هل سيلحق المشير طنطاوي العار بالجيش المصري..!!!
لا أستطيع أن أتخيل أن "الجيش المصري العظيم" صاحب البطولات العظيمة التي يتغني بها العالم، ويشيد ببسالته كل رجل جيش سواء عربي أو أجنبي، يرضي لذاته الذل والهوان والضعف وتشويه تلك الصورة النبيلة من أجل إخفاء حقيقة صادمة مرعبة، مستنداً علي مبدأ "قضا أخف من قضا"، بمعني تزييف حقيقة حادثة واحدة أقل تأثيراً علي المؤسسة العسكرية ككل حتى وأن كان ذلك مقابل محو وتلويث تاريخ عظيم.
عزيزي القارئ أرجو منك مساعدتي في فهم عدة حقائق أو صور التبس علي فهمها، خاصة وأنا لم ألتحق بالجيش ولا أعرف عن التكوين والتسليح العسكري للمؤسسات العسكرية أكثر مما رسمته في امتحان الابتدائية لمادة الرسم عندما طلب مني رسم حرب أكتوبر المجيدة فقمت بملأ الصفحة بالدبابات وكأن الجيش لا يعرف سوي هذه المركبة دون حتى الجنود.
المشهد الذي أحاول فهمه منذ يومين وخلال حالة نفسية سيئة هو مشهد "دهس المدرعة العسكرية التابعة للجيش المصري لمتظاهرين مصريين أقباط" ولا يساورني هذا التساؤل لأني مسيحية، وأحاول إلصاق التهم بالجيش المصري مثلما يروج الكثيرين حالياً، وإنما يشغلني هذا بصفتي مواطنة مصرية أنام مطمئنة علي حياتي وبلدي لأن الجندي المصري المرابط عند الحدود يسهر علي حراستي ويعرف جيداً مهامه، وأهمها الحفاظ علي سلاحه الذي بدونه لا شئ، وعند فقدانه يتعرض للمحاكمة العسكرية.
خرجت بعض الأقلام والمسئولون يبررون حقيقة المشهد ويعلنون أن هذه المدرعة تمت سرقتها من قِبل المتظاهرين وأن من يقودها لا يعرف جيدا كيفية التحكم بها وهو ما جعله يدهس الناس بها، وهو ما أشعل علي الجانب الأخر جو من السخرية والفكاهة من هذه المبررات الساذجة التي لا ولن يقبلها عقل طفل صغير مصاب حتى بخلل فكري، وذلك لعدة أسباب من وجهة نظري بعد الإطلاع جعلت من هذا المبرر إما مستحيلاَ أو نقطة سوداء مخزية ومخجلة ووصمة عار علي جبين مؤسسة عريقة ومهمة كالجيش المصري، وهذه الأسباب هي:
أولا: تعريف المدرعة وفق ويكيبيديا ولأني لا أعرف بالظبط المدرعة التي قامت بدهس المتظاهرين هل هي مركبة قتال مدرعة أم ناقلة جنود مدرعة ، فقررت وضع التعريفين:
- مركبة قتال المدرعة: تعرف كذلك بـ آلية قتال مدرعة وعجلة قتال مدرعة وعربة قتال مدرعة هي عبارة عن مركبة ذات بدن مقاوم لاختراق المقذوفات النارية ومسلحة بمدفع أو رشاش آلي إضافة إلى الأسلحة المساندة، مركبات القتال المدرعة تستخدم أما للنقل كناقلات الجند المدرعة أو للقتال المباشر مثل الدبابات ومركبات المشاة القتالية، ويمكن أن تكون مركبات القتال المدرعة مجنزرة أو مدولبة، تم إدخال العديد من التطويرات المهمة على هذا السلاح وعلى العديد من الأصعدة أهمها السرعة، التدريع، القوة النارية والتصويب، حيث تم تزويد هذه المركبات بمدافع ذات عيارات مختلفة وبمدافع رشاشة وأحياناً بصواريخ قصيرة إلى متوسطة المدى وقاذفات رمانات واللهب، كذلك تم تزويدها مؤخراً بآليات دفاع ضد القاذفات الصاروخية وآليات تحديد أهداف متطورة.
- ناقلة جنود مدرعة: هي مركبة مدرعة مصممة لنقل الجند إلى ساحة المعركة، عادة ما تسلح ناقلات الجند المدرعة بالمدافع الرشاشة فقط بينما تسلح بعض الفئات بصواريخ موجهة مضادة للدروع أو مدافع هاون، وعلى عكس مركبات القتال المدرعة فإن ناقلات الجند غير مصممة للاشتباك المباشر مع النيران المعادية إنما حماية ونقل الجنود إلى ميدان المعركة حيث يترجلون لتنفيذ المهام ويكون للناقلة توفير الحماية لراكبيها من شظايا المتفجرات ومن الكمائن، وتنقسم ناقلات الجنود المدرعة إلى ناقلات مدولبة وناقلات مجنزة ، وبشكل عام فإن ناقلات الجنود تتميز بخفتها وسرعة تحركها لخفة درعها مقارنة مع باقي الدروع ، كما أن بعض ناقلات الجند لها قدرة على اجتياز الموانع المائية بأعماق مختلفة.
ثانيا: المسئول عن المدرعة.. أيضاَ وفق ويكيبيديا
الحظيرة: وهى الوحدة الأساسية ويرأسها عريف إلي مساعد أول، وتتكون من 8 إلي 12 فرداً، مسلحين.
ومن هذه النقط يتضح لنا أن المدرعة ليست عربية فيات 127 أو حتي جيب هامر، يسهل مغافلة صاحبه وسرقتها، لأنها غير قابلة للسرقة لأن ليس لها مالك واحد أو مسئول واحد وإنما من 8 إلي 12 فرد يحرسونها، مثلما يحرسون أرواحهم وسلاحهم، بالإضافة إلي مؤهلاتها الضخمة التي أبرزها السرعة الفائقة والتي لا يمكن أن تتم سرقتها أو حتى محاولة اعتلائها وهي تسير، وأخيراَ التصميم الشكلي لها الذي يستحيل معه تسلقها بسهولة لارتفاعها، وهنا يظهر 3 أسئلة:
السؤال الأول:
هل تمت سرقة المدرعة أثناء وقوفها أمام ماسبيرو في ظل هذه الحراسة وأمام أعين هذه الحظيرة أو الفصيلة أو أي أن كان التشكيل العسكري المرابط بجوارها؟
أن كانت الإجابة بنعم.. فأين كان كل هؤلاء أثناء سرقة هذا السوبر مان للمدرعة، وبافتراض انه كان مسلح، لماذا لم يحاول أي جندي همام من هؤلاء الدفاع عنها حتى لو خسر روحه، فهذه تعاليم الجيش وأوامره، وأن كان تم السيناريو بأن غافل هذا الهيرو كل هؤلاء وتفوق وحده علي حوالي 18 جندي من خير أجناد الأرض، فلابد من الإفصاح عن هؤلاء المقصرين ومحاكمتهم عسكرياً علينا، لأن هؤلاء هم من نثق فيهم علي أروحنا وحدودنا.
أو الاحتمال الأخر وهو أن هؤلاء الجنود كانوا مشغولون عنها بقتل المتظاهرين وسحلهم مما جعل سرقة هذه المدرعة مهمة شبة واقعية.
أو احتمال أخر وهو أن منظر النيل كان خلاب في العصاري مما دفعهم لترك مهامهم للاستمتاع بهذا المشهد الرومانسي علي صوت وابل الرصاص والصرخات.
السؤال الثاني:
هل تمت سرقة المدرعة وهي مسرعة أو حتى تسير بتروي..؟
وأن كانت الإجابة بنعم.. هل يوجد من يستطيع تفسير قدرة شخص "بني آدم يعني من لحم ودم يقدر يتسلق مركبة أهم ما يميزها كما سبق وذكرنا السرعة الفائقة والخفة في الحركة"، إلا في حالة أن هذا الشخص الهيرو الجبار يستطيع الطيران مثل سبايدر مان.
أما عن التساؤل الأخر في حالة نعم، أين كان المسئولون عن هذه المدرعة حيث لا يمكن تقبل فكرة أن مركبة عسكرية بهذه المؤهلات تخلو من شخصين علي أقل تصوير وهما قائد المركبة وجندي على المدفع الرشاش الخاص بها।
السؤال الثالث:
ماذا عن الفيديو الذي يُظهر المدرعة تدهس الناس ويخرج جندي أخر من رأسها ويطلق الرصاص علي المتظاهرين من مدفعه، هل كان أيضا مشارك في عملية سرقة المدرعة ويحاول تجريب الأسلحة الموجودة بداخلها علي أخواته المشاركين له في المظاهرة..؟
وأن كانت الإجابة بنعم.. فلا أجد ما أقوله.
ولكن يظهر سؤال مترتب علي هذه النقطة وهو ماذا عن تقارير وفاة شهداء مذبحة ماسبيرو التي تضمنت الوفاة بالرصاص، وأن الوفاة نتيجة الإصابة برصاصة اخترقت الجسد بصورة طولية، من أعلي الصدر وخرجت من الأسفل، أي مضروبة من منطقة أعلي من مستوي الشخص العادي، بالإضافة إلي خروج الرصاصة من الجسد حيث احتفظت بقوة القذف نتيجتها إطلاقها من مكان قريب جدااااا، مثلما حدث مع الشهيد مينا دانيال.
كيف أصبحت إجابات هذه الأسئلة بنعم، والتي حملت معها العار والخزي لكل جندي مصري نبيل، حيث أظهرت مدي ضعف رجالنا الأقوياء، واستهتارهم بالقيام بواجبهم الوطني، وذلك ليس وفقاً لرأي الشخصي وإنما وفق هذه السيناريوهات التي تساعد العقل علي تقبل فكرة سرقة مدرعة من الجيش المصري بواسطة مواطن أعزل، وهي السيناريوهات التي أرفضها بشدة وأفًضل كثيراَ أن تثبت عدم صحتها، وأن يخرج علينا المشير يُعلن بكل جرأة وقوة عكسها ويقول "لا" لم تُسرق المدرعة، فقائدها هو أحد جنود الجيش، وتحمل نتائج الحقيقة، كرجل جيش عاش كما يقول 40 سنة يخدم مصر وجيشها النبيل.
بالإضافة إلي ظهور رجالنا الأشداء وهم يبكون ويولولن مثل النساء أمام شاشات العالم جراء إصابتهم بإصابات يُصاب بها وبأصعب منها من يلعبون الكرة في الشارع من الأطفال، هل هؤلاء من يقفون في أوجه العدو، ويسهرون الليل في الظلام علي الحدود، أم أن هؤلاء الرجال والجنود انتهي ذكرهم بنهاية حرب أكتوبر، وما نراه الآن دمي يرتدون الزى العسكري، وأيضا ليس وفق رأي الشخصي وإنما وفق ما رأيته من نحيب وعويل من رجال دون خجل لرجولتهم وحياء لبزتهم العسكرية، مهما كان يشعرون من آلم.
وسؤالي الأخير لسيادة المشير..
هل ستقبل هذا العار علي جيشنا عوض الاعتراف بالحقيقة حتى وأن كانت صادمة.. فعار قتل الأقباط بأيدي أخواتهم من الجيش المصري أقل وطأة من عار الاستيلاء علي مركبة عسكرية بواسطة مواطن أعزل.. فهي المعلومة والحقيقة التي ستداولها الأجيال فيما بعد.. لأنها الحقيقة التي سيخرج بها علينا المسئول العسكري عندما سيسألونه عن حقيقة هذه المدرعة..؟
هل سيترك المشير طنطاوي جيشنا المصري يصبح أضحوكة العالم.. ونادرة تتندر بها الجيوش الأخري.. بأن الجيش المصري هو الجيش الذي هزم إسرائيل في حرب 73 بينما سُرقت منه مدرعة من قِبل أعزل فى عام 2011..
ك. ك
http://kefeekedaa.blogspot.com/2011/10/b...st_12.html