(08-06-2009, 01:03 AM)عاشق الكلمه كتب: (08-05-2009, 04:33 PM)الحكيم الرائى كتب: تقدرى تقولى ياعاشق انت ليه متخيل الناس عاوز المسلمين يسيبوا اسلامهم الحنيف انا شخصيا dont give a shit بقوا مسلمين تنصروا بقوا بهائيين بقوا هندوس whos care بالنسبة لى وبالنسبة لغالب بنى البشر الاسلام بقى عامل زى السرطان اللى بيهدد الحضارة الانسانية كلها بالدمار ,شئ من اتنيين يا اما المسلمين يلاقوا طريقة متحضرة للتعامل مع العالم وانفسهم يا اما يقبلوا حربا ضروسا لاتهدأ ولاتنتهى حتى يفئ المسلمون لامر التمدن والحضارة ويبطلوا شغل عربجة واستهبال واستقطاع,لان عقولهم القر اوسطية تصور لهم اوهام لن تنتهى بهم فى الغالب الا فى محرقة نووية وهذا ليس من باب التشاؤم ولا المبالغة اللفظية بل بالفعل امر وارد جدا جدا اكثر مما يظن اى احد..
نيوترال عاوز المسلمين يسيبوا اسلامهم الحنيف ودائما ما يؤكد على ذلك , ولهذا فقد كان كلامى موجها له هو .
شوف ياعاشق ياإبنى
الأديان ومن ضمنها الإسلام لها شقين; شق عقائدى وشق ثقافى.
فى دولة كمصر وحتى لو كل المسلمين تخلوا عن الإسلام فى جانبه العقائدى فسيظل الشق الثقافى موجودا وبقوة فالإسلام فى مصر لم يكن مجرد عابر سبيل ولكن أختلط تاريخه بتاريخها على مدار قرون بحيث أصبح جزء لايتجزأ منه يستحيل فصله كما هو حال المسيحية فى أوروبا التى وبالرغم من إضمحلالها عقائديا بها إلا أن تأثيرها وحضورها الثقافى فى عمارة الكنائس وزخرفتها وأيقوناتها وتماثيلها لاتخطئه عين وهكذا الحال فى مصر فلن تذهب القلعة والأزهر وجامع السلطان حسن والأسبلة والأضرحة والتكايا وكل ماتحتويه مصر الإسلامية من أثار إلى أى مكان بل ستظل جزء أصيل من تاريخ هذا البلد.
أنا لاقضية لى مع الجانب الثقافى لأى دين لأنه ببساطة جزء من تاريخ أى مجتمع ولاأحد يستطيع إعادة عقارب الساعة للوراء وتشكيل العالم كما يريد لكن كل مشكلتى هى مع الجانب العقائدى للأديان عموما والإسلام خصوصا بحكم كونه صاحب الحضور الأكبر فى مصر.
ومادام الأمر تفتيش فى النوايا فالسؤال الذى أريدك أن تجيبنى عليه هو , ماهو السبب الذى يجعلنى رافضا لوجود الإسلام كعقيدة?
هل هى مثلا كراهية موجهة تحديدا تجاه الإسلام دون غيره?
هل وجدتنى أدعوك لأى دين أخر أو أروج لخرافة مختلفة?
هل سمعت منى فى السابق كلمة حلوة قلتها تجاه المسيحية مثلا?
الأمر وبإختصار شديد هو أنه شئنا أم أبينا متواجدين فى مركب واحد ولو شخص أو مجموعة أشخاص أرتكبوا حماقة فلن يغرقوا وحدهم ولكن كلنا هنروح فى ستين داهية وأنا أريد للمركب الذى أتواجد به ليس فقط أن ينجو من الغرق ولكن أن يفوز فى السباق ولما كنا متخلفين كثيرا عن باقى المراكب وليس لدينا وقت نضيعه فى تفاهات فيجب علينا إتخاذ إجراءات راديكالية والتخفف على قدر المستطاع من أشولة الخردة وكل شئ ليس له لزمة على سطح المركب حتى نستطيع اللحاق بالأخرين....... ستالين نتيجة لإدراكه لحجم الفجوة التكنولوجية التى تفصله عن الغرب وضرورة القضاء عليها أو تقليصها لأقل قدر ممكن وفى زمن قصيرأضطر للقيام بإجراءات راديكالية كان نتيجتها إجتياح ألاف الكنائس بالدبابات حرفيا وليس مجازيا وتدمير المسيحية بالإتحاد السوفيتى والنتيجة كانت إنهيار المسيحية بالإتحاد السوفيتى لكن الشعب نفسه بقى ونجح فى التصدى لألة الحرب الجهنمية لهتلر بسبب حركة التصنيع التى بدأها ستالين ومكنت الإتحاد السوفيتى من إنتاج عشرات الألاف من الدبابات والطائرات وباقى أنواع الأسلحة لمواجهة هتلر والتغلب عليه ولولا حركة التصنيع تلك لما كان للإتحاد السوفيتى أدنى أمل فى التصدى لهتلر ناهيك عن تدمير عاصمته فوق رأسه.
أمريكا فى بداية القرن العشرين كانت بها حركة معادية لتدريس نظرية التطور بالمدارس وعبر عن هذا العداء فيلم سينمائى بعنوان the monkey trial ولكن مع بدء ظهور تفوق الإتحاد السوفيتى فى العديد من المجالات العلمية وأهمها مجال الفضاء والصواريخ والتى كان إطلاق أول قمر صناعى- سبوتنيك-ذروتها حدثت حالة هلع بأمريكا وبدأوا فى مراجعة مناهجهم الدراسية لسد تلك الفجوة وخلال تلك المرحلة عادت نظرية التطور وبقوة للمدارس الأمريكية وأستقر الوضع على هذا رغم وجود شرذمة ضالة تحاول إعادة عقارب الساعة للوراء.
الأديان قامت بأكبر عملية تزييف عرفها العالم وخلقت تاريخ وهمى مزور للجنس البشرى ليس له أى سند من علم أو منطق وعلى طريقة شاهد مشفش حاجة وقالوله وهذا التزييف كلف البشرية قرون طويلة حالكة السواد.
أنا بالفعل تعرضت لتجربة غنوصية أو مايطلق عليه الصوفيون فتح ربانى ولكنها ليست على غرار تجربة بحبك الشهيرة- هو فين بالمناسبة المنيل على عينه?- ولكنها كانت تجربة متدرجة أنتهت على صوت قوله تعالى"فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" فأنا مثلى مثلك كانت بداية معرفتى بنظرية التطور هى المقولة الشهيرة "الإنسان أصله قرد" لكن على عكس رد فعل الكثيرين تجاه تلك العبارة وإستنكارهم لها فقد لمست وترا بداخلى ولاقت هوى وقبولا فى نفسى وذلك لأنى ككثيرين غيرى وحتى قبل معرفتى بنظرية التطور وداروين كنت ألاحظ التشابه الكبير بين القرد والإنسان سواء على مستوى الشكل أو السلوك وكانت جبلاية القرود فى حديقة الحيوان هى مكانى المفضل فى الحديقة كلها وكنت أقف بالساعات أتأملهم وأشعر كما لو كانوا بشر مسجونين فى أجساد قردة ولهذا عند معرفتى لأول مرة بعبارة"الإنسان أصله قرد" لم أستغرب أو أستنكر بل ووجدتها منطقية ومقبولة ولكن السؤال الذى طرح نفسه وقتها هو كيف حدث هذا ?
رغم إن نظرية التطور بالنسبة لعلم الأحياء بمثابة الصلاة فى الإسلام إلا أنه وللأسف الشديد لايوجد إشارة لها فى المناهج الدراسية إلا فى الثانوية العامة والموضوع غالبا بتتم كروتته إما لغرض فى نفس يعقوب أو لأن يعقوب نفسه مش فاهمها كما ينبغى أو غير مقتنع بها وبالتالى وحتى بعد دراستى لها لم أجد نفسى مستوعبا لكافة تفاصيلها وعاجز عن تصور الألية التى يحدث بها التطور أما الفضيحة بالفعل فهى أنه وبالرغم من أن نظرية التطور هى عماد علم الأحياء الشئ الذى يجعلها أيضا نظرية على درجة فى غاية الأهمية بالنسبة للطب إلا أنى لاأتذكر خلال وجودى بالكلية أى إشارة لها من قريب أو بعيد وأراهنك أنك لو أجريت إستطلاع رأى لأى أساتذة كلية طب فى مصر ستجد ٩٩% منهم لايؤمنون بها وليس هذا فقط ولكنهم مش فاهمينها وعاجزين عن تصورها وهذه ,لو تعلم, بمثابة فضيحة وكارثة ولكن لأنى كما ذكرت سابقا فنظرية التطور لاقت قبول لدى بوجه عام, وبصرف النظر عن حالة الغموض والتخبط بالنسبة للتفاصيل, فقد كان عقلى منفتحا تجاهها ومستعد لإستيعاب تفاصيلها وهو ماحدث بالفعل وبشكل تدريجى منذ دخولى الكلية.
على الرغم من أنه كما قلت لاتوجد أى إشارة لتلك النظرية بشكل مباشر إلا أن نظرية التطور لاتترك نفسها دون شاهد وفى أى مادة أو خرابة بكلية الطب ستجد أثرا لها لكن هناك مواد معينة بتكون مواد مفتاحية بالنسبة لفهم نظرية التطور كعلم الأجنة والميكروبيولوجى
والتشريح - خصوصا التشريح المقارن- والوراثة وعلم الأحياء الجزيئىmolecular biology وبالتدريج بدأت أجزاء الصورة تتجمع داخل ذهنى إلى أن وجدت نفسى من شدة الوجد أقفز صارخا يوريكا يوريكا, ووقتها أنا لم أفهم فقط نظرية التطور كما ينبغى أن يكون الفهم لكن تمكنت من تخيل وإستيعاب النظرية بحيث أصبحت داخل ذهنى على شكل شريط سينمائى بدايته خمسة ألاف مليون سنة مضت ولدى القدرة على عرض هذا الشريط بالسرعة الطبيعية أو تقديمه وتأخيره أو عرضه بالسرعة البطيئة أو السريعة واليوم أنا لست فقط مقتنعا بتلك النظرية بل أنى متيقن منها كما أنى متيقن من وجود شاشة الكومبيوتر أمامى ولاأدرى كيف يجرؤ أى شخص اليوم أن يتبجح ويقول أنا لاأؤمن بنظرية التطور?لم أر لليوم إعتراض واحد له أساس علمى عليها ولا أدرى على ماذا يعترض المعترضون? هل لدى أحد أدنى شك فى مسألة الإختيار الطبيعى? هل يعترض أحد على التراكم البطئ عبر ملايين السنين للصفات التى تمكن الكائن الحى من البقاء والتناسل?
نظرية التطور - قبلتها أو رفضتها- هى التاريخ الحقيقى للجنس البشرى والذى تم تزويره وتزييفه عن طريق الأديان وقصة أدم وحواء الساذجة, ومهم جدا للجنس البشرى أن يعرف تاريخه الحقيقى لا المزور كما هو مهم للأمم والشعوب أن تعرف تاريخها بشكل صحيح, ونظرية التطور بتقوم بهذا الدور ولاتجعل الإنسان مركزا للكون أو منفصلا عن الكائنات والأحياء المحيطة به ولكنه جزء منها وإمتداد لها ولاتربطه فقط علاقة بالقرود ولكن حتى بالفيروسات والبكتيريا, وبذلك يدرك الإنسان موقعه الحقيقى كما هو لا كما يريده أو يتخيله وتجعله منسجما مع الكائنات الأخرى طبعا كل هذا بالإضافة للجانب العملى للنظرية الذى له تطبيقات لاحصر لها حتى على مستوى الحياة اليومية.
هناك بعد أخر لنظرية التطور يخفى على الكثيرين وهو ببساطة أن نظرية التطور لديها الإمكانية لحل المشاكل الطائفية كالموجودة بمصر مرة واحدة وللأبد بحيث يتم توحيد مصر تحت علم داروين كما تم توحيدها فى الماضى تحت علم مينا....... لو إفترضنا أن المسيحية والإسلام- كعقائد دينية- هم نوعين مختلفين من الحشرات أو الطفيليات الضارة وتريد إنتاج مبيد أو دواء يقضى عليهم هم الإثنين بدلا من إنتاج مبيد لكل واحد على حدة توفيرا للوقت والجهد والمال فالحل هو أن تجد شئ مشترك بينهم وفى نفس الوقت حيوى ومهم لكليهما ولايستطيعوا أن يحيوا بدونه كنوع معين من البروتينات أو الإنزيمات ويكون المبيد أو الدواء مدمر لهذا الشئ المشترك والحيوى وبكده تكون بالفعل ضربت عصفورين بحجر ونظرية التطور هى بمثابة هذا المبيد أو الدواء الذى يدمر شيئا مشتركا وحيويا بين المسيحية والإسلام بشكل يستحيل معه بقائهم وبكده وخلال جيلين ثلاثة ستختفى من مصر وللأبد مسألة مسلم ومسيحى ونتخلص من كابوس الأديان الخرا الإبراهيمية مرة واحدة وللأبد وكل حى يشوف مصلحته ونعيش بقى يومين حلوين ودتونا فى داهية بغباوتكم الله يخرب بيوتكم.
داروين ,بخلاف الفواتير الذين تطلقون عليهم أنبياء, إذا لم يكن بالفعل هو أعظم إنسان مشى على هذا الكوكب فهو بالتأكيد يحتل مكانة متقدمة جدا بجوار جاليليو ونيوتن وحكمى عليه ليس نتيجة عواطف أو عملية غسيل دماغ تعرضت لها كما هو الحال مع الذين أمنوا بالنسبة لمايطلقون عليهم أنبياء ولكن لأسباب موضوعية جدا يمكن تلخيصها فى النقاط التالية;
1- داروين كان بمثابة شخص قام بحل معادلة رياضية معقدة جدا وبها خمسين مجهول بمعطيات قليلة جدا وبإمكانيات تعتبر بدائية بمقياس اليوم وليس هناك أكثر دلالة على عبقرية داروين من أن ماأستطاع إستيعابه منذ أكثر من مائة وخمسين عاما لايزال الكثيرون اليوم عاجزين عن إستيعابه وتصوره! رغم أن المعطيات والإمكانات التى لديهم أكبر بكثير مما كان لدى داروين.
2- نظرية التطور لداروين ورغم أنها ظهرت للوجود حتى قبل ظهور كثير من العلوم المتعلقة بها للوجود أو كانت تلك العلوم فى أطوارها البدائية - عندما قال داروين بالتطور لم يكن الحامض النووى والكود الوراثى معروفا!!!- إلا نها صمدت لإختبار الزمن وكلما تطور العلم كلما تأكدت أكثر صحة نظريته.
3- داروين لم يقول بنظريته فى فراغ ولكن كانت هناك نظرية أخرى لتفسير الكون مسيطرة ومهيمنة على عقول الناس لقرون طويلة وأعتقد أنك تعرف جيدا مدى صعوبة الوقوف فى مواجهة فكرة راسخة ومستقرة بهذا الشكل ناهيك عن نقضها وتدميرها.
4- داروين لم يخرج فى رحلة البيجل الشهيرة لنقض الدين أو للإتيان بشئ مخالف له وعندما بدأت الصورة تتجمع تدريجيا فى ذهنه عن طريق ملاحظته للكائنات والحفريات فقد سبب له هذا الأمر معاناة شخصية شديدة فداروين كانت زوجته من النوع المتدين جدا ونظرية التطور كانت بمثابة شرخ فى علاقتهم ونيل الدنيا أكثر وفاة بنته وهى لم تتعد العاشرة وهو ما كان بمثابة ضربة قاصمة له ومعروف إن الإنسان فى تلك المواقف بيكون عامل زى الغريق الذى يريد أن يتعلق بقشة ورغم ذلك لم تدفعه تلك الكارثة لأن يرتمى فى أحضان الدين بحثا عن العزاء والسلوى ولكن ظل مخلصا لنظريته وأفكاره حتى أخر نفس فى حياته.
عندما يقف الدين فى وجه العلم كما هو حادث اليوم تجاه نظرية التطور فليس هناك حل سوى أن يحمل الدين - أى دين- عصاه ويرحل وهذا الأمر ليس محل جدل لأن ببساطة شديدة البديل مرعب ولاأحد يستطيع أن يسدد فاتورة رحيل العلم فياعاشق ياإبنى دع الدين -فى جانبه العقائدى- يرحل فى هدوء وبدون شوشرة وفضايح وليبق جانبه الثقافى كجزء من التراث والتاريخ الإنسانى كلما تذكرناه ضحكنا وقلنا لأنفسنا كم كنا مغفلين!