تكرار وتهريج ام تألق وجرأة..الدراما السورية تتعرض لانتقادات لاذعة
تحقيقات
شارك
نجدة انزور: أعمال البيئة الشامية مكررة ولا تناسب الجيل وتفتقر للتنوع والبلد اكبر من حارة
مشاهد: الأعمال الكوميدية تكرر ذاتها و(أبو جانتي) كله تهريج من دون معنى
شهدت الأعوام القليلة الماضية "نقلة نوعية" في حجم ومستوى الإنتاج الدرامي، حيث بلغ عدد الأعمال الدرامية لهذا العام حوالي 38 عملاً درامياً، غير أن الزخم الدرامي في رمضان وتكرار المواضيع والشخوص كان محل انتقاد الجهور وسببا لملله وإعراضه عن متابعة الكثير من المسلسلات.
هذا ما أكده جمهور الدراما في استطلاع أجرته سيريانيوز، فرغم الاختلاف على تقييم جرأة الدراما في ملامسة وطرح موضوعات حساسة، الا ان كل من الفنانين والجمهور اتفقا على الأثر السلبي للكم وتكرار الموضوعات، وانتقدوا حصر عرض الأعمال الدرامية الحديثة في شهر رمضان.
جرأة ام "وقاحة"
تميزت بعض الأعمال الاجتماعية بجرأة وصلت لحد "الوقاحة"، هكذا كان رأي سالي 23 عام طالبة جغرافيا، حيث قالت إن "كثرة الأعمال وانحصار العرض في شهر رمضان فرضت علينا اختيار عملين أو ثلاثة لنتابعها، وأكثر ما أتابعه مسلسلي (الخبز الحرام وتخت شرقي)، حيث يقدم العملان جرأة تصل لحد الوقاحة لكن بالنهاية هما يعرضان الواقع".
وتابعت سالي إن "كل ما يعرضه العملان من أحداث ليست غريبة علينا فقد تكون حدثت مع أحد منا أو سمعنا بها لكن الناس لا تتقبل هذا المستوى من الجرأة في الطرح".
من جهتها أيدت جميلة 26 عام موظفة تقديم المواضيع بأسلوب جريء، حيث قالت إنه "أتابع (تخت شرقي والخبز الحرام) لأنهما أفضل عملين، ففيهما جرأة رائعة ومطلوبة، فقد حان الوقت لتكون الدراما جريئة في طرح المواضيع إذ ليس من المعقول الاستمرار بتصوير مجتمعنا على انه مدينة فاضلة، فالواقع فيه الكثير من الكبت الجنسي والدعارة المخفية وأشخاص بحاجة لعمل".
ويقول طالب الطب بشر(20 عاما) إن " مسلسل (وما ملكت أيمانكم) يطرح قضية لم يجرؤ أحد على طرحها رغم كونها موجودة بالمجتمع وهي التطرف وقصة الشيخات والدروس الدينية وغسيل الدماغ، ونلاحظ خيط يربط كل شخصيات العمل على الرغم من وجود اكتر من قصة لكن نشعر أن كل أفراد المسلسل بلحظة ما يعرفون بعضهم وعلى علاقة ببعض دون أن يشعروا".
وتعرض مسلسل (ما ملكت أيمانكم) من تأليف الدكتورة هالة دياب وإنتاج شركة نجدت إسماعيل أنزور وشركة "غراند برودكشن" للإنتاج الفني ، لحملة هجوم عنيفة من قبل المنتديات الإسلامية وعشرات المواقع الإلكترونية بتهمة الإساءة للدين الإسلامي مطالبين بمنع عرضه في شهر رمضان، حيث يركز العمل على التطرف والانفلات ويشير إلى أن الفساد السبب الأساسي لزوال الطبقة الوسطى عماد المجتمع.
ومن وجهة نظره رأى الطالب الجامعي بشر أن "مستوى الجرأة المقدم في بعض الأعمال مناسباً، لكن المشاهد ليس معتاداً على الطرح الجريء، إلا أن الطرح بهذا الشكل صحيح ومطلوب وأعتقد أن النقد وتسليط الضوء على الفساد والسلبيات في المجتمع سيزيد العام القادم دون تشفير وترك المشاهد للتخمين".
تكرار وكوميديا سطحية
بلغ عدد الأعمال الكوميدية هذا العام أربعة أعمال هي بقعة ضوء، وضيعة ضايعة ،وأبو جانتي، وصبايا، فيما تراجع عدد مسلسلات البيئة الشامية إلى ثلاثة أعمال هي الجزء الخامس من باب الحارة، والدبور و الجزء الثاني من أهل الراية.
ومن ناحية أخرى، أشارت سالي إلى أن "الأعمال الكوميديا جميلة باستثناء مسلسل (صبايا) لأنه سخيف جداً، أما (بقعة ضوء وضيعة ضايعة) جميلان كالأعوام السابقة و (أبو جانتي) يقدم قصص الحياة بأسلوب كوميدي مضحك".
ومن جانبه قال بشر 20 عام طالب طب "أتابع (ضيعة ضايعة وما ملكت أيمانكم)، لأن (ضيعة ضايعة) ما زال محافظاً على مستواه فنوع الكوميديا التي يقدمها غير مطروح سابقاً إضافة لاتجاهه نحو نقد الفساد، أما باقي الأعمال الكوميدية بدأت تكرر ذاتها وهناك أعمال لا سبب ولا هدف منها مثل (أبو جانتي) عمل كله تهريج من دون معنى".
ولفت الطالب بشر إلى أن " التكرار موجود هذا العام فقط بالأعمال للكوميدية وأعمال البيئة الشامية التي أصبحت مجرد إضاعة وقت وبلا معنى، بينما يتابعها الناس من باب الاعتياد دون وجود طرح لقضايا جديدة، أما الدراما الاجتماعية تقدم الجديد وتسلط الضوء على قضايا هامة ومختلفة، وألاحظ إتباع أسلوب الفيتشر في العرض في مسلسل (وراء الشمس) وهذا ما لم تقدمه الدراما الحديثة مسبقاً".
حسين ويعرض مسلسل (وراء الشمس)على ست محطات تلفزيونية، وهو من تأليف محمد العاص و إخراج سمير، حيث يسلط العمل الضوء على عالم ذوي الاحتياجات الخاصة الذين حكمت عليهم الأقدار أن يولدوا معوقين عقلياً ويعيشوا ضمن ظروف اجتماعية وإنسانية صعبة، كما يناقش أحقية الزوجين في قتل الجنين المعاق قبل الولادة.
وأكدت سالي أن أعمال البيئة الشامية "تكرر نفس المواضيع وطريقة اللباس والديكور والممثلين والمكياج وكل شيء باستثناء الأسماء، وأعتقد أن بعض تلك الأعمال عرضت الواقع لكن تكرر المواضيع أدى للملل وخاصة مع كثرة الأجزاء مثل (باب الحارة والدبور وأهل الراية)، فضلاً عن كونها تفتقد الأحداث خاصة في تلك الفترة وأصبحنا نتوقع ماذا سيحدث قبل عرضه".
وجاء رأي جميلة مقارباً من حيث أعمال البيئة الشامية، فقالت إن "أعمال البيئة الشامية تشعرني بالمرض، وحسب والدي قد تعرض بعض الأمور الحقيقية لكن أنا لا استطيع أن أعرف، وبرأيي لا بد من التوقف عن عرض البيئة الشامية والالتفات للبيئات الأخرى كالبيئة الساحلية وغيرها مما هو موجود في سوريا".
جرأة لا تعادل 5% من الواقع
لم يتعد مستوى الجرأة المقدمة في الأعمال هذه السنة نسبة قليلة مما هو موجود في الواقع، هذا ما أشار إليه الفنان أيمن رضا بقوله إن "مهمة التلفزيون والدراما بشكل خاص أن تعود الجمهور على رؤية الواقع، فالجرأة التي تقدمها الأعمال الدرامية لم تتعد 5% مما هو موجود من جرأة في الحياة اليومية، ويجب أن لا يصدم الجهور بما يقدم فهو (منا وفينا) "
وأضاف رضا إن "بعض الأعمال عالجت قضايا حساسة مثل (وراء الشمس)، بينما أعتبر أعمالاً أخرى بالية ولا طعمة لها مثل (الزحليطة) وأقصد بهذا أعمال البيئة الشامية، فيما أعتقد أن مستوى الكوميديا هذا العام متراجعاً".
وأشار رضا إلى أنه "في تقييم أي عمل لا يجب أن يحاكم الممثل إلا على الشخصية التي أداها وليس على فكرة العمل ككل، فهو يعمل ضمن الموجود".
ومن جهته اعتبر الفنان عاصم حواط إن "تقييم الأعمال قبل انتهاء عرضها فيه ظلم لها، لكن بشكل عام يمكن القول إن المميز هذا العام هو دخول مواضيع جديدة وتنوع الأفكار وهذا يمنح التجديد للدراما".
وأضاف حواط إن "التنوع والتناسب بين الأعمال أفضل من الأعوام السابقة، حيث نرى الأعمال التاريخية والكوميدية والاجتماعية والتراجيدية، فالجزء الجديد من (بقعة ضوء) كان منتظراً لأنه عمل لاقى جماهيرية كبيرة، ومسلسل (صبايا) كوميديا لطيفة و(لايت)".
وأكد حواط أنه "مع الجرأة الهادفة بأن يكون تقديم الموضوع بطريقة سلسة وموضوعية مع طرح معالجة له، إلا أن الحكم يبقى حتى تنتهي الأعمال لنرى إن كانت الجرأة موظفة بشكل صحيح أم كانت لمجرد الجرأة، فالدراما إذا لم تقدم المواضيع الحساسة وتعالجها تبقى أشبه بالبرامج الوثائقية أو أي عمل آخر دون تطور، بينما يجب أن تبقى الدراما ملتصقة بالمجتمع وأفكاره وتعالج الأمور الشاذة فيه".
إن عرض أعمال البيئة الشامية يبقى محبباً لأنه يحمل الحنين للماضي، هذا ما عبر عنه الفنان عاصم بقوله إن "البيئة الشامية قريبة لكل مواطن عربي فاللهجة الشامية محببة والشام تعني الكثير لأهلها، فعرض البيئة الشامية يطرب كل متفرج ويبعث مشاعر الحنين للماضي، بشرط عدم التكرار والتقليد لأنها تضعف الدراما سواء كانت في أعمال البيئة الشامية أم في غيرها".
وأضاف حواط إنه " وللأسف لا نجد التنوع والمصداقية في أعمال البيئة الشامية عكس الدراما الأخرى، حيث نلحظ تنوع أسلوب طرح ومعالجة مشاكل (المعاقين) في المجتمع بين عدة أعمال".
وأشار حواط إلى أن ظروف الدراما محكومة برؤوس الأموال، حيث قال إن "حصر الأعمال في شهر رمضان ليس بيد أصحاب القرار الفني فهذا الحصر ليس من مصلحة الفن والفنانين والمنتجين، ولا بد من وجود أكثر من موسم لعرض الأعمال الجديدة كأن يكون هناك موسم كل ثلاثة أو أربعة شهور تعرض فيها الأعمال الحديثة تكون الفترات بينها مخصصة للإنتاج الدرامي".
البلد أكبر من حارة
ما زالت الدراما السورية محافظة على تألقها حيث قال المخرج نجدة إسماعيل أنزور لسيريانيوز "لا يوجد مأخذ بشكل عام على الدراما السورية والمواضيع التي تطرق إليها، بينما تكمن المشكلة بأن عرض الأعمال الدرامية محصور بشهر رمضان، وهذه السياسة التي تتبعها القنوات العربية أجبرت المخرج على إنتاج أعماله حصراً لشهر رمضان بينما يبقى في الشهور الأخرى متوقفاً عن العمل".
وأضاف أنزور إن "عرض جميع الأعمال بشهر رمضان غير مناسب، فبعض الأعمال لا تناسب شهر رمضان، لذلك نطالب بمواسم موازية لعرض الأعمال الدرامية".
وأشار أنزور إلى أن "الاهتمام بأعمال البيئة الشامية أقل مما كان عليه سابقاً، وأعتقد أن تلك الأعمال ليست مناسبة للجيل الحالي ولم يعد ما تقدمه موجوداً بنفس الشكل والطريقة، فضلاً عن التكرار وانعدام التنوع فالبلد أكبر من حارة".
ولفت أنزور إلى أنه "لا توجد كوميديا حقيقية ولا كتاب كوميديا، وكل ما يقدم هو مجرد اجتهادات فردية من بعض الفنانين لكنه لا يرقى لمستوى الكوميديا، ورغم ذلك نجد بعض الحلقات المضحكة".
واعتبر أنزور أن الدراما مطالبة بتسليط الضوء على السلبيات في المجتمع معتبراً أن "الجيد لا يخلق مشكلة، فالجرأة مطلوبة شرط أن لا تخدش الحياء العام ولا تنعكس سلباً، وأعتقد أن العام القادم سيحمل جرعة أكبر من الجرأة في أعمالي".
ونوه أنزور إلى أن "بعض الأعمال التي توقعنا أن تلقى ضجة كبيرة عند الجمهور مثل (أنا القدس وأسعد الوراق)، لكن الملاحظ أنهما مرا مرور الكرام على الجمهور وقد يكونا ظلما بسبب كثرة الأعمال".
وبدوره قال المخرج الليث حجو إن "بعض الأعمال قدمت الجديد في مواضيعها بينما كررت أعمالاً أخرى ذات المواضيع المعتادة" مشيراً إلى أنه "من الباكر الحكم على أي عمل قبل نهايته بالكامل".
وتابع حجو إن "أعمال البيئة الشامية تشبه العراضة الشامية، وأنا لست من متابعي هذه الأعمال، فتكرار المواضيع بات واضحاً ويدل على عدم وجود تنسيق بين المنتجين والمخرجين".
وأضاف الليث إن "هذه الأعمال لا تقدم البيئة الشامية بشكل موضوعي ومدروس، بينما نرى أعمالاً قديمة اعتمدت على دراية ودراسة لما تقدمه".
وأكد حجو أن "الجرأة في الأعمال الدرامية تشكل خطورة في حال جاء الطرح ساذجاً أو سطحي وغير مراعي لشعور الآخرين، أو في حال تم توظيف الجرأة من نواحي إعلانية وترويجية".
انتشار وتصاعد
ويحتل مسلسل (رايات الحق) للمخرج محمود الدوايمة المرتبة الأولى بعدد القنوات التي تبثه حيث يتم عرضه على عشرة قنوات عربية.
وشهد رمضان الماضي عام 2009 عرض حوالي 36 عمل درامي سوري أو مطعم ببعض العناصر السورية من حيث الإخراج أو التمثيل، بينما بلغ عدد الأعمال الدرامية لهذا العام حوالي 38 عملاً درامياً.
أروى المصفي -
سيريانيوز
العبودية والانحراف دراميا في 'الخبز الحرام':
يتناول المسلسل السوري "الخبز الحرام"
عبودية الإنسان للإنسان ويرصد حالات انحراف وعلاقات غير شرعية دفعت إليها ظروف قهر ورِقّ لا تزال سائدة في القرن الواحد والعشرين في بعض مجتمعاتنا العربية.
وتؤكد صحيفة "الاتحاد" أن المسلسل الذي كتبه مروان قاووق بجرعة من الجرأة ويخرجه تامر إسحق، يدخل إلى مناطق حساسة من حياتنا الاجتماعية ليسلط الضوء على مصادر المال الحرام والظروف التي تحوّل
المرأة إلى سلعة يجري استغلالها في ترويج الصفقات وتحقيق الأرباح، كما يتوقف عند انحراف بعض الفتيات وسقوطهن في مستنقع لا نجاة منه نتيجة التفكك الأسري والحاجة المادية والرغبة في مسايرة حياة الفتيات الميسورات أو الجانحات.
ويتألــف المسلســل المثير للجــــدل من ثلاثين حـلــقة ويــشارك فـيـــه عدد كبير من نجوم الدراما السورية منهم عباس النوري وخالد تاجا ومرح جبر وسوسن أرشيد وجواد عليو وغيرهم، وتغني الفنانــة اللبنانية كارول صقر شارته الخــاصـة وسيعرض على قناة "روتــانـــا خليجية" في رمضان المقبل.
وفي العمل أسرتان رئيستان أولهما أسرة "راتب" (عباس النوري) وهو شخص مدمن على الكحول والقمار والمخدرات، واتكالي يعيش على حساب الآخرين ولاسيما زوجته، ويلحق بأسرته أفدح الأضرار ويدخلها في أسوأ المحن، وبعد كل ما أصابه يختار حلاً سلبياً سيكون مفاجئاً للجمهور.
وتؤدي الفنانة سلمى المصري شخصية "كريمة" وهي زوجة "راتب"، حيث تُقدم نموذجاً لامرأة طيبة صبورة ذاقت الأمرين من زوجها فصبرت من أجل المحافظة على أسرتها وحماية بناتها، لكنها تصعق من هول الصدمة حين تكتشف أن ابنتها ندى تشاهد مقاطع فيديو إباحية وترتبط بعلاقة غير شرعية مع رجل شرير.
وتلعب الفنانة سوسن أرشيد دور "ندى" طالبة الثانوي الساخطة على واقعها الاجتماعي والمادي وطريقة العيش في القرية، فتنغمس في الانحراف عن طريق صديقتها ويتمكن أحد أشرار القرية من هتك عذريتها، حيث تخسر كل من حولها ودراستها وأهلها.
أما الأسرة الثانية فهي أسرة "عبد الوهاب" (خالد تاجا) المؤلفة بالإضافة إليه من زوجته "افتكار" (ضحى الدبس)، والابن "موفق" (عدنان أبو الشامات) والابنة "هيام" (رواد عليو) والكنة "نزيهة" (رزان أبو رضوان).
و"عبد الوهاب" رجل بخيل جداً رغم ثرائه، فهو يمتلك ثلاثة معامل بلاستيك ولديه رصيد محترم في البنك ويملك مساحات من الأراضي وعدداً من الشقق، لكنه يحرم نفسه وأولاده من التمتع بماله لأنه مقتنع بأن المال هو سيد كل شيء وبالتالي فإنه مهووس بجمعه وحريص على عدم إنفاق أي جزء منه، وهو ما أرهق أسرته مادياً وحرمها من التمتع في العيش، وكان ذلك سبباً رئيسياً في شقاء ابنته "هيام" ومأساتها.
وتسخط "هيام" على وضعها المادي السيء الناجم عن بخل والدها وتـسعى لعيش حياة مرفهة بمختلف الوسائل، لكنها تقع في قبضة عصابة شــريرة وتتعرض للسرقة والاستغلال والطمع فيها كأنثى، وتعيش أبشــع أيام حياتها عندما تقبل أن تكون الوسيط لصفقة تجارية كبيرة لمصلحة أحد التجار، فيتم تقديمها كهدية ل"منصور" (سليم كلاس) المالك لمفاتيح التجــارة والربح والذي يرغب فيها، لكنها ترفض ما يؤدي إلى التنكيل بأسـرتها، إلى أن تقرر الانتقام فتتظاهر بالامتثال لرغبة منصور وحين يصبحا وحيدين تستل سكيناً وتغرزها في عنقه ثم تقتل التاجر الذي وضعها في هذا المأزق.
وفي مقابل الأسر التي سنشاهدها في مسلسل "الخبز الحرام" هناك محور للشر والبلطجة يتزعمه "وهيب" (باسم ياخور) و"أبو عذاب" (عبد المنعم عمايري) وشريك إجرامي ثالث لهما، وهؤلاء الثلاثة هم مصدر الشر في القرية وفي محيط كل من يعرفونهم، ف"وهيب" يسيطر بسطوة على الكثير من شباب القرية بالقوة والمال والمخدرات ما مكنه مع عصابته من التحكم بمصير الكثير من الناس والاعتداء على حرمات بعضهم والتحرش ببناتهم.
وتؤدي الفنانة مرح جبر شخصية "سهام" المرأة القوية المتسلطة التي تقدم خدمات مأجورة لرجل أعمال كبير من خلال توريط فتيات بريئات أو ساذجات للعمل لديه بمهام مشبوهة ولغايات جنسية، فيما يجسد الفنان باسل خياط دوراً سلبياً أيضا يتمثل في شخصية "زهير" الذي تورط وبإرادته في مهنة ترويج الدعارة.
ويعترف المخرج تامر إسحق بأن العمل يقدم جرعة زائدة من الجرأة، لكنه يبرر ذلك ب"الواقعية لتوجيه رسالة تحذير للأسر والشباب والشابات من خطر المواقع الإباحية وشرائط الفيديو ورسائل الموبايلات المصورة"، ويشير إلى أنها للمرة الأولى في الدراما التلفزيونية السورية تجري مناقشة ظاهرة الدعارة وأسبابها بموضوعية وشفافية ودون خدش الحياء العام أو المس بخصوصية التلفزيون الذي يدخل كل بيت.
ويتوقع إسحق أن يثير المسلسل حين عرضه جدلاً واسعاً، و"ربما يتعرض لانتقادات من قبل بعض المحافظين الذين يؤثرون الصمت على هذه الظواهر الخطيرة بدلاً من مناقشتها وتوعية الأسر الكريمة بأسبابها ونتائجها، حتى نحول دون انحراف المراهقين والمراهقات ووقوعهم في الأخطاء المهلكة".



تخت شرقي بعيون ابطاله:شربتجي يكشف واقع الشباب ,حداقي والعلاقات الفاشلة ,خولي لاللفقر
Bookmark and Share
2010-05-27
تخت شرقي بعيون ابطاله:شربتجي يكشف واقع الشباب ,حداقي والعلاقات الفاشلة ,خولي لاللفقر
رشا شربتجي يكشف الواقع المؤلم للشباب
وخولي:أدافع عن فقراءوحداقي يرصد علاقات فاشلة؟
نوبلز دراما
كشف الممثل السوري قصي خولي عن أنه يؤدي دور \"يعرب\" في
مسلسل \"تخت شرقي\" للمخرجة رشا شربتجي، موضحا أن \"يعرب\" هو أستاذ لمادة التاريخ في المسلسل، وهو شاب لديه أحلامه وتطلعاته، وينتمي لأسرة فقيرة، ويشتغل في كثير من الأماكن لكنه يواجه فشلًا في علاقاته الاجتماعية نتيجة الضغوط التي تمارس عليه.
وأوضح الممثل السوري أن \"تخت شرقي\" الذي بدأ تصويره منذ قرابة أسبوعين يبدأ في يوم الحب الذي لا يتم الاحتفال به كما يجب، نتيجة المشكلات السائدة، سواء بين الأزواج أو بين المحبين، ومن خلال ذلك اليوم نتعرف الواقع المؤلم لفئة الشباب.
ويروي المسلسل بحسب وكالة الأنباء السورية قصة أربعة شبان من سكان دمشق كانوا زملاء في المدرسة الثانوية، وتربطهم صداقة قوية، وتتقاطع مصائرهم على الرغم من اختلاف طباعهم وفهمهم للحياة وعملهم وميولهم، وحتى منبتهم الاجتماعي، إلا أنهم وبشكل من الأشكال جد متشابهين.
ويضيف \"قصي\" إنه يميل إلى التمثيل في العمل الدرامي الاجتماعي، على اعتبار أنه يشبه ما نحن عليه.
واستدرك بالقول: \"لكنني لست ضد التاريخي، ولا أحبذه، أما البدوي فأجسده في مسلسل \"أبواب الغيم\". وتابع أنه في حال توفر الوقت له، فسيقوم بالمشاركة في مسلسل \"بقعة ضوء\" بالإضافة إلى مسلسلي \"أهل الراية\"، و\"باب الحارة\"، اللذين يشارك فيهما بالفعل.
من جهته، قال الممثل السوري محمد حداقي: إن مسلسل \"تخت شرقي\"
يرصد مجموعة علاقات فاشلة بين الأفراد في المجتمع، وإن التسمية \"تخت شرقي\" جاءت لتكون تورية للعلاقات التي تتراوح بين الخطبة والزواج والعمل والحب.. وأنا أؤدي إحدى شخصيات هذه العلاقات الفاشلة، سواء مع زوجتي أو أختي أو أي إنسان آخر، بالإضافة إلى والدتي التي تركتني وأخواتي، إلى جانب المشكلات الروتينية الحياتية التي تواجه أي مواطن في المجتمع، وليس فيها أي شيء استثنائي.
وأشار حداقي مؤكدا أن النص يعكس الحياة الحقيقية والمعيشة، إذ استطاع المسلسل الذي كتبته يم مشهدي الوصول إلى أماكن غير مكشوفة في الشارع السوري، وهي موجودة في كلّ منزل، وخصوصا في الوقت المعاصر حيث لا توجد هناك أعمال كثيرة طرحت في هذا السياق.
وحول كثرة الأدوار التي يجسدها حداقي في موسم رمضان المقبل، يرى محمد أنها إما أن تكون مطبا أو مزية، \"وفي معظم الأوقات أرى أنها مطب، وذلك نتيجة الضغط الاقتصادي والإنتاجي، فلا يوجد لدينا نحن الممثلين ما يمنع أن نعمل 50 شخصية في العام الواحد،
لكن الظرف الاقتصادي هو السبب\".
ومن ناحيتها، أعلنت رشا شربتجي مخرجة \"تخت شرقي\" أنها تقدم مجرعة اضافية من الجرأة في مسلسلها الاجتماعي، مشيرة إلى أن العمل يضم تفاصيل يومية حياتية وهموما ومشكلات وتطلعات ومواجع وآلام جميع الشباب والصبايا، سواء في الزواج أو الحب أو العمل، مهما كانت مرتبة المرء الاجتماعية، والعمل من كتابة يم مشهدي التي تنظر إلى الواقع بعين ناقدة، وغير مجمّلة.
وأوضحت رشا أن المسلسل يتحدث عن قصة أربعة شبان تربطهم صداقة مع بعضهم، يغوصون في معترك الحياة، ويواجهون المشكلات والمصاعب، وأنه من أبطاله كذلك كل من: سلوم حداد وأمل عرفة وسمر سامي وسلافة معمار ومكسيم خليل.
وشددت رشا على أنها لم تحترف بعد الجرأة في الطرح، بل إنها مهتمة بكل ما هو جديد، وما يهم الشارع الاجتماعي من أحداث واقعية.