اقتباس:كنت مسلما وفي حالي ...ولما قرأت مايدور في النادي ضاع الذي معي وأصبحت حائرا فماذا أفعل أرجوكم أفيدونا .
أحياناً أظن أن هذا هو الهدف الغير معلن للجماعات اللادينية التى تهدف لنشر فكرها (نادى الفكر لادينى التأسيس والإدارة ولا يوجد مشرفين دينيين سوى فى ساحة عقائد وأديان كـ"فاترينة" حياد من يعارض منهم يدق رأسه فى أقرب حائط)
ثم إجتلاب مجموعة من الحيوانات الدينية المسماه "الإنسان العربى"..
ووضعهم فى الـ"كولوسيم" المسمى ههنا ساحة "عقائد وأديان"..
وترك كل حيوان دينى لتنتابه الحماسة بحرية الفكر والتعبير، فيعتقد - واهماً - أنه مجاهد فى سبيل الله، أو مبشّر على درب الرب..
(غالباً ما تكون معلومات هذا المجاهد عن ديانة المغاير أكثر مما يعرفه عن دينه شخصيا، وغالباً ما يستقى هذه المعلومات من جماعته، وبرؤيتهم، وبتفسيرهم، لا من فم المغاير نفسه كباحث محايد)
وتبدأ جولات المصارعة المسماه بطريقة لبقة "موضوعات مناقشة"..
ويغمد كل مصارع نصل سيفه لتسيل الدماء من بين النصوص..
وتتناثر أشلاء الكلمات المقدسة..
ويبتسم "قيصر اللادينية" من فوق عرشه ويزداد غروراً وثقة..
فها أنتم تثبتون أنكم همج.. بينما "قيصر" متحضّر..
تثبتون أنكم حيوانات دينية.. بينما "قيصر" إنسان..
تثبتون أن الدين أفيون تتعاطوه.. بينما "قيصر" أقلع عن هذا الإدمان..
تثبتون أن الدين فاشل فى أن يصنع منكم آدميين.. بينما "قيصر" هو أرقى فكراً وآدمية من دون حاجة للدين..
وتتصاعد الصيحات من مدرجات المشاهدين للحلبة..
وينضم المزيد من المشاهدين لصفوف المصارعين..
ومزيد من الجرحى والقتلى..
مزيد من الشك..
مزيد من التخبط..
مزيد من اللادينية..
مزيد من ابتسامة "قيصر"..
فى "كولوسيم" مثل هذا.. من الطبيعى أن نجد شخصاً مثلك مصاب بالإعياء فكرياً تمهيداً لتغير قناعاته..
ومن الوارد أن يدخل قائد من معسكر المغاير (معسكر المسيحيين فى حالتنا هذه) ليبتسم رافعاً إياك من شعرك، ناظراً لجماعتك (المسلمين فى حالتنا) ويرفع عقيرته قائلاً: "أنظروا مدى ركاكة دينكم.. هو خارج منه منه ليتحرر منكم"..
ثم بطرف عينه ينظر لـ"قيصر" الذى يخفض سبابته قائلاً: "مقاتل ضعيف"
ويمتشق قائد المعسكر سيفه لمرة جديدة..
لضربة أخيرة..
على وعد بمصارعات أكثر تشويقاً فى الحلبات القادمة..
ثم يسود الصمت الأبدى..
ينتهى الإعياءالفكرى، بالموت الفكرى، فيموت الله..
وتنتقل روحك لجنات النعيم اللادينى..
حيث لا قلق..
لا تفكير فى مزيد من الصراعات الفكرية..
حيث لا إله..
حيث لا قيود..
حتى هنا، تنتظرك حور الأعين اللادينية كاشفة عن ساقيها وربما كاشفة عما بينهما..
إنها حرة مثلك..
فالثم شفتيها واسكر من أنهار الخمر واللبن..
ولا تخشى من الـ"كولوسيم" بعدها..
فـ"قيصر" العظيم يعطى الدعم لمؤيديه..
سيعلمك متى تدق طبول الحرية بغرض الرقص الهمجى..
وربما تدخل "الكولوسيم" فى ثوبك الجديد بعد أن يجدد "قيصر" شبابك..
ستكون بلا حاجة لدروع المصارعين..
فليس لديك "تراث دينى" تخشى أن ينشب المصارعون أسلحتهم فيه..
ليس لديك "تاريخ دينى متخم بالسقطات" تخشى أن يعايرك المصارعون به..
فانزل "الكولوسيم" بلا روح تخشى فقدانها..
أنت ميت.. وليس لديك ما تخسره..
ااااه يا إلهى..
كم كان قرار عودتى من اللادينية للدين أمر صعب..
كم غضب "قيصر" لخسارته هذا المصارع الخبير، فأنا من تدرب فى قصر "القيصر" ذاته..
لذا..
هذه المرة.. سأنظر لكلا الفريقين (مسيحيين ومسلمين) رافعاً رأسك أمام أعينهم..
وأصيح متوعداًً: "أنتم من صنع هذا بحماقة الأرعن.. غداً يأتى يومكم.."
ثم أنظر لـ"قيصر" منكساً رأسى فى ألم وأقول:
"هو لك.."