اقتباس: غالي كتب/كتبت
الزميل الحسن
قلت في احدى مداخلاتك التالي:
قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام : وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا. سورة مريم الآية 33.
وقال تعالى عن يحيى عليه السلام : وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا. سورة مريم الآية 15.
)
والرد على كلامك هو التالي:
إن القرآن الكريم يذكر المفاصل الرئيسية في حياة المسيح عليه السلام حيث يقول تعالى: وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
فلو كان هنالك حدثاً آخر كالرفع إلى السماء كما تقول لكان من الأولى أن يذكر هنا بوضوح لأنه يوم سلام خاص تفرد به المسيح عليه السلام عن غيره من الأنبياء وعن البشر أجمعين...
وعلاوة على ذلك فقد ذكر القرآن الكريم كلاماً مماثلاً عن يحيى عليه السلام حيث يقول تعالى: وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا
فلو كان هناك اختلاف في المفاصل الرئيسية لحياة كل منهما عليهما السلام فهل سيذكرهما القرآن الكريم بنفس الصيغة؟؟؟
استغرب حقاً كيف تستشهد بهاتين الآيتين دون أن تدرك هذا المغزى البسيط!!!
يتبع...
سلام
الزميل غالي.
القاعدة التي يجب أن يضعها نصب عينيه كل متدبر للقرآن هي :
(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) ، فالقرآن كتاب أحكمت آياته، ومعنى ذلك أن كل آية وكل كلمة جاءت بالحق ،وتخصيص عيسى ويحيى بالسلام عليهما في يوم مولدهما ويوم موتهما ويوم يبعثان لا يفسر السلام هنا بأنه أمن وأمان فقط لأن هذه ليست خاصة بيحيى وعيسى فكل مولود يولد بريئا فهو عليه السلام ، وكل إنسان اتبع الهدى فهو عليه السلام يوم يموت ويوم يبعث. وفرعون لو آمن واتبع الهدى لكان سلام عليه يوم مات ويوم يبعث حيا .
إذن هذا فهم سطحي ، أما الفهم العميق للآية فهو أن ننظر إلى الميزة الخلقية لكل من عيسى ويحيى عليهما السلام (
لم يولدا كما يولد أي مخلوق عند الناس تجعلهم يظنون ظن السوء بعيسى ويحيى ، فمن الحكمة أن يبرئهما الله من سوء ظن الناس.
شبهة الناس في عيسى يوم مولده كانت أقوى من شبهة يحيى لذلك كان من الحكمة أن ينطق الله الصبي عيسى في المهد لتبرئة أمه ونفسه من الشبهة ، وكلام المسيح في المهد آية عظيمة تزيل شبهة الناس فيما يخص مولده ، ومن الحكمة أن يتضمن كلام المسيح في المهد قولا يبرء به نفسه وأمه من شبهة البهتان .
كلام المسيح في المهد هو كما يلي :
إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.
هذا ما قاله المسيح في المهد .
أين في كلامه ما يتضمن دفع الشبهة عن نفسه وعن أمه؟
الجواب :
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ.
إذا كان يوم مولد المسيح هو الشبهة الوحيدة التي ظنها الناس في المسيح فإن كلام عيسى في المهد كان يجب أن يتوقف عند قوله (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ.) لكنه عطف بعد ذلك بالواو فقال : وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.) مما يدل على أنه ستكون شبهة أخرى للناس يوم يموت المسيح وشبهة أخرى يظنها الناس بخصوص يوم بعثه حيا.
أما الشبهة حول يوم موت المسيح فقد جاء ذكرها في القرآن وهي :
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ [COLOR=Red]شُبِّهَ .
وأما الشبهة التي ظنها الناس حول يوم يبعث حيا فإن يوم البعث لم يأت بعد وإنما هي شبهة مبنية على شبهة الموت ، فالذين ظنوا أنهم قتلوه ظنوا أنه دجال افترى على الله الكذب فاستحق القتل ويوم البعث لا أمن ولا سلام عليه وإنما سيكون مأواه جهنم وبئس المصير.
إذن فكان حقا أن يدفع المسيح عن نفسه كل تلك الشبهات فقال :
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ.
وَيَوْمَ أَمُوتُ
لاحظ قول المسيح عليه السلام : (
وَيَوْمَ أَمُوتُ
لو لم يمت المسيح في ذلك اليوم الذي ظن فيه اليهود أنهم قتلوه لما قال المسيح في المهد ( ويوم أموت = والسلام علي يوم أموت) وإنما لكان المناسب هوأن يقول : والسلام علي يوم قالوا إنا قتلنا المسيح.
أو والسلام علي يوم قتلوا شخصا آخر يشبهني.
إذن من خلال القرآن تبين لنا أن المسيح أماته الله يوم قال اليهود إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم.
أين كان ذلك ؟
في فلسطين.
القرآن يقول إن المسيح توفاه الله في فلسطين وغلام قاديان يقول بل توفاه الله في الهند !!.
ياعجبا لهذا الغلام .
أعتب على الإخوة الكرام والزملاء المحترمين الذين تركوا الموضوع ثنائي الحوار.