لن تمر مذبحة الإسكندرية بدون إدانة ( 1 )-
محاكمة الأخوان المسلمين
سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 3238 - 2011 / 1 / 6
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
.................................
مذبحة الإسكندرية التي راح ضحيتها 21 مصريا ً قبطيا ً لا يجب أن تمر هكذا فلتكن بداية مواجهة حقيقية لكل رؤوس الفتنة والإرهاب وكل العوامل المُنتجة والداعمة له ..علينا فتح كل الملفات القديمة والحديثة والداعية للتطرف والتمايز والطائفية .
نحن نمارس فعلا ً واحدا ً مع كل حادث كحدث كنيسة " القديسين " وما شابهها لنغرق فيه كحدث ونسأل ببلاهة عن هوية الجناة وكيف أنجزوا فعلهم الدنيء ثم نندد ونرفع الشعار الجميل " عاش الهلال مع الصليب " لنخدر أنفسنا ونمنحها لذة الهروب ودفن الرؤوس في الرمال .
نحن نغرق في مسلسل الحل الأمني وانتظار الإدانة لبعض الأفراد أو الجهات حتى ولو الموساد كتبرئة لأنفسنا ..ولكن علينا أن لا ننسى في زحمة الفجيعة والمواساة أن هناك مفرخة أنتجت هذا الحادث كما أنتجت حوادث قبله والتي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما ًمضت وأن المستقبل سيحمل في أحشاءه بشارات بمولد حوادث إرهابية جديدة
قد يعثرون على الجناة ليحاولوا إنهاء المشهد الأخير وتطييب الرأي العام ونفوس منزعجة ولكن لن يتوقف الإرهاب والتطرف فهناك دجاجة ومفرخة تنتج كل يوم متطرفين وإرهابيين ومن سيسقط في قبضة الأمن - إن سقط - فسيسعفه طابور من المجاهدين المتشوقين للجنة على أشلاء الأقباط .
من الخطأ أن نغرق في الحدث كفعل وتداعيات عاطفية ودعونا نتعامل مع الأفكار التي تُنتجه لتمنحه القدرة على منحنا الخراب والدمار .. تعالوا بنا نتحسس أسباب الطائفية ومن يشعلها ويوقد نارها وكيف ينال من جسد الأمة وينتهك حقوق وكرامة الأقباط إذا كنا بالفعل نرغب في اجتثاث التطرف والإرهاب .
سأتناول في هذا المقال مشاهد من تاريخ الأخوان كأكبر الأحزاب الدينية انتشارا ً وتأثيرا ً والموصومة بأنها الأكثر اعتدالا ًعن باقي الأحزاب المتشددة الأخرى كالقاعدة والجهاد والجماعة الإسلامية ...ولن أتعرض للتاريخ كحوادث إجرامية مارسها الإخوان وغيرهم ولكن يهمني أن أنال من تاريخ الأفكار والسموم التي حقنوا بها الجسد المصري لتنال من أمانه ووحدته ..أفكارهم ورؤاهم التي صرحوا بها والقادرة على إنتاج المزيد من الإرهاب لتشكل انتهاك صارخ لحرية وكرامة الإنسان .
الأخوان المسلمون هم المُفرخ الرئيسي لكل الأحزاب الإسلامية الأخرى والتي جاءت من عباءته لترفع نفس رايات الإخوان فكرا ً ومنهاجا ً فلن نجد فروقاً جوهرية بينهم .. فالأمور لا تزيد عن تباين في المواقف التكتيكية أو قُل هو توزيع للأدوار ولكن يبقى الهدف الإستراتيجي واحدا ً.
سنتعرض في إيجاز لرؤى وأفكار وأحلام الأخوان المسلمين وكيف أن هذه الرؤى زرعت التعصب والكراهية وخلقت أجنة للتطرف والإرهاب ومهما اختلفت اليافطة المعلقة بالعمل الإرهابي سواء لتنظيم القاعدة أو غيرها فالقضية هي فكرة مبدئية تولى الإخوان زرعها لتتعدد الخنادق ويتعدد الإرهابيون ولكن يبقى الأخوان هم أصحاب التوكيل الرئيسي لفكر التطرف والإرهاب ليحيلوا أحلام مصر الماضية والحاضرة والمستقبلية إلى كوابيس لن تتركها إلا خرابا ً ودمارا ً.
المرشد العام عمر التلمسانى والذي جاء ظهوره على مشهد الأحداث في صفقة واضحة مع السادات لإجهاض اليسار وتحجيمه ..كان من بشاراته الأولى في عام 1974 قوله أن على الأقباط دفع الجزية صاغرين !!..بالطبع لم يكن الحدث القومي المصري يتحمل مثل هذه المقولة ولكنه تعبير عما يختلج بداخله من مشاعر كراهية وتعصب لنسأل هل هي مشاعر سوداء فقط أم مخطط لبداية الفتنة والخطوات الأولى للتقسيم !! لعل هذا يحتاج لمبحث آخر , ولكن ما يعنينا الآن هو ما صدرته تلك المقولة في نفوس المسلمين والأقباط .. فبلا شك ستمنح المسلمين الشعور بالتمايز والنظرة الدونية للمسيحيين و لن تترك الأقباط إلا بعد أن تُغمرهم بالغُبن والاضطهاد ..مقولة مثل تلك كفيلة بمحاكمة صاحبها وإدانته بالعنصرية .
المرشد مصطفى مشهور الذي تلاه قال قولته المشهورة " أنه يقبل أن يحكم مصر ماليزي مسلم ولا يحكمها مصري قبطي."! هكذا يتأسس النبذ والتمايز والاحتقار ليترسب على وجه مصر خالقا ً جدار الفصل والتعصب العنصري .
ألا تعنى مقولته تلك انتهاك واضح لحق فصيل أصيل من الشعب المصري؟؟ ..ألا تعنى الكراهية ..ألا تعنى العنصرية ..ألا تستحق المحاكمة ؟!.
في حوار مع مأمون الهضيبي أجراه الإعلامي سامح فوزي عام 95 ونشر في جريدة الحياة (30 نوفمبر 2005 )سأله: هل الأقباط مواطنون أم أهل ذمة، فأجاب : الاثنان. قال له أريد عبارة أكثر تحديدا . قال بوضوح :"هم أهل ذمة " !!
المرحوم المستشار حسن الهضيبي مرشد الجماعة أفتى هو أيضا ً في عام 1973 في حديث لجريدة الأهرام ويكلي بضرورة فرض الجزية علي الأقباط ومنعهم من الالتحاق بالقوات المسلحة أو تقلدهم لمناصب القضاء لأنه لا ولاية لهم علي المسلمين ولأنه مشكوك في ولائهم لمصر باعتبارهم عملاء للغرب المسيحي.!!!
هو مستشار !! ورغما ً عن ذلك يصف فصيل أصيل من الشعب المصري بأنهم عملاء للغرب المسيحي !!..هل لنا أن نعتبره قذف وسب وممارسة عنصرية فجة تستدعى المحاكمة ولكن للأسف لم يُحاكمه أحد.. بل لم يُقل له أحد هذا عيب !! .. ولكن الأخطر من هذا أنه يؤصل لفكرعنصري بغيض ليجد طريقه في نفوس المسلمين لتُبنى مداميك كثيرة في حائط الطائفية والتعصب والكراهية .
جريدة الفجر المصرية والصادرة في 12/12/2005 العدد 29 وتحت عنوان : (مفتي الأخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد: هدم الكنائس فريضة شرعية).
تحدث التحقيق عن فتوى أصدرها الشيخ محمد عبد الله الخطيب عضو مكتب الإرشاد لجماعة الأخوان المسلمين يقول فيها : عن حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام الأول: بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادي والعاشر من رمضان وحلوان وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة !!! والثاني: مافتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا فهذه أيضاً لا يجوز بناء هذه الأشياء فيها وبعض العلماء قال بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين !!! والقسم الثالث: ما فتح صلحاً بين المسلمين وبين سكانها والمختار هو إبقاء ما وجد بها من كنائس وبيع على ما هي عليه في وقت الفتح !! ومنع بناء أو إعادة ما هدم منها !! وهو رأي الشافعي وأحمد إلا إذا اشترطوا في عقد الصلح مع الإمام إقامتها فعهدهم إلى أن يكثر المسلمون على البلد. !!
عندما نسمع مثل هذه الفتوى سنجد الإستفزاز يلاحقنا لنصرخ في وجه صاحبها ونقول له بتعبيرنا المصري الشهير : " هي مصر دى عزبة أبوك " !!
ولكن دعونا نرى التأثير السلبي الذي يُتحفنا به مثل هكذا قول إستقاه من الوثيقة العمرية والأدبيات الإسلامية .. ألا تمنح هذه الفتوى الإحساس بالغًبن والاضطهاد لدى الأقباط لتحيلهم لمواطنين من الدرجة العاشرة وماذا سينال المسلم عند سماعه غير الإحساس بالفوقية والتمايز والاستهانة بحق المسيحي في بناء كنيسته .. ألا يعطينا إنطباع بالتمايز للمسلمين والدونية للأقباط وأن مصر هي بلاد المسلمين بل من فضلهم ونعمهم أنهم يسمحون للأقباط بالتواجد فيها .
في تصريح لمحمد حبيب القيادي الإخواني ونائب مرشدها السابق لصحيفة الزمان يقول "نحن جماعة الأخوان نرفض أي دستور يقوم على القوانين المدنية العلمانية، وعليه لا يُمكن للأقباط أن يشكلوا كيانا سياسيا في هذه البلاد !. وحين تتسلم الجماعة مقاليد السلطة والحكم في مصر فإنها سوف تُبدل الدستور الحالي بدستور إسلامي، يَحرم بموجبه كافة غير المسلمين من تقلد أي مناصب عليا ! سواء في الدولة أو القوات المسلحة لأن هذه الحقوق ستكون قاصرة على المسلمين دون سواهم ! وإذا قرر المصريون إنتخاب قبطي للمنصب الرئاسي، فأننا سوف نسجل اعتراضا على خطوة كهذه باعتبار أن ذلك خيارنا نحن". (صحيفة الزمان 17 مايو 2005).
وقال أيضا لا فض فوه "أن الأقباط سيكونون خاضعين للشريعة الإسلامية مع بقية المصريين" ( الشرق الأوسط 18 أغسطس 2005)
المثير للاشمئزاز أن الإخوان يلحون على تواجدهم بيافطة الإسلام ويرفضون هذا الأمر على الأقباط ويكتمل الوجه القبيح برفض توليهم أي مناصب عليا فالبلد هي للمسلمين فقط ويصل التبجح مداه في رفض إرادة الشعب لو انتخبوا رئيسا ً قبطيا ً .
ألا يعتبر حجب المناصب عن أي فصيل بناء على دينه أو عرقه تمييز عنصري يستوجب المحاكمة ..وألا نجنى التعصب والكراهية والنبذ والتمايز في النهاية؟؟؟ .
تتحفنا التحليلات الأخونجية للأحداث العالمية برؤية شديدة البؤس ولكنها تؤسس للتعصب وتهييج المسلمين فعندما نرى أن تصنيفات الدول والشعوب لديهم تكون على أساس ديني بحت فتسود أدبياتهم وصف الغرب بالصليبي الكافر في كل الأخبار والنشرات التي يتعاملون بها وكأننا نعيش الحروب الصليبية ولكن يبدو أن هذا مقصود ومتعمد ليتم استدعاء الغرب وربطه بالصليب والكفر مما يغمر المسلم كراهية للغرب والرمز ويترسب لديه عداء نفسي لرمز الصليب المعلق على منارات الكنائس المصرية فيمنح المسلم عداءا ً وكراهية لينال منها أقباط مصر النصيب الأوفر برمزية ديانتهم .
بجريدة الطيبية مارس / 2008م العدد 68 خبر بعنوان [رسالة من الطلاب للإخوان : " لا تحبوا غير المسلمين ، لا تصادقوهم ، ولا تهنئوهم بأعيادهم .. إنهم من الكافرين "
" وفى مجلة النور " وهى إحدى المطبوعات لطلاب الإخوان المسلمين التي يتم توزيعها بين أروقة جامعة القاهرة في عددها السابع ما يخلق الإثارة والفتنة ليقلب المسلمين ضد إخوانهم من الطلاب الأقباط , فتحت عنوان " الولاء والبراء" ضوابط التعامل مع غير المسلمين .. تقول المجلة أن : " الولاء يعنى الحب والرضا والنصرة والطاعة والمتابعة والمعاونة والصداقة " ولكن هل هذه المعاني الجميلة مطلقة أم أنها خاصة بالمسلمين فقط وإذا كانت خاصة بالمؤمنين فقط فما حظ الأقباط فتقول النشرة : ( يجب صرفها فقط لله ولرسوله وللمؤمنين .. ويُحرم صرفها لغير المؤمنين .. فقال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادمين" المائدة:51-52
ويأتي صاحب النشرة ليقرر صور الولاء المُحرم أي البراء فيقررها الكاتب بلهجة قاطعة فيقول : " هى محبة غير المسلمين رغم ما هم عليه من الكفر بالله ورسوله !! .. إذ هو يقرر أولاً تكفير غير المسلمين ثم يحرم محبتهم وصداقتهم !! .
وهكذا يثور المتطرفون المسلمون عند بناء كنيسة .. بل يستحلون حرقها وتفجيرها لأن تسميم الجسد قد تم شحنه بالكراهية الغزيرة.
هذا فيض من غيث من تصدير التطرف والتعصب والكراهية لتنتج في النهاية جنين مشوه .. وإطلاق مثل هذه أقوال في بلد متحضر كفيل بأن يُساق أصحابها لمحاكمات علنية بتهمة العنصرية الفجة وخلق الكراهية بين أفراد الشعب الواحد .
عندما نمر على هذه الأقاويل التي جاءت على ألسنه مرشدين وأعضاء بارزين في الأخوان وأقوال شيوخ لم يكتفوا باحتلال المنابر بل ينشرون سمومهم عبر الفضائيات ..فماذا سنتوقع غير أن مذبحة الإسكندرية ستكون نتيجة حتمية في نهاية المطاف لانتشار أفكار الكراهية والعنف والتحريض ضد الأقباط ..لقد سقطت الأقنعة وارتفعت السيوف , ولن ننخدع في الأخوان المسلمين أساتذة مبدأ التقية فهم يعرفون جيدا ً متى يطأطئون ومتى يمررون ومتى يمارسون لبس الأقنعة وتبادل الأدوار فيما بينهم أو بين التنظيمات والأحزاب التي انسلخت عنهم ... فليس مقولة " لهم ما لنا وعليهم ما علينا " إلا خداع واضح لم يعد ينطلي على أحد .
عندما يتم تسميم المسلم والمسيحي بمثل هذه أقوال فينال المسلم حظا ً وفيرا ً من الكراهية والاستعلاء على هؤلاء الكفرة الأقباط الذين لا يستحقون إلا كل نظرة دونية ..ولا تترك القبطي إلا وقد ناله حظا ً وافرا ً من الغُبن و الاضطهاد والنبذ والتهمييش فى وطنه ليبحث عن وطن بديل داخل كنيسته المحتضنة لنخلق مجتمعا ً طائفيا ً يتشرنق المواطن المصري فيه داخل مسجده وكنيسته .
من هنا سندرك لماذا تشرنق الأقباط في كنائسهم وأصبحت هويتهم هي الكنيسة التي تحتضنهم من تعسف وظلم مارسه التراث الذي يراد له أن يطفو على أيدي زبانية الأخوان وشركاءهم وبتواطؤ واضح من النظام أخذ شكل التنسيق المباشر على يد نظام السادات وأخذ مواقف مُترددة ومُتخاذلة ومُجرمة حينا ً أخرى على شاكلة فلتدع الشعب يغرق في مشاحناته بعيدا ً عنا .. ولنظهر في الصورة من آونة لأخرى لنردع الخارجين عن بعض الخطوط ولنثبت قوتنا وأننا الحل الوحيد وفى نفس الوقت ندعهم يلهون بتسميم جسد مصر .
تم خلق أجيال من المصريين لا تعرف بعضها وتتشرنق داخل هويتها الدينية فتجد المسيحي ينعزل وسط جماعته وكنيسته كملجأ وآمان من الآخر الذي يترصد به ويحتقره ويهمشه ..وتجد المسلم قد نال حظوظ متعددة ومتباينة من التفاعل مع القبطي فتجده إما لا يعنيه أمره أو يتوجس منه ولترتفع الأسقف فتجد البعض يُصدر له السخرية والكراهية بلا مبرر كما تجد آخرين يمنحون القبطي النبذ والنظرة الدونية لتصل لأعلى الأسقف في ارتفاعها بحرق كنيسة مرضاة لله .
في أي مجتمع متحضر وإنساني سيُحاكم من تفوه بهذه المواقف والفتاوى .. وسيُقدم هؤلاء الخارجين عن الحضارة للمحاكمة بتهمة العنصرية وإهدار حرية وحقوق وكرامة الآخرين ..ولكن لا تتصور أن أنظمة الحكم لدينا ذات أيادي مرتخية أو أنها لا تعرف كيف تفرض القانون فهي رائعة و لديها القدرة أن تخلق قوانين رادعة قاسية ما أتى الله بها من سلطان كما يقولون مثل قانون الطوارئ ولكنها تكون لإرهاب الشعب وجلده والحفاظ على سطوة النظام وهيمنته أما قصة الأفعال العنصرية تلك فليست قضية السلطة ولا تعنيها و بالأحرى هى تجعلهم يتحركون هكذا وفق مصالحها وليذهب الوطن للجحيم .
مُفجر كنيسة القديسين أو مُفخخها تربى على ميراث الكراهية والنبذ والتمايز .. رضع من فكر الأخوان وتربى فى أحضانها على الدروس الأولى للتعصب والكراهية والعنصرية وتهيأ بعدها ليُمارس كراهيته في قذف كنيسة بحجر .. ثم يحرقها في شبابه وعند إكتمال نضوج كراهيته وتعصبه يُفجرها بما فيها .
الإرهاب لا ينتج إلا من فكرة تجد بيئة تحتضنه وقد زرع الأخوان سمومهم في بيئة مُحبطة احتضنت كل غثاءهم مع تواطؤ واضح من السلطة وهو ما سنتعرض له لاحقا ً في المحاكمة .
دمتم بخير