(12-10-2009, 03:14 AM)سيستاني كتب:  مصر ادارت الازمة مع الجزائر بطريقة سيئة للغاية ، للاسف خرجت خاسرة على جميع المستويات (اقتصاديا ، رياضيا ، سياسيا، ديبلوماسيا ، صورة مصر اقليميا ودوليا ... ) ، و الجزائر بذهائها السياسي الذي يعرفه المغاربة اكثر من غيرهم بصفتهم اكتووا به لسنوات طويلة ربحت المعركة ..
والله صعبانين علي الناس في مصر الذين كانوا يصرخون ( حقنا حنجيبوا ) (ولن نقبل باقل من اعتذار بوتفليقة ) اثناء استنكارهم لماحدث من اهانة لمصر و المصريين .. لا اخفي صدمتي من هزالة ردود الفعل السياسية بعد طول توعد و الجنوح الاخير نحو مراضاة الشقيقة الجزائر و تأكيد مبارك على ضرورة الاحتفاظ بعلاقات جيدة وتصريحات اغلب الرسميين المصريين الان التي تميل الى المصالحة ...
كنت اتوقع الصلف الجزائري لكني لم اتوقع ان يكون رد الفعل المصري صيحة في واد ...
للاسف هم يحقدون ويحقدون بشدة ( التوتر مع المغرب يرجع لاحقاد تاريخية من عشرات السنين كما اسلفت فوق) لم يستطيعوا نسيانها حتى الان .. ستدفع مصر الثمن اضعافا مضاعفة والايام بيننا ..
مصر تعاملت مع ملف الجزائر كما لو ان الامر يتعلق بالسودان او اليمن وكان هذا هو الخطأ القاتل لان تأثير مصر لا يذكر في المنطقة المغاربية مقارنة بملعبها الطبيعي اي الشرق الاوسط ، بل ولاول مرة مصر تجد نفسها في وضع مقلوب امام بلد يستقبل استثمارات مصرية وليس العكس ، ومع ذلك اختارت التصعيد بينما اوراق مناورتها محدودة جدا ، امام خصم لا مبالي بل ويعتبر وجوده في جامعة الدول العربية ( التي تجاهلت سنين محنته التسعينية ) إرثا من زمن مضى بينما الهوى والعاطفة لماما فرنسا الذين لازال ابناؤها يمسكون دواليب البلد حتى الان .. لا ادري لماذا لم يستعينوا بوجهة نظر الديبلوماسيين و الرسميين المغاربة الذين يقضون سحابة يومهم في لعبة الكر والفر مع الجيران ( الان هناك ازمة اسبانية مغربية بأيدي جزائرية شعلتها ثم تراجعت تراقب وتضحك والامر يتعلق بملف امينتو حيدر) ..
الان بعد ان هدأت الزوبعة لنجرد مكتسبات وخسائر كل من البلدين بعد الازمة و سيتبين من لعبها صح ومن كان يريتيل ( مصطلح مغربي يعني يخبط خبط عشواء) ..
بقدر تعاطفي مع المصريين فيما حصل في الخرطوم وقبلها وتفهمي للصدمة التي حصلت وهم يكتشفون حقيقة البعض بقدر حنقي على رهاني الخاسر على جدية التهديدات وردود الفعل الرسمية المصرية ...
هناك حقيقة تغيب عن البعض ، في مصر الناس تنسى بسرعة ، في الجزائر للاسف الناس لا تنسى ...

حوار حديث عن الوضع في الجزائر مع الرجل الثاني في الجبهة الاسلامية للانقاذ علي بلحاج المفرج عنه بعد 12 سنة سجنا للاستئناس
http://hespress.com/?browser=view&EgyxpID=17195

صدقت يا زميل سيستاني
يمكنني ان أشبه مصر لك الآن برجل مريض بجملة أمراض وإصابات في مختلف أنحاء جسده، هذا الرجل يعاني من آلام مستمرة ومضنية تجعل كثيراً من الضربات التي يتعرض لها ضعيفة المدى والتأثير، وهذا هو ما يفسر تجاهل الكثير مما يحدث للمصريين خارج بلادهم، مما لا يسكت عليه أحد في أي مكان آخر في العالم؛ نظراً لأن ما يحدث لهم داخلها أكثر بكثير، أضف لهذا كارثة المصريين الأزلية المتمثلة في :
أولاً : الثقافة القدرية
ثانياً: وهو الأهم ثقافة المماليك التي جعلت المصريين فرديين لأقصى الحدود، بحث يقاتل كلُ عن نفسه فقط، أما التجمعات والتنظيمات وغيرها فهم فيها أفشل خلق الله
المهم ما حدث من الجزائر كان بشكل ما صدمة للمصريين نظراً لاتساع مدى الاعتداء الجزائري مادياً ومعنوياً بشكل غير مسبوق من أي شعب عربي آخر، ولكن نظراً لكثرة الآلام، فما حدث من الجزائر كان أشبه ما يكون بضربة عصا، هى مؤلمة، نعم، مادياً، ومعنوياً أكثر، إلا أن الجسد المريض يعاود الأن بآلامه الأزلية، ما يجعل الناس تنسى بسرعة آلام العصا، كما يجعلهم ينتبهون لكوارثهم القادمة
شئ آخر أضر المصريين بخلاف إنحطاط سلطاتهم الحاكمة الفاشلة والمنفصلة كلياً عن الشعبـ والمفتقدة لأي شعور بالمسئولية تجاه الشعب، هو تفرق المصريين وعدم وحدة صفهم، بخلاف الجزائريين الذين على ما يبدو يذبحون المخالف فيما بينهم
----
والنقطة الهامة في رأيي زميل سيستاني، وهى التي تشغل الكثيرين في مصر الآن هى البحث في جذور المشكلة، ليست مشكلة العلاقات العربية العربية، بل مشكلة الهوان المصري، فلم تكن الجزائر ولا أمريكا نفسها لتجرؤ على الاعتداء على مصري واحد، لو كانت مصر دولة قوية مهيبة، فالأصل، هو القوة الذاتية
شخصياً هذا هو المهم بنظري، وهو ما جعلني شخصياً أحاول تناسي الأمر برمته، والتركيز في قضية مستقبل مصر، وهى القضية الأصلية، وغيرها فرعي
فعندما نكون أقوياء ذاتياً سيحترمنا الآخرون رغم أنوفهم، وإذا لم يحترمونا فسنعرف كيف نؤدبهم بمنتهى البساطة والقسوة معاً

تحيـــاتي

مولانا السيستاني : اقدر اقولك اللى انا استنتجته من جوهر المشكلة الجزائرية المغربية هو ليس الصحراء المغربية انما الصحراء الشرقية- اقليم تندوف - وما تحتويه من ابار نفطية وغازية (حسب ماقرات فان 75% من النفط الجزائري يستخرج منها) ، الجزائر تدعم جبهة البوليساريو حتى لاياتي الدور عليها وتجد نفسها تدافع فيها عن جزائرية تندوف والتي تعتبر اقليما مغربيا بامتياز ومدعوم بقرارات من الامم المتحدة صدرت سنة 1946 تبين فيه ان الاقليم مغربيا وليس تابع لسلطة فرنسا المسيطرة على الجزائر .

المهم ، احسن حاجة تعملها المغرب انها تتخلص من ذلك الملف جملة وتفصيلا باعلان موافقتها على اقتراح الانصاليين في حق تقرير المصير ساعتها ان وافق اغلبية السكان على التبيعة للرباط فاهلا وسهلا وان رفضوا فخير وبركة وفي ستين مليون داهية (والله صعبان عليا المغرب في ان شوية مغفلين اميين رفضون ان يكونوا جزء من وطن مثل المغرب ، خليهم ياعم ينزاحوا في ستين داهية حتى تصبح مدينة العيون نواكشوط اخرى .

على فكرة الفيلم الهندي بتاع الصحراء دة بيذكرني بفيلم حلايب (مساحة حلايب تقريبا قد مساحة لبنان مرتين ونص) والسودان يعيني هيموت على ((هلايب)) تقولش حلايب دي هتحل مشاكل السودان ونفس الوقت بيتغافل ان في مثلث مثل مثلث حلايب تحتله كينيا يعرف باسم مثلث((اليمي)) دة غير ان اثيوبيا ضمت لحدودها حوالي 2 مليون فدان في منطقة اسمها ((القفشة)) ومع ذلك السودان سايب دول كلهم وماسك في حلايب رغم انها طبيعيا افقر من الاقليمين المحتلين من قبل اثيوبيا وكينيا .

وفي نفس الوقت الحكومة المصرية بترفض حق تقرير المصير للشعب الحلايبي (تقولش حلايب دي هتزود مصر ) او حتى عشان ترتاح من القرف تعرض المشكلة على التحكيم الدولي ، ونفس ماتقوم به المغرب بالصحراء تقوم به مصر ايضا في حلايب (بنية تحتية طرق وصرف صحي ومدارس) ومنحت اراضي ببلاش على المستثمرين حتى يبنوا قرى سياحية وجارى فعلا الانتهاء من قرية منهم.

واللى يغيظك ان الصحف المصرية الحكومية عملت ملطمة من شهر على قرار بضم حلايب الى الانتخابات السودانية بعد ان طردت قوات الحدود المصرية وزيرين سودانيين ومستشار البشير حاولوا الدخول لحلايب

مقطع من روزا
=====================
وأوضح حسن هدل شيخ مشايخ‮ "‬مدربة‮" ‬التي تقع علي الحدود المصرية‮ - ‬السودانية أن قرار المفوضية مرفوض والدليل هو ما حدث عند زيارة المحافظ اللواء مجدي قبيصي والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة للشلاتين ومدربة وحضورهم تحية العلم المصري وسماعهم للنشيد الوطني في طابور الصباح بالمدارس الذي ردده أبناء البدو والدموع تنهمر من أعينهم تأكيدا علي فخرهم واعتزازهم بمصريتهم.‬
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=25472

صراحة الدمعة هتفر من عيني

=======================


نهاية بقى انا ادعوا المغرب مثلما ادعو مصر للتخلي عن هذه المناطق الفقيرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ويبصوا لمصلحتهم .

وخاصة المغرب حتى توجه انظارها الى مشاكلها الحدودية مع الجزاير .

---

في نقطة مهمة ياسيستاني : قلت لنا سابقا ان المغرب التاريخي يمتد من طنجة شمالا حتى نهر السنجال جنوبا ، وبالرغم من ذلك ورغم طول تلك الشؤاطى لم تنشا عند المغربيين ثقافة البحر والاستكشاف (يعني جزر الكنارى) اكتشفها الاسبان في بداية رحلاتهم الاستكشافية رغم ان الجزر قريبة جدا من سواحل المغرب وبها قبائل امازيغية بسيطة هاجرت قبل الميلاد اليها ، ومع ذلك تحس ان المغاربة يحنون للجبال اكثر من حنينهم للبحر فاغلب مدنهم وقراهم على جبال الاطلس .

افتكرت كان في كتاب لبرنار لويس (معنتش فاكر اسمه) كان بيركز على هذه النقطة وهي الاستكشافات الاوروبية ومحور الكتاب هو سؤال :
لماذا انطلقت الاستكشافات من شمال جبل طارق ولم تنطلق من جنوبه

ومن ضمن ماعرضه وثائق عثمانية في بداية القرن السابع عشر لاحد سلاطين بني عثمان تؤكد ان هذا القرار تتبناه السلطنة ولكن العلويين المغاربة حاربهم الله - كما تقول الوثيقة - هم من يعطلون ذلك برفضهم اهداء طنجة كهدية للباب العالي

الصحراء الغربية كانت أحد الأشياء التي لم أفهمها في جغرافيا الوطن العربي في المرحلة الابتدائية ..(مطلع التسعينات)
لأنها كانت موجودة على خارطة الوطن العربي ضمن الحدود كدولة مستقلة باسم ساقية الذهب (الصحراء الغربية) و مع ذلك لم يرد ذكرها كدولة مستقلة في قائمة الدول العربية بالكتاب المدرسي ,و أذكر يومها أن الأستاذ الجغرافيا اكتفى بالقول أن هناك مشاكل على حدودها مع المغرب و هذا يكفي .

و هداك يوم و هاد يوم . ( ربما باستثناء نقطة ساخنة على الجزيرة لأسعد طه)

(12-10-2009, 03:14 AM)سيستاني كتب:  مصر ادارت الازمة مع الجزائر بطريقة سيئة للغاية ، للاسف خرجت خاسرة على جميع المستويات (اقتصاديا ، رياضيا ، سياسيا، ديبلوماسيا ، صورة مصر اقليميا ودوليا ... ) ، و الجزائر بذهائها السياسي الذي يعرفه المغاربة اكثر من غيرهم بصفتهم اكتووا به لسنوات طويلة ربحت المعركة ..
والله صعبانين علي الناس في مصر الذين كانوا يصرخون ( حقنا حنجيبوا ) (ولن نقبل باقل من اعتذار بوتفليقة ) اثناء استنكارهم لماحدث من اهانة لمصر و المصريين .. لا اخفي صدمتي من هزالة ردود الفعل السياسية بعد طول توعد و الجنوح الاخير نحو مراضاة الشقيقة الجزائر و تأكيد مبارك على ضرورة الاحتفاظ بعلاقات جيدة وتصريحات اغلب الرسميين المصريين الان التي تميل الى المصالحة ...
كنت اتوقع الصلف الجزائري لكني لم اتوقع ان يكون رد الفعل المصري صيحة في واد ...
للاسف هم يحقدون ويحقدون بشدة ( التوتر مع المغرب يرجع لاحقاد تاريخية من عشرات السنين كما اسلفت فوق) لم يستطيعوا نسيانها حتى الان .. ستدفع مصر الثمن اضعافا مضاعفة والايام بيننا ..
مصر تعاملت مع ملف الجزائر كما لو ان الامر يتعلق بالسودان او اليمن وكان هذا هو الخطأ القاتل لان تأثير مصر لا يذكر في المنطقة المغاربية مقارنة بملعبها الطبيعي اي الشرق الاوسط ، بل ولاول مرة مصر تجد نفسها في وضع مقلوب امام بلد يستقبل استثمارات مصرية وليس العكس ، ومع ذلك اختارت التصعيد بينما اوراق مناورتها محدودة جدا ، امام خصم لا مبالي بل ويعتبر وجوده في جامعة الدول العربية ( التي تجاهلت سنين محنته التسعينية ) إرثا من زمن مضى بينما الهوى والعاطفة لماما فرنسا الذين لازال ابناؤها يمسكون دواليب البلد حتى الان .. لا ادري لماذا لم يستعينوا بوجهة نظر الديبلوماسيين و الرسميين المغاربة الذين يقضون سحابة يومهم في لعبة الكر والفر مع الجيران ( الان هناك ازمة اسبانية مغربية بأيدي جزائرية شعلتها ثم تراجعت تراقب وتضحك والامر يتعلق بملف امينتو حيدر) ..
الان بعد ان هدأت الزوبعة لنجرد مكتسبات وخسائر كل من البلدين بعد الازمة و سيتبين من لعبها صح ومن كان يريتيل ( مصطلح مغربي يعني يخبط خبط عشواء) ..
بقدر تعاطفي مع المصريين فيما حصل في الخرطوم وقبلها وتفهمي للصدمة التي حصلت وهم يكتشفون حقيقة البعض بقدر حنقي على رهاني الخاسر على جدية التهديدات وردود الفعل الرسمية المصرية ...
هناك حقيقة تغيب عن البعض ، في مصر الناس تنسى بسرعة ، في الجزائر للاسف الناس لا تنسى ...

حوار حديث عن الوضع في الجزائر مع الرجل الثاني في الجبهة الاسلامية للانقاذ علي بلحاج المفرج عنه بعد 12 سنة سجنا للاستئناس
http://hespress.com/?browser=view&EgyxpID=17195

هل تعتقد ياسيستاني ان قرار الجزائر بتاسيس شركة مصرية جزائرية براس مال يتجاوز 15 مليار دولار امريكي بين سوناطراك الجزائرية الحكومية وايجاس المصرية الحكومية وشركة مملوكة لرجل الاعمال المصري حسين سالم التي تقوم شركته بتصدير الغاز لاسرائيل نوع من الاعتذار الاقتصادي والسياسي لمصر بطريقة غير صريحة

العزيز وضاح بالنسبة لموضوع الشركة المصرية الجزائرية المختلطة فلا شيء أكيد ، فحسب تصريحات مسؤولين جزائريين فالموضوع كان مقررا منذ شهور وقبل ان تنفجر الازمة الاخيرة ، والبارحة فقط خرج وزير النفط الجزائري شكيب خليل ينفي الامر مما يؤكد رغبة الجزائريين في التنصل من الصفقة .
http://www.echoroukonline.com/ara/economie/45457.html

نعود للصحراء المغربية ، الفرق بين قضيتي حلايب والصحراء شاسع جدا ، الصحراء تشكل بالنسبة للمغرب ضرورة جيواستراتيجية تتيح له التواصل من بيى غرب افريقيا حيث مركز تأثيره الطبيعي ( السينغال ، بوركينا فاسو ، غينيا وموريتانيا ..) ، في ظل وجود حدود محاطة باعداء ومشاكل في الغالب ( اسبانيا شمالا و الجزائر شرقا ) .. الحسن الثاني سبق وان قالها مرة ( لو ضاعت الصحراء سأتخلى عن الحكم في المغرب فهكذا تسقط مشروعيتي ) هذا التصريح لقي ترحيبا من بعض فصائل اليسار الراديكالي التي اصبحت تناصر استقلال الصحراء في ادبياتها باعتبار ان الامر سيشكل الضربة القاضية للحكم الملكي .. اكثر من هذا ان تسعة وتسعين بالمائة من المغاربة لا يقبلون اي نقاش حول الامر و مقتنعون تمام الاقتناع ان هاته اراضي مغربية سيكون ذهابها بمثابة نكسة وطنية وانتصار سياسي وعسكري ماحق للعدو الشرقي قد تتسبب في تقوية خيارات انفصالية جديدة مثلما هو حاصل بشكل مستتر في مناطق الريف ( حيث كانت جمهورية قائمة الذات عشرينات القرن الماضي تحت رئاسة الامير عبد الكريم الخطابي ) او في منطقة سوس ( حاضرتها اكادير ) .. الامر في النقطة الاخيرة يفرق عن حلايب وشيلاتين حيث ان اغلبية الشعب المصري لا تعلم اي شيء عن القضية عكس التجييش الحاصل في المغرب حول القضية الوطنية الاولى كما تسمى و التي سالت لاجلها دماء كثيرة طيلة سنوات الحرب ...

(12-10-2009, 12:22 AM)سيستاني كتب:  

(12-09-2009, 07:11 PM)العلماني كتب:  "رب ضارة نافعة" ... فالأزمة -التي بدأت كروية - بين مصر والجزائر لفتت انتباه الكثيرين لمشاكل الجزائر (أكثر من الحرب الأهلية التي دارت هناك) وانا منهم. وها هو الفضول يصيبني كي أعرف أكثر عن تاريخ هذا البلد خاصة، بل "والمغرب العربي الكبير" على وجه العموم.

يا ريت لو حدثنا مولانا "السيستاني" عن أصل النزاع بين البلدين، وهل بدأ مع مشكلة الصحراء الغربية أم يعود بأصوله إلى تاريخ ضارب في القدم.

واسلموا لي
العلماني

عزيزي العلماني
سنتحدث فقط عن جزائر القرن تسعة عشر ( المقاطعة العثمانية ) وجزائر الاستقلال بعد 62 باعتبار ان البلد كيان حديث ، وكان على مر التاريخ جزءا من الخلافة الاسلامية في الشرق ( اموية ، عباسية ، فاطمية ، عثمانية ) او ضمن الدول التي قامت في المغرب التي كانت تضم الى جانب المغرب الكبير الاندلس ايضا ( الدول المرابطية والموحدية والمرينية) ..
المهم في تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية هناك ثلاث جروح رئيسية لم تنذمل رغم السنين الطويلة ولازالت تحكم سلوكيات الطبقتين السياسيتين الحاكمتين في البلدين ..
الجرح الاول :
الجزائر تم احتلالها سنة 1830 من طرف فرنسا بعد حادث طريف ( سيعجب الامر اخواننا المصريين ففيه واقعة تاريخية للعصبية والعنف الذي يميز الشخصية الجزائرية والذي تسبب في سقوط البلد بيد الاستعمار ) ،فقد استشاط غضبا الداي حسين الوالي العثماني للجزائر بعد ان طالبه القنصل الفرنسي بتسديد ديونه للدولة الفرنسية فرماه بمروحة اصابته واصابت كرامة الدولة الفرنسية باعتبار القنصل رمزا .. هاته الحادثة في التاريخ تسمى ضربة المروحة
المهم حركت فرنسا اساطيلها وجيوشها فاسقطت الجزائر امام مقاومة عنيفة للامير عبد القادر الذي التجأ للملك المغربي عبد الرحمن بن هشام الذي اعلن الجهاد ضد الفرنسيين فكانت معركة ايسلي ( 1844) على الحدود بين البلدين والتي انهزم فيها المغرب شر هزيمة امام جيش فرنسي ممكنن وحديث التجهيز ..
معاهدة للا مغنية التي وقعها السلطان المنهزم مع الفرنسيين اجبرته فيما اجبرته على مطاردة قوات الامير عبد القادر من الاراضي المغربية الى ان وقع في ايدي المحتلين لينفى بعد ذلك فكان ذلك الجرح التاريخي الاول بين البلدين ..

الجرح الثاني :
اندلعت الثورة الجزائرية سنة 1954 بدعم ناصري اولا ، ثم مغربي ( محمد الخامس ) و تونسي (الحبيب بورقية) بعد استقلال البلدين معا سنة 1956 الذين شكلا قاعدة خلفية للثوار ، المهم خلال مفاوضات استقلال المغرب مع فرنسا رفض الملك محمد الخامس العائد من منفاه بمدغشقر و كل المفاوضين المغاربة معه مناقشة الحدود الشرقية للمغرب مع فرنسا باعتبار ان الامر سيكون طعنة لجزائر الثورة واختار محمد الخامس ان ينتظر الى حين استقلال الجزائر خصوصا وان هناك مناطق شاسعة اقتطعتها فرنسا من اراضي المغرب لتضمها للجزائر التي كانت مقاطعة فرنسية ما وراء البحار ... محمد الخامس سيتوفى سنة قبل استقلال الجزائر و يتولى الحكم بعده الحسن الثاني المكروه من اغلب زعماء الثورة الجزائرية بعد حديث عن تورطه سنة 1956 في حادث اختطاف طائرة الزعماء الخمسة التي كانت تقلهم من الرباط نحو تونس ، فحول الفرنسيون اتجاهها قبل ان يتم اطلاق سراحهم بعد ان تهديدات محمد الخامس ( الحسين ايت احمد الزعيم التاريخي للثورة واحد المخطوفين ( الثالث من اليمين في الصورة تحت ) نفى في حديث سابق مع الجزيرة اي تورط للحسن الثاني في الحادثة ) ... المهم بعد وفاة محمد الخامس الذي كان موضع تقدير واحترام في الجزائر صد احمد بن بلة ( المغربي الاصل للمفارقة ) الباب امام اي مفاوضات يرغب فيها الحسن الثاني حول اراضي الصحراء الشرقية و ترسيم الحدود ، ليهاجم المغرب الغرب الجزائري و تندلع حرب الرمال التي وصل فيه الجيش المغربي لمشارف وهران قبل ان تتوقف الحرب بعد وساطات القوى الكبرى ... وكان ذلك هو الجرح الثاني ..

الجرح التالث :
صيف سنة 1994 سيتورط كوماندو مكون من فرنسيين من اصول جزائرية ومغربية في عمليات ارهابية ضربت فنادق في مراكش و منشئات اخرى في كازابلانكا ، سريعا بعد ان يتم القاء القبض على المنفدين سيعلن وزير داخلية المغرب انذاك ادريس البصري ان الامن العسكري الجزائري هو من وراء ارسال الكوماندو و كرد فعل سيقوم المغرب باغلاق الحدود و فرض التأشيرة على الجزائريين و الفرنسيين من اصل جزائري ليرد الاخرون بالمثل وتقفل الحدود بين البلدين لحد الان .....

الزعماء الجزائريون بن بلة ورفاقه مكبلون بعد حاث اختطاف الطائرة المغربية

ألف شكر سيستاني



واسلم لي
العلماني

مرحبا أبو السيس

قبل كل شيء شكرا على هذا العرض التاريخي السياسي الموجز والمفيد ، لكن حيث أن الرأي الآخر غائب تماما عن هذا الحوار وللأسف الشديد لا يوجد محاور جزائري يكتب ويقدم لنا النسخة الجزائرية للتاريخ فاسمح لي أن أدلي بدلوي.

شخصيا أنا أرفض كل النزعات الانفصالية التفكيكية سواء كانت تحت راية جمهورية أو ملكية تماما كما أؤيد كل الاتجهات الوحدوية سواء كانت ملكية أو جمهورية وعليه فأنا مع وحدة المملكة المغربية وضد ما تطالب به جبهة البوليساريو.

لكن إذا كانت الدولة المغربية مهتمة باستعادة حدودها القديمة إلى هذا الحد وبالوحدة فلماذا لا تطرح مشاريع وحدة سياسية تكون مراميها أبعد من الصحراء الشرقية وموريتانيا ، مشاريع تكون على مستوى المغرب العربي بأقطاره كلها المؤلفة من ليبيا وتونس والجزائر والمملكة المغربية وموريتانيا ككل بدلا من النزاعات الحدودية غير المجدية حول الصحراء الشرقية والبحث في الملفات التاريخية القديمة.

دولة الجزائر وموريتانيا وغيرها أصبحت الآن حقائق موضوعية وواقع قانوني على الأرض بصرف النظر عن الحدود التاريخية لدولة المغرب تحت الأسرة العلوية والأسر التي سبقتها ، وبدلا من إعادة البناء القديم الذي تهدم كما كان لماذا لا تبادر القيادة السياسية بالمغرب للبناء على ما هو قائم وموجود ، أعتقد أن مثل هذا الطلب لو بادرت به دولة مركزية كبرى مثل المغرب فسوف يجد كل الترحيب ما دام الهدف هو الوحدة وليس توسيع مساحة ورقعة الأرض التي تخضع للتاج العلوي.

يامولانا : الخبر نشرته جريدة الاهرام تلك التي لاتنطق عن الهوى (في اي شيء يتعلق بالقضايا المصرية) لكن صحيفة بير السلم الجزائرية تلك محدش يصدق نص حرف بتكتبه ، دي جريدة مصدقت لاقت عدو لها حتى تنشهر والحمد لله ان الاعلام المصري معدش بيتكلم لذلك اعتقد انها هتموت بغيظها دلوقتي - الصحف المصرية لا تكتب اي خبر اصلا عن الجزائر حاليا الا مقالات الراي - بينما صحف الجزائر مصر مازالت تمثل لهم هسهس وكل شوية اخبار متفبركة ، امبارح نشرت صحيفة بير السلم خبر ان ابو تريكة يتبرأ من الاعلام المصري والراجل طلع في المصري اليوم منذ ساعات يكدب الخبر - يعني هؤلاء الصحفيين هم وشعبهم لازالوا في مرحلة ماقبل الدروانية شعب متخلف وصحف تعبر عنه . ...
===================================
نرجع لموضوع الصحراء الشرقية وليس الغربية المغربية

لوحة فرنسية ترسم مشاهد لمعركة إيسلي (شرق مدينة وجدة )

ماقراته عن معركة ايسلي هو ماقاله زميلنا العزيز السيستاني هذه المعركة تبرهن فعلا التزام المغرب بروابط الجيرة مع اقليم الجزائر ضد الغرب الاستعماري وبسببها قصفت فرنسا مدينتي طنجة والصويرة المغربيتين ولكنها كشفت ايضا ضعف الجيش المغربي الذي انهزم من قبل الغرب

كانت ايضا بداية معالم الضعف في المغرب ، ضعف الدولة على اطرافها تراجع دور المغرب الاشعاعي ، تراكمت الديون والاهم من كل ذلك ان سقط المغرب في عيون الغرب بعد ان كانوا يتحسبون للمغرب الف حساب

احتلت اسبانيا بعد ايسلي الجزر الجعفرية وتوسعت حدود سبتة ومليلة ومفيش مانع من احتلال تطوان وفرغت الخزينة المغربية بسبب الغرامة المالية التي دفعتها المغرب لاسبانيا.

والاخطر من كل ذلك بدات فرنسا تتوغل في الحدود الشرقية للمغرب .


هذه خريطة سنة 1844 عقب معركة ايسلي

في الخريطة الحالية تقريبا فان مساحة الصحراء الشرقية تماثل مساحة المغرب الحالية .

ولكن فرنسا تتمدد جنوبا في هذه الخريطة


حتى بدات ترسم خريطة الجزائر الحالية فاحتلت الصحراء الشرقية الغنية بالحديد والنفط (حاليا) الملفت للنظر ان العملة المغربية ظلت تتداول في الصحراء الشرقية وتندوف حتى سنة 1960

وطلب الملك الحسن بعد ان زار الجزائر من بن بيلا بعد استقلال الجزائر سنة 62 اعادتها للرباط لكن بن بيلا طلب وقتا حتى يعيد ترتيب البيت المستقل حديثا وبعدها تهربت الجزائر

حتى سنة 1974 وقت قمة عربية بالمغرب قال بوتفليقة -وقتها كان وزير- ان الجزائر لا تهمه الصحراء الغربية وهي مشكلة اسبانية موريتانية مغربية فقط لا دخل للجزائر بها ،

-الحديد المكتشف في تندوف يصدر عبر المغرب (اجادير) ايصاله لسواحل المتوسط تكلفة عالية جدا
-المغرب طالب بالحديد باعتباره مستكشف في ارض مغربية فتم توقيع اتفاقية مناصفة لايرداته
-الجزائر ترى ان سواحل الصحراء الغربية ستكون ميناء اقل تكلفه لتصدير الحديد بدلا من المغرب
-اكتشافات النفط بدات تظهر على السطح
-الجزائر خوفا من مطالبة المغرب لصحرائه الشرقية بدا يلعب في الحديقة الخلفية للمغرب
-المغرب ايضا حدوده تصل الى وهران ومدينة تلمسان مغربية اصلا وجزء من المغرب
-الجزائر تصعد دائما ضد المغرب حتى يثبت وجوده من جهة ويبعد المغرب عن حدوده من جهة اخرى

============
انفع ياعم سيستاني .

(12-10-2009, 02:01 PM)thunder75 كتب:  مرحبا أبو السيس

قبل كل شيء شكرا على هذا العرض التاريخي السياسي الموجز والمفيد ، لكن حيث أن الرأي الآخر غائب تماما عن هذا الحوار وللأسف الشديد لا يوجد محاور جزائري يكتب ويقدم لنا النسخة الجزائرية للتاريخ فاسمح لي أن أدلي بدلوي.

حسناً، أليس لهذا أي دلالة عندك؟؟