اقتباس: اسحق كتب/كتبت
في الباب الأول:
ذكر المؤلف الأدلة التي في الإنجيل - كما يعتقد- على أن المسيح لم يمت على الصليب، ثم بعد الإفاقة من الإغماء هرب إلى كشمير.
عندما نقرأ الآيات التي تتحدث عن مجيء المسيح يجب أن ندرك أن بعض هذه الآيات يتحدث عن المجيء الثاني للمسيح حرفياً، والبعض الآخر يعني مجيء ملكوته.
علينا أن نلاحظ أن الكلام عن مجيء ملكوت المسيح بالقوة -كما في خراب أورشليم- يأتي مرتبطاً بالحديث عن مجيء المسيح الثاني في انقضاء العالم، لأن المسيح جعل من كلامه عن خراب أورشليم رمزاً لمجيئه الثاني في نهاية العالم. فيكون قضاء الله الذي حل على أورشليم عند خرابها سنة 70م مثالاً وصورة مصغرة لما سوف يحدث عند مجيئه الثاني، وبالتالي فأن علامات يوم الرب التي تتم في خراب أورشليم سوف تتكرر بصورة أكثر وضوحاً وشمولاً واكتمالاً عند مجيئه الثاني للدينونة العامة (8).
من الجميل أن يذكر الكاتب هذا الأمر... فلقد تحقق المجيء الثاني للمسيح الموعود حرفياً كما حدث تماماً مع يهود فلسطين على زمان المسيح عيسى ابن مريم... فبعد هجرة عيسى ابن مريم عليه السلام لإكمال رسالته في هداية خراف بني اسرائيل الضالة وبعد مرور 40 عاماً بالتحديد وفي سنة 70 للميلاد راحت أورشليم من اليهود ودُمرت على يد القائد الروماني تيتوس.. والحقيقة أنها المرة الثانية التي تضيع فيها فلسطين من اليهود.. فقد كانت المرة الأولى على يد بخت نصر وقد كان ذلك عام 587 قبل الميلاد... حيث دخل أورشليم وأخذ معظم أهلها أسرى... إن نبوءة المسيح عيسى ابن مريم نبوءة صادقة تماماً... وقد تحققت... كما أن نبوءة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نبوءة صادقة تماماً... ولننظر لما يقوله القرآن في هذا الصدد، يقول تعالى:
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) الإسراء
هذه هي المرة الأولى التي كان بخت نصر هو من نفذها بوعد من الله....
ثم تقول الآيات:
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7)
وهذه هي المرة الثانية التي جاءت على يد تيتوس بوعد من الله أيضاً...
لكن لو تساءلنا عن معنى ذكر هذه الآيات في القرآن والحكمة من وجودها؟؟؟ ما هو سبب ذكر هذه الآيات في القرآن؟؟؟
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن .
ولو أننا تتبعنا التاريخ سنجد أن الذي حدث مع يهود فلسطين في عهد موسى وفي عهد عيسى عليهما السلام هو نفسه الذي حدث مع المسلمين حرفياً... وهو ما يؤكد صحة نبوءة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام...
سقطت القدس في أيدي الصليبيين عام 1099م بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم. وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفاً من المسلمين وانتهكوا المقدسات الإسلامية. وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم.... وهذه هي المرة الأولى أو الوعد الأول الذي أجراه الله على يد الصليبيين نتيجة لفساد المسلمين وإفسادهم في الأرض...
إلا أن الله قد أمدهم بالأموال والبنين واستطاع المسلمون أن يستردوا القدس على يد القائد الكردي العظيم صلاح الدين الأيوبي عام 1187 بعد معركة حطين...
وبعد مجيء المسيح الموعود عليه السلام والذي يمكن أن يعتبر المجيء الثاني روحياً للمسيح عليه السلام... وبعد وفاته عام 1908 بأربعين سنة راحت فلسطين من العرب للمرة الثانية وكان هذا هو الوعد الإلهي الثاني الذي تحقق عام 1948...
فيا أصحاب العقول أين هي عقولكم؟؟؟
أما بالنسبة لباقي الموضوع فقد قرأته كاملاً يا زميلي إسحق لكنني لم اقتنع بشيء مما فيه... فكلها عبارة عن محاولات هزيلة لدحض الاعتراضات التي أشرنا إليها... فهو يقول مثلاً أن المسيح قد أكل وشرب لأنه يشاركنا الطبيعة البشرية فيما عدا الخطيئة... وبكل بساطة نرد على هذا الاعتراض بأن المسيح عليه السلام أكل وشرب لأنه كان بشراً بدون الخوض في الكلام الفلسفي الغير معقول عن ألوهيته وناسوته والذي لا يمكن لأي كان أن يؤمن به.... كما أنني لا أظن أنك أنت نفسك مقتنع بهذا الكلام...
ثم يقول أن التشبيه الذي قاله السيد المسيح عليه السلام بينه وبين سيدنا يونس (يونان) لا يؤخذ بحرفيته... بل المقصود منه أنه سيكرم بين أتباعه كما كُرم يونس عليه السلام في نينوى... وهذا كلام سخيف لا يتفق مع كلام المسيح ولا يتفق مع سياق الأحداث... فأي تكريم هذا الذي حصل عليه المسيح عليه السلام بين أهله بعد حادثة الصلب؟؟؟؟ إذا كان يونس عليه السلام قد دخل حياً في بطن الحوت ومكث في بطنه حياً وخرج منه حياً فهذا هو الذي حدث مع سيدنا عيسى عليه السلام... وإلا لكان كلام المسيح مختلفاً 180 درجة...
وبالنسبة لباقي الردود فهي على نفس الشاكلة ويمكن دحضها أيضاً إذا أردت... لكني أعتقد أن ما قدمته لك يعتبر كافياً إلا إذا أردت المزيد...
كما أن الكاتب تجاهل تماماً موضوع الأدلة في الكتب البوذية وكتب الطب والأدلة التاريخية الجغرافية...
تحياتي لك
سلام