كاتب الموضوع أكثر انسانية منك يا بهاء لأنه بيقول انه من حق كل مواطن الحصول على حاجاته الضرورية. انما منطقك يذكرنا ب "مالثوس" الذي شرعن الحروب و غيرها للتخلص من عدد من البشر كل فترة و فترة.
اقتباس:حتى طبقات المنتجة فى المجتمع كلها تنتمى لطبقات الاسر المتوسطة واللى فى غالب بيستلزم جيل واحد لنقل بعض أفرادها الى الطبقات المتوسطة العليا او حتى البقاء فى نفس الطبقة.
الطبقة الوسطى عمالها بتنقرض في كل العالم و ينضم أفرادها الى طبقة الفقراء و المعدمين ولا انت مش معانا على هذه الأرض؟
و راجع احصاءات البنك الدولي أو ميريل لينش و ستعرف تغول الفجوة الطبقية و تنامي معدلات الفقر في العالم بسرعة الى جانب تنامي تمركز الثروة في أيدي حفنة. رئيس جنوب افريقيا قال عبارة تصف الحال الذي قادت العالم اليه الليبرالية المتوحشة: العالم جزيرة أغنياء تحيطها بحار من الفقراء. يعني الطبقة الوسطى تعيش انت و ليس من قليل ترى ثوراتنا تتوالى.
قانون العرض و الطلب اللي انت فرحان بيه و تعتبره انجاز تاريخي يتم التلاعب فيه كل يوم و لم يؤدي الى رخص أسعار السلع كما تقول. مين بيتكلم عن رخص في هذا العالم هذه الايام أصلا؟ و تعرف أنه من أجل ألا يزيد عرض بعض السلع في السوق العالمية تلقى أطنان القمح في المحيطات و لا انهم يجعلوها في متناول الفقراء.
الطب و الأبحاث اللي انت بتتكلم عنها يبدو انك ناسي النزاعات حامية الوطيس التي تشتعل في كل اجتماع من اجتماعات منظمة التجارة العالمية حول حقوق الملكية الفكرية و رفض شركات الدواء الكبرى اعطاء شركات العالم النامي حق انتاجها في بلدانها بتكلفة اقل حتى لا يؤثر ذلك على أرباحهم الفلكية سنويا. و يتركوا ذلك العالم فريسة الايدز و السرطان و الأمراض ذات العلاج غير المقدور عليه من قبل فقراء العالم.
بتتكلم عن كسر الاحتكار! بالعكس الاحتمكارات هي الغول الذي يبتلع هذا العالم و ظهرت منه أشكال و ألوان و أفقي و عمودي و هذه الاحتكارات تنعكس سياساتها في ما تراه من حروب تبتلع موارد كفيلة بحل مشاكل أكثر من مليار فقير في العالم.
اقتباس:من يملك المال يمكن ان يشترى خدمات وسلع ويدور رأس المال
المشكلة انه اللي بيملكوا المال عشان يدور الاقتصاد اتقردن عددهم و قل. ألا تسمع عن ضخ المزيد من الأموال (أوباما) في أيدي الناس عشان تقدر تشتري و يدور الاقتصاد؟ و مع ذلك هم ضخوه في أيدي البنوك و الشركات الكبرى بل ان ال 700 مليار دولار مش معروف معظمها أين انتهى!! نظام حرامية و لصوص و مجرمين و قطاع طرق. بل انهم راحوا يمتصون المزيد من الأموال من بقية دول العالم. يعني حيقعدوا العالم عالحديدة!
اقتباس:يا مستر هلال أحنا اليوم نعيش فى عصور " القوة الشرائية " من يملك المال يمكن ان يشترى خدمات وسلع ويدور رأس المال
نعم نعيش في عصر القوة الشرائية و عصر اختزال الانسان في "مستهلك" و عصر انتهاك الشرعية الدولية و سيادات الدول و عصر الاستعمار الاقتصادي و دمقرطة الشعوب بالدبابات و الأسلحة المحرمة دوليا و عصر الأزمات الاقتصادية الكبرى دولارا و يورو .. هو عصر الليبرالية المتوحشة التي حذر منها حتى شخصيات في العالم الرأسمالي مثل جيفرسون و آدم سميث نفسه و ليس فقط ماركس و فريري.
الداروينية الاجتماعية التي تمتدحها هي عالم الغاب الذي يفترس الغني فيه جيشا من الفقراء. و تأتي لتقول انهم كسالى أو أغبياء و لذلك لا يعملون متعاميا عن ان النظام الاقتصادي العالمي نفسه يقلص عدد فرص العمل و يحل الآلة محل مئات العمال ليلقي بهم على أرصفة البطالة و الجريمة و المخدرات و سائر البلاوي السودا. في أمريكا نفسها يتنامى عدد الفقراء حتى بات أكثر من خمسين مليون و كما تعرف هم يلطفون هكذا أرقام لحفظ ماء الوجه و اخفاء بعض ملامح الجريمة الاقتصادية المهولة. في أوربا و منذ ثمانينات القرن الماضي بدأ التوجه نحو تقليص الضمان الاجتماعي و الخدمات التي تحمي المواطن و لا يزال هذا التوجه أحد حلول أزماتهم الاقتصادية.
ما تفضل به الزميل رفيق كامل و هو مسألة "الأنسنة" في لاقتصاد هو المطلوب و ذلك لحفظ التوازن الاجتماعي و الاستقرار الاجتماعي من ثم. لكن حتى الدولة التي بامكانها القيام بذلك الدور بتدخلها في الحياة الاقتصادية باتت لعبة في أيدي الاحتكارات و هوامير الشركات. و لذلك تقرأ عن تنامي ثروات رامسفيلد و رايس و وولفيتزر و غيرهم بينما الاقتصاد الأمريكي يعاني عجزا تاريخيا غير مسبوق.
و تذكر ان الفقراء الذين تقول عنهم يموتوا و يغوروا في ستين داهية على الأقل هناك خمسين مليون منهم في مصر. هل تريد التخلص من خمسين مليون مصري؟ هل ترى أن نظرتك الاقتصادية سليمة بهكذا حل؟
و لما كل اللي حوالينا بيعانوا أزمات و عجز خزائن كيف نستطيع القول أن هذا النظام الاقتصادي ناجح؟