Array
تسلم يا أخ إياد, كلك كرم و ذوق.
بالمناسبة أصل أهل أمي من ضيعة ضايعة في جبال مصياف . أذكر من الطريق عندما أخذني جدي إليها منظر غابات الصنوبر في البداية ثم بعدها تعرّج الطريق و أصبح أكثر خطورة وكان بالكاد يسع سيارتين و كان يمر بين أحراش البطم البري . قرب الضيعة كان هناك صوت بلدوزر يحفر قطعة من الأرض لتحويلها إلى مصاطب صالحة للزراعة.
في الضيعة أخذني أبن مضيفنا في مغامرة قطعنا فيها الطريق بين قريتين عبر مصاطب التفاح المزروعة بالدخان و أكلنا الثمار الناضجة "للديس" البري النامي على تخوم الأراضي , و أكلنا تينا و نوعا ضخما من الإجاص كان يسميه "مخ البغل". في الطريق تحاجرنا مع أطفال حاولوا منعنا من المرور و أذكر إبن مضيفي يدافع عني بشراسة و يقول للمعتدين أنه عرفهم و أنهم من "متيعين" الضيعة الفلانية. في طريق الرجعة مررنا على أحد الينابيع الموجودة في قلب القرية و قرب النبع كانت هناك شجرة "دلب" ضخمة جدا قمت بمحاولة قياس محيطها و قدرته بما يزيد عن 13 مترا بقليل, كان فيها فتحة على ارتفاع ثلاث امتار تقريبا. سألت جدي عن الشجرة قال أنه قديما, قبل المدارس, كانت ساق الشجرة مجوفة من الأسفل و كان "الخطيب" (مدرّس القرآن للأطفال) يقعد فيها مع مجموعة من الأولاد يعلمهم القرآن و مع مرور الزمن التحم طرفي الفتحة تدريجيا و لم يبق له إلا ذلك الأثر في الأعلى.
أرجو أن تكون سرعة الأنترنت عندك كافية للاستماع لهذه الموسيقى المصاحبة لصور جميلة.
http://clipat.maktoob.com/video.php?video_id=6689
:98:
[/quote]
أجمل شيء هو غابات الصنوبر وشجر القطلب وثمره الحلو , نعم في قرى طريق وادي العيون يوجد شجر ضخم جداً وأظنني أعرف هذه الشجرة المشهورة التي تتكلم عنها إذ تحتاج لعشرات الرجل وأذرعهم ممدودة حتى يستطيعوا إحاطتها , على الطريق يوجد مزار اسمه النبي جابر فيه شجرة ضخمة جداً لدرجة أنها لا تستطيع حمل أغصانها فتجد أغصان ضخمة كل منها عن شجرتين ومن شدة ثقلها فقد ارتاحت على الأرض ثم عادت محاولة الصعود مرة أخرى . منظر عجيب .
في الصيف وكنا نكاد نفقع من شدة الحرارة , يعني شوب كتير مثل جهنم التي سنكتوي بنارها يوماً ما, فقلنا: ليس لها إلا النبي جابر , فذهبنا بسيارة عديلي وقبل أن نخرج قلت لمرتي أن تأخذ جاكيتات لنا وللأولاد , ففقعت من الضحك عليي وقالت : شو هلئ عم تتمسخر عليي ( ملاحظة مرتي بتتنحوى يعني يتحكي بالئاف وأنا بحكي بالقاف والمشددة كمان , تبعت قرد , قرد وما شابه ) يعني كل هالشوب اللي بيطيلع الحية من وكرها وبدك ياني اخد جاكيتات !! قلت لها اسمعي مني يا عيني وخديهين و إلا بدك تندمي .
المهم بعد شوية مجاقرة أخذت الجاكيتات على مضض وهي تقول عليه العوض ومنه العوض لقد فقع عقل جوزي , يا ضيعانو .
لكن بعد أن وصلنا إلى هناك واستقرينا وشوينا الفروج عالحطب وشربنا العرق و البيرة المسقعة و واقترب المساء وإذابالضباب يخيم والبرد يهيمن و النسوان ترتجف برداً وهن غير مصدقات مايجري وبعد شوي بدأت السماء تنفنف .واصبح الجو إلهياً يعني رائعاً . فجلسنا جلسة شاعرية ومن حولنا الجقلين تعوي .
للسف لن استطع مشاهدة الكليب لأن الانترنت عندي بيشتغل عالحطب .
مع تحياتي:cool: