اسم المحامية التي تدافع عنه لوحده حتوصله الى حبل الاعدام انشاء الله
محامية المتهم بالتجسس لـصالح الموساد: «طارق» شخصية مليئة بالتناقضات وكان نفسه يكون «عميل مزدوج».. ويحلم بنشر قصته فى الصحافة
«وصفته بأنه شخصية ذكية رغم التناقضات الكبيرة التى تملأ حياته، يعيش حياة المغامرات ويأمل فى أن يكتب قصة تعاونه مع الموساد ليمنحها لأحد الصحفيين ويقوم بنشرها، حلم حياته هو أن يصبح عميلاً مزدوجاً ولكنه فشل».. أسطر قليلة وصفت بها
عصمت طلعت عقل موكلها طارق عبدالرازق، المتهم فى قضية التخابر لصالح الموساد، مؤكدة أن قضية طارق جاءت لها على طبق من فضة لتتعرف على نوع جديد من القضايا التى قلما تتداولها المحاكم المصرية، وإلى نص الحوار:
■ ما الأسس التى تعتمد عليها نقابة المحامين فى انتداب أعضائها لقضايا معينة؟
- النيابة فى أى قضية فيها تحقيقات تطلب من نقابة المحامين ترشيح محام يتولى الدفاع عن المتهم فى القضية فى حال عدم وجود محام مع المتهم، ويشترط فى المحامين الذين ترشحهم النقابة أن يكونوا محامى استئناف عال.
■ وماذا كان رد فعلك عندما علمت أن النقابة قامت بترشيحك فى قضية الجاسوس طارق عبدالرازق؟
- «اتخضيت طبعاً» لأنى أول مرة أعمل فى قضية من هذا النوع، وفى نفس الوقت كان عندى فضول إنى أشتغل عليها بصفتها نوعاً جديداً من أنواع القانون، فجاءت لى القضية على طبق من فضة، غير أن المتهم له حق دفاع كفله الدستور.
■ وكيف ستعملين على تحقيق الحياد أو التوازن بين مهمتك فى الدفاع عنه وبين رغبتك كمواطنة مصرية فى توقيع جزاء على فعلته؟
- هذه هى الحالة التى أمرّ بها فى الوقت الحالى، العقوبة التى سوف تقع عليه ستشفى غليل المصريين كلهم، أما هو فمن حقه كمتهم، حتى ولو كان جاسوساً، أن يحصل على حقه فى وجود محام يدافع عنه ، وهو حق كفله له الدستور والقانون.
■ ما انطباعاتك عن شخصية «طارق» خلال فترة حضورك التحقيقات والتى استمرت ٥ شهور؟
- هو شخصية متناقضة ويحتاج إلى دراسة، ففى بداية التحقيقات كان شخصاً لطيفاً يضحك ويلقى النكات وكأنه لايشعر بمدى خطورة تهمته، أو كما كان يقول كان عنده أمل إنه هيروح، بس فى الآخر أصبح إنساناً آخر أصبح غريباً.
فأنت أمام شخص يصوم ويصلى ويزكى ولا يشرب الخمر ولا يأكل لحم خنزير ولايزنى، وفى الوقت نفسه بيخون البلد
وكان تبريره أنه يعتبر الموساد مصدر عمل وليس أن إسرائيل دولة معادية وهى بمثابة شركة.
■ وهل كانت زوجته تعلم بأمر عمله فى الموساد ؟
- أعتقد لا، لأنه تزوج من صينية أثناء إقامته فى الصين وأدخلها الدين الإسلامى، تزوجها فى الخفاء لأنها كانت تعمل فى الحكومة الصينية، والقانون الصينى يمنع زواجها بأجنبى، ورفض أن يذكر أى شيئ عنها فى التحقيقات حتى لا تضار.
■ هل ذهابه إلى السفارة المصرية فى بكين وإعلامه السفير المصرى بأنه يريد أن يعمل جاسوساً مزدوجاً قد يساعده فى المحاكمة؟
- طارق لم يطلب من السفير المصرى فى الصين أن يكون عميلاً مزدوجاً، وإنما تقدم بطلب إلى السفير المصرى لمقابلة أحد العاملين فى الجهات الأمنية، بعدما شك فى وجود من يراقبه، والسفير المصرى أبلغ الجهات المختصة وأعطوه أمراً بالرجوع إلى القاهرة، وسأله طارق: «هل أقطع تذكرة ذهاب وعودة أم تذكرة ذهاب فقط؟»، فردّ عليه السفير: «ذهاب فقط»، وعندما سافر إلى القاهرة أقام لمدة يومين دون أن يذهب لمقابلة الجهات الأمنية، ووقتها كان إذن ضبطه صدر خلال اليومين، وأثناء سفره للصين تم إلقاء القبض عليه فى المطار.
■ مساعدته فى الكشف عن بعض المعلومات ونيته فى تسليم نفسه لن يكون مصلحته؟
- ربما كان ذلك ممكناً لو قام بالإبلاغ عن نفسه، ولكنه لم يقم بالإبلاغ عن نفسه إلا بعد اكتشافه أنه مراقب من الجانب المصرى منذ شهور وله ملف فى المخابرات العامة.
■ ألم يتخوف طارق من التعامل معك فى بداية انتدابك للدفاع عنه؟
- بالفعل تخوف، ولم يدل بأى معلومات إلا بعدما اطلع على خطاب النيابة الذى يطالب بانتداب محام للدفاع عنه، ورد النقابة الذى ورد فيه اسمى، وقتها أبلغته بأننى هنا أعمل لصالحه وللدفاع عنه.
■ بعد حضورك التحقيقات وجلوسك مع طارق ما تقييمك القانونى لقضيته؟
- التهمة واقعة عليه وأدلة الاتهام كلها متوافرة غير أنه معترف على نفسه، بنحاول نجد أى ثغرة لتخفيف الحكم عليه، مثل أنه سارع بالكشف عن نفسه قبل القبض عليه، وإن جاء اعترافه متأخراً لأن الجهات الأمنية المصرية كانت تراقبه منذ فترة، فنحن نأمل أن يوقع عليه الحد الأدنى للعقوبة، خاصة أن الحد الاقصى يصل إلى مؤبد.
■ ألم يشعر طارق بأى نوع من أنواع الندم؟
- هو يشعر بندم شديد على فعلته ويعتذر لجميع المصريين ويطلب الغفران من ربنا، ويتمنى من ربنا أن يسامحه، ويعتبر أن الحكم الذى سوف يوقع عليه عقاب من ربنا على فعلته.
■ هل أخبرك طارق بشىء تمناه ولم يتحقق؟
- نعم كان يتمنى أن يكون عميلاً مزدوجاً.
■ من وجهة نظرك لماذا لم ينجح فى ذلك وكانت لديه الفرصة؟
- أعتقد أنه أمر صعب إزاى هتقدرى تثقى فى حد يعمل مع الموساد لمدة ٣ سنين، عمل خلالها عمليات داخل دول عربية شقيقة مثل سوريا ولبنان، واحد استنى ٤٠ يوم فى الهند عشان يخضع لجهاز كشف الكذب فى السفارة الإسرائيلية، وكان يمكن قبل خضوعه لجهاز كشف الكذب أن يبلغ الجانب المصرى، وكان ينفع وقتها أن الجانب المصرى يثق فيه وكان زمانه «عميل مزدوج».
■ ما الإفادة الحقيقية التى حصلت عليها خلال عملك فى قضية طارق؟
- بغض النظر عن أنه مجال جديد علىّ، لكننى فى قرارة نفسى عايزه أعمل حاجة كويسة للبلد، وإن البلد يأخذ حقه، وفى نفس الوقت طارق يأخذ حقه فى وجود دفاع عنه.
■ ماذا عن حالة الهياج التى مرّ بها طارق أثناء سجنه؟
- طارق لم يمر بحالة هياج، وما كُتب عن هذا الموضوع أمر غير صحيح، فهو ليس إنساناً عبثياً أو مجنوناً، بل على العكس هو إنسان طبيعى وذكى جداً ولكنه متناقض فى أغلب تصرفاته، وأعتقد أن قضية طارق تحمل جوانب كثيرة خفية لم يدل بها بعد، حتى أنه قال لى: «أنا بألّف قصة عن جريمتى، ونفسى أقابل صحفى ينشرها».