لم أعلق البارحة للسبب أعلاه ، ولأن الأستاذ العلماني العزيز كغيره يقفز على الأسباب إلى النتائج وهذه القفزة مقتصرة فقط عند تحليل وتشريح وشرشحة الإسلام..
فمثلاً أحتاج للرد على العلماني ، ذكر بداية كل حدث تاريخي بأسبابه ومسبباته..
فردي على قوله مثلا:
اقتباس:استطاع بها أن يقضي على مناوئيه تارة غيلة (الأسود العنسي) وتارة من خلال ساحات القتال (مسيلمة وسجاح ويهود خيبر).
يجب علي هنا ذكر هل مسيلمة الدجال أو سجاح كانا أهلاً لإدعاء النبوة؟..
وعند ذكر يهود خيبر علي أن أسرد القصة كاملة ، مع مظاهر الغدر الجبان مع الرسول صلى الله عليه وسلم التي جبل عليها اليهود..
اقتباس:عندما قضى الرسول "ارتد الكثير من العرب"، فما كان من خليفة الرسول إلا إعلان الحرب على المرتدين وتثبيت الإسلام في الجزيرة من خلال "حروب الردة".
وهنا أيضاً سيكون للشيعة الإمامية تحديداً رأي آخر ، فالمرتدين الذين تذكرهم يدعي الشيعة فخراً أنهم من جملتهم لأنهم منعوا الزكاة عن الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه ، فلسنا إذن بصدد حروب الردة إن وافقنا هذا الزعم..
اقتباس:النفوذ الإسلامي خارج الجزيرة بدأ أيام "عمر بن الخطاب" بعد محاولة عسكرية حيية فاشلة أيام الرسول (مؤتة). هذا النفوذ الاسلامي تم بسطه من خلال معارك مشهورة مشهودة (اليرموك والقادسية ... وغيرها)، سالت فيها أنهار من الدماء.
كذلك هنا يجب وضع النقاط على الحروف ، فالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما كان ليخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وامتدت خلافته زهاء 10 سنوات بسط فيها العدل ورفع الظلم ، وهنا يتوجب ذكر أسباب معركة اليرموك والقادسية ومن البادئ فيها..
اقتباس:بسط النفوذ "العربي الاسلامي" من حدود الهند حتى فرنسا جاء كله من خلال معارك مخيفة مات فيها الكثيرون من الغزاة العرب وأهالي تلك البلاد.
المعارك المخيفة التي تتحدث عنها كانت دفاعية ، وهنا يرد السؤال المهم ، وهو سبب عدم استمرار المسلمين في الغزو على حد تعبيرك حتى ينهوا فتح أوروبا بإنجلترا وألمانيا وفرنسا ووقوفهم عند هذا الحد ، وفيهم القائل: والذي نفسي بيده لو أعلم أن وراء هذا البحر بلداً لأبحرت فيه حتى أنشر دين الله على كل الأرض..
لماذا توقف المسلمين على حدود الصين ولم يجتازوها؟!..
اقتباس:لقد نجح المسلمون الأوائل بالاجتياح العسكري المذهل، وخلال بضعة سنين قليلة كانوا قد تسلطوا على الإرث الفارسي كله وعلى معظم "إمبراطورية جستنيان البيزنطية" (ما عدا آسيا الصغرى والبلقان)، وأصبحوا يحكمون ملايين الكيلومترات المربعة. وهذا الامتداد المذهل، بهذه السرعة الخاطفة، لم يتحقق إلا عن طريق "السيف".
لم يفتأ جستنيان والفرس المجوس على حبك المؤامرات تلو المؤامرات والاعتداء تارة على حدود بلاد الإسلام وتارة على المسلمين..
اقتباس:تحقق للعرب المسلمين إذاً، خلال فترة قصيرة، حكم أصقاع طويلة عريضة من خلال "فتوحاتهم" (غزواتهم ؟) التي ركبوا خلالها ظهور الخيل وأحكموا الضرب بالسيوف حتى دانت لهم البلاد والعباد.
إن البلاد والعباد على حد معرفتي قد تدين بالمال والعطايا للغزاة ولكن أبداً لا تدين بروحها ودينها إلى أبد الآبدين على الإسلام ، كذلك لا يمكن لأبناء البلد المحتل أن يكونوا سيوفاً للغزاة على بلاد أخرى ، هذا لا يقبله عقل ولا منطق..
ولو لاحظت أن أبناء الرقيق الذين كانوا موالي ، أبناء وأحفاد علماء الدولة الإسلامية يحضرني الآن (الإمام البخاري ـ الإمام محمد بن سيرين)..
2
اقتباس:) حكمت الدولة الإسلامية - كما اسلفنا - منذ أيام "الوليد بن عبدالملك بن مروان" قطعة من الأرض متصلة تمتد بين الهند شرقاً وفرنسا (تور وبواتييه) غرباً وآسيا الصغرى شمالاً و"الصحراء الغربية" واليمن وحضرموت جنوبا. وجميع هذه البلاد " أخضعت أول ما أخضعت" من خلال الفتوحات والغزوات وصليل السيوف وساحات المعارك.
قفزة أخرى ، من العهد الراشد إلى العهد الأموي ، ولكل عصر قصة ، ولكل فتح رواية..
اقتباس:خلال عهدها الأول، اتخذت الخلافة إسلامية خطوة وقائية "قاسية جداً" بحق "أبناء الجزيرة من غير المسلمين"، عندما قرر "عمر بن الخطاب" أن لا يقبل في الجزيرة العربية إلا المسلمين. هنا كان "النفي والتهجير" من نصيب الذين لم يريدوا الدخول في الدين الجديد، وهنا ضرب "الفاروق" عصفورين بحجر واحد: فهو قد ضمن بذلك مساحة واسعة حول "المدينة" (مركز الدولة وقتها) خالية من أتباع الديانات الأخرى وخطرهم وتهديدهم من ناحية، وهو قد ضمن دخول الكثير من هؤلاء الرقيقي الدين من المسيحيين واليهود الذين فاضلوا بين التشرد وبين اتباع دين جديد - ولو شفاهاً في البداية - فآثروا الثانية على الأولى.
قفزة راجعة ، إلى العصور الراشدة ، مع العلم أن الفاروق كان يستشير أهل الذمة في امور الدولة ، فكيف له أن يشردهم ، وذاك الشيخ اليهودي الهرم الذي أسقط عنه الجزية وصرف له راتب من بيت المال وأستأجر له خادماً يقوده..
اقتباس:مع الوقت أصبح المسلمون هم الغالبية في الدولة، ولكن "الإسلام" لم يستطع الانتشار خارج الحدود التي بلغها منذ "أيام الوليد بن عبدالملك" إلا بالكاد أو من خلال امتداد الأطراف التدريجي نتيجة لتوسع طبيعي وازدياد في عدد السكان. والذي ينظر اليوم إلى خارطة الامتداد الاسلامي وإلى الخارطة أيام "الوليد بن عبدالملك" فلسوف يرى بأن "الامتداد والانتشار الاسلامي" راوح في مكانه طيلة 1400 سنة مع تمدد بسيط تجاه الأطراف (ماليزيا، أندونيسيا، شمال وغرب أفريقيا) ارتبط أحياناً بعوامل سياسية متأخرة (آسيا الصغرى وسيطرة العثمانيين على البلقان في القرن السادس عشر).
نعم ، لماذا لم ينتشر خارج الحدود التي بلغها الوليد بن عبد الملك؟ هل بلغت الدولة الإسلامية حداً من القوة بحيث لا يتجرأ أحد على مهاجمتها؟ هل المسلمين منذ العصور الأموية تركوا البطش؟ هل لو كان ذلك صحيحاً من الإسلام تركه المسلمين؟
هذا مع علمي بأن الخلافة العباسية قد زادت في المساحة الإسلامية حتى الوصول إلى وسط وجنوب أفريقيا..
وعليه ، لنبدأ بالأسباب دون القفز المباشر على النتائج..
واسلم لي
:redrose: