اقتباس: الكندي كتب/كتبت
لكن الديمقراطيات العريقة لها آليات لمنع الثقة عن الحكومة وإجبارها الى العودة الى صناديق الإقتراع عند المنعطفات. هذه الآلية للأسف مفقودة في النظام السياسي اللبناني (خذ على سبيل المثال كرسي رئاسة الجمهورية) ولهذا السبب نجد أن المعارضة تناور في وسائل ديمقراطية شتى لإجبار الحكومة العودة الى صناديق الإقتراع.
كندي، الطرف الوحيد الذي يمنح و يسحب الثقة هو المجلس النيابي، لكن برّي لا يريد الدعوة لجلسة لأنه يعرف أن المجلس سيجدد الثقة بالحكومة من جديد، و بالتالي تروح على المعاردة ورقة شرعية الحكومة للأبد.
دعني أعيد صياغة كلامي: الطرف الوحيد االذي يملك الحسم هو المجلس النيابي لا الشارع، و هذا يتم تعطيله و شلّه بكفاءة تامة بواسطة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ماريونيت نصر الله، و هذا هو الفساد السياسي و سوء استغلال السلطة عن جد.
ثاني شيء، الرئاسة. لماذا يا ترى ـ و سألنا سابقاً ـ هناك خط أحمر على إسقاط لحّود مع أن ولايته غير دستورية و غير شرعية و أنه أثبت بمنتهى الجدية أنه الوالي السوري الذي يحاول إحياء سيّده السوري بعد أن طرده الشعب؟
رحمة العاملي تحدث كثيراً عن أن الأكثرية المنتخبة هم من يعرقلون الاتفاق على اسم رئيس جديد، بينما المعاردة تريد حل الأمر :D - لكن الأجمل أنه قال منذ أيام أن الأغلبية المنتخبة اقترحت اسم أمين الجميّل، لكن نبيه برّي ردّ بالشتائم! و لليوم لا نسمع عن شخص رشّحته المعاردة.
اقتباس:ما الخطب من العودة الى صندوق الإقتراع خصوصا أذا كان الخصم "أقلية" كما يقال؟
الفوضى السياسية. من غير الصحي و المنطقي الإطاحة بخيار الشعب الحر لمجرد أن من خسروا في الانتخابات لا يعجبهم الوضع الآن. لو كل أقلية أسقطت الأغلبيات المنتخبة لما قامت حكومة أكثر من 24 ساعة، و لضاع الدخل الوطني للبلد هباءً جراء تكاليف الانتخابات، و لانتهى الوجود السياسي للبلد.
الجهة الشرعية الديموقراطية الدستورية لإسقاط الحكومة هي المجلس النيابي، و هو المكان الوحيد القادر على حسم الأمر للأبد. لكن المعاردة ترفض الاحتكام إليه و تختطفه و تكممه على يد نبيه برّي، أحد أحقر البشر في لبنان، الذي يرفض تماماً أن يدعو لجلسة طرح ثقة!
الآن أخبرني، هل لي أن أثق بمن يحتجز السلطة التشريعية لتحقيق أهداف بطرق غير شرعية؟ لو كان هذا هو حالهم، فماذا سيحدث لو أخذوا الثلث المعطل!؟
هل يمكنني أن أثق بمن أصر على مخالفة الدستور صراحة و أن يقف في وجه كل لبنان لمجرد أنه مصاب بجنون العظمة؟ هل يمكنني أن أثق بمن رفض الطائف جملة و تفصيلاً؟
كما ترى، تاريخ الماريونيت نبيه برّي و سماحة السيد ميشيل عون لا يشرّف سياسياً و لا دستورياً و لا شرعياً و لا وفاقياً.
حسناً، نأتي للشارع. كم شخص نزل؟ مليون؟ هذا ربع لبنان يا عزيزي، يعني ’أقلية‘. يعني لا يحق لهم أن يحتجزوا البلد و يطلقوا تهديدات من طراز "لو لم تعطونا 10 مليار دولار و طائرة هيليكوبتر سنقتل رهينة كل نصف ساعة!"
هذا إرهاب سياسي، و لولا سلاح حزب الله و الطابع الطائفي الشيعي للمعاردة لما كان شخص في الكون ليأبه لهم.
أمام عيني الآن دليل عملي و واضح على أن المعاردة لا تتوانى عن تضييع البلد و تدميره لو أن ذلك من مصلحتها أو مصلحة أطراف خارجية:
إيميل لحوّد يعطّل البلد من كرسي رئاسة الجمهورية.
نبيه برّي يترك البلد للدمار و الانقسام من كرسي رئاسة المجلس النيابي.
لا أريد الخوض في التخوين و تبدّل المواقف و هذه الأشياء فالجميع قيد الاشتباه، و الشيء الوحيد العلني هو تبعية حزب الله تحديداً لإيران و سوريا باعتراف من حسن نصر الله. الطرف الوحيد في المعاردة الذي لا أشك في كونه بعيداً عن سوريا و إيران هو سماحة السيد ميشيل عون. لكن ستيل، من يدري؟
على الناحية الأخرى فما أراه في حكومة السنيورة مثلاً أنها تملك علاقات ممتازة بكل العالم باستثناء سوريا و إيران. يعني المعادلة لي على هذا النحو: العالم كله، أو سوريا و إيران؟
شخصياً سأختار العالم كله.
قل لي بالمناسبة، من أنهى حرب تموز؟
و سؤال آخر:
أين كان نصر الله عندما وافق على تشكيلة الحكومة بعد الانتخابات؟ هل اكتشف فجأة أن المسيحيين لا يتم تمثيلهم بشكل جيد و أنه يجب إدخال سماحة السيد ميشيل عون إلى الحكومة؟