اقتباس:أبي لم يكن فاحشاً أو لعاناً أو شريراً بل كان رجلاً مسكيناً وفي حاله فقط ..
فكيف إذن يكون ما حدث له سوء خاتمة , لا أعتقد والله , ولكن قد يكون الأمر هو فزعه من ملاك الموت وهذا الفزع أعتقد أنه يصيب كل الناس ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يؤسفني ما تمر به أخي العزيز ، وإنّي والله لفي ألم لألمك ، وتعقيبا على قولك ، أقول : لا يعلم سر العبد إلاّ خالقه نفسه ، وكل منّا له أمور قد تغيب عن أقرب المقربين له سواء كانت أمورا سعيدة أو غيرها فهذا حال الإنسان ومما يبدو فوالدك وآسفة لتكرارها !!!!
مات على خاتمة السوء والله تعالى أعلم !!! وليس معناه أنه مات كافرا ولكن مصرا على معصية ما أو أكثر والله تعالى أعلم به ، وهذه الأمور تتكشف للمسلمين كما قلت لك سابقا لأنهم غير مخلدين في النار إن شاء الله تعالى وذلك لتحذير من وراءهم من ذريتهم أو ممن عاين الحادثة ، ولقد حدث في عائلتنا أمر له علاقة بحديثنا وكانت إمرأة مسنة فيها نفس الصفات التي ذكرتها عن والدك رحمه الله وتجاوز عن سيئاتنا وسيئاته ، وكانت هذه العجوز طيبة جدا حتى أن سكان الحي الذي كانت تعيش فيه يأخذون بنصائحها رجالا ونساءا وشبابا وشيوخا لطيبتها وشعبيتها ، إلاّ أنها كانت بسبب فقرها تتعامل بالربا، أي تقترض مبلغا من المال من أحدهم بلا ربح ثم تقرضه لاخر بالفائدة لتواجه نفقات الحياة ثم ترجع المبلغ كما هو لصاحبه الأول بعد أن تكون قد غنمت مبلغا ضئيلا للحياة والربا كما هو معلوم شرعا من الكبائر والإصرار عليها حرب مع الله والعياذ بالله .
فكان أولادها يرونها في المنام في صورة مزرية مأسوية حتى قامت إحدى بناتها وكانت مقتدرة ماديا فحجت عنها حجة الفرض ، فرؤيت تلك المرأة المتوفية فيما بعد في حالة انشراح وسعادة والله تعالى أعلم .
أمّا عن رؤية ملك الموت فأنا معك أنه قد يكون رآآآه وهو يأتي على صورة مفزعة جدا للذين يموتون على سخط من الله وغضبه ،
آية بها البشرى لمن كُتب ختام عمله بالسعادة أي حسن الخاتمة
( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلأئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلأمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُم تَعْمَلُونَ ) سورة النحل
هذه حالة الذين ماتوا على الخاتمة الحسنة فتأتي لهم الملائكة ينزعون أرواحهم في صورة جميلة جدا ومعهم حنوط من الجنة وروح ورياحين ويبشرونهم برضوان الله تعالى وجناته فترى الميت أساريره منشرحة وسعيدة ولطالما رأينا وسمعنا عن حالات يموت فيها الشخص مثقلا بالجراح والآلام ودُقت عظامه ولكن في لحظة الموت تراه مبتسما مهللا لما يراه من التبشير من ملائكة الرحمة والله تعالى أعلم
والعكس طبعا صحيح وهذه آية بها سوء الخاتمة
.... وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام : 93]
[SIZE=4]وأنا لا أكتب هذا لأدخل الهم والكرب والحزن على نفسك يا أخي لا والله ، وإنما من باب النصيحة لتتدارك ما يمكن إدراكه وتصلح ما يمكن إصلاحه ، فما أراك الله تعالى ذلك ليتشفى بعذابك سبحانه وتعالى وهو الرحمن الرحيم بل وهو أرحم الراحمين وهو الغني عنك وعنا جميعا وعن عذابنا وحتى عن طاعتنا له وإنما اقتضت رحمته أن يجعل جناته لمن يعمل لها من القربات والحسنات ، وكذلك الجحيم وجهنم لمن يعمل لها بالمعاصي والكفر والفسوق
ولكنّي أكتب لك لأنّ هناك أمل فلا تُضيعه وسبق أن أشرت له أخي الطيب بإذن الله وهو في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الآتي :
(( [SIZE=5]إذا مات ابن آدم انقطع عملها إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له . ))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « [SIZE=6]إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته، بعد موته، علماً نشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورَّثه، ومسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه بعد موته.
فإن كانت حالتك المادية سيئة بحيث تعجز عن إخراج الصدقة على روح والدك ، فليس أقل من أن تكون أنت في ذاتك صالحا وتدعو لوالدك لتكون ممن قال عنهم الحديث الشريف >>>> [SIZE=4]
ولد صالح يدعو له
ودعك من الشكوك في الله تعالى وإن حدث وتسرب إلى قلبك الشيطان فاستعذبالله تعالى صادقا من الشيطان الرجيم وادعو الله تعالى أن يُريك الحق ، وإن داومت على ذلك فسوف يجيبك سبحانه وتعالى لا محالة ، ولا تسأل عن الهدى ممن فقد الطريق إلى الهداية ففاقد الشئ لا يعطية ، إنما ابحث عن الطريق من الهادي مالك الطريق ومالك الملك كله ، وإن كنت من أصحاب المعاصي وكلنا كذلك فالجأ إليه تعالى ليخلصك من ذنوبك ويغفرها لك ، فإنه لا ملجأ ولا منجا منه إلاّ إليه وإن أوهم الشيطان الواهمون غير ذلك ليخذلهم يوم القيامة
[SIZE=5]
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
بابه سبحانه وتعالى مفتوح يا أخي الفرصة مازالت سانحة ، حذاري أن تضيعهاوالموت أقرب لأحدنا من شراك نعله كما ورد في معنى الحديث ، فسارع إلى المغفرة لك ولوالدك الإستغفار ولا تنساني من دعائك بظهر الغيب فدعاء المسلم لأخوه المسلم بظهر الغيب مستجاب كما جاء في الحديث وسوف أدعو الله تعالى لك إن شاء الله تعالى
[SIZE=6][COLOR=Blue]فاصدُق الله تعالى يصدُقُك .
[SIZE=5]
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ. وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
{ وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، بل أخبر أن الله يفرح بتوبة عبده إذا تاب، فقال :" [SIZE=5]
لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها - قد أيس من راحلته - فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك -أخطأ من شدة الفرح ".
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن رجل قتل مائة نفس فتاب الله عليه وقبضته ملائكة الرحمة، فقال:"
إن رجلا قتل تسعة و تسعين نفسا ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض ؟ فدل على راهب فأتاه فقال : إنه قتل تسعة و تسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال : لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ؟ فدل على رجل عالم فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ قال : نعم و من يحول بينه و بين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا و كذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم و لا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى و قالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال : قيسوا بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة". فعليك بتحقيق شروط التوبةوسارع بها ومازال بيدك الكثير أن تفعله من أجل أبيك ونفسك .فما أراك الله ذلك والله أعلم إلا ليريك طريق النجاة في نفس الوقت ولو كان عن طريق عبد ضعيف مثلي أو غيري لا يملك لنفسه شيئاوإنما الملك لله الحق ، فلا تبحث عن غيره سبحانه وتعالى فيده ممدودة إليك فلا تردها وتأكد أنك حينما تقرر القرار الذي فيه نجاتك سوف تتذوق وستستشعر السعادة مباشرة وساعتها ستتذكرني إن شاء الله
الله معك ناصرك ومؤيدك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته