أنا تاج العلاء في مفرق الشرق
ودراته فرائد عقدي
إن مجدي في الأوليات عريق
من له مثل أولياتي ومجدي
أنا إن قدر الإله مماتي
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
ما رماني رام وراح سليماً
من قديم عناية الله جنده
كم بغت دولة عليّ وجارت
ثم زالت وتلك عقبى التحدي
إنني حرة كسرت قيودي
رغم أنف العدا وقطعت قيدي
أتراني وقد طويت حياتي
في مراس لم أبلغ اليوم رشدي
Dr.xXxXx
لست أفهم مم أنت غاضب؟ .
أنت كما أعرف إسرائيلي من أصل عربي تعيش في دولة عنصرية معادية لك كأصولي إسلامي ، هذا كله مفهوم ولكنه لا يفسر غضبك ولا استهدافك مصريا يتحدث عن مصلحة وطنه في قضية أمنية لا علاقة لها بك من قريب أو بعيد ولا تعرف عنها شيئا البتة !.
لا أثق كثيرا بالغاضبين فهم عادة يسقطون عالمهم الخاص على الآخرين . رغم هذا سأوضح لك بعض الأشياء مؤكدا من البداية أنك – بصراحة – غير مقصود بالرد ، بل هي فرصة كي أوضح بعض الحقائق للزملاء ،و لكني قد اعود إليك في النهاية .
بداية سأعيد تركيب الصورة كي تكون واضحة و نعرف عن أي شيء نتحدث ، فكون الإنسان أصوليا لا يعني أنه لا يفهم سوى أوهامه الخاصة ، أو هذا ما يجب .
1- خلال الفترة من 25 يناير حتى 11 فبراير قام الشعب المصري كله بانتفاضة ثورية موفقة بل مثالية ، أدت إلى سقوط نظام فاسد متعفن – كغيره من أنظمة المنطقة - و من ثم محاكمة أقطاب هذا النظام . بهذا تحققت الأهداف الإتفاقية و بدأت الإجتهادات المتعددة للقوى الشعبية المختلفة ،وهذا شيء طبيعي و متوقع بعد نجاح ( الثورات ) . و الأمر كله مصري بلا أي بعد عربي و لا إسلامي ، ولو تعاطف معنا بعض العرب أو كلهم فهذا شيء متوقع أيضا ،و لكنه لا يجعل من العرب ولا الإسرائيليين ولا الإسلاميين شركاء لنا في وطننا و شؤونه .
2- الفترة من مارس حتى اليوم هي فترة انتقالية تمهيدا لإنتخابات يجري الإعداد لها بالفعل ،و ستنتهي بتشكيل مجلس نيابي و انتخاب رئيس جديد و إقامة نظام جديد تماما بناء على دستور سيعد وفقا لقواعد يجري التشاور حولها .
3- يقود المجلس الأعلى للقوات المسلحة البلاد خلال الفترة الانتقالية و منذ سقوط النظام السابق بصفته رأس القوات المسلحة وهي القوى الوحيدة المتماسكة ، يعاونه وزارة معينة يرأسها شخص مرشح من قوى الثورة . نحن إذا أمام حالة ضرورة للحفاظ على بقاء دولة مصر ( أتمنى ألا يغضب أحدكم بقاء الدولة المصرية! ) .
4- خلال الفترة الإنتقالية تلك هناك موقفان ، الأحزاب القائمة و القوى الإسلامية تسعى إلى التهدئة من أجل بناء قاعدة إنتخابية و تحالفات تمكنها من الوصول إلى السلطة ، بينما تسعى التحالفات الشبابية إلى استمرار التظاهرات و الإعتصامات لتحقيق أهدافها خاصة أنها بلا فرصة تذكر في الوصول إلى المجلس النيابي ، أي باختصار هناك شباب يشعر أنه صنع الثورة و لكن الديمقراطية التي طالب بها ستحرمه من جني الثمار !. هناك دعم شعبي قوي للإتجاه الأول سعيا إلى الإستقرار و الأمن و عودة الحياة الطبيعية . هذا الدعم عبر عنه نتائج الإستفتاء و المؤشرات الميدانية ( مليونية الإسلاميين – نتائج الإنتخابات في النقابات و .... ) .و النتيجة أن تحالفات الشباب بدأت تدرك ما نصحناه بها منذ شهر فبراير وهو أن تعد نفسها للعمل السياسي الديمقراطي ، و تعلن ذلك كخطوة جيدة و إن كانت متأخرة كثيرا بسبب عدم تقديرهم لنصائحنا نحن المثقفون العلمانيون ،و يعلم الله كم بذلنا من جهد كي ننير لهم طريقا تخبطوا فيه طويلآ .
5- هناك قوى تصر على استمرار الفوضى و التظاهرات و الإضطرابات ، هذه القوى تشمل قلة من شباب يناير و لكن معظمها طارئ يعبر عن العشوائيات و مجهولي الإنتماء ، و الأمر لا يحتاج سوى لإلقاء تظرة على صور المتظاهرين يوم الجمعة الأسود 9/9 .
6- الخلاصة أن في مصر حالة من الفوضى التامة ،و هناك من يتحدث في العالم أن الدولة في مصر في طريقها إلى الإنهيار و أنها تفقد سيادتها على أرضها ،وهذا تحديدا ما تردده إسرائيل و دوائر اليمين الأمريكي .
7- هناك قناعة الآن بين كل المصريين الوطنيين و العقلاء بوجود خطة معدة مسبقا لخلق مواجهة بين الجيش و الشعب بنفس آلية المواجهة بين الشرطة و الشعب ،وذلك بهدف تفتيت القوات المسلحة و إغراقها في الصراع الداخلي ، و النتيجة المطلوبة ليس فقط اسقاط النظام بل اسقاط الدولة المصرية . هذه الخطة يعيها البعض تماما و لكن معظم المتورطين فيها يساقون سوقا بدون وعي ولا فهم .
8- في مواجهة هذا التحدي هناك موقفان ،موقف الحمائم و موقف الصقور . الموقف الأول هو الذي يسود أصحاب القرار ، وهو تفادي المواجهة بين الجيش و أي قوى للشارع حتى لو كان الثمن انسحاب الدولة من مناطق التوتر ، وهذا ما شاهدناه أكثر من مرة في ميدان التحرير و امبابة و ... ، ويهدف إلى عدم تورط الجيش في قتل مدنيين حتى لو كانوا مجرد بلطجية مدفوعي الأجر كما حدث أخيرا في اقتحام السفارة الإسرائيلية و غيرها من أحداث يوم الجمعة الأسود 9/9/2011 ،وهو ما أشرت إليه قبل تلك الأحداث بزمن طويل نتيجة معرفتي بتفاصيل كثيرة من الشارع مباشرة .
9- الموقف الثاني لمدرسة الوطنية المصرية التي أنتمي إليها هو ما يمكن أن يكون موقف " الصقور " ، هذا الموقف هو ما عبرت عنه في تعليقي هنا ، هذا ليس موقفا غضوبا بل هو موقف عقلاني ، و لكنه يرى أن توفير الدم على حساب السيادة هو موقف خطير يتنافى مع قيم الوطنية المصرية التي نشأنا عليها كجنود لهذا البلد ، لأنك لو وفرت قليلا من الدم اليوم على حساب السيادة سيكون الثمن بحارآ من الدم غدآ .لهذا رفضت خيار المجلس العسكري المسالم أكثر من اللازم ،و أدنت موقف رئيس الوزراء ووزير الداخلية بكل قوة .
10- نعم إنني متصلب في مسألة السيادة فلو خذلت ذراعي اليمنى وطني سأقطعها بلا تردد ،وسأسحق ابني لو تجاسر على سيادة بلاده العظيمة . مصر يابني ليست طارئة كإسرائيل و لكنها وطن يحتضن التاريخ و يصنعه و تقاس يأحداثه أحداث العالم بما في ذلك أحداث قبيلة تائهة اسمها " إسرائيل ". نحن يا بني لا نحب وطننا و نحترمه فقط .. نحن نتحد بهذا الوطن ولا نفرق بين ذواتنا ووطنا .
11- أريد أن أسأل هذا الزميل و غيره سؤالآ : " هل لو اقتحم مجهول بيتك بلا إذن هل سترحب به و تدخله على أهلك للترحاب المضاعف أم ستقتله ؟" لا أعرف حقيقة ما تفعلونه عندكم ،و لكن كن على ثقة أنه لو دخل غريب بيتي سأقتله على عتبة البيت و أمثل بجثته و سأرميها للكلاب . و سأطالب المسؤولين عن أمن الدولة و كرامتها الدفاع عن منشآت الدولة ورموزها كما ندافع على بيوتنا .
12- لم أفهم كيف تبرر اقتحام مباني الدولة و مؤسسات السيادة بغضب بعض الرعاع و اللصوص و البلطجية مدفوعي الأجر ، هل تعتقد حقا أن ذلك سبب كاف كي نسقط الدولة ؟. هل سمعت شيئا مشابها في أي مكان في العالم ، هل تفعلون شيئا مشابها في إسرائيل أو حتى في مناطق السلطة الفلسطينية ؟. هل تسامحت بريطانيا مع اللصوص و تركت لهم وزارة الداخلية كي يحرقونها " فداهم 100 مرة " ، هل إسرائيل غالية عليكم و بلادنا تهون في أعينكم ؟!. ثق أننا سنقتلع تلك العيون التي لا تعرف أن لبلادنا حرمة و أن مصر ستبقى رغم أمانيكم المريضة.. دولة .طالما بقينا هنا ستبقى مصر دولة .. و سيدة !.