خربشات تقطر دماً
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1
المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي
في أول يوم من عام 2011: 21 قتيلا و79 مصاباً ضحايا حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية، أثناء احتفال الكنيسة برأس السنة. . هي نفس بداية 2010، مع الفارق في الملابسات وطبيعة الجريمة. . في هذه المرة حدث أمران متتاليان، أولها التفجير الذي قامت به منظمة إرهابية، وأحدث ما أحدث من قتل وتدمير وترويع، والثاني هو ما أعقب ذلك من انقسام المصريين في منطقة الكنيسة إلى فريقين يتبادلان تقاذف الأحجار، وقبلها بأسابيع قليلة قام الأهالي بالتعاون مع قوات الأمن بتبادل قذف الأحجار مع متظاهرين أقباط، علاوة على قيام القوات الأمنية بإطلاق الذخيرة الحية عليهم، فقتلت ثلاثة منهم وأصابت عدداً. . لنا أن نتساءل رغم الدماء التي سالت، عن أيهما أخطر على حاضر مصر ومستقبلها: عمل إجرامي من قبل منظمة إرهابية، أم انقسام المصريين تجاه هذا الحدث، وما قيل ولم يتأكد لنا، من أنه كانت هناك بعد التفجيرات زغاريد تنطلق من شرفات منازل محيطة بالكنيسة؟!!
يخرجون علينا الآن باتهام اسرائيل، تلك الادعاءات الممجوجة التي لا يصدقها من يدعيها، وقد يطلقها من قبيل الهوس الأيديولوجي أو الديني، وقد يقوم عن طريقها بدوره في التعمية على القاتل الحقيقي. . وسوف يحدثوننا طويلاً عن الوحدة الوطنية المصرية والنسيج الواحد، وسوف يتبادل أصحاب اللحى القبلات أمام الكاميرات. . ليذهب الجميع بعدها إلى استراحة بسيطة، قد تتجلى في أثنائها العذراء على قباب بعض الكنائس، ريثما نعود لنستيقظ على مذبحة أو مأساة أخرى. . هل هي مأساة أو ملهاة؟
نعم علينا انتظار نتائج التحقيقات الأمنية، لنعرف الفاعل ودوافعه، لكن حتى يتيسر لنا هذا أشير بكل ما أملك من قوة إلى تنظيم القاعدة، وإلى أذرعه العضوية بالمنطقة، وعلى رأسها حزب الله ومنظمة حماس، والطابور الخامس العريض من المصريين، الذين يتحدون الدولة المصرية بتنظيمهم المحظور، ويتحالفون علنا وسراً مع المتسللين من المنظمات الإرهابية المحيطة إلى داخل حدود مصر، لضرب بنيان الأمة المصرية، والذي هو متهالك من الأساس.
أشير إلى دولة فاشلة بجدارة، وإلى حكام لا يعنيهم من الدنيا إلا كراسيهم الأبدية، وإلى شعب - بجميع مكوناته - مصر على أن يلعب دور القطيع المغيب بالجهالة والخرافة والشعوذة. . شعب أسلم قياده للدجالين والنصابين والطغاة من كل لون.
• مجرد سؤال: من يحرض على القتل والكراهية، هل هو الله أم الشيطان؟
• يسألونني عن حل، ولا أرى حلاً غير أن يرحل المسيحيون عن منطقة الشرق الأوسط.
• بالمناسبة: لقب "شهيد" في وسائل إعلامنا حتى المسماة قومية، يُستخدم لوصف القاتل وليس المقتول.
• أمال هو فين بسلامته؟
• على الأقباط ألا يرفعوا أصواتهم عالياً بالبكاء والنحيب، حتى لا يتعكر مزاج المجرمين والمتواطئين والمستريحين على كراسي السلطة.
• شكراً جزيلاً سيادة رئيس الجمهورية على مجهوداتك في حماية أبنائك الأقباط.
شكراً جزيلاً سيادة وزير الداخلية على نجاحك في أداء واجباتك.
شكراً جزيلاً محمد سليم العوا على تحريضاتك ضد أبناء وطنك.
أشكركم جميعاً وأختم الحوار، لم يبق عندي لغة، أضرمت في معاجمي وفي ثيابي النار.
• حكام ومسؤولون متهاونون في أداء واجباتهم السياسية والأمنية + محرضون يعتلون كافة المنابر + مجرمون يتقربون لله بسفك الدماء = المأساة المصرية القبطية
• شكراً جزيلاً محمد سليم العوا، فلقد هيجت على الأقباط العقارب والذئاب والكلاب المسعورة.
• هكذا لن يدخل الجنة أو ملكوت السموات إلا المنقوعين في الجهل والجهالة، وسوف تغص النار بالعلماء!!
• اعتراف: أعترف أنني ابن بيئة أصولية عوراء، وأنني أقول لنفسي وأنا أطالع الأنباء والمقالات والتعليقات: "اللهم طولك يا روح"، وأن المتمسك بالعلم في بلادي كالقابض على الجمر، لا يحق له أن يشكو من التهاب جلد كفيه.
• نحن مقهورون ليس لأن هناك طغاة يقهروننا، فأصحاب الميول الاستبدادية موجودون في كل مكان، ولكن لأننا تربينا على الخنوع وسيكولوجية القطيع، ولا نستطيع العيش إلا محنيي الظهور منكسي الرؤوس.
• على أولاد الطاعة يحل الجمود والتخلف، ويعشعش الفساد مصطحباً معه الفقر والجهل والمرض.
• الكلام على لسان سيادة الرئيس أطال الله عمره عن الدولة المدنية الحديثة والتنمية والعدالة الاجتماعية واللامركزية، كلها تذكرني بقول نزار قباني:
ويبيعون الجنة للبسطاء.
وأساور من خرز لامع.
ويبيعون لهم فئراناً بيضاً وضفادع.
• يخطئ من يتصور أن النظام المصري الحاكم يسيطر جدياً على كافة مؤسساته وأجنحته، ليستنتج بعد ذلك أن ما تشهده مصر من مآس هي حزء من خطة جهنمية للنظام لإحكام سيطرته وتمرير كذا أو كذا. . أعتبر هذا التصور من قبيل أحلام العصافير، فنحن أمام حالة تسيب فعلي، وعجز شبه كامل للنظام، إلا في حماية ذاته وكراسي المتربعين، ودمتم.
• المصري اليوم: "الرئيس مبارك طالب البابا بـ «التهدئة» فى الخطاب الدينى لـ «مرور مصر بمرحلة حرجة فى تاريخها، تحتاج نشر الوسطية»، مؤكدا أن شيخ الأزهر ووزير الأوقاف تلقيا نفس التنبيهات التى وعد البابا بتنفيذها.". . التهدئة تعني بالنسبة لنظامنا الحاكم ترك المشاكل تتخمر تحت السطح، حتى تحين لحظة ولحظات انفجارات أخرى أشد وبالاً. . سلام مربع لقياداتنا السياسية والدينية
مصر - الإسكندرية
.........................................................................................
دموع دامية
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4
المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي
• هكذا في بداية كل عام يلطم الإرهاب والفساد والتواطؤ الأقباط على وجوههم، ويسدد ركلاته إلى قلوبهم، قائلاً لهم كل سنة وأنتم في أسفل سافلين. . وتقوم الكنيسة بقيادة صاحب العظمة والقداسة بالتهدئة. . تهدئة من؟!!. . هم أساساً فقدوا العقل والكرامة من قرون يصعب حصرها!!
• ستظل دماء المصريين المسيحيين التي خضبت أرض مصر من الإسكندرية إلى قنا لعنة وعاراً يلاحق المتسترين على مايحدث في مصر من تخريب متعمد لا يجرؤ أحد على وقفه، أو حتى على الإشارة إليه دون لف ودوران وتدليس. . هؤلاء الذين ينشرون الضباب حتى يهرب الجاني بعد كل كل جريمة، ويطلقون بخور تعاويذهم، فلا نشم رائحة العفن التي تفوح من كل أرجاء البلاد.
• هل تملك مصر من المخلصين من يكفون ويقدرون على إنقاذها؟
• إلى الجحيم بكل من لا يريدون من المناصب إلا السلطة، ويتهربون هروب الرعاع من المسئولية.
• يامن تستعد لوراثة مصر، ألا تخاف أن ترث مجرد خرابة؟!!
• بالطبع لن يقال وزير الداخلية أو أي وزير فاشل، فمعيار البقاء في المنصب ليس الكفاءة أو خدمة الشعب، وإنما حيازة الرضى السامي والولاء المطلق للجالس على العرش.
• طالما العمم اتصالحت.. واحتفالات عيد الميلاد ستقام عادي جداً. . و طبعاً ما ننساش الزغاريد والتصفيق المصاحب. . يبقى تعيشوا وتاخدوا غيرها - Sawsan Ebrahim
• التصفيق داخل الكنيسة كان ضرورياً لتنصيب قداسة البابا زعيماً سياسياً، وتنصيب أساقفته وكهنته زبانية وبطانة، تخيم كلعنة دائمة فوق رؤوس الأقباط.
• أقدر وأشفق على صاحب القداسة والعظمة، إللي اتقرصت ودنه مرة ومن يومها حَرَّم وتاب وأناب. . المشكلة في البلهاء المصريِّن على أنه بابا وماما وأنور وجدي!!
• زمان كانوا بيخوفوا الأطفال بأبو رجل مسلوخة، دلوقتي بيقتلوا الأقباط بأبو أصبع خفية. . سلملي على الندالة والحقارة بلا حدود!!
• تحويل حديث جريمة كنيسة القديسين إلى كيل الاتهامات لإسرائيل، هو متاجرة رخيصة ومبتذلة بدماء النصارى، التي هي بالأساس مستباحة لكل من يرغب في حور العين!!
• التزام حدوب الأدب فقط هو ما يمنعني من وصف من ينسبون جريمة كنيسة القديسين إلى إسرائيل، إما بالتعريص أو التدليس أو البلاهة، أو بالثلاثة أوصاف معاً!!
• لقد ساهمت جميع الأطراف منذ انقلاب العسكر في زرع أرض مصر بالكراهية، بدءاً من طرد الأجانب ثم شيطنة اليهود، ثم العداء لكل الغرب، وأخيراً استهداف المسيحيين. . ولقد أثمرت الكراهية لدى البعض قتلاً، وتثمر لدى الآخرين انغلاقاً وشعوذة وانكفاء على الذات. . لن يتوقف القتل المادي والمعنوي، ما لم نقتلع جذور الكراهية من قلوب جميع الفرقاء. . الوصية الأساسية ليست "لا تقتل"، لكنها "لا تكره". . فهل نقوى على تجرع إكسير المحبة والسلام؟
• أعترف أنني مخنوق وخلقي في طرف مناخيري، فلو عملت بلوك لكام واحد من اللي متحملهم وصابر عليهم، يبقى اعذرووووني. . أنا بشر!!
• نأمل أن يتمكن العلم من اكتشاف علاج لأمراض الإيدز والجرب والعداء لليهود!!
• عسل وميت فل كده. . الكل ضد الإرهاب ومع المساواة والوحدة الوطنية. . تعالوا بقى نتكلم عن الإجراءات العملية لتطبيق هذا الكلام على الأرض. . تفتكروا كام واحد هيفضل معانا، وكام هيقلبوا الترابيزة ويقوموا؟!!
• نأمل أن يتسم الأقباط بشيم الرجال، ويتظاهروا بتحضر أمام مؤسسات الدولة، فهي المقصرة وهي المسؤولة عن سلامتنا وحياتنا.
• مش عارف من غير إسرائيل كنا ها نعمل إيه، وها نرمي بلاوينا وخيبتنا القوية على مين؟
• إسرائيل تحاربنا في البر بالفتنة الطائفية، وفي البحر بأسماك القرش، وفي الجو بقيام طائراتها برش فيروس الجرب، عشان كلنا نمشي نهرش. . لقد توصلنا لاختراع "الهرَّاشة" لمقاومة الجرب، ونحتاج الآن إلى "سلَّاكة"، لتسليك مجارينا العقلية من قاذوراتها. . شر البلية ما يضحك!!
• نحن لا نبحث عن الانتقام رغم وجوبه لإقرار العدالة والردع، ولكن عن الأمل في غد أفضل، وهذا لا يتحقق ونحن نسمع المسؤولين يلقون المسئولية عن أكتافهم إلى شماعة الأيادي الخارجية، ويتحدثون عن أننا آآآآآخر حلاوة مع بعض، والحياة لونها بمبي، بس هي الناس الوحشة اللي بره دي منها لله!!
• إذا كان الجالسون على كراسي السلطة السياسية والدينية، باقون على كراسيهم بقوة السلاح أو بالتفويض أو الإرادة الإلهية، فلا ينبغي عندها أن نتوقع أن يكون للشعوب لديهم اعتباراً، ولا لتلك الدماء التي تهدر قيمة، أكثر من بضع كلمات مواساة يسيرة، عليهم قبولها صاغرين، وإلا أخذوا بدلاً منها على ظهورهم ضربات بالسوط، أو فوق رؤوسهم طرقات بالأخذية المقدسة، كفيلة بأن تعيدهم لرشدهم في التو واللحظة.
• كلما رأيت شعار الهلال يحتضن الصليب، أتأكد أن منهج النفاق مازال مستمراً، وأن مسلسل الدماء والخراب ستتفاقم حلقاته. . قد أدرنا ظهورنا للوطن مرة وإلى الأبد، لنتقاتل ونتفاوض على احتكار الإله حيناً، وعلى تقاسمه فيما بيننا حيناً آخر!!
• عجبي على بلد لا يستحي فيها مثيرو الفتن وتفتح أمامهم جميع الأبواب والمنابر، ويتوارى الصارخون من الظلم والباحثون عن العدالة، تخوفاً من تهمة الإثارة وتهديد السلم الاجتماعي، تلك المعقلة فوق رؤوسهم المحنية على الدوام.
• يا أقباط مصر ومسلميها: اتركوا قداسة البابا يترأس احتفالات العيد، ويصلي كما يحلو له "كالمعتاد"، ويشكر المتعاونين على التهدئة "كالمعتاد" أيضاً، وعليكم برئيس الجمهورية، فهو المسؤول عن حماية الشعب الذي يحكمه منذ ثلاثين عاماً. . هو المسؤول الأول، وإن كنا جميعاً مسؤولين عما وصلنا إليه!!
• خبراء أمن وسياسة: القاعدة والموساد والاحتقان وراء تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية - بوابة الأهرام الإلكترونية: التعريص أهه. أهه. أهه.
• أمام كل مجرم تمتد يده بالأذى لمواطنيه الأقباط، هنالك ألف سنيد يساعده على الإفلات بجريمته، وكل منهم يفعل ذلك لغرض خاص في نفس يعقوب. . هؤلاء بالتحديد وليس الإرهابيين الأصلاء هم أعداء هذا الوطن.
• لا ندين الإرهاب الأسود بقدر ما ندين المهملين والمفرطين والمتلاعبين والمتواطئين والمدلسين والمغيبين. . قائمة طويلة من جرائم نرتكبها جميعاً في حق هذا الوطن وفي حق الإنسانية، أتاحت للذئاب المسعورة أن تتمكن من رقابنا جميعاً، وليس فقط رقاب الأقباط الضحايا.
مصر- الإسكندرية