نموذج من نماذج الازدواجيه والتناقض اللتى يعانى منها مسيحيو مصر
الزملاء الاعزاء ......
رغم ان الدستور المصرى ينص على ان الشريعه الاسلاميه هى مصدر التشريع , الا انه عمليا لا يحدث ذلك , والقوانين المطبقه فى مصر هى قوانين مدنيه علمانيه بحته ولا تشم فيها رائحه الشريعه الاسلاميه , وهى مناسبه لجميع الاطياف والاطراف ..
فمثلا فى حاله السرقه لا يتم تطبيق الشريعه الاسلاميه بقطع الايدى , وانما السارى هو القانون المدنى اللذى يعاقب بالحبس , وفى جرائم القتل يتم العقاب بالحبس او الاعدام ولا تقبل الديه, وفى جرائم الزنا يتم العقاب بالحبس وليس الرجم , ولو تنازل الزوج يبقى مفيش مشاكل , وهكذا ...
قانون الاحوال الشخصيه فى مصر خاضع للاعراف والتقاليد اكثر من خضوعه للشريعه الاسلاميه , والقوانيين الغربيه لا تناسبنا , فلا ينبغى العمل بها فقط لانها غربيه , وانما يجب الاخذ منها بما يتناسب مع اعراف وتقاليد مجتمعاتنا .
فالقوانيين المستمده من الشريعه الاسلاميه هى كذلك ليست لانها من الشريعه , وانما وجدت لانها تناسب اعراف وتقاليد المجتمع اللتى تنشا عليها , قد يصح ان تلك الاعراف مستمده من الاسلام , الا انها اصبحت اعراف وتقاليد يلتزم الجميع بها حتى ولو كان غير مسلم .
الصوره اللتى اطرحها من صور الازدواجيه والتناقض هو عدم اعتراف الكنيسه بالمحاكم والقوانيين المصريه لصالح قوانين الكنيسه وتعاليم المسيحيه , وكما هو واضح من عنوان المقال فان الكنيسه لن تقبل بفرض القوانيين اللتى لا تناسب تعاليم المسيحيه , فى حين وعلى سبيل المثال انهم يحاربون حد الرده الذى يعتقد معظم المسلمون انه من تعاليم ديانتهم ( رغم انى مقتنع انه ليس من تعاليم الاسلام ولا يمت للاسلام بصله ) فهم يحاربون ما يعتقد المسلمون انه من تعاليمهم , ويرفضون الاقتراب من تعاليم المسيحيه .
الصوره الاخرى انهم يعتبرون ان هذا المقال مهييج للمشاعر ( مشاعرهم المسيحيه ) ولو فتحت الموقع اللذى به المقال ومن خلال الرابط اللذى وضعته , لوجدت ان كل موضوعاته مهييجه لمشاعر المسلمين بمنتهى الصفاقه والوقاحه وقله الذوق ,ومعظم كتابه يطلقون على انفسهم لقب " اب " ثم يعتبون على كاتب المقال واللذى لم يتطرق الى عقيدتهم بطيب او بسوء , وانما يعتب على عدم التزامهم بتطبيق احكام القضاء المصرى اللذى نلتزم به جميعا .
الكنيسه اصبحت دوله حره مستقله داخل الدوله المصريه, تفرض قوانينها اللتى تعارض قوانيين الدوله , وتضغط باوراق مثل اقباط المهجر والانتشار الاعلامى لاى حدث وتضخيمه مهما كان بسيط تحت دعوى الاضطهاد , ويعتقدون ان المصريين كشعب غيور على الدين حتى ولو كان غير متدين , ولا يفقه كثيرا فى الامور السياسيه والدوليه , سيصبرون طويلا على هذا الوضع اللذى سمح لهم بالتطاول على المسلمين ودينهم ( وعنوان المقال كافى لشرح صور هذا التطاول ) , فلا اعتقد ان المسيحيين يعتبرون من دروس الماضى .
المسيحيون وصلوا بتطاولهم على الاسلام والمسلمين الى المرحله اللتى ستشعل تلك البلد نارا , وهذا كان قد نوه له له الزميل فانسى من قبل , فى موضوع تحت عنوان لماذا لا تتلببن مصر , وانا كنت معارضا لتلك الفكره , الا اننى الان وكلما مر الوقت , ازداد يقينا ان الفكره مطروحه وهى اقرب الينا من حبل الوريد .
المسيحيون لا يقبلون الا باحد امرين , فاما ان يخرج الاسلام والمسلمين من مصر , واما تحويل شعب مصر كله الى مسيحيين , فمشكلتهم ليست البشر , وانما مشكلتهم الاسلام , وهو لا يضمنون ان خططهم فى ذلك ستنجح , ولا يدركون العواقب الوخيمه له , فهم يعتقدون ان الاسلام فى اوج انحطاطه وان الفرصه مواتيه , ولا يدركون الفارق بين انحطاط الاسلام وانحطاط المسلمين , والفارق بين انحطاط الاسلام وانحطاط المسلمين هو فى انهم كمسيحين منحطين معنا , واذا تحضرنا وتقدمنا فانهم سيتحضرون وستيتقدمون معنا , فانحطاطنا او تقدمنا ليس بسبب الاسلام , والا كانوا قد تقدموا هم .
لذلك انا اوافق الزميل فانسى على ان الماساه هى ماساه المصرى , وليست ماساه المسلم او المسيحى , ولكن غالبيه المسيحيين لا يرون ذلك , يرون ان الماساه ماساه المسلم , ويحاولون ان يجنبوا انفسهم تلك الماساه بماساه اخرى اشد واضل سبيل , هى ماساه التصنيف على الاساس الدينى ( مسلم - مسيحى ) وما يتبع ذلك من فرقه وشقاق وعداوه بين المواطنين فى الوطن الواحد .
تقبلوا تحياتى
|