أيـتـهـا الـعـتـمـةُ الـشـاردة

أنــا مــُـضـاء ٌ تـمـامـاً .

الـحـاكـمُ أشـعـلَ بـئـر نـفـط ٍ

فـي عـيـد مـيـلادهِ الـسـبـعـيـن

و الـشـعـبُ كـلـّـه يـحـتـفـل .



* * * * *


فـي بـلادنـا

تـسـتـطـيـع أن تـعـرف الإنـتـمـاء الـسـيـاسـي

لـقـارئ نـشـرة الأخـبـار

مـن طـريـقـة قـراءتـه لـلـخـبـر

مـن تـعـابـيـر وجـهـه .

و مـؤخـّـراً أصـبـح بـعـضـهـم

يـُـعـلــّق شـهـادتـه الـجـامـعـيـّـة عـلـى صـدره

فـوق الـقـلـب تـمـامـاً ..

( صـورة ٌ صغيرةٌ للـزعـيـم تشبه النيشان العسكري ) .

مـالـذي تـعـلــّمـهُ هـؤلاء الأنــذال

فـي الـجـامـعـات ؟

* * * *


حـيـن كـنـتُ صـغـيـراً

كـنـتُ أظـنّ أنّ أبـي هـو الـحـاكـم الـفـعـلـيّ لـلـبـلاد

كـان يـتـحدّثُ فـي الـسـيـاسـة طـوال الـوقـت

يـسـتـمـع إلى الأخـبـار عـلـى مـدار الساعة

و يـُـعـلـّق عـلـيـهـا بـطـريـقـةٍ جـازمـة :

" حـاكـمـوا فـلانــاً "

" أقـيـلـوا فـلانـاً " .

" سـلــّـحـوا الـجـيـش بـأسـلـحـة حـديـثـة الاّن

و أرسـلـوه إلـى حـيـث يـجـب أن يـكـون , إلـى الـجـبـهـات "

" أعـلـِنـوا الـمـقـاومـة الـشـعـبـيـة "

" اقـبـضـوا عـلـى الـخـونـة "

" أعـلـِـنـوا الـوحـدة الاّن "

" الـعـمـّال .. الـفـلاحـيـن ... الـفـقـراء .... " .

كـان أبـي حـاكـمـاً رائـعـاً و شـريـفـاً

و كـنـتُ أنـزعـجُ حـيـن أكـتـشـفُ و أنـا أسـتـمـعُ مـعـه

لـلـنـشـرات الـتـالـيـة , أنـهـم لا يـطـيـعـونـهُ فـي الـبـلاد

فـالـحـالُ إلـى أسـوأ . و لـم يـُـنـفـِّـذوا أيّ قرار من الـقـرارات الـتـي أصدرها

على هوامش الـنـشـرات السابقة .

لا زال أبـي رائـعـاً و شـريـفـاً

لـكـنـّـه اسـتـقـال مـن الـحـكـم مـنـذ زمـن

أخـبـرتـنـي أمـّي أنـّـه يـكـتـفـي بـهـزّ رأسـه الاّن

و هـو يـتـابـع نـشـرات الأخـبـار .

لا يــُـعـلـِّـق أبــداً .


* * * * *


لـيـتَ الـعـمـر يـبـدأ مـن ذروتــِـه

لـيـتـهُ كـانَ تـنـازلـيـَّـاً

كـأنْ نـولـد فـي الـسـبـعـيـن مـثـلاً

و نـصـغـر

نـصـغـر

نـصـغـر

حـتـى " يــُـصـَـفــِّـر " الـعـَـدّاد

فــنـمـوت .

عـلـى الأقـلّ نـمـوتُ سـعـداء

نـمـوتُ أطـفـالاً

بـعـد أنْ نـنـسى كـل هـمـوم الـحـيـاة

و كـلّ تـجـارب الـحـيـاة الـمـريـرة

" نـعـود إلـى الـتـراب نـاصـعـيـن "

و أيـضـاً فـي هـذه الـحـال

يـُـضـطـّـر الـحـاكـم لـلـتـنـحـّـي

و الـذهـاب إلـى الـلـَّعـِب لـيـمـارس طـفـولـتـه .

و أيـضـاً ( و هـذا مـهـمّ جـداً )

فـي هـذه الـحـال سـوف يـُـصـدّق حـسـنـي مـبـارك

أنـّـه مـيـّـتٌ لا مـحـالـة .


* * * *


يـا حـبـيـبـتـي

كـلّ قـصـائـد الـعـشـق و الـغـزل

لا تــُـوازي

رأس حـلـمـة ٍ فـي فـم عـاشـق

و لا رجـفـة عـاشـقـة ٍ

أُلـقـيَ الـقـبـضُ عـلـى نـهـدِهـا

عـلـى حـيـن .. قــُـبـلـَـة .


* * * *


جـو غـانـم

21 \ 10 \ 2009

ــ أيـّـهـا الـنـاس :

بـمـا أنّ الـكـيـل قـد فـاض

و الأمـل فـي اّخـر شـهـقـاتــِه

بـمـا أنّ أرضـكـم صـارتْ بـوراً

لا زرع نـابـت

و لا حـصـاد مـُـنـتـظــَـر .

سـأعـتـرفُ لـكـم :

أنـا لـم أحـرّضـكـم عـلـى الـثـورة يـومـاً

لأجـلِ خـاطـر عـيـونـكـم

و لا لأنّي شعرتُ بكم و معكم

و أحبـبـتُ أن أراكـم أحـراراً

و أنْ أرى الـعـدل يـسـود هـذه الأرض

بـل قـلـتُ فـي قـرارة نـفـسـي :

( حـَـرّضـهـم يـا ولـد )

فـإنْ ثـاروا

فـسـوف يـُـحـرِّرونـَـكَ فـي طـريـقـهـم

إذ لـيـس مـن الـمـعـقـول أن يـتـحـرّروا جـمـيـعـاً

و يـحـرّروا الـبـلاد

و يـتـركـوكَ وحـدك

كـمـا أنّ الـطـغـاة فـي هـذه الـحـالـة

لـن يـبـقـوا لأجـل صـعـلـوكٍ واحـدٍ مـثـلـكْ .

و الاّن اسـمـعـونـي جـيـّـداً :

إيــّـاكـم و الــثـورة

إيــّـاكـم و الإنـتـفـاض عـلـى هـذا الـواقـع

فــإنّ كـلّ مـن يـثـور أو يـغـضـب فـي هـذا الـزمـان

سـوف يـُـصـاب بـأنـفـلـونـزا الـخـنـازيـر

و ربّـمـا أُصـيـب بالإيـدز

فـالـحـذر الـحـذر

و إنْ ظـهـرتْ عـلـى أحـدكـم أعـراض الـثـورة

فـلـيـُـراجـع طـبـيـب طـائـفـتـهِ عـلـى الـفـور

أو أيّ رجـل ديـن ٍ فـي الـطـائـفـة .


* * * *


ــ أيــّـهـا الـوطـنُ الـنـائـم تـحـت جـسـر الـمـشـاة

فـي وسـط عـاصـمـتـه .

الـمـطـرود مـن كـلّ الـبـيـوت الـواقـعـة عـلـى أراضـيـه

بـعـدمـا نـقـلـوا إلـيـه كـلّ الأمـراض الـمـُـعـديـة

و ســَـرقــَـوا مـحـفـظـتـه

و لـم يـسـتـطـع الـذهـاب إلـى الـمـسـتـشـفـى

أو شـراء الـدواء .

أيـّهـا الـوطـن الـذي يـسـعـلُ كـمـدخـّـنٍ شــَـرهْ

و يـرتـعـدُ كـمـجـرم ٍ فـارّ مـن الـعـدالـة

و الـبـولـيـس عـلـى بـُـعـد خـطـوات مـنـه .

أيـّهـا الـوطـن الـذي يـبـيـع الـيـانــصـيـب "الـوطـنـي " فـي الـنـهـار

عـلـى أبـواب الـوزارات الـمـفـتـوحـةِ بـاسـمـه

و عـلـى كـلّ الـمـَـفـارق الـمـؤدِّيــة إلـى الـلـّـه

و لا أحـد يـدفـعُ لـه ثـمـن الـبـطـاقـة .

أيـّهـا الـوطـن الـذي لـو كـَـثــرت فـيـه الأحـزاب أو قــَـلـَّـتْ

لا يــُـدعـى إلـى اجـتـمـاع ٍ واحـد ٍ مـن اجـتـمـاعـاتـهـا

و لـو حـضـر بـدون دعـوة

يـُـمـنـَـع مـن الـدخـول لأنـّـه لا يـلـبـس " الـسـمـوكـن "

و لا يـفـهـم بـالـمـوضـة

و لا يـتـكـلــّم لـغـات أجـنـبـيـّـة

و لـيـس لـه " صـاحـبـة " لـيـجـلـبـهـا مـعـه .

أيـّهـا الـوطـن الـذي يـبـصـقُ فـي وجـه الـصـوت

كـلـّمـا سـمـعَ أغـنـيـة ً " وطـنـيـّـة "

و يـبـدأ بــِـكـَـيـلِ الـشـتـائـم

لـلـمـغـنـّي , والـمـلـحـّن , وكـاتـب الـكـلـمـات , و" الـدبّـيـكـة "

و يـتـّـهـمـهـم بـالـسـخـريـة مـنـه و الـمـتـاجـرة بـه

و عـمـل " الـبـزنـس " عـلـى قـفـاه الـعـاري .

أيـّهـا الـوطـن الـذي يـرتـجـفُ مـن الـبـرد هـذا الـمـسـاء

تـحـت هـذا الـجـسـر الـعـتـيـق

و يـدعـو ربـّـه ألاّ تـمـطـر هـذه الـلـيـلـة

كـي لا يـغـمـره الـوحـل

يـا وطـنـي الـبـائـس :

مـعـَـك ولاّعــة ؟؟

أريـد أن أشـعـل سـيـجـارة

و لا أذكـر أيـن نـسـيـت ولاّعـتـي .


* * * * * *


ـــ أيـّـهـا الـحـكـّام الـعـرب :

أنـا أجـدر بـالـحـكـم مـن مـعـظـمـكـم

فـأنـا لـم أسـتـخـدم الـفـيـاغـرا فـي حـيـاتـي .


* * * *


جـو غـانـم

22 \ 10 \ 2009

فـي الـطـريـق إلـى كـلّ شـيء

يـسـتـوقـفـكَ الـبـؤس

و فـي الـطـريـق إلـى كـلّ شـيء جـمـيـل

تـسـتـوقـفـكَ ابـتـسـامـة ُ رضـى عـلـى وجـهِ فـقـيـر .

فـي الـطـريـق إلـى الـهـزيـمـة

تـسـتـوقـفـكَ امـرأة

و تـكـلـّـلـكَ بـالـمـجـد .

فـي الـطـريـق إلـى الـوطـن

يـسـتـوقـفـكَ رجـل أمـن ٍ

و يـسـلـبـكَ انـتـمـائـك

فـي الـطـريـق إلـى الـحـريـّـة

يـسـتـوقـفـكَ كـلّ عـبـيـد الأرض

كـي يــٌـقـنـعـوك بـالـعـودة إلـى الـسـلاسـل

فـي الـطـريـق إلـى الـسـمـاء

يـسـتـوقـفـكَ ألـف وغـد

كـي يـسـألـونـَـكَ عـن رأيـكَ بالله

فـي الـطـريـق إلـى الـطـريـق

تـعـتـرضـكَ حـفـرة أو هـاويـة

تـخـتـصـرُ لكَ الـوطـن الـمـسـلـوب أعـلاه .


* * * *


الـمـسـيـح مـشـى عـلـى الـمـاء

و أحـيـا الـمـوتـى

و عـُـلــِّـقَ عـلـى الـصـلـيــب

و صـار إلـهـاً

أو ابـن إلـه

أو كـلـمـة إلـه

ــ قــلْ مـا شـئـت ــ

و أنــا أمـشـي عـلـى الـجـمـر يـومـيـّـاً

و أمـوتُ و أحـيـا كـلّ سـاعـة

و لا زلـتُ مـنـذ ثـلاثـيـن عـامـاً

أتــدحـرجُ فـوق الـخـوازيــق

و لا أحــد عـَـبـَّـرنــي

لا مـن أهـل الأرض

و لا مـن أهـل الـسـمـاء .


* * * *



جـو غـانـم

23 \ 10 \ 2009

صديقي الدكتور بسام

أيها العزيز و النبيل

يا رفيق الضوء المُشتَهى

تحية لك من القلب

و شكر بحجم الأماني الممكنة .. و المستحيلة .

محبتي لك يا صديقي .

هـذا الـوطـن الـذي يـُـسـاق مـخـفـوراً إلـى الـسـجـن

و الـسـلاسـل فـي يـديـه و قـدمـيـه

ألا يـحـقّ لـه الـتـزام الـغـضـب ؟


* * * *


فـي الـكـنـيـسـة الـقـديـمـة

يـُـقـام قـدّاسٌ لـراحـةِ نـفـسِ رجـل

لـم تـهـدأ نـفـسـهُ يـومـاً .

قـرب الـكـنـيـسـة

هـنـاك مـسـجـدٌ تــُـقـامُ فـيـه صـلاة الـغـائـبِ

عـلـى روح رجـل وصـل نـبـأ مـوتـه فـي الـغـربـة

الـرجـلُ غـائـبٌ مـنـذ زمـن ٍ بـعـيـد .

قـرب الـمـسـجـد

هـنـاك مـدرسـة يـنـشـد تـلامـذتـهـا الـنـشـيـد الـوطـنـي بـصـوت عـال ٍ

و لا يـفـهـمـونَ مـنـه كـلـمـةً واحـدة .

قـربَ الـمـدرسـة

هـنـاك مـقـهـى يـجـتـمـع فـيـه كـلّ الـعـاطـلـيـن عـن الـعـمـل

يـتـنـاولـون الـشـاي و الـقـهـوة

و يـشـربـون الـمـقـالـب الـحـكـومـيـّة .

قـرب الـمـقـهـى

هـنـاك سـفـارةٌ أجـنـبـيـّة أمـامـهـا طـوابـيـرٌ مـن الـمـواطـنـيـن

الـذيـن كـفـروا بـالـمـواطــَـنـَـة

قـرب الـسـفـارة

هـنـاك مـسـرحٌ كـبـيـر تــُقـام عليه احـتـفـالات فـي ذكـرى الـثـورة

الـتـي لا أحـد يـعـلـم ضـدّ مـنْ قـامـتْ .

و قـرب الـثـورة / الـمـسـرح

هـنـاك مـوقـفٌ لـلـبـاصـات

و مـسـافــرٌ يـسـألُ عـن " الـطـريـق إلـى كـابـول " .

قـرب الـمـوقـف

هـنـاك سـوق الـخـضـار الـمـزدحـم

و امـرأةٌ تــشْـتـمُ الـبـنـدورة و ربّ الـبـنـدورة .

قـرب الـسـوق

هـنـاك بـيـت دعـارة يــضــجُّ بـالاّهـات .

قـرب بـيـت الـدعـارة

هـنـاك سـوق الأوراق الـمـالـيـّة

الـذي يـعـجّ بـالأرقـام و الـمُـتـمـوّلـيـن

قـرب سـوق الأمـوال

هـنـاك عـمـود طـويـل عـلـيـه صـورة لـلـزعـيـم

كــُـتـبَ عـلـى أطـرافـهـا بـعـض أسـمـاء الله الـحـسـنـى

كـي تـحـرسـهُ مـنَ الـعـيـن .

قـرب الـعـمـود / الصورة

هـنـاك مـركـز لـلـجـمـارك

لا زال كـمـا خـَـلـَـقــَـهُ " سـايـكـس " قـبـل عـقـود .

قـرب مـركـز الـجـمـارك

هـنـاك نـقـطـة حـدوديــة

تـَتـَمـوضـَـعُ بـشـكـل ٍ جـازم و نـهـائـيّ

كـنـقـطـةٍ فـي اّخـر الـسـطـر .

عـلـى الـنـقـطـة الـحـدوديــّـة تـمـامـاً

هـنـاكَ جـنـديّ ألـقـى الـقـبـضَ عـلـى وطـن يـحـاول الـتـسـلـّل عـبـر الـحـدود

هـاربـاً مـنْ كـلّ شـيء

مـُـتـنـكـّراً عـلـى هـيـئـةِ طـَـبـَّـال فـي فـرقـةٍ لـلـرقـص الـشـرقـيّ .


* * * * *


خـرجــَـتْ كـلّ الـقـضـايـا مـن بـيـتِ الـنـّار

و هـَـجـَـرتْ بـيـوت الـفـكـر

و اســتـَـقـَـرَّتْ فـي بـيـتِ الـعـتـابـا

و أصـبـح " أبـو الــزلــُـفْ "

الـقـائـد الـعـام لـكلّ الـثـورات الـعـربـيـّة الـقـادمـة

و حـُـبــِـسـَـت الـحـريـّـة فـي " بـيـتِ الـيـَـكْ " .


* * * *


شــَـعـر رأسـي يـتـسـاقـط كـنـظـام ٍ فـاسـد

أنــظـرُ إلـيـه بـحـسـرة ٍ

كـمـا يـنـظـر ديـكـتـاتـور

إلـى مـُـلـكـِـهِ الـذي يـتـهـاوى أمـام عـيـنـيـه


* * * *


كــلّ خــَـوَنــة الأوطــان

يـخـونــون بـاسم الـشـعـب

كـلّ الإنـقـلابـات الـعـسـكـريـّـة

تـقـوم بـاسـم الـشـعـب

كـل الأحـزاب دون اسـتـثـنـاء

تــُـصـرُّ عـلـى الـتـحـدِّث بـاسـم الـشـعـب

كـلّ الـقـرارات الـمـُـجـحـفـة الـتـي تـصـدرهـا الـحـكـومـات

تــُـقــَـرَّر عـلـى اسـم الـشـعـب

كـل الأحـكـام الـعـرفـيـة

أو الـجـنـائـيـة

أو الـسـيـاسـيـة

الـظـالـمـة مـنـهـا و الـعـادلـة

تــَـصـدر بـاسـم الـشـعـب .

أيــّـهـا الـشـعـب " دخـيـل اسـمـك " :

مـا اسـم أمـّــكْ ؟


* * * *




جـو غـانـم

25 \ 10 \ 2009

خـدنـي مـعـَكْ يـا كـاس

عَ حـدود الـغـِـوا

اشـْـلـَحـنـي مـتـل ريـشـة

عـلـى مـْـهـَبّ الـهـوا

و يـا بـنـت

يلّي بحُـبّها قلبي انكوى

يا ريت كانت هالدني بطحة عرق

و نقعُد أنا و انتي نقضـِّي هالعمر

عم دقّ كاسي بكاسِكْ

و نسكَر سوا .



جو غانم

يـا لـهـذا الـشـوق الـذي يـُـشـعـِـل الـنـيـران فـي أحـشـائـي !

ضـدّ مـَـنْ سـوف تــُـسـجـَّـل هـذه الـحـرائـق ؟

أهـي حـقـَّـاً ضـدّ مـجـهـول ؟


* * * * *


أيـتـهـا الـبـلاد الـتـي لـم تـعـد تـعـرفـنـي

و مـا عـادَ لـي فـيـهـا رقـم هـويـّـةٍ

ولا سـطـر صـغـيـر فـي سـجـلّ مـدنـيّ

أو عـقـاريّ

أو جـنـائـيّ

يـا بـلادي

لـعـنـة ُ الـقـلـبِ عـلـيـكِ .

* * * *


الـفـقـراء الـذيـن " يـدعـكـونَ " ثـدي الأرض بـأيـديـهـم الـخـشـنـة

يـغـسـلـونـهُ بـالـدمـع الـمـالـح

لـيـتـزاوج مـلـح الأرض بـمـلـح الـعـيـنِ .

الـذيـن يـُـهـَـدْهـِـدون أكـتـاف الـسـنـابـل

يـُـمـَـشـِّـطـون شـَعـر الـقـمـح

الـذيـن تـَـنـحـنـي لـهـمُ الـغـِـلال بـاحـتـرام

مـُـعـتـذرةً عـن الــقــِـلــَّـةْ .

أولـئـكَ أصـدقُ عــُـشـَّـاق الـكـون

أولـئـكِ الـذيـن أنـحـنـي لـهـم كـسـنـبـلـةٍ

هـذا الـصـبـاح .


* * * * *

أيـّـهـا الـمـطـر

أمـَـا اّنَ أنْ نـلـتـقـي يـا صـديـقـي الـقـديـم

تــَـمـرُّ مـمـتـطـيـاً صـهـوةَ الـغـيـم

كـفـارس ٍ إغـريـقـيّ عـتـيـق

يــسـتـكـشـفُ الـمـكـان و يـغـادر

أنـا طـروادة أيـّـهـا الـمـطـر

و قــد شــَـرَّعـتُ أبـوابَ روحـي

فـاغـسـلـنـي بـالـدم إنْ شـئـت

بـالـخـمـر

بـالـمـاء

بـالـزمـهـريـر

تــَـرجـَّـلْ أيــّـهـا الـلـّـعـيـن ...

تــَـرَجــَّـلْ ..

يـا لــقـسـوة الأصـدقـاء الـقـدامـى .


* * * *


أيـتـهـا الـمـنـاجـل الـمـُـشـرعـة فـي وجـه الـريـح

احـصـدي عـشـبَ روحـيَ الـضـّـار

أيـتـهـا الـمـطـارقُ الـمـصـقـولـة بـغـضـبِ الـثـورة

اضـربـي بـقـوّةٍ عـلـى مـسـامـيـر قـهـري

و يـا ســيــوف

" يـا سـيـوفَ خـُـذيـنـي " .


* * * *


حـَـنــَّـا يـُـلاعـِـبُ نـهـدَ لـيـلـتـِـهِ

و يــفـركَ حـِلـمـة الـوقــتِ الـطـويـل

حـَـنـّـا يــَـمـدّ لـسـانـهُ لـلـعـتـم ِ

يـلـعـقُ شـهـوة ً مـُـلـْـقـَـاة َ فـوقَ الـتـاءِ فـي "لـيـلـة ْ "

حـنــّـا يـُـداعـِـبُ فـخـذ وحــدتــِـهِ

و يـصـفـع وركـهـا بـهـدوءْ

حــنــَّـا يــُـقــَـبــِّـلُ رقــبـة َ الـظـلـمـة ْ

حـنـّـا يــُـراودُ نـجـمـة ً عـن نـفـسـهـا

فــوقَ الـســريــر

حـنـَّـا خـطـيـرْ .


* * * *

هـنـاكَ عـاشـقـانِ يـسـرُقـانِ بـعـضَ الـوقـتْ

يــُـخـطـّـطـانِ لـقـُـبـلـةٍ فـي صـمـتْ

فـلا تــُـنـَـبـِّـهـوا الـسـاعــة

أعـطـوهـمـا وجـه الـحـيـاة

و عـرض أكـتـاف الـزمـــان

أعـطـوهـمـا

طـول الـشـفـاه ِ و عـرضـهـا

و كـلّ شـهـيـق ٍ مـمـكـن ٍ

يـكـفـي لــكـلِّ الـوقـتْ .



جـو غـانـم

28 \ 10 \ 2009

---

2009, 04:43 مساء
مـنـذ عـشـرات الـسـنـيـن , و اسـرائـيـل تـخــاطـبـنـا بــلـغــة الـحـديـد

و الــنـار , تــقـفـز فــوق الـجـثـث كـحـيـوان قــُـطـعـت إحـدى سـاقـيه

مـنـذ زمـن طـويـل و لا أحـد يـعـلـم مـن قـطـعـهـا , ولا زال يـنـتـقـم

مـنـذ مـوسـى وهـارون و يـسـوع بن مريم , يــُـمـلي عـلـى الله شـروطـه

وعـلـى الـنـاس بـنـود مــوتــهـم , دون قـيـد أو شـرط , و دون وعـد ٍ

بـإعـطـاء أنـيـابـه فـرصـة لاسـتـراحـة قـصـيـرة .

و مـنـذ اسـتـقـرّ بـيـنـنـا عـلــى هـذه الأرض الـتـي وجــدهـا تــعــجّ

بــالـطـرائـد , أخـذ يـسـبـح بـيـن الـدمـاء مـن مـجـزرة إلـى مـجــزرة

يــشـرب الــدم و يـقـول هــل مـن مـزيـد .

ثـم يـجـلـس فـوق الأشـلاء لـيـبـكـي سـاقـه الـمـقـطـوعـة .

أيـهـا الـنـــّـاس :

مـن مـنـكـم قــطـع ســاق الـوحـش ؟؟

تــُـقـسـمـون انـكـم لا تـعـرفـون , وأن الأنـبـيـاء الـذيـن قـتـلـهـم بـنـي

اسـرائـيـل لـم تـكـونـوا أنـتـم مـن أرسـلـهـم , أو مـن أوحـى إليهم

بـرسـالاتـهـم أبـداً , وأن نـبـوخـذ نـصـر لـم يـكـن مـن قـانـا ولا مـن

ديـر يـاسـيـن ولا مـن قـبـيـة و لا بحـر البـقـر ولا مـن غـزة أو جـنـيـن .

و تـقـسـمـون أنه لـيـس هـنالـك أيّ صـلـة قـربـى بـيـنكم و بـين هـتـلر .

مـن مـنـكـم قـطـع سـاق الـوحـش أيـهـا الـنـاس ؟

و لـمـاذا لا يـنـتـصـر هـذا الـوحـش ؟

لـمـاذا بـعـد كـل مـجـزرة يـرتـكـبـهـا, يـشـعـر بالـخـوف أكـثـر , فـيـقـتـل

أكـثـر و يـذبـح أكـثـر , و يـــُـلـقـي خـوفـه فـي وجـوه الـنـاس أكـثـر ؟

أنـتـم تـقـولـون أنّ صـواريـخ حـمـاس لا تــقـتـل أحـداً , فـلـمـاذا إذن

يـخـاف الـوحـش مـن قـوم لـيـست لـديـهـم الــمـقـدرة عـلـى الـقـتـل ؟

لـمـاذا يـتـمـلــّـكـه كـل هـذا الـرعـب فـيـفـتـك بالـنـاس بـهـذه الـطـريقة

الـتـي لـو قـصـصـتـهـا عـلـى الإنـسـان الـبـدائـيّ لـمـا صـدّق روايـتـك .

هـل هـذا الـوحـش قـضـاء و قـدر ؟

هـل عـدتـم فـي الـتـاريـخ إلـى عـهـد عـبـادة الـتماسيح و الـوحـوش

لــتـــُـقــدّمـوا لـهـا أنـفـسـكـم كــقـرابـيـن لـتـأكـلـكـم , كـي لا تــأكـلـكم ؟

ألـسـتـم مـأكـولـيـن مـأكـولـيـن ؟

إن عـقـدتـم اتـفـاقـيـات الـسـلـم مـعـه , يـأكـلـكــم , و إن ألـمـحـتـم

بالـحـرب أو بالـصـراخ أو رفـعـتـم الـصـوت , يـأكـلـكـم , و إن

صـادقـتـمـوه يـأكـلـكـم , و إن عـشـتـم يـأكــلـكـم أحـيـاء , و إن

مــتــّـم مـِـيـْــتـة ربــّـكـم , يـحـرث الأرض و يــنـبــش قــبـوركــم

لــيــأكـلـكـم مـن جـديـد .

أيـهـا الـنـاس , ألا لـعـنـة الله عـلـى الـجـهـل و الـجـاهـلـيــن

ألــسـتـم مـأكـولـيـن , مــأكـولـيـن ؟

و نــســأل مـن قـطـع ســاق الـوحـش ؟

لا أحـد قـطـع ســاق الــوحــش أيها الناس , إنـّـه يــبــتـرهــا بـنـفـسـه

كــل يــوم كـي يــنــتــقـم لـهـا , ثـم يــُـعـيـدهـا فـي الـمـسـاء , كـــي

يـــركــض بـهـا وراء خـوفـكـم , هـذا الـوحـش لـن يـنـتـصـر , و ليس

بـاسـتـطـاعـتـه أن يـنـتـصـر , لأنـه لـم يـؤمـن يـومـاً أنــه انـتـصـر أو

سـيـنـتـصـر , مـئـات الـمـجـازر , مـلايـــيـن الــقـــتـلـى و الـجـرحـى

و الـمـهـجـّـريـن و الأسـرى و الـنـازحـين , و لـم يـقـتـنـع يـومـا أنـه

انــتـصـر , فـالـوحـش لا يـنـتـصـر, الـوحـش يـقـتـل و يـأكـل فـقـط

و يـظـلّ خـائـفـاً مـذعـوراً لـو دبــّـت نـمـلـة عـلـى الأرض حـولــه .

و أنــتـم , أمـا اّن لـكـم أن تــُـلـقـوا الـقـبـض عـلـى هــذا الــوحـش

فــتـقـطـعـوا يــديـه و سـاقـيـه , كـي تـنـتـصـروا لأنـفـسـكـم و لـلـنـاس

أجـمـعـيـن ؟

أمـا اّن لـكـم أن تــقـتـنـعـوا أنّ بـإمـكـانـكـم أن تــنــتـصــروا . عـكـس

هـذا الـوحـش الـذي لـن يـنـتـصـر طـالـمـا هـنـاك حـيـاة عـلـى هـذه الأرض .

و أنْ تـقـتـنـعـوا بـأنّ الـسـلام مـمـكـنٌ مـع الـبـشـر , لا مـع الـوحـوش .

أيـهـا الـنـاس :

إنّ الــنــاس نـاس , و الـطـرائــد طـرائــد , فـعـيـشـوا بـكـرامـة كـمـا

يــنـبـغـي لـلـنـاس أن تـعـيـش , و لا تـمـوتــوا بـلا ثـمـن كـالـطــرائــد .




.................


ــ مقطع مـن خـطـبـة لـ ( جـو ابـن غـانـم الـعـربـي ) بـمـنـاسـبـة أنــّـه

لا زال عـلـى قـيـد الـحـيـاة فـي بـدايـة الـعـام 2009 و هـذه عـجـيـبـة

و مـعـجـزة . و قـد ألـقـى الـخـطـبـة هـذا الـصـبـاح , عـلـى نـفـسـه

و لـنـفـسـه , و بـحـضـور نـفـسـه الأمـّـارة بالـسـوء , و غـيـاب نـفـسـه

الـمـطـمـئـنــّـة الـتـي اعـتـذرت عـن الـحـضـور .



بقلم: جو غانم

مزامير حـنـّا السكران 13 :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يـا طـنـّـوس أنـا تـعـبـتْ .. سـيـوفـي كـلـّهـا خـشـب , و حـصانـي

هـَبـّـة ريـح , كـلّ مـا سـرجـتـه بـتـصـَـيـِّـفْ الـدنـي و بـيـنـام الـطـقـس .

و الـحـقّ كـربـاج عـم يـجـلـد ضـهـري تـا ارفـع إيـدي و أنـا مـش

قـادر لأنـّي مـكـبـّل و فـي شـي مـخـدّرلـي غـضـبـي , الـنـار عـم تـحـرق

أحـلامـي و قـلـبـي بـارد مـتـل صـقـيـع سـيـبـيـريـا , أنـأ الـتـلـج الـلـّي

بـقـلـب الـنـار يـا طـنـّوس , لا عـم بـحـتـرق و اخـلـَص , و لا عـم دوب

و صـيـر مـَيّ تـا اروي عـطـشـي و يـنـبـت عَ صـدري زرع جـديـد .

أنـا الـمـوت الـمـاشـي بـالـطـرقـات و زهـقـان مـن الـحـيـاة و مـش عـم

يـلاقـي قـبـر يـلـمـُّه , و ويـن مـا حـطّ رجـلـه بـيـتـدعـفـر بـجـثـّة وطـن

عـم تـنـهـشـه الـكـلاب , و مـش مـعـروف مـيـن صـاحـبـه . و مـعـروفـة

عـنـاويـن الـكـلاب .

أنـا صـار بـدِّي نـام .. بـدّي نـام شـي ألـف ثـورة مـش رح تـجـي

و شـي ألـف حـصـان صـوتـه مـخـنـوق , و شـي ألـف مـوسـم ريـح

نـاطـر الـشـتـويـة . و شـي ألـف شـتـويـة مـا بـتـعـرف طـريـق الـصـحـرا .

بـدّي نـام تـا يـخـلـص الـنـوم , و يـتـعـبـوا الـغـفـيـانـيـن , و تـتـسـكـَّـر

بـواب الـحـلـم , مـا تـعـود تـسـاع و لا مـنـام جـديـد .

ــ و الـنـّاس ؟

ــ الـنـاس مـش هـون .. صـرلـي عم صـرّخ عـمـر , صـوتـي مـش عـم

بـيـودّي , و الـنـاس بـيـنـي و بـيـنـُـنْ حـيـطـان الـضـجـيـج الـعـالـي

و خـنـادق الـقـهـر الـمـلـيـانـة بـصـريـخ الـلـّي راحـوا و مـا حـدا سـمـع

صَـريـخـُنْ ... صـدور الـنـاس مـلـيـانـة سـكـوت , و بـقـلـب الـسـكـوت

مـا بـيـعـود فـي مـطـرح لـلـكـلـمـة يـا طـنـّوس . و مـش صـحـيـح انـه

الـسـكـوت بــلـيـغ .. مـيـن قـال انه الـصـمـت أبـلـغ مـن الـكـلام يـا طـنـوس ؟

هـيـدا واحـد مـا كـان بـاقـي عـنـده حـكـي , ويـن الـبـلاغـة بـالـصـمـت

وقـت بـيـكـون صـوت الـظـلـم عـالـي , و أزيـر الـقـهـر عـم بـيـلـعـلـع

مـتـل رصـاص الـحـروب الأهـلـيـة , ويـن الـبـلاغـة وقـت الـبـيـك بـيـخـلـق

بـيـك , و ابـن الـزعـيـم بـيـنـزل مـن بـطـن امـّه زعـيـم و بـدّو يـسـوسـنـا

مـتـل خـيـل الـحـكـومـة , حـتـى قـبـل مـا يـتـعـلــّم الـحـكـي , الـزعـيـم

إذا مـات بـيـصـيـر شهـيـد يـا طـنـّوس , حـتى لـو مات بـحـضـن صاحـبـتـه .

و بـيـتـرُك لابـنـه حـزب و حـكـومـة و شـعـب . انـت شـو رح تـتـرك لابـنـك

يـا طـنـّوس ؟ كـم ورقـة كـاتـب عـلـيـهـم مـلاحـظـات عـن أحـلامـك ؟

ولاّ قـصـيـدة عـن الـوطـن الـتـي تـركـتـه نـايـم بـتـخـت الـزعـيـم ؟

ولاّ كـلـمـتـيـن غـزل لـمـَرتـك الـلـّي كـانـتْ عـم تـحـلـم بـفـسـتـان جـديـد

و انـت عـم تـحـكـي , و كـانـوا صـابـيـعـا الـحـلـويـن مـنـمـّلـيـن عـم يشتهوا

خـاتـم دهـب .. دهـب مـش ألـمـاس يـا طـنـّوس .

هـيـدي الـمـديـنـة مـش لإلـي يـا طـنـّوس , و هـيـدي الـبـراج الـعـالـيـة

و لا مـرّة دخـلـتـا و لا بـعـرف شـو فـي جـوّى , تـخـمـيـن فـي وطـن

تـانـي , هـيـدا مـش وطـنـي يـا طـنـوس , و بـكـرا إذا عـلـقـتْ الـحـرب

مـش رح دافـع عـن مـسـافـات الـحـجـارة الـتـي طـالـعـة بـالـسـمـا و لا

عـن أوتـيـلات الـعـشر نـجـوم , و لا عـن مـقـاهـي الـسـيـتـي سـنـتـر

ولا عن مسارح الـنـخـبـة اللعينة , لأنـن مـش لإلـي يـا طـنـوس , وأصحابُـن

رح يـهـربـوا بـعـد أوّل رصـاصـة , و رح يـنـاضـلـوا مـن بـاريـس و لندن

و يـفـتـحـوا إذاعـات يـبـثــّوا مـنـهـا أغـانـي وطـنـيـّـة و يـحـمّـسـونـا أنـا

و يـّـاك عـالـقـتـال و الـدفـاع عـن الـوطـن . هـيـدا الـوطـن الإ...ر , مـش

وطـنـي يـا طـنـّـوس , أنـا رح كـون مـتـراس عَ بـوّابـة دكـانـة جـرجـي

رح احـمـيـهـا بـصـدري , و رح دافـع عـنـهـا بـإيـديّي و سـنـانـي , رح

كـون واقـف عَ طـراف حـقـلـة الدخـّان تـبـع أبـو عـلـي , بـكـامـل عـتـادي

و ضـمـيـري . لأنـه هـيـدا وطـنـي , هـيـدا قـهـري الـحـنـون .

أنـا بـدّي نـام يـا طـنـّوس , مـا بـقـي عـنـدي حـكـي , و لا كـان عـنـدي

فـعـل .اتـركـنـي نـايـم تـا يـتـعـب الـنـوم , تـا يـرجـع صـوت الـنـاس

و تـا يـزهـق سـكـوت الـضـمـيـر , و تــصـيـر الـثـورة أبـلـغ مـن الـكـلام

و أبـلـغ مـن الـمـوسـيـقـى و أبـلـغ مـن الـشـعـر . و يـصـيـر الـغـضـب

غـنـيـّـة هـاجـمـة عَ كـلّ شـي :

" جـايـي مـع الـشـعـب الـمـسـكـيـن

جـايـي تـا أعـرف أرضـي لـمـيـن

لـمـيـن عـم بـيـمـوتـوا ولادي

بـأرض بـلادي جـوعـانـيـن

سـنـيـن بـقـيـنـا بـلا نــوم

و قــرّرنـا نـوعـى الـيـوم

يـا بــلادي لا تـلـومـيـنـا

صـرنـا بــَـرَّات الـلـّــوم " .


إذا مـرقـت الـثـورة مـن هـون ... فـيـّـقـنـي يـا طـنـّوس .

ــ أنـا كـمـان تـعـبـان و بـدّي نـام .

ــ نـام يـا رفـيـقـي نـام .

ــ و مـيـن رح يــوعـّـيـنـا ؟

ــ مـا تـخـاف يـا صـاحـبـي , بـس تـمـرق الـثـورة , حـتـى الـمـوتـى

بـيـفـيـقـوا مـن الـمـوت .

ــ و مـيـن رح يـقـوم بـالـثـورة إذا نـمـنـا كـلـّـنـا ؟

ــ الثورة إلـهـا عـُمر نـاطـرتـنـا يـا طـنـّوس , و الـغـضـب وصـل عـالأرض

و مـا وصـل عـا زنـودنـا , يـمـكـن الأرض تـقـوم بـالـثـورة بـعـد

مـا خـاب أمـلـهـا فـيـنـا , يـمـكـن الـصـخـور و الـبـيـّارات و الـبـسـاتـيـن

و الـحـقـول , يـمـكـن الـعـصـافـيـر و الـورود و يـمـكـن الـبـنـدورة , و يـمـكـن

شـي حـدا مـن الـنـاس مـش عـم يـعـرف يـنـام مـن الـظـلـم , و مـش قـادر

يـنـعـس لأنـه عـيـونـه مـفـتـوحـيـن عـالـقـهـر , مـتـل عـيـون الـنـسـر

الـجـوعـان , و طـالـِـلْ عَ الأرض مـن فـوق , وشـايـف الكون كـلـّه طـريـدة .

يـمـكـن شـي حـدا بـعـدو عـم بـيـشـوف الـثـورة مـتـل الـمـَـرَا الـحـلـوة

و بـدّو يـنـام بـحـضـن الـثـورة .



جـو غـانـم

29 \ 10 \ 2009

استراحة ممتعة وشيقة
قصائد جميلة وخاصة المواويل العامية التي تذكرني بقصائد طلال حيدر:

شكراً لك عزيزي "الراعي "

طلال أستاذنا , متفرّد و عظيم

و هو الذي يقول "بمناسبة اسمك هنا " :

يا راعي , القصب مبحوح

طالع عَ بالي شروقي

قلّو للقصب ما يبوح

بالسرّ اللي بعروقي .

................

تحية لك .