الاستاذ بهجت
لاحظت شيئين في ردودك اثارا اهتمامي و هي خاصية مشتركة جينية في كل الداعين الى العروبة المزعومة، الأولى تصنيفك لمن لا يقبلوا العروبة قومية بأنهم "منكري العروبة" و الثاني هو تصنيف الفريقين الى أبيض و اسود:
اقتباس:هل نعتقد أن تلك التضحيات و ذلك الاهتمام و التكريس لأن الشعوب العربية القومية مجرد حشود من البلهاء ؟!. و أننا فقط نتمتع بالذكاء لأننا نردد أفكارا أمريكية و أحلاما صهيونية و نلوك تعبيرات بلا مضمون و ندعى أنفسنا تقدميين و إنسانيين ، أم لأنهم يدركون الحقائق الأساسية للصراع ،و أن هذه أمة عربية واحدة .
هل لابد و حتما أن تكون الدعوة القومية الوطنية هي المرآة العاكسة للخضوع للأمريكان و الصهاينة؟ يعني يا اما عروبة يا اما عروبة؟
يا استاذي كلامك عن التضحيات و التعاون المصري مع العرب على عيني و راسي لكن هذا التعاطف القومي المصري و وقوف العرب مع الفلسطينيين و لولاه لأنقرض الفلسطينيين ماذا كان جزاء المصريين من وراء هذا "الوعي" القومي؟
هل سنلقي بالتهمة على السادات حتى نبرر للشعوب و الحكومات العربية طريقة تعاملها مع المصريين؟
هل تعتقد أن معظم الفلسطينيين مقتنعين فعلا بأن مصر بذلت من أجلهم أو من أجل العروبة؟
و لماذا نذهب بعيدا عن نادي الفكر؟ هناك فلسطيني يكتب معنا هنا و كلنا نعرفه، انتظر مداخلته و رأيه في هذه التضحيات و هذه الحروب من اجل فلسطين و الجزائر.
و الآن تعال نعكس القضية و نفترض أن مصر انفقت اموالها و الأموال و المصانع التي تمت مصادرتها في التنمية الداخلية و في تقوية الجيش و في استيراد العلماء و جعلت جل همها هو حماية نفسها و تأمين الثورة و أهم شيء تنمية الانسان المصري و ليس سحله و اعدامه و تحويل مصر الى معتقل كبير، يا ترى لو تم تنفيذ هذا المنهج بنفس المعدل الذي سار عليه هتلر في 6 سنوات فقط و نجح و كنا سننجح، يا ترى لو حدث ذلك كيف كان سيكون حال مصر؟ على الأقل لو كان لنا أن نتدخل لصالح دولة عربية اخرى لكان هناك فارق كبير لا يقارن بالهجمات العنترية التي كانت عنترية فقط على صفحات الجرائد و في راديو صوت العرب!
يا ترى ما هو حجم النفقات العروبية التي انفقتها مصر في سوريا و اليمن و لبنان و الجزائر و ماذا كان العائد؟
أو المفروض أن هذا الكرم يدخل تحت نطاق الجدعنة المصرية و أن عيب تحاسب صاحبك على كوباية شاي؟
بالفعل أريد أن أعرف ما هو العائد الذي عاد على مصر من انفاقها ثروات من اجل العروبة أو القومية العربية ثم عودة هذه النفقات الى جيوب السادات و حسني مع تعيير المصريين ليل نهار بأنهم شحاتين؟
هل الانعزالية هي الحل؟
نعم هي الحل لعدة اسباب
وقف الكراهية و المعاملة السيئة ضد المصريين في بلدان "الأخوة" العرب
تسكين الصداع المستمر لمصر و للمصريين من جراء العرب و العروبة، مشاكلنا اكبر و اسخف من ان ننظر لمشاكل غيرنا
تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل على كل المستويات و خصوصا التأشيرات (حصلت على تأشيرة كينيا في يومين و استغرق الأمر شهر حتى حصلت على تأشيرة تونس)
أن يكون ارتباط مصر بغيرها من الدول العربية قائم على اساس حسن العلاقات و المصالح المشتركة لا العواطف و لا الدين و لا الشيء المسمى العروبة
هل هناك مشكلة في هذا النوع من الانعزالية "العاطفية" و احلال المصلحة بدلا منها؟