مرحباً للجميع :
(01-10-2010, 11:56 AM)مناضل كتب: سابقا كنت اعتقد ان الملحد هو انسان مثقف جدا ولكنه وصل لمرحله من المعرفه بين الايمان والالحاد ولم يكمل تبحره ولكنه بصورة عامه مثقف .
ربما اعتقدت هذا لتأثري ببعض اقاربي ممن اعتنق المذهب الماركسي والشيوعي وكنت اراهم في غايه الثقافه .
ولكن وبعد تعرفي على هذا المنتدى رايت هناك انواع للملحدين وللاسف كانت الثقافه الاساس الاول في كل اصنافهم .
1- الصنف الاول في غايه الثقافه والمعرفه ولكنه للاسف يعاني من عقده النقص امام علوم الغربين لذا اعتبر كل كلامهم صحيح جدا من غير البحث بادلتهم فقد اصبح دليله المقنع ( قال الدكتور فلان او قالت الدراسه الفلانيه ) .
بداية لم أفهم كيف أن الملحد مثقف ولم يكمل تبحره وهل إذا أكمل تبحره سوف يصل لقناعة أن الفكر الديني صحيح ؟
ثانياً تصنيفاتك غير دقيقة .. ولست هنا كي أناقشها ولكن عبارة "يعاني عقدة النقص" التي اتبعتها بعد تأسفك هي ما استرعت انتباهي .
عندما يمرض الشخص فأول بداية علاج المرض هو التشخيص الصحيح ... ولكي نشخص بدقة علينا معرفة المشكلة وحجمها وأبعادها ...
والحقيقة كعرب نحن نعاني من مرض اسمه التخلف ، وقد لا يدرك هذا الأمر إلا العلماء والمثقفين "الحقيقيين" العرب ... فالفجوة العلمية والتكنولوجية هائلة بما لا يقارن مع الغرب ...
ومجرد معرفة هذا الأمر على حقيقته وإدراك أبعاده سوف يسبب عقدة لأي عاقل يريد أن يأخذ مجتمعه الذي ينتمي إليه مكانه تحت الشمس على المستوى الحضاري .
وحده الجاهل لن يشعر بالمشكلة وبحجمها وبالتالي لن يتسبب هذا الأمر بعقدة له ...
في المرحلة التالية سوف يبدأ تشخيص الحل لهذه المشكلة ...
وهذه سوف تسبب عقدة أكبر لإن ما يسمى بالنهوض الحضاري لا يمكن تحقيقه على الصعيد الفردي ، بل يجب تحقيقه على المستوى الجماعي وبالتالي جر الشعوب إليه جراً ...
ومن يدرك واقعنا الأليم على المستوى المفاهيمي للتطور الاجتماعي ، سيدرك أن هناك مشكلة أخرى تعترضه غير مشكلة الفجوة العلمية والتكنولوجيا يجب أن يعبرها ...
مشكلتين كفيلتين أن تسببا الإحباط لأي متنور حقيقي وبالتالي الشعور بعقدة نقص في مواجهة الآخرين ، كون الجاهل وحده واثق الخطوة يمشي ملكاً ...
يبدأ الحل "السحري" -وهو ليس بسحري كون كل الأمم المتحضرة اتبعته - بخطوتين :
الأولى - العلم والعمل ثنائية متلازمة لا يمكن الحصول على واحدة دون الأخرى ....
الثانية - التطور الفلسفي الذي سيؤدي إلى تطور فكري وبالتالي إفساح المجال أمام العلم ليأخذ مكانه ، علماً أن العلم في الغرب قد سبق الفلسفة وهي من باتت تلهث ورائه الآن .
وبالتالي عدم تضييع الوقت مع المفاهيم الدينية البالية ... ففي تاريخ المنطقة وصل الفكر الفلسفي والتطور الفكري النقدي الديني منتهاه عام 408 هجري ليبدأ بعد ذلك رحلة أفوله وإحلال الفكر الديني بأثر رجعي ...
وأكاد لا أذيع سراً عندما أقول أن النقاشات المختلفة بين الأديان والمذاهب ضمن الدين الواحد على النت وغيرها لم تأتي بجديد ، فكل ما يقال ويكتب اليوم قد قيل وكتب وأكثر منه ، وهو موجود منذ أكثر من ألف عام وما هي إلا عملية اجترار لما قيل سابقاً ، ولكن ماذا نفعل المعظم لم يقرأ والأغلبية لم تسمع ....
اليوم على الصعيد الشخصي وقد توصلت إلى قناعة مفادها أن الأديان بمختلف أنواعها وأشكالها وألوانها ومذاقاتها وروائحها ، ما هي إلا مضيعة للوقت الثمين الذي نحتاجه في معرفة أنفسنا ومعرفة العالم حولنا ، أصبحت لا أناقش الدين بل وأتجنب الدخول في نقاشات جادة فيه لأنها مضيعة حقيقية للوقت .
فمن لا يريد أن يدرك الحقائق لن يدركها ولو وضعتها بكلها وكلكلها أمامه ، ومن يسعى لادراكها فهي موجودة أمامه ولن يحتاجنا أصلاً ، فقط عليه أن يفتح ذهنه و"عينيه" لا أكثر ...!!
آسف على الإطالة وشكراً للجميع