bassel
عضو رائد
المشاركات: 2,109
الانضمام: Jan 2005
|
أنا من دمشق
وخلقت هندسة قاعة البيت الدمشقي التقليدي لذاتها حكاياتها وأساطيرها, فالمياه في الفسقية تمثل العالم السفلي, وكأن منافذ المياه منها منافذ لعالم الجن, لهذا من التقاليد التي توارثتها الأجيال عدم النوم قرب العتبة أو باتجاهها, حتى لا (يمس) النائم ما يأتي من العالم السفلي, ومن العادات أيضا عدم صب الماء الساخن في المصارف ليلا, لأن الجن يخرج إليها حين يحل الظلام, لأن هذه العتبات مساكن الجن, ومثلما تشي العتبة بحكاياتها, والنافورة بأساطيرها, يقص عليك البيت الدمشقي التقليدي حكاياته, التي تخلط الدين بالفن, والحياة بالموت, والإنسان بالمكان.
العصفور الأحدب وملاح الرواية
كلما طال بك الوقت في دمشق لا تبتعد كثيرًا عن الفن, بل تكاد تقترب منه أكثر. إلى موعد مع الروائي الكبير حنا مينه تصحبنا الكاتبة سعاد جروس, تحدثني عن دمشق, التي لم تتبدل, حتى لو تبخرت أنهارها السبعة, وتلاشت غالبية جنائنها وزحف الصفيح على بساتينها, هي الشام, الشامة المتخفية في صدور أبنائها.. المسرح الواسع الذي يؤمه الممثلون والجمهور من كل صوب. تصنع الأحداث وتسمي الممثلين, تتواطأ معهم, يمنحونها أنفسهم, فتمتعهم بروحها, وكأنهم امتلكوها, وعداهم, كلهم عابرون, لا يظفرون منها بقلامة ظفر.. مدينة لا تجيد التجمل, لم تتقن البرتوكول الغربي, ولا استقر على قسماتها مكياج التحرر الثوري, وغير مرتاحة للموضة الأمريكية ولا الأكل السريع, إنها لا تعتز إلا بذاتها ولا زالت حلات الفول النابت والذرة المسلوقة والصبارة تتوازع شوارعها مزهوة, ترنو إلى قاسيون الشامخ, وتخشع في الجامع الأموي, وتتبع في السوق الطويل خطى بولس.
يوقف الحديث وصولنا إلى ميناء حنا مينه, إلى شقته الدمشقية, المستقرة في حي هادئ بعد تعب كأنها جزيرة فوق اليابسة, بعيدًا عن البحر الذي ألفه صاحبها. كان الطريق إليه لا يشبه رواياته السلسة, ربما أراد الاحتماء بهذه الصومعة العالية ليتفرغ للكتابة, والقراءة, وهو من أكثر الكتاب المعاصرين كتابة وقراءة. كنا نشعر قبل أن نصل إليه بأن وقتنا معه لن يطول, الساعة تقترب من الواحدة, واليوم منتصف الأسبوع, وهو في العادة لا يستقبل ضيوفه ببيته, (كل نهار خميس, في الحادية عشرة أو بعدها بنصف الساعة, وحتى الساعة الثالثة, آخذ مكاني بمقهى الروضة, هناك استقبل أصدقاء وقراء كثيرين) لكن الحديث استغرقنا وحين طالعنا الساعة لدى خروجنا من عنده كانت تشير إلى الرابعة!
طال الحديث, مرة يتحدث عن الفقر الأسود في الشباب الذي أصبح من المعتاد أن يتذكره عارفوه ومحبوه دليلا على الصلابة التي واجه بها حنا مينه الحياة, وأخرى عن الفقر الأبيض الذي يتندر به اليوم وهو يقول لقد اكتفيت, وإذا رأيتم ملاك الموت فأرسلوه إلي!لكن حياة المبدع الكبير بين هاتين التعاستين خلقت عالما من السعادة الروائية, حتى لو بكينا مع أبطال بحار الرواية العربية, الذي بلل البحر أعماله بملح التجارب القاسية: (لحمي سمك البحر, دمي ماؤه المالح, صراعي مع القروش كان صراع حياة, أما العواصف فقد نقشت وشما على جلدي إذا نادوا: يا بحر)!
|
|
05-16-2005, 12:34 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
bassel
عضو رائد
المشاركات: 2,109
الانضمام: Jan 2005
|
أنا من دمشق
وخلقت هندسة قاعة البيت الدمشقي التقليدي لذاتها حكاياتها وأساطيرها, فالمياه في الفسقية تمثل العالم السفلي, وكأن منافذ المياه منها منافذ لعالم الجن, لهذا من التقاليد التي توارثتها الأجيال عدم النوم قرب العتبة أو باتجاهها, حتى لا (يمس) النائم ما يأتي من العالم السفلي, ومن العادات أيضا عدم صب الماء الساخن في المصارف ليلا, لأن الجن يخرج إليها حين يحل الظلام, لأن هذه العتبات مساكن الجن, ومثلما تشي العتبة بحكاياتها, والنافورة بأساطيرها, يقص عليك البيت الدمشقي التقليدي حكاياته, التي تخلط الدين بالفن, والحياة بالموت, والإنسان بالمكان.
العصفور الأحدب وملاح الرواية
كلما طال بك الوقت في دمشق لا تبتعد كثيرًا عن الفن, بل تكاد تقترب منه أكثر. إلى موعد مع الروائي الكبير حنا مينه تصحبنا الكاتبة سعاد جروس, تحدثني عن دمشق, التي لم تتبدل, حتى لو تبخرت أنهارها السبعة, وتلاشت غالبية جنائنها وزحف الصفيح على بساتينها, هي الشام, الشامة المتخفية في صدور أبنائها.. المسرح الواسع الذي يؤمه الممثلون والجمهور من كل صوب. تصنع الأحداث وتسمي الممثلين, تتواطأ معهم, يمنحونها أنفسهم, فتمتعهم بروحها, وكأنهم امتلكوها, وعداهم, كلهم عابرون, لا يظفرون منها بقلامة ظفر.. مدينة لا تجيد التجمل, لم تتقن البرتوكول الغربي, ولا استقر على قسماتها مكياج التحرر الثوري, وغير مرتاحة للموضة الأمريكية ولا الأكل السريع, إنها لا تعتز إلا بذاتها ولا زالت حلات الفول النابت والذرة المسلوقة والصبارة تتوازع شوارعها مزهوة, ترنو إلى قاسيون الشامخ, وتخشع في الجامع الأموي, وتتبع في السوق الطويل خطى بولس.
يوقف الحديث وصولنا إلى ميناء حنا مينه, إلى شقته الدمشقية, المستقرة في حي هادئ بعد تعب كأنها جزيرة فوق اليابسة, بعيدًا عن البحر الذي ألفه صاحبها. كان الطريق إليه لا يشبه رواياته السلسة, ربما أراد الاحتماء بهذه الصومعة العالية ليتفرغ للكتابة, والقراءة, وهو من أكثر الكتاب المعاصرين كتابة وقراءة. كنا نشعر قبل أن نصل إليه بأن وقتنا معه لن يطول, الساعة تقترب من الواحدة, واليوم منتصف الأسبوع, وهو في العادة لا يستقبل ضيوفه ببيته, (كل نهار خميس, في الحادية عشرة أو بعدها بنصف الساعة, وحتى الساعة الثالثة, آخذ مكاني بمقهى الروضة, هناك استقبل أصدقاء وقراء كثيرين) لكن الحديث استغرقنا وحين طالعنا الساعة لدى خروجنا من عنده كانت تشير إلى الرابعة!
طال الحديث, مرة يتحدث عن الفقر الأسود في الشباب الذي أصبح من المعتاد أن يتذكره عارفوه ومحبوه دليلا على الصلابة التي واجه بها حنا مينه الحياة, وأخرى عن الفقر الأبيض الذي يتندر به اليوم وهو يقول لقد اكتفيت, وإذا رأيتم ملاك الموت فأرسلوه إلي!لكن حياة المبدع الكبير بين هاتين التعاستين خلقت عالما من السعادة الروائية, حتى لو بكينا مع أبطال بحار الرواية العربية, الذي بلل البحر أعماله بملح التجارب القاسية: (لحمي سمك البحر, دمي ماؤه المالح, صراعي مع القروش كان صراع حياة, أما العواصف فقد نقشت وشما على جلدي إذا نادوا: يا بحر)!
|
|
05-16-2005, 12:36 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
bassel
عضو رائد
المشاركات: 2,109
الانضمام: Jan 2005
|
أنا من دمشق
يشيخ حنا مينه إذا شاخ البحر, لكن البحر لايشيخ حتى لو تهرب الموانئ, وتهجر السفن, وتهرم عرائس البحر, يبقى الملاح يلقن النوارس دروس البهجة والحلم. طاب له أن تذكره سعاد, بمشاجرته التليفزيونية, فأعاد ما جرى بملتقى الرواية في دبي, ثم ذكرها ببيت الشعر الذي استعان به ليرد على ذلك الناقد الجاهل حينها, وهو مقتطفٌ للمتنبي الذي كان رابعنا في لقائنا بالروائي الكبير:
أتى الزمانَ بنوهُ في شبيبتِه فسَرَّهم, وأتيناه على الهرم
تقلدتني الليالي, وهي مدبرةٌ, كأنني صارم في كفِّ منهزمِ
دروس حنا مينه في ذلك اللقاء تعددت, لكن التاريخ كان أولها, والحزم كان أهمها, قال: (في رسائل بولس الرسول هذه المقولة (كن باردًا أو حارًا, ولا تكن فاترًا فتتقيؤك نفسي), ولم أكن فاترًا, حتى قبل أن أقرأ هذا الكلام المأثور).
حدثنا بمحبة عن بيته الكبير متعدد الطوابق في اللاذقية, وكأنه يضعه ـ البيت ـ مثل التحف واللوحات التي ضاقت بها غرفته: صورة للمبدعين الروس, لوحات بأسماء رواياته رسمها له جورج البهجوري, تماثيل رومانية, تذكارات, وروايات مترجمة كان أحدثها إلى الأرمنية, صور وتفاصيل وفنجان قهوة عزيز عليه: (هذا فنجان أمي أشرب به القهوة منذ 40 عامًا).
يسترسل حنا مينه كما لو أن مفتتحًا في رواية جديدة قد بدأ, ولا يريد له أن ينتهي: لكي أمتلك معلمية الكتابة كان علي أن أقرأ التوراة, وأحفظ بعضا من إصحاحه, وأن أقرأ القرآن الكريم وأن أحفظ الكثير من سوره, وأن أقرأ (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني وتاريخ العرب في الجاهلية والإسلام, وأن أخالف طه حسين في أن الشعر الجاهلي منحول كله, ففي الجاهلية كان شعرٌ, وكانت ثقافة وحضارة, وأن أسبق ـ بشهادة الناقد محمد دكروب اللبناني المجتهد ـ ما يقال اليوم من أن الرواية هي ديوان العرب, وقد سبقت إلى قولها عام 1982م.
وحين تبدأ مطارحات الروائي الكبير عن أدبه يطيب له أن يذكر الفضل المتبادل بينه وبين دار الآداب التي تعيد طبعات رواياته سنويا, وهو حسب الدار يجاري في الرواية, ما فعله نزار قباني في الشعر. (نزار قباني دخل تسعين بالمائة من البيوت بقصائده, ودخلت ثمانين بالمائة من بيوت القراء برواياتي). كان يمتحنني بين الحين والآخر في رواياته وأحداثها, ولا تنجدني فيما أنساه سوى ذاكرة الكاتبة التي تربت مثل مبدعات كثيرات على رواياته, لكنها تخلص اليوم لقضايا الواقع, والسياسة, والإعلام.
|
|
05-16-2005, 12:37 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
bassel
عضو رائد
المشاركات: 2,109
الانضمام: Jan 2005
|
أنا من دمشق
يمضي الحديث فأسأله عن جديد الرواية السورية الجيد الذي يتابع قراءته, فيحضره اسم فواز حداد, ويدهشه أنني قرأت له, (أو أنني أذكر أعماله). والواقع أن لقاء مماثلا بالروائي حداد كان تمثال صلاح الدين شاهدًا عليه, في مقهى القلعة العلوي المواجه للتمثال, لا يزال حيا في ذاكرتي مع هذا الأديب الصموت صاحب (تياترو 1949) و(الولد الجاهل) التي صدرت في عام 2000.
في (الولد الجاهل) يختار فواز حداد لبطله (الكاتب) أن ينقل بقرار سلطوي للعمل من وزارة التربية إلى وزارة الداخلية, لتكون مهمته تلفيق القصص للمتهمين, وبالاستعانة بأرشيف ضخم من الوثائق, الموجودة في قبو, ومهارة يمتلكها لأن لديه أكثر من لغة. أتذكر هذه الرواية اليوم بعد سنوات من نشرها, لأن رواية جديدة هي (عالم صدام حسين) تستعير ـ في رواية حقيقية مماثلة ـ شخصية بطل فواز حداد, ولكن النبوءة الفوازية تؤكد إنسانية روايته وصدقها.
نهرب من الأحداث الكارثية إلى الشعر والفن, يصحبنا الفنان التشكيلي صفوان داحول إلى معرض تشكيلي آخر, في بيت البارودي, وهو بيت قيد الترميم ليعود ـ كما كان ـ إحدى التحف المعمارية الشاهدة على معمار البيت الدمشقي التقليدي. أتذكر النشيد الذي كتبه صاحب المكان الشاعر والسياسي المناضل فخري البارودي, ولحنه محمد فليفل, وغنيناه من المحيط إلى الخليج: بلادُ العُربِ أوطاني.. منَ الشّامِ لبغدانِ.. ومن نجدٍ إلى يَمَنٍ.. إلى مِصرَ فتطوانِ.. فلا حدٌّ يباعدُنا.. ولا دينٌ يفرّقنا.. لسان الضَّادِ يجمعُنا.. بغسَّانٍ وعدنانِ.. فهبوا يا بني قومي.. إلى العلياءِ بالعلمِ.. و غنوا يا بني أمّي..بلادُ العُربِ أوطاني, نتنفس العروبة في كلمات البارودي مثلما نملي العين بآيات تصاوير البيت الذي تنقلنا جدرانه إلى عواصم العالم الإسلامي برسومها الحية, وهي تنم عن فرادة شخصية صاحب البيت الذي لقب بشيخ الشباب الذي جمع في بيته وعلى مائدته أساطين النغم السوري والعربي مع أهل الثقافة والشعر والسياسية بالإضافة إلى ندمائه من الظرفاء ذواقي الصوت الجميل والوجه الحسن والطعام اللذيذ, مرت أطياف البارودي سريعة قبل أن نستكين في حضرة شاعر كبير, يحاور العزلة بعد أن حاور الشعر; إنه محمد الماغوط.
لا يذكر التجديد في الشعر, إلا ويذكر شاعر العصفور الأحدب محمد الماغوط, ولا يعبث في الذهن اسم حين ترد السخرية اللاذعة إلا اسم الماغوط, وهما خصلتان يرجعهما في إحدى حكاياته إلى الأم: (أمي كانت امرأة جميلة وشاعرية في طبعها, وتحب الزهور, لكن حنانها وحبّها لنا, لم يمنعها من أن تكون صارمة, حين يتطلب الأمر. أمي أعطتني الحس الساخر, الصدق والسذاجة, رؤية العالم كحلم قابل للتحقق. وحين سجنت لأول مرة في (سجن المزة) جاءت من سلمية للبحث عني والاطمئنان على حياتي, وهي لم تزر دمشق من قبل, ركبت (البوسطة) وجاءت إلى دمشق). تذكرني أم الماغوط بأم ناظم حكمت, الرسامة التركية الرائدة جليلة خانوم, فحين سجن ابنها في بورصة, كتبت لافتة طويلة وعلقتها أمام السجن مطالبة بإطلاق سراحه, ووقعتها باسمها الأول في شجاعة نادرة. هكذا يجب أن نبحث عن الأم الشجاعة في دفتر الشعراء الأفذاذ.
|
|
05-16-2005, 12:38 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
bassel
عضو رائد
المشاركات: 2,109
الانضمام: Jan 2005
|
أنا من دمشق
بعد 30 عامًا
في منتدى الشاعر بندر عبد الحميد حيث يجتمع قصاصون ومترجمون, وشعراء ونقاد, ومسرحيون وسينمائيون نحاول أن نحتال على الكآبات المتسللة للأرواح بالبحث عن الحراك الثقافي الدمشقي الذي لا يهدأ سواء على مستوى الدولة أو الأفراد. فهو, كمدير للنشر في المدى يعرض طرفا من سيرة المستقبل المفعم بالنشاط والمشروعات الثقافية, أستقبل بفرح ألبوما فنيا أنيقا عن الفنان جبر علوان, ومجلدا لرباعيات الخيام بأكثر من ترجمة ونص إنجليزي. ومثل المدى تجد دار الفكر , ودار الطليعة والأهالي وغيرها الكثير. المترجم صالح علماني ينتقل من سيرة لماركيز ورواية لإليزابث الليندي إلى كتاب عن الأدب اللاتيني ودراسة لمؤتمر الترجمة في مصر (الذي كرم الشاعر والناثر والمترجم والمسرحي ممدوح عدوان). وحين يرد اسم عدوان نذكر استلهامه للعالم الشعري للشاعر محمد الماغوط في مسرحية (الفارسة والشاعر) وهي عبارة عن تلاص ـ كما يسميه عدوان ـ لأعمال الشاعر. الناقد السينمائي بشار إبراهيم يعدنا بترتيب عرض خاص لأحدث الأفلام ـ التي حصل على نسخ منها ـ والتي شاركت في مهرجانات عالمية (لا تكتمل الدعوة لأكثر من سبب)! الكاتبة ليلاس حتاحت تحيي إنشاء الأوبرا السورية بعد 30 سنة من وضع حجر أساسها (رقم قياسي), وتضم دار الأسد للثقافة والفنون (الاسم الرسمي للأوبرا) ثلاث صالات تتسع الكبيرة لألف وخمسمائة شخص, والثانية لسبعمائة وخمسين شخصا, والثالثة لثلاثمائة شخص, مما يفسح في المجال لإقامة عدة فعاليات ثقافية في وقت واحد, وهي مكرسة لإحياء الموسيقى (في عزف غير منفرد هذه المرة). والناشر الدكتور زياد منى يطلعنا على أحدث الكتب التي تضطلع داره بترجمتها في سبيل إضاءات تاريخية عربية جديدة. والرسام عبد السلام عبدالله يستعد لمعرض جديد لزهوره الابدية الخالدة...
ضيوف يحدثونك عن مشروع (الثقافة للجميع), والذي كان ممتدا في فترة زيارتنا للمدن السورية, وهو مشروع يهدف إلي توزيع كتب تكلفت طباعتها ما يزيد على ثلاثمائة ليرة لكنها تباع بخمسين ليرة, أو بخمس وعشرين ليرة , وكتب أطفال بعشر ليرات.. (وكانت مكدسة بالمخازن ضمن مليون نسخة, لكن ما بيع منها حقق حسب مصدر رسمي 18 مليون ليرة مبيعات في حين دشن لأول مرة السنة الماضية), ومشروع آخر هو كتاب شهري يوزع مع جريدة البعث مجانا صدر في سلسلته أعمال لعبد السلام العجيلي ووليد إخلاصي وزكريا تامر وحنا مينه.. عالم من الأحاديث يجعلك تظن أن الأيام الدمشقية مكرسة للثقافة والفن.. حتى تنتفض الهموم فجأة هنا أو تشتعل هناك. وهذه المرة أبحث عن المرأة, حيث تشهد منتديات كثيرة ما يمثل إرهاصا بحركة مجتمعية تقودها النساء (آخر مهرجانات دمشق للسينما كانت لجنته التحكيمية كلها من النساء). وأحدث ما يطالبن به أن تمنح المرأة السورية المتزوجة من غير سوري حق تجنيس أبنائها, مثل الرجل (ولِمَ لا?!), وكان حضور الندوة النسوية الساخنة قد استمعوا لشهادات حالات الكثيرات ممن يعانين هذه الأزمة, خاصة في المجتمع السوري المنفتح والذي لم يتصور أن انتماءه العروبي قد يخلق أزمات في البيت السوري.
|
|
05-16-2005, 12:41 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|