الأخ الكريم خالد :
يبدو أنني الوحيد الذي سوف تصدم معه في الرأي في هذا الموضوع.
اقتباس:موضوع شهادة السيد محمد باقر الصدر هو ليس موضوع بحثنا، وهو أمر خلافي على اية حال.
فكما قررت أنت سابقا أن صدام هو الرئيس الشرعي للعراق، أو أن المقاومة في العراقية هي بعثية، ولم نناقشك في هذه الحقائق اللاموضوعية مع قولنا بعكسها تماما،
بالتأكيد هو ليس موضوعنا و لكنك كنت الطرف الذي بادر و ذكر ذلك و أنا سجلت اعتراضي على هذا الأمر الخلافي الذي لم أقبل أن يمر مرور الكرام.
كما أنني لم أقل أبدا أن المقاومة كلها بعثية و لا حتى حزب البعث قال بذلك وادعى هذا الأمر في بياناته لأنه في كثير من الأحيان يذكر الفصائل الأخرى التي ينسق معها و يشيد بمجهوداتهم.
اقتباس:تعليقك الثاني بنفي وجود الفلسفة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، وبجعل المعرفة عالمية، إنما هو يدخل ضمن الخلط الشائع بين أنواع المعارف التي يتوصل إليها الإنسان وهناك من المعارف ما يبحث في سلوك الإنسان وأصول تنظيم حياته، وتكون أدوات بحثها الإخبار والتلقي والاستنباط، وذلك لاستحالة إخضاع سلوك البشر أخلاقيا وواقعيا للتجارب.
ومثل هذه المعارف تكون متأثرة بوجهة النظر المسبقة عن الحياة والإنسان، وتميل معها وتذهب مذهبها.
من أجل ذلك تجد هناك اقتصاد إسلامي، وإقتصاد رأسمالي، وإقتصاد إشتراكي، وتجد هناك منظومة أخلاق إسلامية، ومنظومة أخلاق مسيحية، ومنظومة أخلاق يهودية، ومنظومة أخلاق ذرائعية، وتجد هناك نظاما إجتماعيا إسلاميا، وآخر يهوديا، وثالث هندوسيا، ورابع تبتيا، وغيره شيوعيا أو عالمانيا أو فاشستيا.
لحظة من فضلك أنت تناقشني في صلب تخصصي .
القوانين الاقتتصادية الكلية لا تتغير من مجتمع إلى آخر يا خالد و هذا النوع من المعرفة الاقتصادية لم يذكر في القرآن لا من قريب و لا من بعيد.
هناك نظريات اقتصادية متعددة لكن القوانين الاقتصادية الكلية هي واحدة في كل مكان و زمان .
أنت مطالب بالبرهان على هذا الزعم بوجود اقتصاد اسلامي و نظرية اقتصادية اسلامية كما قال به الإمام الصدر.
لأن هذا القول يعني بالضرورة أنك استنبطت هذه النظرية من النصوص و الأوامر الإلهية المصدر و بدون ذلك لا أقبل أن تصبغ عليها صفة القداسة ((
الإسلامية - الإسلامي )) مثلها في ذلك الأخلاق الإسلامية مثلا التي تنهى عن قتل النفس و تحض على بر الوالدين و الوفاء بالعهود و بغير ذلك تكون هذه النظرية الاقتصادية نظرية بشرية تنطلق من الأرضية المعرفية و الظروف القائمة لقوى الانتاج و علاقات الاتتاج في عصرها في مجتمع و سوف يتجاوزها التاريخ حتما.
أصلا القرآن كتاب جاء في عصر سبق النظريات الاقتصادية و تأسيس علم الاقتصاد و لم يكن فيه علم الاقتصاد برمته شيئا مذكورا
ليس هناك في القرآن أي نظريات اقتصادية كما يزعم البعض و أتحدى أن يأتيني أي شخص بنظرية اقتصادية هناك نهي عن بعض أشكال الربا و هناك توجيه عام بالصدقات و الزكاة على الفقراء و المحتاجين .
هل تشرح لي ما هو رأي النظرية الاقتصادية في السياسة النقدية و المالية للدولة و ما هي أسس حسابات الدخل القومي في هذه النظرية التي تختلف مثلا في النظريتين الاشتراكية و الرأسمالية و الكيفية التي يجب أن يكون عليها التبادل الاقتصادي مع العالم الخارجي و ما هي مدى مساهمة الدولة في تملك قوى الانتاج و في اقتصاديات الصناعة و اقتصاديات العمل و الاقتصاد الاداري و الاقتصاد الجزئي و الاقتصاد القياسي و التنمية الاقتصادية.
مع العلم أن النظريتين الرأسمالية و الاشتراكية تنقسم كل منهما إلى مدارس متعددة .
في النهاية اسمح لي أن أقول لك ان اسلمة المعارف الذي تقومون بها و كل ما ذكره الصدر و غير الصدر عن اقتصاد اسلامي و فلسفة اسلامية ليس إلا نوعا من البحث عن هوية أكثر من بحثا عن معرفة.