لا!! لكن ألشباب من أسود حزب الله، عملوالنادائرة كبيرة، وبعدة صفوف واضعين النساء في الوسط ، وتمكنوا من شق ذلك الزحام الرهيب ليوصلونا إلى لحجرالأسود!!!!وإستلامه!!!
وكانت فرح جدا، وهي تكبر وتهلل وتشكرالله على هذه النعمة.
نعمة الحج، ونعمة الهداية لنهج آل بيت الرسول(ص).
عندهاقلت: اللهم صلي على محمد وآل محمد.
أكثرمن ثلاثين سنة من حواراتي معك!!! وبعد أن عرفت كل شئ عن التشيع، لم تشيعك!!! لكن مجرد خدمة بسيطة، وفي الحج، من شباب حزب الله شيعتك!!!
هنا وقفة تأمل إخواتي وإخوتي الكرام.
لاأعتقد بإن قرارزوجتي، سوف يغيرأي شئ بالعلاقة بيني وبينها، يعني تشيعهالاراح يزيد من حبي لها، ولاهي راح تحبني أكثر، مادام الإسلام، وشهادة لاإله إلا الله. محمدا رسول الله، قد جمعت بين قلبينا.
يعني المهم نحن الأثنان مسلمين، نتمسك بكتاب الله وهدى رسوله والإئمة الطاهرين من عترته.
يعني على صعيد الواقع المعاش، هناك زواج بين شيعي وشيعية تهدم وتفلش. وهناك زواج بين سني وسنية تهدم وفشل، ولكن هناك زواج بين سني وشيعية، وزواج بين شيعي وسنية والزوجين عاشوا عيشة كلهاهناء وصفاء في كنف الإسلام العظيم.
فالفوارق المذهبية هذه، يجب أن لاتقف حجرعثرة في التعايش السلمي بين المسلمين، أيا كانت مرجعياتهم وخلفياتهم المذهبية.
نعم الوسطية وروح التفاهم، قمينة بخلق ذلك التوادد والتحابب بين الجميع.
لكن التعصبية ونزعة التخاصم، أكبر سبب في قتل كل ودية وحب بين المسلمين.
هداناالله لمرضاته، وجعلناممن يصبوللتحابب والتقارب ويبتعد عن التخاصم والتلاطم.
وإلى حديث آخر. [/align]