اقتباس:أنا لا أجد أحدا
أنا في جامعة الملك فهد ، وتعرفت على أربعة إلى خمسة أشخاص ، كان الرابط بيننا .. أنه رىني أدخل النادي ، أو رأيته يدخل النادي . منهم آنتي فايرس ، وعوليس .. وغيرهم .
شكرا لمرورك . (f)
أعزائي خالد ومعتزل وميراج ، أشكر لكم دعمكم . وأعتذر عن تقصيري (f) .
عزيزي لوجيكال ، ما تفعله أنت اختزال . الحضارة العربية الإسلامية ، لها نظمها القيمية والثقافية ، وهي التراث الذي يحدد كل ما هو عربي وإسلامي ، وهي المعيار الذي على أساسه نحدد مداخلة أو مفارقة أي شيء للعروبة .
عندما تدخل مسجد ، فانت لا تقول : أنا أمام منتج حضاري . ولما تنظر للرسومات المنقوشة على كهوف جبال الألب لا تقول ان الإنسان القدمي قدم منتجا غربيا . وعندما تقرأ كتابا للجاحظ ، او كتابا لابن رشد ، او محاورة بين الجبائي والأشعري ، فانت هنا أمام منتجات عربية إسلامية . وهذا يدخل ضمن مفهوم " الخصوصية " ، التي لا تعني تميزا ، بقدر ما تعني اختلافا ، تجاوزه أو استبداله ، يعني خضوعا لمفاهيم أخرى .
وعندما يقول نادي عن نفسه أنه ناد " للفكر العربي " ، هنا يكون لنا كل الحق في مسائلته ومحاسبته على هذه الدعوى التي نشترك فيها .
اما بخصوص تعليق الزميل إيبلا ، فرغم أخذه للموضوع باستهتار ، غلا أني جاد كل الجدية فيه . فالمغرب العربي لا يوجد أي حضور له ، وهو جزء كبير ، وله لون فكري خاص ، بل إنه مساره التاريخي يبتعد عن مسار المشرق . وهم عند تعبيرهم عن إشكالياتهم ، الاجتماعية والثقافية والفكرية ، في هذا النادي . أنا لا أعرف إلا المغربي ، وجادمون ، ينتمون الا المغرب . وجادمون مشرقي أكثر منه مغربي .
يكاد تتركز الاشكاليات الفكرية التي يطرحها النادي في اشكاليتين اثنتين : اشكالية سياسية ، واشكالية دينية . بينما تنطفئ كل الاشكاليات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها . كان هنا عضو قديم اسمه " مستكشف " وكان يطرح مواضيع ذات محتوى اقتصادي ، فلم يسمع له صوت . وساحة قضايا اجتماعية كان لها فرع مخصص للتعارف اسمه " فعاليات اجتماعية " ، بحيث تبقى الساحة متفرغة لمناقشة القضايا الاجتماعية . ومع الوقت ، شيئا فشيئا ، الغيت الفعاليات ، وتحولت " القضايا " إلى عيد ميلاد فلان وكيف حالك يا علان . هذا يعني فقر في التنوع الفكري .
والتنوع الفكري ، لا يعني فقط تنوع انتمائي بقدر ما يعني تنوع مجالي ، اي في مجالات الفكر .
اقتباس:"العاقل" يبحث عن قطعة من سمكة ميتة منقوعة في أحاديث خير القرون، تبلّها ابن تيمية وشواها محمد بن عبدالوهاب، وما زالت العربان تأكل منها و تغني: "يا عروس البحر يا حلم الخيال" ...
كنت انا ومجموعة من أصدقائي ، نكاد نموت من الضحك ، حين نرى أحد المشائخ يتكلم عن حرية الرأي ورفض الوصاية ، هذا الشيخ الذي لا نعرف أحدا يمارس الوصاية أكثر منه ، بل إنه ، حتى وهو يدعو للحرية ، يقول " لا يجوز فرض الوصاية " ، ممارسا عادته الجليلة حتى في حين نفيها .
حينها ، علقت عليه قائلا : " الإنفتاح ، عندما يتبناه الشخص وقد نال منه العمر ما نال من سنين ، فإنه لا يتعدى كونه زينة ، وحلية ، يتزين بها المسن ، وعند الجد ، فقط ، يظهر بوجهه الحقيقي " .
أتذكر هذا الموقف ، عندما أقرأ تعليق الزميل العلماني . فهو يتسمى بالعلمانية ، في الوقت الذي يهتز جنبات النادي ترديدا لصدى ما يكرره علينا من انعدام الثابت ، وأن المعرفة ليست شيئا سوى تراكم ، وأنه لا يختزل الإنسان في فكرة او كلمة .. إلخ .
الحاج العلماني ، رمى كل هذا جانبا ، ولم يقرأ من كلام " العاقل " سوى ما يتذكره عن العاقل أنه سعودي ، فقط . هو ، بمعنى آخر ، يجتر ذاكرته في الوقت الذي يفترض فيها أن يضيف إليها ، إذ أن القراءة هي وسيلة لزيادة الذاكرة ، لا منبها لاجترارها .
السلف الصالح ، كان كل العالم يدفع له المال لقاء أن يرضى عنه ، وكان خليفة المسلمين ينظر للغيمة ، ويقول : " غربي وشرقي فحصادك آت إلي " . وابن تيمية ، لم يكتف بأن يكتب " مشتاق إلى دمشق " وييمم وجهه شطر الصين مرددا أفكار كونفوشيوس ومؤمنا أشد الإيمان بالياسق . بل حمل السيف ، ودافع عن مدينته ، وحمل القلم وجاهد به ما استطاع ان يجاهد به ، نصرة لما يعتقده من حق . وعبد الوهاب ، عندما رحل يطلب العلم ، لم يكن أخذه للرأي موقوفا على هوية قائله ، بل قلب الآراء اليمين واليسار ، ولهذا فقط عودي ، لأنه أتى بجديد ، أو غريب . ولو كان كبعض أهل هذا الزمان ، ينظر في الراي ، ويتسائل : هل صادق عليه أي شخص مولود في اوروبا ؟ فإن كان : نعم ، فهو الدين الذي يدين به .
هذا الكلام ليس سحرا فيغير ، فقديما قالو " لا يصلح العطار ما أفسد الدهر " . :)