أهلاً بالاخ الفاضل خوليو ..
اقتباس: خوليــــو كتب/كتبت
أوليس "الخشوع" أيضاً يجعلك تشعر بارتياح غير "مبرر" .. وهيجان عاطفي غير "طبيعي" ..
أليس بكاء عمر بن الخطاب وانهياره حينما سمع القرآن يدلّ على خلل معيّن في تركيب المواد العضويّة في عقله .. !!
لا أحبّ أن أتكلّم بهذه الطريقة .. لكن يكفي تلاعباً بالكلمات .. صار فيها "الحب" مرضاً .. والخشوع طبيعة .. !!
الإنسان في علم النفس هو (عقل) .. (قلب) .. (إرادة) ..
هذه الأجزاء تتفاعل مع بعضها .. وتطغي واحدة على أخرى .. قلّما يمر الإنسان بحالات "عقليّة" محضة .. أو "انفعاليّة قلبيّة" محضة .. بل الشعور الإنساني هو خليط بين هذين العنصرين ..
زيادة الإنفعال يؤدّي الى انخفاض التفكير العقلي .. بالمقابل زيادة التفكير يؤدي الى انخفاض الانفعال .. بمعنى أو بآخر .. هناك تناسب عكسي بين هذين المكوّنين ..
الحالة المرضيّة الانفعاليّة .. هي "مبالغة" في طغيان عنصرانفعالي محدد .. جميعنا نحوي عناصر "ساديّة" مثلاً .. لأنّ اقتطاف النظر على امرأة جميلة يعتبر رغبة بامتلاكها و اخضاعها لأنا الناظر .. فالنظر اليها هو تعبير أوّلي لهذه الرغبة .. أي هو شكل من أشكال الساديّة .. بشكل أو بآخر .. لكن حينما يطغى هذا العنصر بشكل كامل على الشخصيّة .. حينما يمكن أن نقول هذا الرجل مصاب بمرض "الساديّة" ..
الدراسة كانت على الحب والعشق بين الرجل والمرأة ولم تتطرق الدراسة للخشوع او البكاء او الفرح وغيره من العواطف وصراحة حصل خلط شديد فى الموضوع بسبب كلام الزميل جقل وخلطه للمسائل بطريقة مخلة . ومحاولة ربط الشعور الايمانى بالموضوع وفى هذا خلل شديد اذ ان الذى ثبت علميا ان الحب هو الشعور المرضى فى دماغ الانسان وليس البكاء والفرح والضحك وهذه الانفعالات وقد قلت فى ردى على جقل ان هذه التصرفات تصرفات طبيعية كميائية فى الدماغ اما الخلل ففى الحب .
والحب المقصود به هنا هو الحب الذى يشعر به الرجل او المرأة احيانا عندما يشعر أحدهم بإنجذابه للطرف او الشخص الاخر ويشعر إنه يريد المحافظة عليه والجلوس بقربه والتواجد فى الاماكن التى يتواجد بها و محبة سماع صوته والتحدث إليه والانجذاب بطريقة شديدة ويحدث هذا الحب فى فترة المراهقة ويستمر الى نهاية العمر وقد يقل الحب ويزداد وفقاً للدراسة "ومع مرور الوقت، عاصفة إنتاج مادة (الدوبامين) تخف تدريجيا لكن دون أن تزول كليا" وقد يحدث حب جديد فى هذه الفترة .. وهكذا دواليك .
وتَطرُق جقل للموضوع بهذا الشكل مستفز الى حد كبير .. وإني لأكاد أجزم بأن جقل كان فى صباه كارهاً للدين والتدين , متمرداً على العادات والتقاليد وإن كانت صحيحة ، أو هكذا ظهرت لى شهوة التمرد والكره في كثير من مشاركاته ، التي لا تزال آثار الصبا عليها بادية جلية ، وإن احتفظت باتزان الشيوخ وحشمة العربى ! .
اقتباس:خوليــــو كتب/كتبت
أخيراً .. أستغرب "كره" المتديّنين للحب والعشق .. طوال عمري أنظر للدين على أنّه مجموعة من الضوابط التي تهدف أن تترفّع بالإنسان عن قسوة الحياة الماديّة .. وتسمو به لحياة الحب واللطافة والإخاء .. أما ما أراه حقيقة هذه الأيّام .. فهو شكل منفّر جداً من أشكال اللحى الكريهة النتنة .. التي تقرفك الدنيا .. وتحوّل لك الدين إلى "حقد" "كراهيّة" .. بغض على الدنيا بانتظار الجنّة المزعومة ..
الدين - من وجهة نظرى - يبيبح كل شىء ولكن بضوابط وأصول حتى لاتنفلت الأنفس من قبضة الله الى بحور الضياع والفجور وما الإنسان إلا مجرد طين مفكر عبقرى قد يصيب وقد يخطىء لذلك يجب تقويمه من قبل خالقه .. وإنما الأعمال بالنيات كما قال صلى الله عليه وسلم , أنا شخصياً لا أكره الحب والعشق ولا أكره شىء ابدا , بل جربته وعاشرته وأعرف جيداً هذا الشعور الذى يطلقون عليه "الحب" .. وأتذكر قول الشيخ الطنطاوى :
"ما في الحب شيء ولا على المحبين من سبيل !! إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه ، أو يضيع خلقه ، أو يهدم رجولته ، أو يشتري بلذة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم "
ما على المحبين من شىء ولكن بضوابط وأصول وهو ما انادى به .. وانا كمتدين أبتعد عن ما يغضب الله تعالى .
اقتباس:خوليــــو كتب/كتبت
يا أخي اعمل لدنياك .. ولا مانع أن تتفكّر بآخرة تنتظرها وتعد نفسك بها .. أمّا أن تعتزل الدنيا كما اعتزلت "ماجدة الرومي" الغرام .. فهذا ما لا أفهمه اطلاقاً ..
لا أقصد شخصاً محدداً ..
ولايوجد من يعتزل الدنيا إلا جاهل .. وانا لست من دعاة التصوف والاعتكاف ولبس الصوف والخرقة .. لست أبدا من دعاة الإعتكاف و إعتزال الدنيا بل نحن أمة أقرأ اللبيبة التى جاء فى كتابها ان الالباب هم المختارون والاغبياء ليس عليهم من حرج . ولسنا أمة المواعظ فوق الجبال والكلام الذى لايسمن ولايغنى من جوع.
اقتباس:خوليــــو كتب/كتبت
صحيح آتماكا .. عندي سؤال لك يتبادر على ذهني منذ فترة ..أنت أعلنت الحادك سابقاً .. لكنّك على ما يبدو تراجعت عنه
.
صحيح بالفعل . وتراجعت عنه لمراجعتى لنفسى و لإقتناعى بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم . وانا تفكيرى ليس عاطفى وهذا هو طبعى حتى فى الحياة العادية لذلك أحياناً أتخذ قرارات حازمة لوجود أدلة قوية مقتنع بها واتراجع عنها اذا ما راجحت بين الادلة ووجدت الادلة الاقوى وهكذا . وقد اتهمنى بعض الزملاء بان ايمانى عاطفى وليس يقين معرفى ولكن اقول بالعكس فانا طبعى ليس عاطفياً ولا انجر وراء العواطف وانا ايمانى مبنى على اساس عقلى سليم وانا مقتنع به تماماً . وما زلت احبو فى طريق الله ملتمساً الحق أياً كان طريقه صعباً ووعرا ولا أدعى المعرفة ابدا بل اذيل مشاركاتى ولو رمزياً بالقول " الله اعلم". ولكن الحق واحد وليس متعدد وانا ولله الحمد على الحق .
اقتباس:خوليــــو كتب/كتبت
القرار قرارك طبعاً .. وبالنسبة لي على الأقل .. لا يعني لي الدين شيئاً حتّى أقيّم الناس من خلاله .. إنّما الناس تقيّم من عقولها .. لكن ألحظ أنّك تزداد تعنّتاً .. وتطرّفاً مع الإيّام .. ولا أرى أنّ تجربتك قد أكسبتك أي نوع من أنواع المرونة .. أو فهم أوعى لنسبيّة الحياة وتنوّعها ..
نعم قد أكون متعنت ومتطرف وذلك بيقينى إننى على الحق وأريد هذا الحق لجميع البشر .. وأريد هذا الخير للعالم أجمع .. وانا متطرفاً حتى من المسلمين انفسهم وحتى فى الحياة العادية .. بفضل الله تعالى هناك ثقة فى الحق وتجدها فى نبرة المتدين .. واحياناً تكون القسوة هى الشفاء من الداء وتكون هى الطعنة التى يستفيق منها الغير . مع العلم ان انا لا اتطاول على اى أحد وليس من طبعى ذلك وليس من أخلاق دينى .. بل أتطاول وأتهجم على من يتطاول على وعلى دينى ومن حقى ذلك . وقد قلت ذلك من فترة فى موضوع أخر ..
اقتباس:مازلت أقرأ لك عبارات مثل : فالتهنؤوا بالدنيا وتحترقوا بالآخرة .. وتهجّمات على النصارى والملحدين .. ولا إلى هنالك ..
كما وضحت . فانا لا اتهجم بدون سبب كالمجانين .. ولتهنؤوا بالدنيا ولتحترقوا بالاخرة فعلاً اذا ما بقيتم على ما أنتم عليه .
انا لا أخجل من الحق يا أخ خوليو .
اقتباس:خوليــــو كتب/كتبت
فهل لي أن أتعرّف .. ولدافع الفضول إن احببت أن تشبعه لي .. عمّا حدث لك .. وما الذي ردّك عن قرار الحادك هذه "الردّة" القويّة ..
لايسعنى إلا ان اقول لك كلمات الدكتور العالم مصطفى محمود فى كتابه الممتع "حوار مع صديقى الملحد" فقد وجدت فى هذا الرجل وجهة نظرى وقصة تفكيرى وقد عايش ما عايشته تماما .. يقول مصطفى محمود :
" لم يكن ما كتبت كفراً .. بل تساؤلا .. وطريقاً من الشك المخلص أفضى فى النهاية إلى الإيمان بفضل الله وتوفيقه .
نظرت حولى فرأيت أن الموت ثم التراب نكته وعبثاً وهزلا , ورأيت العالم حولى كله محكماً دقيقاً منضبطاً لا مكان فيه للهزل ولا للعبث .. ولو كانت حياتى عبثاً كما تصور العابثون ونهايتها لا شىء .. لماذا أبكى ولماذا أندم , ولم َ أتحرق وألتهب شوقاً إلى الحق والعدل , وأفتدى هذه القيم بالدم والحياة .
رأيت النجوم تجرى فى أفلاكها بقانون .. ورأيت الحشرات الاجتماعية تتكلم , والنباتات ترى وتسمع وتحس .. ورأيت الحيوانات لها أخلاق .. ورأيت المخ البشرى عجيبة العجائب يتألف من عشرة آلاف مليون خط عصبى تعمل كلها فى وقت واحد فى كمال معجز .. ولو حدث بها عطل هنا أو هناك لجاء فى أثره الشلل والعمى والخرس والتخليط والهذيان , وهى أمور لا تحدث إلا استثناء .. فما الذى يحفظ لهذه الآلة الهائلة سلامتها , ومن الذى زودها بكل تلك الكمالات .
ورأيت الجمال فى ورقة الشجر , وفى ريشة الطاووس وجناح الفراشة, وسمعت الموسيقى فى صدح البلابل , وشقشقة العصافير وحيثما وجهت عينى رأيت رسم رسام وتصميم مصمم وإبداع يد مبدعة .
ورأيت الطبيعة بناءً محكماً متكاملاً تستحيل فيه المصادفة والعشوائية .. بل كل شىء يكاد يصرخ .. دبرنى مدبر .. وخلقنى مبدع قدير .
وقرأت القرآن فكان له فى سمعى رنين وإيقاع ليس فى مألوف اللغة , وكان له فى عقلى إنبهار .. فهو يأتى بالكلمة الأخيرة فى كل ما يتعرض له من أمور فى السياسة والأخلاق والتشريع والكون والحياة والنفس والمجتمع برغم تقادم العهد على نزوله أكثر من ألف وأربعمائة سنة .. وهو يوافق كل ما يستجد من علوم برغم أنه أتى على يد رجل بدوى أمىّ لا يقرأ ولا يكتب , فى أزمنة متخلفة بعيدة عن نور الحضارات .. وقرأت سيرة هذا الرجل وما صنع .. فقلت بل هو نبى .. ولا يمكن ان يكون إلا نبيا .. ولايمكن لهذا الكون البديع إلا أن يكون صنع الله القدير الذى وصفه القرآن ووصف أفعاله .
- قال صاحبى الملحد , بعد أن أصغى باهتمام إلى كل ما قلت .. وراح يتلمس الثغرة الاخيرة قائلاً :
فماذا يكون الحال لو أخطأت حساباتك وانتهيت بعد عمر طويل إلى موت وتراب ليس بعده شىء ؟
- لن أكون قد خسرت شيئاً فقد عشات حياتى كأعرض وأسعد وأحفل ما تكون الحياة .. ولكنكم أنتم سوف تخسرون كثيراً لو اصابت حساباتى وصدقت توقعاتى .. وإنها لصادقة . وسوف تكون مفاجأتكم هائلة يا صاحبى .
( إنتهى كلام مصطفى محمود ).
قلت انا اتماكا ATmaCA :
وانا شخصياً بعد ان هدأت وبعد تأملات فى بعض الكتب مثل "ماذا وراء بوابة الموت" لنفس الكاتب مصطفى محمود و "والإسلام السياسى" ايضاً لمصطفى محمود .
و ايضاً قرأت بعض الكتب القيمة لابن تيمية وابن القيم .
وغيرها مثل كتاب "فقه السيرة" للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وهو كتاب من الكنوز فعلاً ,
وايضاً "مباحث فى علوم القرآن " لمناع خليل القطان وغيرها من الكتب.
واتذكر كتاب "الطب النبوى" ايضاً .
و اطمئن قلبى الى نبوة محمد صلى الله عليه و سلم .. والله يعلم اننى كنت باحث عن الحق ولم اكن متكبر او حاقد لذلك هدانى بفضله .
وسيرة محمد -صلى الله عليه وسلم - من يقرأ فيها بحيادية وتواضع لن يتردد لحظة فى إعتناق الإسلام فهذا الرجل نبى من الله ولايمكن ان يكون الا نبى .
وانا من البداية بعد قرار الإلحاد - وانا احاول ان اقرا فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم لاننى لو تأكدت انه نبى لزالت كل الشكوك حول القران او ما جاء به من الاحاديث الصحيحة .
لان الخلل سيكون فى فهمى وليس فى النص لان الرجل نبى واستحالة ان يقدم شىء لايفيد الانسان او به كذب او إدعاء او اخطاء .
يعنى كنت ابحث عن الحجة التى تثبت ان هذا الرجل نبى مرسل من الله ووجدتها فى شخصية هذا الرجل فهو ليس مجنوناً او مختلاً او مريض نفسى او يرى اوهام كما يزعم الجاهلون بل نبى وهذا هو المهم .
فالترجيح هو اما هذا الرجل نبى صادق من عند الله .
او كاذب دجال يريد مصلحة ما من وراء ادعاء نبوته .
ولكن سيرته تقول ان نبى صادق .. فكيف لى ان لا اؤمن به !.
وصراحة ان نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - تجدها فى شخصيته نفسها فهو رجل بدوى بسيط غلبان لايعرف عن الدنيا الكثير ! وفجأة يتحول الى طبيب مختص وعالم فضاء وعالم جيلوجيا وهادى وبشير وسياسى ومصلح اجتماعى وو و الى اخره . وقد اقام أمة بأكملها كالذى يقيم الموتى بل وأبهر ! .. او ليست هذه معجزة فى حد ذاتها ؟
فبالتأكيد ان هذا الرجل حدث له تطور او وحى او اتصال بينه وبين العليم الخبير .. وهذه نقطة الفصل .
كما ان ايمانى الجازم القاطع الذى لاشك فيه بوجود الله .. يتنافى مع انكار النبوات او الاتصال بين الارض والسماء .
وصراحة فكره الإله الغائب " إله اللادينيين" فكرة غير منطقية ولقد تعرضت لها بالنقد فى منتدى التوحيد
هنــــــــا? . فى مواضيع الأخ " وليد مقلد" اللادينى . وانا لست مقتنع ابدا بتلك الفكرة الغير منطقية .. فوجوده مثل عدمه نظراً لأنكار الرسالات .
ولكن صدقاً ما انا إلا باحث صادق عن الله وأعتبر البحث عن سبب الحياة شىء مقدس بالنسبة لى . ووجدته - ولله الحمد - فى الإسلام .
وتشرفت بك يا أخ خوليو . (f)