هذا هو المقال الذي تعرق لمحاولة الاختراق و التخريب الأخيرة، لا ادري هل المقال هو المقصود او الموقع بحد ذاته
http://www.tabib-web.eu/article_details.php?thesid=2523
أدعياء ولكن لا يكتفون
الدكتور عمر فوزي نجاري
أدعياء ولكن لا يكتفون
قيس بن الملوح الذي هدّه العشق والغرام فساح في الديار وأنشد شعره المعروف , حتى عرف بمجنون ليلى لشدة وجده وهيامه، عرفت قصته بأنها أشهر قصة حب في تاريخ الأدب العربي، وإذا كان بعض الحب شعبة من شعب الجنون , فإنّ شدة هيام قيس بن الملوح بليلى العامرية هو الجنون بعينه !.
ألم يقل الشاعر :
وكل الناس مجنون ولكن ========= على قدر الهوى اختلف الجنون
وقد أوصل جنون قيس قيساً إلى درجة تمنى فيها أن يكون طبيباً ليشرف على معالجة وشفاء ليلى، فهو القائل :
يقولون ليلى في العراق مريضة ======= فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
ويبدو أنّ قيساً رغم جنونه , كان حكيماً , فقد اكتفى بالتمني ولم يدّع الطبابة كما يدعيها اليوم الكثير من أبناء البشر، وأدعياء الطب اليوم كثر، وهم لا يكتفون بإبداء آرائهم ومقترحاتهم النظرية فحسب, بله أنّ بعضهم يتدخل حتى في اختيار الدواء وخطط العلاج غير مكترث بصحة الآخرين وأرواحهم , فكم من جارة جارت على جارتها وأوصلتها إلى حافة الهلاك لا لشيء إلاّ لتثبت لها أنّها أكثر دراية وفهماً من الطبيب المعالج , وكم من صديق جار على صحة صديقه وساهم في تأخير تقديم العلاج الأنسب له , لا لشيء إلاّ ليثبت له أنّه بارع في العلاج براعة البط في التقاط ديدان المستنقع؟!.
هم يؤمنون إيماناً مطلقاً بمصداقية ما يدّعون من معرفة بالطب والعلاج , لا لشيء , إلاّ لأنهم لم يسبق لهم أن طبقوه على أنفسهم أو على من يحبون؟!. وهم ينعمون بحياة سعيدة وهانئة طالما أنّهم ليسوا مرضى !.. يخافون على صحتهم خوف اللصوص من وضح النهار!. مثلهم كمثل من يحمد الله كثيراً ويشكره , بعد طول تفكير , لأنّه لم يولد في الصين , كونه لا يعرف اللغة الصينية؟!..
هؤلاء هم المرضى , ولكن دون أمل , يملكون رقاباً دون رؤوس , وقد أوصدوا أجفانهم لا لشيء , إلاّ لأن الحلم سهل المنال, إنّه سهولة تحقيق المستحيل! , وقد نسوا أو تناسوا أنّ الأمر ليس دائماً بيد رأس البصل , و إلاّ لتساوت جميع الرؤوس!..
لنا الواقع ويبقى الخيال لهم !.
ولكن، هل النوم على حرير مجد الطب يجعل النائم بمنأى عن الكوابيس والرمي بالحجارة ؟!.
سيء الحظ ذلك المواطن المبتلى بجار أو قريب يدّعي أنّه يجيد الطبابة والعلاج أكثر من الأطباء!..
فهل أقل من كلمة تقال فيهم !!.
إنّ فكرة الكتابة حول الموضوع لم تمت، إنما بقيت تومض كالنار خلل رماد النية وتنتظر سانحة من الزمن , ولولا المشاغل التي تصرف الإنسان عن نفسه وقلمه والأقرب إليه من شغاف قلبه لتطرقت إلى هذا الموضوع منذ زمن بعيد !.
الطب مهنة ذات جوانب مختلفة وعلى من يمارسها أن يكون متعدد المعارف حكيماً نهماً للعلم والمعرفة ومتابعاً لكل جديد في الطب , كي لا يخيب ظن من يثق به من مرضاه ومعارفه وأصحابه !.