استمرار مداهمة مساجد السنة بالعراق
بغداد- مازن غازي- رويترز- إسلام أون لاين.نت/ 22-5-2005
حارس على مسجد للسنة مغلق احتجاجا على مداهمات الشرطة العراقية
كشفت هيئة علماء المسلمين بالعراق أن حملة مداهمات المساجد السنية والاعتقالات بحق المصلين ما زالت مستمرة في مناطق متعددة من العاصمة بغداد وضواحيها، وحملت الهيئة الحكومة الانتقالية المسئولية الكاملة عما يحدث.
وتواصلت هذه الحملة رغم إعلان وزارة الدفاع العراقية هذا الأسبوع أنها أصدرت أوامر لقوات الجيش العراقي بوقف عمليات دهم المساجد والحسينيات والكنائس وباقي دور العبادة.
وجاء في بيان للهيئة اليوم الأحد 22-5-2005 حصلت إسلام أون لاين.نت على نسخة منه: "في حملة شعواء لا مثيل لها في تاريخ إرهاب الدول قامت قوات من شرطة الكوت والديوانية من لواء مغاوير الداخلية بمداهمة خمسة مساجد في منطقة الشجيرية في الصويرة الساعة الواحدة ظهر يوم الجمعة (20-5-2005)، وفتحت النار على المصلين، وضربتهم بأعقاب البنادق أثناء تأديتهم للصلاة قبل الخطبة مع سيل من السباب والكلام البذيء".
وأوضح البيان أنه "تم اعتقال أكثر من 200 مصلٍ، من ضمنهم الشيخ خالد صريصر إمام وخطيب جامع المبارك، وخطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ محمد نعيم عبد، وخطيب جامع عثمان بن عفان الشيخ محسن علي سلوم".
وأشار البيان إلى أن قوات الداخلية اعتمدت العنف ضد المصلين؛ فقد "طرحوهم أرضا في الشارع العام على وجوههم لأكثر من ساعة دون أي حرمة لشيبتهم أو مراعاة لحرمة صلاة الجمعة وخطبتها... لم يكتفوا بهذا بل قاموا بسرقة سيارات بعض المصلين".
وأوضحت الهيئة أن المواطنين الذين نجوا من قبضة القوات العراقية أدلوا بشهادتهم أمام الهيئة؛ حيث استطاع كل من خطيب جامع "محمد رسول الله" وجامع "الأمين" من الإفلات من قبضة القوات المهاجمة.
ولم تقتصر حملة المداهمات والاعتقالات على ضواحي بغداد، وإنما شملت قلب المدينة؛ فقد أضاف البيان أن "قوات مغاوير الداخلية داهمت صباح يوم السبت 21-5-2005 جامع الإسراء والمعراج الذي كان خاليا إلا من حراسه في حي الأمين في بغداد الجديدة، وجردوا الحراس من أسلحتهم، وسرقوها، وعاثوا فسادا بالمسجد".
نداء للمنظمات الإنسانية
ووجهت هيئة علماء المسلمين نداء إلى جميع المنظمات الإنسانية في العالم تدعوها لرصد هذه الانتهاكات والإجراءات التعسفية من قبل وزارة الداخلية، وجاء في البيان أن "الهيئة تطالب المنظمات الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وكل شرفاء العالم أن يوقفوا إرهاب الدولة المنظم الذي يتزايد ساعة بعد ساعة".
وكان خطباء المساجد السنية بالعاصمة العراقية بغداد قد أعلنوا إغلاقها اعتبارا من بعد ظهر الجمعة 20-5-2005 وحتى عصر الإثنين 23-5-2005؛ احتجاجا على الإجراءات التعسفية لقوات الأمن العراقية من اعتقالات واغتيالات وتعذيب بحق علماء الدين وأئمة هذه الجوامع وروادها.
ونفى "فيلق بدر" الشيعي الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في بيان له يوم 19-5-2005 اتهامات هيئة علماء المسلمين له بالوقوف وراء اغتيال علماء وخطباء ومواطنين من السنة في بغداد، مؤكدا أنه سيرفع شكوى في هذا الصدد.
كما دعا رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم الشعب العراقي الجمعة الماضية إلى الاحتكام إلى "لغة العقل"، و"مقاومة كل محاولات زرع الفتنة الطائفية".
واتهم الحكيم جهات أجنبية خارجية وبقايا النظام السابق بالوقوف خلف تلك المحاولات.
مقتل 4 بالقائم
وعلى صعيد الوضع الأمني المتدهور أعلنت مصادر طبية في مدينة "القائم" غرب العراق يوم الأحد أن 4 مدنيين قتلوا، وأصيب 7 آخرون بجروح في اشتباك بين مسلحين والقوات الأمريكية.
وقال الدكتور حمدي الألوسي مدير "مستشفى القائم" الذي يقع بالقرب من الحدود السورية: استقبل المستشفى اليوم الأحد "4 جثث لمدنيين و7 لآخرين كانوا مصابين إصابات مختلفة نتيجة إطلاق نار".
وقال عدد من أهالي الضحايا الذين كانوا يرافقونهم عند المستشفى: إنهم "أصيبوا بنيران القوات الأمريكية التي تنتشر عند مدينة القائم".
وأضاف الشهود أن "مجموعة مسلحة هاجمت بقذائف آر. بي. جي القوات الأمريكية التي تتواجد في منطقة الجمارك في منطقة القائم عند الحدود السورية.. وأن جنود القوات الأمريكية قاموا بالرد عليهم، وفتحوا النار بشكل عشوائي؛ مما أدى إلى مقتل السكان المدنيين الذين كانوا يتواجدون بالقرب من مكان الاشتباكات وجرح آخرين".
على الصعيد نفسه قالت الشرطة العراقية: إن مسلحين قتلوا بالرصاص "علي موسى سلمان" المدير العام في وزارة التجارة العراقية أثناء توجهه لعمله في بغداد اليوم الأحد.
وقال مصدر في الشرطة -طلب عدم نشر اسمه-: إن مجهولين "اعترضوا السيارة التي كان يستقلها موسى مع سائقه، وأطلقوا عليهما النار وقتلوهما"، كما أصيب 3 آخرون.
وفي الشهور الأخيرة قتل بالرصاص أكثر من 10 مسئولين حكوميين كبار في بغداد في هجمات منظمة بشكل جيد. ويأتي أحدث اغتيال وسط تزايد في أعمال العنف منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة نهاية إبريل 2005.
وذكرت الشرطة أن 5 على الأقل من القوات الخاصة العراقية قتلوا في وقت متأخر من مساء السبت في كمين في بلدة بيجي (الواقعة على بعد 180 كيلومترا شمال بغداد).
اقتحام مقاهي الإنترنت
من جانب آخر قال شهود عيان من مدينة سامراء (110 كيلومترات إلى الشمال من بغداد): إن القوات الأمريكية في المدينة قامت اليوم الأحد بمداهمة عدد من مقاهي الإنترنت وسط المدينة، واعتقلت 32 من رواد هذه المقاهي ومالكيها.
وأضاف الشهود أن المقاهي التي هاجمتها القوات الأمريكية هي مقهى "سبايدر" في حي المعلمين، ومقهى "النسر" و"البيزنس" قرب سوق المدينة، إضافة إلى مقهى "المدينة" ومركز إنترنت "اقرأ".
وقال مراسل رويترز: إن أفراد القوات الأمريكية لم يقدموا أي تفسير لهذه الاعتقالات.
وهذه هي حملة المداهمات الثانية التي تقوم بها القوات الأمريكية في مدينة سامراء خلال شهرين، مستهدفة مقاهي الإنترنت، وقامت في الأولى باعتقال عدد من رواد هذه المقاهي.
http://www.islam-online.net/Arabic/news/20...article08.shtml