اقتباس:1) فهى عند أهل اللغة والبلاغة فى بداية الدعوة تكون تحديا لهم بأنه القرآن يتكون من نفس الحروف التى تنطقون بها ، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين بأنه كلام بشر.

تحدي؟

وهل هو تحدي معقول؟ وهل فعلا من المستحيل الإتيان بمثل هذه الحروف؟ هذه حروف طبيعية كأي حروف ولا يوجد فيها أي شيء من التحدي.

كونهم لا يقدرون أن يأتوا بمثله فهو تحدي ضعيف كذلك لأنه من الممكن الإتيان بمثله وبل ما يفوقه من حيث البلاغة...

القضية ليست قضية هل يمكن الإتيان بمثله أم لا ولكن القضية هي هل من الممكن قبول هذه الرسالة أم لا. الله ليس بحاجة لاستعراض مهاراته اللغوية كي يفحم الجاحدين وإنما يقدر أن يريهم ببساطة أياته في الأفاق لعلهم يؤمنون. وما أكثر أياته في الأفاق لو نحن نؤمن!

لست انا او انت يا عزيزى الذى نحدد قبول او معقولية التحدى ، ولكن هذا ما وصلنا حيث قال الله سبحانه وتعالى

{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }البقرة23

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }يونس38

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }هود13

والإتيان بمثله لا يعنى فقط تناسق فى المعنى او تنغيما فى النطق ولكن صدق خبر بما لا نعلم وحديث عن ماضى وحاضر ومستقبل وتشريع وعلاقات ومعاملات ، فالأمر ليس مهارات لغوية فقط ولكنه منهج واسلوب للحياة قد يقبله البعض وقد يرفضه البعض

وما المانع أن تعتبر أن هذه عبارات بشرية بقدر ما هي إلهية؟ بعض الناس من علماء الإسلام رضي أن يرى أن اللغة أداة بشرية في التعبير ولكني أظن أن هذا الاعتقاد صعب جدًا على غالبية الناس من مسلمين ومسيحيين.

أعجبتني الفقرة الأخيرة من ردك وتبين رجاحة عقلك واتزانك كذلك. كلام ممتاز.

ما أتمناه لي ولك.. إن جاز لي أن أتطفل هنا.. هو أن نجروء على تحديد معقولية التحدي ونناقش النص ونسائله ونسائل أنفسنا فيه دون خشية.

شكرًا على ردك الجميل.