حسان :
دعك من مفاهيم الدكتور شحرور عن الكتاب و القرآن فأنت لم تطلع عليها بالشكل الكافي بعد و لم تتعرف ما هي دلالاتها اللغوية
باختصار شديد الكتاب و القرآن وحي من الله بالنص و المعنى و كلاهما من عند الله و الدكتور شحرور يقول أن سورة التوبة هي السورة الوحيدة التي ليس فيها قرآن.
و الأمر لا علاقة له بعائشة و حادثة الإفك كما تعتقد لأن الدكتور لا ينكر أن سورة التوبة هي وحي من عند الله باللفظ و المعنى.
لكن دعني أسألك هذا السؤال : لقد أمضى الرسول (ص) مع كتبة الوحي قرابة ال 13 سنة في مكة و 10 سنين في المدينة فهل يعقل بعد هذا الوقت و الجهد أن يموت الرسول (ص) و القرآن غير مدون و لم يجمع بعد.؟؟!!
فماذا كان يفعل هؤلاء إذن طيلة هذا الوقت. ؟!!
بعد وفاة النبي (ص) تم جمع القرآن كاملا في نسخة ثم انتقلت هذه النسخة الكاملة عند أبي بكر ، ثم انتقلت إلى عمر بن الخطاب من بعده، ثم جاء عثمان، وليس لدى الناس سوى هذه النسخة الوحيدة.
لولا ما شاع وقتها عن وجود مصاحف أخرى – غير النسخة التي تحدثنا عنها – لدى بعض الصحابة كإبن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب، من جهة، ولولا حاجة الأمصار الإسلامية بعد اتساعها وتعددها إلى نسخ معتمدة تقطع دابر الخلاف الذي بدأت بوادره تكاد تطال النص المقدس الموحى.
على كل حال أنا لا تهمني هذه المسألة كثيرا
ما يهمني هو المقارنة الظالمة التي قمت بها بين طرق جمع القرآن و الحديث.
يا عزيزي هل تعلم أن الرسول (ص) و الخلفاء الراشدين منعوا الناس من كتابة الحديث و الاشتغال به
هل تعرف أن الحديث جمع في القرنين الثالث و الرابع الهجريين و أن هناك فقهاء كانوا يسمون أهل الرأي رفضوا الأخذ بالأحاديث لعدم وجود أي طريقة يمكن التأكد من خلالها بصحتها.
هل تعرف مدى التناقض الموجود في كتب الحديث مع القرآن و مع بعضه البعض.
يا حسان الرسول (ص) بلغ الرسالة كاملة غير منقوصة و الوحي الإلهي هو في المصحف الذي تعرفه و ليس هناك وحيان بل هناك وحي واحد.
وبالمناسبة الخلاف السني الشيعي ليس مسألة مطروحة في فكر الدكتور كما تعتقد .
أما عن تطويع النص ليناسب العصر فهذا كلام يقول به القائلون بتاريخية النص
أما الدكتور فيرى أن النص حمال أوجه و قابل للفهم بأكثر من وجه و لهذا السبب فهو صالح لكل مكان و زمان
و أنا شخصيا اقتنعت بهذا الكلام في أكثر من موضع عندما رأيت مدى سذاجة و سطحية الفهم للكثير من الآيات في الفقه التراثي.
فكل إنسان يفهم و يرى القرآن من منظور الإشكالية التي هو بصدد حلها و بالإستناد على الأرضية المعرفية لعصره
اقتباس:خاصة في قضية الحجاب .. فالآية القرآنية تحدثت عن نساء الرسول وهذا صحيح ، لكن من جهة أخرى فأمهات المؤمنين (( محارم )) للمسلمين ، وطالما أنهن أمرن بالحجاب وهن محارم ، فمن باب أولى أن تؤمر غير المحارم .. هذا وبغض النظر عن رأيي الشخصي بالحجاب .
أما قضية عورة الأمة : فأنا أنظر إليها بكثير من الإستغراب والإستهجان معا ، إذ لا أدري ما اذا كانت الأمة غير أنثى ولا تمتلك مفاتن الأنثى حتى يقال فيها هكذا رأي غريب !!!!!!!!!!!!!.
طيب يا حسان نساء النبي (ص) مأمورات ألا يخاطبن الناس إلا من وراء حجاب أي أن يكون هناك حاجز و لا يراهم أحد من الناس فكيف بالله عليك تريد أن تسحب هذه التعاليم على جميع النساء المسلمات في العصر الحديث تحت ذريعة أن الخطاب في هذه الآية و إن كان خاصا فإنه عام في دلالته كما تقول.!!؟؟
أما عن قضية الفرق بين عورة الأمة و الحرة فهذه القضية يسأل عنها أهل الفقه التراثي و لا يسأل عنها الدكتور و عندما أقول لك الفقه التراثي فهذا يشمل المذاهب الأربعة عند السنة و المذهب الجعفري عند الشيعة ايضا.
و هذا إن دل على شيء فإنه يدل على اختلاط الدين بالعادات و التقاليد الموروثة.
تحياتي