{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
نبيل حاجي نائف
عضو متقدم
المشاركات: 620
الانضمام: Mar 2006
|
الفلاسفة الأعلام
زينون الايلي وحججه
حياته :
لقد عاش زينون في القرن الخامس قبل الميلاد , وتاريخ حياته أغلبها مجهول, والمعلومات التي وصلتنا عن حياته ليست مؤكدة, وقد تكلم أفلاطون عن زينون في محاورة القبيادس فقال:
وفد زينون وبارمنيدس ذات يوم إلى أثينا لحضورعيد بناثيناي الكبير. وكان برمنيدس مهيباً, متقدماً في السن ويكاد شعره أن يكون خالص البياض, ولعله كان في الخامسة والستين, أما زينون فكان يبلغ الأربعين, طويل جذاب, ويقال أنه كان صاحب برمنيدس وكانا يجلسان مع فيثودورس خارج الأسوار في سيراكورس. ثم حضر سقراط وعدد قليل غيره في شوق للإستماع إلى زينون وهو يقرأ كتابه الذي أحضره معه, وكان سقراط في ذلك الحين شاباً صغيراً. وكان زينون يقرأ بنفسه. ولم يكد يفرغ من قراءة الحجج حتى دخل بارمنيدس وأرسطوطاليس الذي أصبح فيما بعد أحد الثلاثين وبذلك لم يسمعا إلاجزءاً يسيراً من الكتاب. ومع ذلك فيثودورس كان قد سمع زينون يقرأه عليهم قبل ذلك. فزينون كما يقول أفلاطون غريب عن أثينا وفد إليها واستقبله فيثودورس أحد قواد أثينا في منزله, فأخذ يستمع إليه ويتعلم على يديه بالأجر. إذاً لقد وجد زينون في بداية عصر السفسطائيين, وكانت للفلسفة في زمانه منزلة عظيمة, فقد كان حكام أثينا وأصحاب الرأي فيها يستقدمون الفلاسفة ويستضيفونهم في بيوتهم ويغدقون عليهم الأموال ويستمعون إليهم ويتعلمون على أيديهم. وزينون يعتبر من المدرسة الايلية وأستاذاها برمنيدس. ولقد قال برمنيدس أن الوجود واحد ثابت , وقد آمن بذلك تلميذه زينون وأراد أن يدافع عن مذهب أستاذه ( الوجود الواحد الثابت) , فلجأ من أجل ذلك إلى طريقة غير مباشرة, فاستعمل الجدل والمنطق وحدة ذكائه ووضع حججه التي كان يقصد بها البرهنة على أن كل المذاهب التي تقول بالكثرة والتغير والحركة تفضي قطعاً إلى التناقض. وعن هذا الطريق يثبت الأصل ببطلان النقيض. ويلاحظ أن الدقة المنطقية ودقة الاستدلال عند زينون كانت دقة واضحة . وقيل أن زينون بهذا المنهج كان سفسطائياً . نعم كان سفسطائياً ولكنه كان ذكياً جداً, إنه كان يريد الدفاع عن مذهبه بأي سبيل فأوجد تلك الحجج التي تدل على الذكاء المفرط والعبقرية , فهي تكذب بالواقع المشاهد حتماً ولكن العقل لا يستطيع تكذيبها, بل إنها تضعه في حيرة وذهول, لأنها تسير حسب أصول المنطق الصحيح. وقد قال أرسطو عن زينون أنه مؤسس علم الجدل, من حيث أنه كان يسلم بإحدى قضايا خصومه ويستنتج منها نتيجتين متناقضتين ويثبت بذلك بطلانها .
حججه :
أما حججه وكيف وصلت إلينا فقد احتفظ سمبلقوس بحججه عن إبطال الكثرة بعباراته نفسها. وقد ساق أرسطو بعض حجج زينون في إبطال الحركة وصاغها في لغته الأرسطية, أما حججه فهي:
اًَ – حججه في نقد الكثرة:
1 – الحجة الأولى وهي خاصة بالكمية.وفيها زينون يتكلم عن كمية الوجود وكيف تكون إذا كان الوجود ليس واحداً فيقول:
إذا كان الوجود متعدداً وليس واحداً فإنه سيكون حينئذ لامتناهياً في الصغر, ولامتناهياً في الكبر في آن واحد . وذلك لأنه إذا كان ليس واحداً فهو مكون من وحدات, وهذه الوحدات بدورها إما أن تكون وحدات نهائية أو تنحل إلى وحدات نهائية, وهذه الوحدات النهائية لا تنقسم لأنها نهائية. ولآن : فإن مالا ينقسم ليس له مقدارإذا أضيف أو إذا انتزع لا يؤثر وهو لا شيء أيضاً. فالوجود إذاً سيكون مؤلف من وحدات ليس لها مقدار فهو متناهي في الصغر أو لا شيء . هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا قلنا أن للوجود – ككل – مقدار, فمعنى ذلك أنه لا بد لوحداته التي هو مؤلف منها من أن يكون لها مقدار , هذا إذا فرضنا أن الوجود ليس واحداً , فإذا كان لكل وحدة مقدار فإن الوحدة ا لواحدة تتميز عن الوحدة الأخرى بوجود شيء مميز وإلا كانت الإثنتان شيئاً واحداً, وهذا الشيء الذي تتميز به هو المقدار ما دمنا قلنا أنه لكي يكون وجود فلابد أن يكون ثمة مقدار. وعلى هذا فإن بين الوحدة والوحدة وحدة ثالثة وهذه الوحدة الثالثة ذات مقدار و بينها وبين كل من الوحدتين مقدار كذلك, وهكذا إلى ما لا نهاية , ومعنى هذا أن الوجود سيكون كبيراً كبراً لا متناهياً . ومن هنا نرى أننا إذا قلنا أن الوجود متعدد ننتهي إلى نتيجتين متناقضتين . وإذا كانت الحال كذلك فالمقدمة الأولى باطلة , والوجود ليس متعدداً بل واحداً.
2 – الحجة الثانية تقوم على العدد , وهنا يقول زينون أنه إذا كان الوجود متعدداً فمعنى هذا أنه لا محدود عدداً ومحدود عدداً في آن معاً. فهو محدود عدداً لأنه مهما يكون به من مقدار فلن يكون أكثر مما هو به, فهو إذاً محدود . وهو أيضاً لا محدود من ناحية العدد لأنه لكي نفرق بين الوحدة والوحدة , لابد أن نتصور وحدة ثالثة وهكذا باستمرار إلى ما لا نهاية , وعلى هذا فإنه غير محدود من ناحية العدد . وهكذا ننتهي كما انتهينا في الحجة الأولى إلى نتيجتين متناقضتين من مقدمة واحدة , وهذا يؤذن ببطلان المقدمة . وعلى هذا فالوجود واحد .
3 – الحجة الثالثة تقوم على المكان . ويقول زينون أن كل ما هو موجود فإنه يوجد في المكان وهذا المكان أيضاً لا بد أن يكون موجوداً في مكان , وهذا المكان الجديد سيكون أيضاً بدوره موجوداً في مكان ثالث, وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية . أي أنه هناك أمكنة لا متناهية كل مكان يستوعب المكان الذي يليه . وهذا غير ممكن إدراكه أو تصوره . ومعنى ذلك أن الوجود واحد ثابت محدود .
4 – الحجة الرايعة تقوم على فكرة جمع تأثير الوحدات فيقول زينون ما معناه : إذا كان لمجموع الوحدات ككل صفة معينة فإن كل وحدة على حدة لا تحمل هذه الصفة, ويضرب مثلاً لذلك ويقول : إننا إذا أتينا بكيلة من القمح ثم بذرناها فإنها ستحدث صوتاً, ولكن إذا أخذنا الحبة الواحدة من الفمح وبذرناها وجدنا أنها لا تحدث صوتاً, قكيف حصل أن ينتج صوت من تأثير مجموع الحبات مع أن كل حبة لا تنتج صوتاً ؟ معنى ذلك أنه إذا كانت الأشياء متعددة فهي لا يمكن أن تنتج شيئاً ما دامت الوحدات المتركبة منها لا تنتج كل واحدة على حدة شيئاً, وعلى هذا فالوجود ما دام ينتج شيئاً فإنه ليس متعدد بل واحد .
ب – حجج زينون في نقض الحركة
1- الحجة الأولى وتسمى الثنائية لأنها تقوم على القسمة الثنائية المتكررة , وتتلخص في أنه لكي يمر جسم من مكان إلى مكان آخر, لا بد له أن يمر بكل المسافات الموجودة بين كلا المكانين , وعلى هذا فإذا تحرك جسم من – أ – لكي يصل إلى – ب – فإنه لا بد أن يمر بالمنتصف وليكن – ج - . لكن قبل أن يصل إلى – ج – لا بد له أيضاً أن يكون قد مر بمنتصف المنتصف وليكن – د – ولكن أيضاً قبل أن يمر بالنقطة –د – أن يمر بمنتصف الربع, وهكذا دواليك . فإذا كان التقسيم لا متناهياً فإنه لا يمكن أن يصل إلى النقطة المطلوبة وهي – ب – إلا إذا مر بما لا نهاية له من النقاط , ولما كان من غير الممكن أن يقطع جسم ما لا نهاية له من النقاط في زمن متناه , فمعنى هذا أنه لا يمكن مطلقاً أن يصل الجسم إلى هدفه , أي لا يمكن للحلركة في المكان أن تحصل . فعلى أساس المقدمة الأولى , الحركة إذاً غير ممكنة .
2- الحجة الثانية. يقول زينون فيها إن أسرع العدائين لا يمكن أن يلحق بأشد الأشياء بطء في الحركة إذا كان هذا الشيء سابقاً له بأي مقدار من المسافة, فإذا تصورنا مثلاً أن إخيل وهو العداء السريع موجود في مكان ما وأن هناك سلحفاة تسبقه بمسافة ما, فإذا بدأ الإثنان معاً الحركة في لحظة واحدة , فإن أخيل لن يلحق بالسلحفاة , وذلك لأنه لكي يلحق بها لا بد له أولاً أن يقطع المسافة بينه وبين المكان الذي بدأت منه السلحفاة بالسير, ولكن السلحفاة تكون قد تحركت عندئذ ويجب على أخيل أن يلحقها ويقطع المسافة التي قطعتها في المدة التي قطع هو فيها المسافة الأولى , فتكون السلحفاة قد قطعت أيضاً مسافة ثالثة في هذه المدة, وهكذا كلما أقترب منها سبقته.إذا فالحركة غير ممكنة .
3- الحجة الثالثة وهي حجة السهم , ويقول زينون فيها ما معناه : لو تصورنا أن سهماً انطلق من نقطة ما لكي يصل إلى نقطة أخرى, فإن هذا السهم لن يتحرك, وذلك لأنه من المعروف أن الشيء قي – الآن – يكون غير متحرك , ولتوضيح هذه المسألة نقول أن من المسلم به أن الشيء في – الآن – ساكن لأننا إذا سؤلنا عن الشيء أين يوجد في هذا – الآن أو ذاك – قلنا أنه يوجد في - أ – أو في – ب – أو في - ج - . . الخ , ففي كل – آن – يوجد في الشيء المتحرك إذاً في أثنائه ساكناً . وعلى هذا فإذا كان الزمان مقسماً إلى عدة وحدات كل منها هي – الآن – ولما كان وجوده في – الآن – وجوداً ساكناً فإنه سيكون ساكناً باستمرار, والحركة مستحيلة, ويمكن أن تذكر هذه الحجة بطريقة أخرى وهي : أن الجسم إما يتحرك في مكانه أو خارج مكانه وليس له غير ذلك, ولكننا نرى أنه لا يستطيع التحرك في مكانه لأنه إذاتحرك غادره , وهو أيضاً لا يستطيع أن يتحرك خارج مكانه لأنه موجود في مكانه, فكيف يتحرك خارج مكانه وهو موجود في مكانه .
4- الحجة الرابعة وهي تقوم على تفاوت المسافة المقطوعة من قبل جسمين مع تساوي سرعتهما. إذا تصورنا ثلاث قطع متساوية وطول كل منها 4 وحدات , ووضعناهم بشكل متوازي كما في الشكل , وثبتنا واحدة وهي – أ - وحركنا الاثنتان باتجاه متعاكس إلى أن تصبح القطع الثلاث على صف واحد كما في الشكل, إن الذي حصل أن القطعة – أ – قد مرت بوحدتين من القطعة – ب – وكذلك مرت بوحدتين من القطعة – ج – أما القطعة – ب – فنجدها مرت بأربع وحدات من القطعة – ج – وكذلك القطعة – ج – مرت بأربع وحدات من القطعة – ب – في نفس الزمن . والآن فإنه تبعاً لمبدأ الرئيس في علم الحركة , أنه إذا تحرك جسمان متساويان في السرعة فإنهما يقطعان نفس المسافة في مدة واحدة , فإننا نجد هنا أن النتيجة التي وصلنا إليها تناقض هذا المبدأ, لأن الشيء الواحد قطع المسافة وضعف هذه المسافة في زمن واحد . إذاً فالمقدمة باطلة ومعنى هذا أنه ليس ثمة حركة والحركة غير ممكنة .
والآن إذا نظرنا إلى حجج زينون هذه , وجدناها قابلة للنقد . وقد تصدى لنقدها كثير من الفلاسفة والمفكرين , وقد أثارت هذه الحجج الكثير من الجدل حولها, والقيمة التاريخية لهذه الحجج أكبر مما نتصور, وكان على كل باحث في الطبيعة أن يحسب لهذه الحجج حسابها, ولهذا نرى أفلاطون وأرسطو يجدان نفسيهما مضطرين إلى الرد عليها قبل أن يبحثا في الحركة. والكثير من المفكرين تكلموا عنها فبرغسن في كتابه ( التطور الخالق ) رد على الحجة الأولى في نقد الكثرة .
ولقد أظهر زينون في حججه الكثير من المسائل الهامة مثل :
مسألة التغير والصيرورة .
مسألة الوجود وخصائصه .
مسألة الحركة والزمن .
مسألة الكل وعلاقته بأجزائه .
مسألة الاتصال والانفصال .
وحججه لعبت دوراً هاماً في في تاريخ وتطور الفلسفة من بعده .
وكذلك كان لحجج زينون الفضل في ظهور علم النهايات (التفاضل والتكامل ) على يد ليبنتز ونيوتن . فزينون بحججه عن اللا تناهي وضعنا أمام مشكلة كان حلها إيجاد حساب اللا نهايات .
وزينون عندما تكلم عن وجود المكان ضمن مكان أظهر أبعاد جديدة للوجود . وزينون إكتشف نسبية الحركة وهذا ظاهر في حجتة الرابعة , ولكنه لم يقبل به واعتبره تناقض وغير صحيح . وهو أظهرالتناقض في هذا الوجود بشكل واضح .
وحجة السهم تظهر عبقرية زينون فقد ثبت صحتها فعقلنا يدرك الصور الثابتة فقط ويبني منها إحساس الحركة , والتصوير السينمائي أثبت ذلك فهو مؤلف من صور ثابتة يجري تحريكها بواقع 25 صورة بالثانية.
لقد أوضح زينون نسبية الحركة, وهذا يظهر في كل حججه الرامية إلى إبطال الحركة, فحجة أخيل والسلحفاة تدلنا على أن الشيئين المتحركين لا يمكن تحديد سرعتيهما بالنسبة لزمن مطلق فيجب قياس سرعة كل منهما بالنسبة إلى زمن عنصر راصد لكل من السرعتين , وزمن الإنسان هو الذي تقاس كل من سرعة الأخيل وسرعة السلحفاة بالنسبة له.
ولقد عرف أيضاً العلاقة بين المكان والزمان فقد قال أن كل شيء يوجد في مكان وكذلك المكان يجب أن يوجد في مكان ..... أي تكرار الوجود المكان في المكان هو الذي ينشئ الزمان. وهذا يشبه ما قاله أينشتاين أن الزمان بعد رابع .إن فكرة الزمان عند زينون لم تكن واضحة كما هي لدينا الآن , فهو يفرق بين الزمان والحركة مع أنهما شيء واحد , فالحركة توجد الزمان . وهو يعترف بوجود الزمان ويبرهن عدم وجود الحركة مع أنهما شيء واحد . إن طبيعة المكان والزمان منذ أن أثارهما زينون , ووضع فيهما أرسطو كلمته , لم تستقر الفكرة عنهما حتى اليوم , فديكارت وليبنتز ونيوتن وكانت وأينشتاين , لكل منهم مذهب يخالف الآخرين , وهذا كانت مثلاً يزعم أن المكان والزمان في أنفسنا ( عقلنا ) نفرضهم فرضاً على الأشياء الخارجية حين ندركها , وليس لهما حقيقة وجود خارجية .
وإذا كان القدماء قد رفضوا فكرة زينون في انقسام المسافة إلى مالا نهاية وسخروا منه , فإن الرياضيين المحدثين ( والفضل في ذلك يرجع إلى ليبنتز ) قد رأوا أن هذا الانقسام واقعي ولابد من حسابه, ومن هنا نشأ الحساب اللانهائي أو ما يسمى بحساب التفاضل والتكامل .
هذا وقد رد أنكساجوراس على زينون بحجتين , الأولى أن المعاني تتحرك في العقل, لأن التفكير حركة بين المعاني. والثانية عدم وهمية الإحساس, لأن الحواس حقيقية.
هل كان زينون بحججه يريد أن ينكر العالم الحسي ؟ بتاتاً . هل ينكر أنه كان يمشي في شوارع ( أيليا ) ؟ , وإذا مد يده فهل ينكر أنه مدها؟, وهل إذا خرج من بيته إلى مكان آخر ينكر أنه تحرك؟ .
الظاهر أنه لا يريد ذلك وإلا كانت فلسفته مهزلة, وهب أنه يريد أن يقول إن هذا العالم الحسي وهم , فذلك لا يمنع من المطالبة بتعديل هذا الوهم نفسه: كيف نشأ, وما علاقته بالحقيقة الخالدة ؟ ثم أليس الوهم في ذاته حقيقة كالحقيقي سواء بسواء كلاهما موجود وكلاهما ينشد علته؟ سم هذا الكتاب الذي بيدك وهماً, أو سمه حقيقة, فلا تحسب أن اختلاف الأسماء يزحزح الموقف قيد أنملة. لقد كان زينون مثل كل إنسان يريد أن يعرف حقيقة الوجود المطلقة بعقله, وهذا غير ممكن لأن عقل الإنسان له بنيته وخصائصها التي يعمل بموجبها, فالعقل لا يعمل إلا ببنيات محددة ثابتة , وبنيات الوجود متحركة وغير محددة.
وعبقرية زينون الفذة كانت قدرته على الوصول إلى أسس التفكير البشري وإظهارها بهذا الجدل الفكري العميق. لذلك يجب الانطلاق من المرحلة التي وصل إليها .
المصادر
ربيع الفكر اليوناني تأليف عبد الرحمن بدوي
الفلسفة اليونانية أصولها وتطوراتها تأليف ألبير ريفو
قصة الفلسفة اليونانية تأليف أحمد أمين و زكي نجيب محمود
فجر الفلسفة اليونانية تأليف فؤاد الأ هواني
|
|
03-20-2006, 09:44 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الفلاسفة الأعلام
تحية...
أرحب بالحضور "السخي" للزميل نبيل حاجي نائف..
أنا معجب جدا بالطريقه التي فكر بها زينون الإيلي, فهو رغم ايمانه بأن الوجود وحدة مصمته فكر بوجود آخر مؤلف من قطع و شظايا ضغيرة جدا ولو أن فكرته جاءت من باب الفرض الذي يتوجب عليه دحضه, اللمحة الثانية من ملامح فطنه ما رود في أحاجية عن المكان الذي يضم مكانا آخر و في تشكيل من هذا النوع يشير و لو من طرف خفي الى فكرة الإمتداد و الحدود و التي هي من خصائص الأشياء و عممها لتكون من خصائص المكان و كأنه يريد القول أن المكان ليس شيء.
و لكن كل ما جاء به زينون يعتمد على أساس واحد هو أستحالة اللانهاية في الكبر أو الصغر, و قد لا يكون زينون مسرورا لو سمع بوجود شخص يدعى ماكس بلانك الذي اشار بوضوح الى أن التقطيع و التشظي يمكن أن يتوقف عند عند حدود معينه و هذا ما سعى زينون لنفيه, و قد لا يعجبه كلا م أينشتاين الغريب عن عالم منته و لكن لا حدود له, و لكن مع تسليمنا بقول كل من بلانك و اينشتاين يبقى ما جاء به زينون مشروعا أو لنقل مشرعا.
لنتخيل حركة جسيم على قطعة مستقيمة طولها يعادل طول بلانك,طبعا لا يمكننا أن نتخيل ذلك بإعتبار أن هذا الطول سيظهر على شكل نقطة و ستنطبق بدايته على نهايته لأن ما بينهما غير موجود بالنسبة "للمراقب على الأقل", طيب إذا وضعنا طول بلانك آخر بجانب الطول الأول لنحرك عليه الجسيم سنقع بذات الإشكالية لأن الطول الجديد هو نقطة كذلك ووضع نقطة بجوار نقطة أخرى لا يخلق بعدا بل يكرس النقطة الأولى و هكذا لو وضعنا أي عدد من طول بلانك بجانب بعضهاالبعض فلن نحصل إلا على نقطة.فمن أين يأتي المستقيم الذي ستتحرك عليه النقطة المادية.؟؟؟!!!
إرجاع إينشتاين الأمر الى بعدين و سطح كروي لتقريب فكرة العالم المنته بغير حدود حاذقة و لكن لشخص يراقب المشهد من البعد الثالث سيكون الأمر "لعب عيال",أذا أضفنا بعدا ثالثا لسطح اينستاين الكروي لنتمكن من التفكير بعالم يشبه عالمنا الموصوف بأنه منته بغير حدود سيصعب الأمر كثيرا ألا إذا وقفنا في بعد رابع و تأملنا الأمر, و هذا البعد الرابع يجب أن يكون مكاني صرف يختلف عن البعد الرابع الزماني و الذي له عند أينشتاين وظائف مختلفة,التفكير في بعد رابع لن ينهي المسألة لأنه سيوحي ببعد خامس يحتوي ما قبله ثم بسادس و هكذا..حسب ما قال زينون بالضبط..
أعتقد و بعد الإعتقاد إثم أن المسأله ليست محلولة بعد و ما زالت أحاجي زينون مطروحة...؟؟!!
هل تعتقد ذلك؟
مودتي
|
|
03-23-2006, 08:56 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
نبيل حاجي نائف
عضو متقدم
المشاركات: 620
الانضمام: Mar 2006
|
الفلاسفة الأعلام
ألف تحية وشكر للزميل جقل
إن مقالتي عن زينون كنت قد كتبتها منذ 40 عاماٌ وهذه أول مرة أنشرها .
عندما تعرفت على زينون أدهشني وأذهلني عمق تفكيره , فأنا مغرم بالرياضيات , وقد وجدته يفكر بطريقة رياضية سليمة , وكذلك بطريقة منطقية سليمة , ومع هذا يصل إلى نتيجة غير صحيحة بصورة واضحة . لذلك أذهلني وجعلني أفكر كثيراٌ بما يقول , وكنت معجب به إلى درجة كنت أفكر بتسمية أبني زنون .
إن قوة وعمق تفكير زينون في رأي , ناتجة عن إظهار طبيعة التفكير البشري , وأنها غير كافية لمعرفة الوجود بشكل تام ومطلق .
فالوجود هو في صيرورة دائمة , وهو لا متناهي بالمكان وبالزمان وبالكمية وبالكيفية وبالتنوع ( ونظرية الانفجار الأعظم في رأي غير دقيقة , أما نظرية الكم فهي عالية الدقة , وطول بلانك وزمن بلانك وكم بلانك هي أسس ومنطلق الوجود وهذا في رأي بالنسبة لنا فقط ) .
إن زينون أظهر أن التفكير البشري غير دقيق وهذ ظهر لاحقاٌ , فهو غير كافي للمعرفة الدقيقة والصحية بصورة تامة , ولابد من استعمال الرياضيات إذا أريد الوصول إلى حقائق مطلقة الصحة .
|
|
03-23-2006, 11:51 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie
متفرد ، و ليس ظاهرة .
المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
|
الفلاسفة الأعلام
هنري برغسون :
عجلة الفلسفة كعجلة الزمان لا تكف عن الدوران, وهي قد دارت بعد الحرب العالمية الثانية بسرعة لم تكن بالحسبان, حتى لقد “عفّى الزمن على فلسفة برغسون فأصبحت في خبر كان”. هكذا يزعم بعض أنصار التجديد من دعاة كل ما هو عصري مستحدث, خصوصاً وأنهم يظنون بالفعل أن الفلسفات الوجودية قد خلعت البرغسونية عن عرشها الى غير رجعة! ولكن إذا كان برغسون لم يعد فيلسوفاً عصرياً, فهل يعني هذا أن نضع باقة من الزهور على قبره, لكي نمضي سريعاً الى “الحي اللاتيني” فنسير مهللين لجان بول سارتر؟ كلا ولا ريب, فإن سارتر لم يبدأ إلاّ من حيث انتهى برغسون, على الرغم من أننا قد نتوهم أحياناً أن “الوجودية” هي البرغسونية مقلوبة! وإذن فإننا لن نفهم الوجودية الفرنسية نفسها, إلا إذا رجعنا الى برغسون الذي سبقها الى القول بالصيرورة والديمومة والزمان والحرية. فمن هو هذا الفيلسوف الكبير؟
بزوغ النهار
ولد هنري برغسون في باريس العاصمة الفرنسية في 18 تشرين الأول عام 1859 من أبوين فرنسيين, ويُقال أن أمه من أصل إنكليزي. ولا نبالغ في أهمية الأثر الروحي الذي تركته في نفس برغسون ثقافة أمه الإنكليزية. وقد استطاع فيلسوفنا منذ صباه أن يتملك ناحية اللغة الإنكليزية, وذلك بفضل رعاية والدته التي كانت تشرف على تعليمه وتثقيفه. وقد أرجع بعض المؤرخين حب برغسون للحياة, وميله الى النشاط والعمل, وخياله الخصب المتدفق, ونزوعه المستمر نحو اللانهائية, الى ذلك الأثر النفسي العميق الذي خلّفه في نفسه تعلّقه بوالدته ومحبته لها.
الثقافة الفرنسية التي تلقاها برغسون في ليسيه كوندرسيه, ثم في مدرسة المعلمين العليا, هي التي كان لها القسط الأوفر في توجيهه نحو الدراسات الفلسفية. ولئن كان برغسون قد أشهر منذ صباه استعداداً كبيراً للعلوم والرياضيات بصفة خاصة, إلاّ أن ميله للآداب لم يكن يقل عن ميله الى العلوم, ولهذا فإنه لم يلبث أن دخل شعبة الآداب في مدرسة المعلمين العليا سنة 1878 حيث كان زميلاً لكل من جان جوريس وموريس بلوندل وغيرهما...
تلقى برغسون في هذا المعهد ثقافة فلسفية ممتازة, فتتلمذ في السنة الأولى على الأستاذ أوليه لا برون الذي كان مشهوراً بنزعته الأخلاقية المسيحية, ثم تتملذ على الفيلسوف الروحي إميل بوترو. ولم يصرف برغسون إشتغاله بالفلسفة عن الإطلاع المتواصل على الآداب القديمة, وخصوصاً الأدب اليوناني.
وقع تحت تأثير فلسفة هربرت سبنسر. وكان برغسون في تلك الفترة مأخوذاً بالعلوم الدقيقة والمناهج الوضعية, فلم يكن يضمر للميتافيزيقيا سوى العداء والإزدراء, مما حدا بزملائه الى اعتباره مادياً أو وضعياً.
عيّن برغسون أستاذاً للفلسفة بليسيه أنجيه سنة 1881 ثم ما لبث أن نقل الى ليسيه كليرمون فران سنة 1883, وهناك أخذ ذهنه يتفتق عن نظرية جديدة في الزمان, وهذه النظرية هي التي اقتادته الى الدراسات السيكولوجية التي كان قد أغفلها حتى ذلك الحين.
والظاهر أن برغسون قد اجتاز أزمة عقلية حادة في الفترة التي قضاها بتلك المدينة, ولو أن تلك الأزمة لم تكن وليدة أحداث نفسية عميقة, بل هي كانت مجرد تعبير عن “تجربة روحية” مرّ بها في مسقط رأس الفيلسوف بسكال.
فلسفته
يقول برغسون: “إن مشاكل كل فيلسوف هي مشاكل عصره, كما أن العلم الذي يستخدمه أو ينقده هو العلم السائد في زمانه, ولكن هذا لا يبرر القول بأن فلسفته هي مجرد تأليف جديد لعناصر قديمة, أو مجرد مزج وتركيب بين نظريات معروفة”.
استطاع فيلسوفنا أن يلفت الأنظار الى منهجه الجديد في البحث, وطريقته الخاصة في حل المشاكل. فلم تكن الرسالة التي تقدم بها منحصرة في ما تضمنته من نتائج (أعني في تقرير حقيقة الزمان وإثبات واقعة الحرية). بل قد وجد النقّاد فيها أيضاً طريقة جديدة في حل أعسر المشاكل الميتافيزيقية يتجاوزها والإمتداد الى ما وراءها. ولقد اختط لنفسه برسالته في “الزمان والحرية” طريقاً فلسفياً ممتازاً لم يكن عليه من بعد سوى أن يواصل السير فيه بانتظام.
في سنة 1898 قدّر له أن يُنقل مدرساً للفلسفة بمدرسة المعلمين العليا. وفي سنة 1900 عيّن أستاذاً للفلسفة القديمة بالكوليج دي فرانس, ثم استاذاً للفلسفة الحديثة في المعهد نفسه في سنة 1904. كان يرى أنه لا بد للفلسفة, حتى في أكثر تحليلاتها عمقاً, وأشد تركيباتها سمواً, أن تستخدم اللغة العادية التي يفهمها عامة الناس. ولكن البساطة لا تعني السهولة, كما أن الوضوح لا يتنافى مع العمق, ولم تكن رغبته في استخدام اللغة المألوفة لدى السواد الأعظم من الناس لتحول بينه وبين التعرّض لأشد المعضلات الفلسفية عمقاً.
عام 1901 انتخب برغسون عضواً بأكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية بالمعهد, ثم انتخب عضواً بالأكاديمية الفرنسية. وفي سنة 1928 حصل على جائزة نوبل في الآداب. وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى, انطوى برغسون على نفسه وأخذ يفكر في الدلالة السيكولوجية والميتافيزيقية للحرب, فكانت ثمرة تأملاته بحثاً تحت عنوان “معنى الحرب” سنة 1915. وفيه يتساءل عن مصير الإنسانية ومعنى التقدم, ويعرب عن ثقته في إنتطار القيم الروحية والقيم الأخلاقية والمثل العليا ضد قوى الشر والإنحلال, ودعاة الآلية والمادية, وأنصار البغي والظلم والعدوان.
لقد أقعد المرض برغسون الى آخر حياته, حيث توفي سنة 1941, ولكنه ظل يواصل قراءاته, مغالباً المرض والضعف والشيخوخة, مهتماً على الخصوص بدراسة كتب التصوّف والأخلاق والإجتماع. الى أن أصدر كتابه الضخم “ينبوعا الأخلاق والدين”الذي أحدث ثورة في الأوساط الفلسفية والدينية, إذ وجد فيه الناس نبرة صوفية لم يعهدوها من قبل في برغسون.
يؤكد فيلسوفنا أن الميتافيزيقيا الحقيقية إنما هي تلك التي تعدل عن كل براعة لفظية وكل نزعة تصورية, لكي تقوم بعملية “إنتباه شاقة, فيها تستغني عن كافة الرموز, لكي تمضي الى الأصل نفسه, محاولة أن تنفذ الى صميم حياته الباطنة. وعندئذ لا بد أن تستحيل الميتافيزيقيا الحقة الى “تجريبية حقة” فيها تقوم بضرب من الفحص الروحي, نستطيع معه أن نحس بنبضات قلب الواقع”. والفيلسوف لا يطيع ولا يأمر, بل هو يسعى دائماً الى أن يصادق, ويشارك ويتعاطف. وهذا التعاطف في الحقيقة هو ما يعنيه برغسون بالحدس, إذ المعرفة الحدسية هي في جوهرها معرفة مباشرة فيها نمزّق حجب الألفاظ وشباك الرموز, لكي نغوص في طيّات الواقع ونمضي مباشرة الى باطن الحقيقة. وهدف برغسون الى أن يحرر الفكر الفلسفي من عبودية اللغة, وذلك بأن يلتجئ الى الصور والتشبيهات.. آملاً من وراء ذلك أن يتجاوز تلك الميتافيزيقيا اللفظية التي تقوم على اللغة وحدها, لكي ينفذ الى طبيعة الأشياء الحيّة النابضة. وحرص على أن يؤكد أن حدسه هو أقرب الى التفكير منه الى العاطفة. والحدس البرغسوني في صميمه استغناء عن الرموز.. وإدراك مباشر للواقع. ولكن للحدس ميزة لا تشاركه فيها أية ملكة أخرى, لأن الحدس وحده هو تلك “التجربة الميتافيزيقية” التي فيها تنكشف لنا ذواتنا, فندرك المطلق في صميم نفوسنا. والواقع أن الشعور بالذات هو تجربة ميتافيزيقية أولية ننفذ فيها الى باطن الكون في عين اللحظة التي فيها تنفذ الى ذواتنا.
أهميته
إثر وفاة برغسون, وفي 9 أيار عام 1941 عقدت الأكاديمية الفرنسية إجتماعاً خاصاً أعلنت فيه الحداد لوفاة هذا الفيلسوف, فوقف الشاعر الكبير بول فاليري يؤبّن فيلسوف فرنسا الأكبر في عبارات قوية ملؤها الأسى والحزن العميق, واختتم حديثه بقوله: إن الصورة التي قدّمها لنا برغسون للإنسان المفكر لهي صورة سامية, نقية, ممتازة. وربما كان برغسون آخر مفكر عرفناه استطاع بحق أن يكرس حياته لخدمة الفكر في نزاهة وعمق, خصوصاً في هذه الآونة التي شحّ فيها الفكر ونضب معين التأمل, وأخذت الحضارة تستحيل شيئاً فشيئاً الى مجرد ذكريات وآثار نحتفظ بها في عقولنا عن عهد مضى وكان حافلاً بالثراء العقلي الضخم والإنتاج الحر الغزير. أما اليوم أضاف فاليري, فإننا لا نكاد نجد من حولنا سوى مظاهر القلق والشقاء والكبت بكافة أنواعه, مما أثقل كاهل الروح...
وفي وسط هذا العهد المظلم, يبدو برغسون من وراء الأفق شخصية راحلة تنتسب الى عهد مضى, وسيظل إسمه آخر إسم عظيم لمع في تاريخ الفكر الأوروبي.
تحياتي .
:Asmurf:
|
|
03-26-2007, 06:23 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|