الزملاء الاعزاء (سأفترض ان كلام الزميل ocean عن الجرذان كمزاح غير مقصود و سأشمله بردي باحترام)...
موقف حزب الله من ولاية الفقيه و اقامة الجمهورية الاسلامية و انتظاره للمهدي امر اشبع بحثا و تحليلا و تفسيرا و توضيحا و هو يتكرر باستمرار الى حد الملل, لا تكاد تمر مقابلة لمسؤولي الحزب الا و يُسألون هذا السؤال و يوضحونه,
لدي ملاحظات في الشكل و في المضمون...
في الشكل بداية التصريح مجتزأ و خاضع لقطع اعادة ووصل (في الدقيقة 1:10) مما اضاع باقي الكلام الهام الذي يوضح ما سبقه من جمل , لا ادري مالذي حذا بناقل الفيلم الى حذف هذا المقطع الهام التوضيحي.....
ثانيا لا ادري لماذا اختار الزميل (عوض) اصلا تصريحا لنصر الله (يصفه بالخطير
) يعود الى فترة الثمانينات يظهر فيه السيد كشاب ظريف لطيف...(كان بامكانه ان يعود لأي تصريح او موقف لحزب الله حديث و هي بالمئات )...
و طبعا لا يخفى على احد ان الحكم على تصريح ما قديم يجب ان يوضع ضمن ظروفه (in its context).... يومها لم يكن هناك من وجود للدولة اللبنانية, و كانت بعض الاطراف لا تعترف اصلا بما كانت تدعوه بال(كيان العنصري اللبناني) بل و كانت تحرق العلم اللبناني كتقليد في الاحتفالات , و كانت اطراف اخرى مقابلة تمتدح اسرائيل و تتحالف معها علنا و تعقد لقاءات علنية مع مسؤوليها....
حتى حزب الله الثمانينات نضج و تغير كثيرا عما هو اليوم, و لا ينكر ذلك سوى مسطول... حتى اسمه و اللوغو تبعه تغير من (الثورة الاسلامية في لبنان) اوائل الثمانينات الى (المقاومة الاسلامية في لبنان) , و لا يخفي على احد (باستثناء المسطول اياه) ما لذلك من دلالات....
اما في المضمون, لا ادري مالذي يمكن وصفه بالخطير في هذا التصريح....
السيد يقول في بداية المقطع بكل وضوح: ليس لدينا في لبنان اي مشروع خاص سوى مكافحة الحالة الاسرائيلية و الاستعمارية في لبنان, و في المستقبل عند ظهور حاكم الزمان (المهدي) و اقامة الدولة الاسلامية الكبرى مشروعنا هو ان يكون لبنان جزءا من هذه الدولة الاسلامية العالمية بقيادة الامام المهدي....
أين الغريب في ذلك؟ أغلب الشيعة بل و اغلب المسلمين يؤمنون بظهور المهدي و اقامته لدولة الحق و العدل و مشروعهم سيكون الانضمام لها...
حزب الله بفكره الشيعي المهدوي لم يأت بشيئ جديد, و لا هو شيئ خطير اصلا لمن لا يؤمنون اصلا بالمهدي المنتظر,
و اذكر ان السيد نصرالله في اول مقابلة له مع مارسيل غانم و عند سؤاله عن هذا الموضوع تحديدا, اوضح ان الانضمام الى دولة الامام المهدي لا تكون بالغصب بل برضى الاغلبية اعظمى من الشعب اللبناني بجميع طوائفه عبر استفتاء شعبي (اعتقد ان هذا هو فحوى الجزء المحذوف من فيديو اليوتيوب (الخطير) اعلاه) , و لما سأله مارسيل كيف ستتوقع من المسيحيين ان يؤيدوا يومئذ الانضمام الى دولة مسيحية, قال فلنترك الامور لوقتها قد تحصل يومها متغيرات عالمية قد تغير الامور , اما اليوم فلا داعي للقلق...
اما بخصوص تحليل نصوص عتيقة من الارشيف كأنها صدرت البارحة ووصفها بالخطيرة فهو امر مثير للسخرية....(هل لنا ان نحاسب مثلا سمير جعجع على مواقفه في السبعينات بدل اليوم؟) هل نتعامل اليوم مع الياس عطا الله اليوم كمخلب 14 آذاري ينظم الشعر في مديح الامير مقرن ام يوم كان قائدا في المقاومة الوطنية ضد العدو الاسرائيلي منتصف الثمانينات؟
نعم, قد يكون مفيدا احيانا الاتيان بتصريحات من الارشيف و مقارنتها باليوم كسبيل الى تبيان التغير الذي طرأ و تحليله رغم انه في حالتنا هنا بالذات ليس التصريح بخطير و لا تغيير كبير طرأ اصلا في هذا الخصوص ) اذكر انا امورا من طفولتي يوم عاصرت الحماسة الثورية لصعود حزب الله هي اكثر شدة و غرابة بمقاييس اليوم و لن اقول لكم عنها
(رزق الله على ايامك يا صبحي الطفيلي, اينه اليوم بالمناسبة بما اننا نتحدث عن تغير الزمان و الظروف)....
بالنهاية نأتي للمفيد, يجب ان نحكم على الاشخاص و التيارات بناء على مواقفها و ثوابتها و سلوكها اليوم, مجرد الهروب للماضي و نبش الاثار لتبرير مواقفنا الحالية من تيار معين هو دليل ضعف حجة و قلة حيلة و عدم ثقة بالنفس....