اهلا بالزميل السيد مهدي الحسيني
رغم كونها متأخرة قليلا ..
الزميل الفاضل قرأت صدر موضوعك ورأيت بين السطور رغبتك فى طرح مفهوم قبول الجميع من قبل الاسلام تطبيقا لمبدأ قبول الاخر والتعايش السلمى معه معتمدا على :
اقتباس:كلكم لآدم وآدم من تراب.
لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلابالتقوى.
إن أكرمكم عندالله أتقاكم.
امر جميل
وتقول ايضا :
اقتباس:فالفهم الإنساني للرسالة الإسلامية وارد وصحيح ومقبول للجميع
وهذا الامر رائع
ولكنك وضعت فى النهاية العبارة التى تضمن بها ان يكون هناك شماعه لتعليق الاخطاء عليها :
اقتباس:وكل تطبيق للرسالة الإسلامية يخرجها عن طابعها الإنساني مرفوض وغير صحيح
اذا فانت تبنى كلامك على ان القاعده سليمة ولكن التطبيق هو السىء !!
صديق الفاضل اذا اردت ان تسير بهذا المنوال فعليك ان تنقى القاعدة من مبادىء اخرى منافية للتساوى وتنادى بالاقتتال والقتال مع الاخر والكراهية حتى يصير كلامك كاملا فمثلا تجد :
حديثا يقول :
(
أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ) متفق على صحته .
وفى هذا الحديث مثلا هو لم يذكر المعتدين ولم يذكر فئة المشركين بل تحدث عن ( الناس ) كل الناس بكل الفئات طالما انهم غير مسلمين !!!!!
صديقى الفاضل اذا كنت هذه وغيرها هى القواعد فماذا تعتقد فى التطبيق ؟
ستجد قاعدة تقول :
سورة التوبة / آية 5
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
اقتلوا المشركين في أي مكان .. لكن في غير الاشهر الحرم .. و بعيدا عن المسجد الحرام
وتعال الى التطبيق :
جاء الكتاب في اليهود والنصارى، وجاءت السنة الصريحة في المجوس ومن سواهم لا يرفع عنهم السيف بل لا بد من الإسلام أو السيف فقط؛ لأن الله جل وعلا قال: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ[48]، ولم يقل: أو كفوا عنكم، وقال: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ[49]، فعمم بقتالهم جميعاً وتعليق الحكم بالوصف المشتق يدل على أنه هو العلة فلما علق الحكم بالمشركين والكفار ولمن ترك الدين ولم يدن بالحق عرف أن هذا هو العلة، وأنه هو المقتضي لقتالهم، فالعلة: الكفر بالله مع شرط كونه من أهل القتال لا من غيرهم، فإذا كانوا من أهل القتال قاتلناهم حتى يسلموا أو يؤدوا الجزية إن كانوا من اليهود والنصارى والمجوس أو حتى يسلموا فقط إذا كانوا من غير هؤلاء الطوائف الثلاث وإلا فالسيف.
لكن من ليس من أهل القتال كالنساء والأولاد والعميان والمجانين والرهبان وأرباب الصوامع والزمنى، ومن ليس من شأنهم القتال؛ لكونهم لا يستطيعون كمن تقدم ذكرهم، وهكذا الشيوخ الفانون فهؤلاء لا يقاتلون عند جمهور العلماء؛ لأنهم ليسوا من أهل القتال فمن محاسن الإسلام تركهم وعدم قتالهم، وفيه أيضاً دعوة لهم ولأهاليهم وقومهم إلى الإسلام إذا عرفوا أن الإسلام يرحم هؤلاء ويعطف عليهم ولا يقتلهم، فهذا من أسباب دخولهم في الإسلام أو عدم تفانيهم في العداء له.
إملاءات الشيخ ابن باز .. ليس الجهاد للدفاع فقط
تطبيق اخر :
مذكور في القرآن الكريم: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فما معنى هذا؟
قد ذكر أهل العلم رحمهم الله في تفسير هذه الآية ما معناه: أن هذه الآية خبر معناه النهي، أي: لا تكرهوا على الدين الإسلامي من لم يرد الدخول فيه، فإنه قد تبين الرشد، وهو دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعهم بإحسان، وهو توحيد الله بعبادته وطاعة أوامره وترك نواهيه مِنَ الْغَيِّ وهو دين أبي جهل وأشباهه من المشركين الذين يعبدون غير الله من الأصنام، والأولياء، والملائكة، والأنبياء، وغيرهم، وكان هذا قبل أن يشرع الله سبحانه الجهاد بالسيف لجميع المشركين إلا من بذل الجزية من أهل الكتاب والمجوس، وعلى هذا تكون هذه الآية خاصة لأهل الكتاب، والمجوس إذا بذلوا الجزية والتزموا الصغار فإنهم لا يكرهون على الإسلام؛ لهذه الآية الكريمة، ولقوله سبحانه في سورة التوبة: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ فرفع سبحانه عن أهل الكتاب القتال إذا أعطوا الجزية والتزموا الصغار. وثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من مجوس هجر، أما من سوى أهل الكتاب والمجوس من الكفرة والمشركين والملاحدة فإن الواجب مع القدرة دعوتهم إلى الإسلام، فإن أجابوا فالحمد لله، وإن لم يجيبوا وجب جهادهم حتى يدخلوا في الإسلام، ولا تقبل منهم الجزية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلبها من كفار العرب، ولم يقبلها منهم، ولأن أصحابه رضي الله عنهم لما جاهدوا الكفار بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لم يقبلوا الجزية إلا من أهل الكتاب والمجوس، ومن الأدلة على ذلك قوله سبحانه: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[3] فلم يخيرهم سبحانه بين الإسلام وبين البقاء على دينهم، ولم يطالبهم بجزية، بل أمر بقتالهم، حتى يتوبوا من الشرك ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فدل ذلك على أنه لا يقبل من جميع المشركين ما عدا أهل الكتاب والمجوس إلا الإسلام وهذا مع القدرة، والآيات في هذا المعنى كثيرة. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تدل على هذا المعنى منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله عز وجل)) متفق على صحته، فلم يخيرهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الإسلام وبين البقاء على دينهم الباطل، ولم يطلب منهم الجزية، فدل ذلك أن الواجب إكراه الكفار على الإسلام، حتى يدخلوا فيه ما عدا أهل الكتاب والمجوس؛ لما في ذلك من سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، وهذا من محاسن الإسلام، فإنه جاء بإنقاذ الكفرة من أسباب هلاكهم وذلهم وهوانهم وعذابهم في الدنيا والآخرة إلى أسباب النجاة، والعزة والكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة، وهذا قول أكثر أهل العلم في تفسير الآية المسئول عنها، أما أهل الكتاب والمجوس فخصوا بقبول الجزية والكف عن قتالهم إذا بذلوها لأسباب اقتضت ذلك، وفي إلزامهم بالجزية إذلال وصغار لهم، وإعانة للمسلمين على جهادهم وغيرهم، وعلى تنفيذ أمور الشريعة، ونشر الدعوة الإسلامية في سائر المعمورة، كما أن في إلزام أهل الكتاب والمجوس بالجزية؛ حملاً لهم على الدخول في الإسلام، وترك ما هم عليه من الباطل والذل والصغار؛ ليفوزوا بالسعادة والنجاة والعزة في الدنيا والآخرة، وأرجو أن يكون فيما ذكرنا كفاية وإيضاح لما أشكل عليكم. وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين للفقه في الدين والثبات عليه، إنه خير مسئول، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.
وهو داعية وعالم جليل مسموع لكلمته
تطبيق اخر : ستجد مثلا شخصا جليلا ومحترما ملقبا بتلك الالقاب يقول عندما سئل :
السؤال : إذا كان الإسلام قد أقر حرية العقيدة فلماذا يحارب الارتداد والوثنية والإلحاد ؟
فنجده يجيب :
" الإسلام لا يقر حرية العقيدة . الإسلام يأمر بالعقيدة الصالحة ويلزم بها ويفرضها على الناس ، ولا يجعلها حرة يختار الإنسان ما شاء من الأديان ، فالقول بأن الإسلام يجيز حرية العقيدة هذا غلط ..................
فمن بدل دينه دين الإسلام بالكفر يجب أن يقتل إذا لم يتب ، فبهذا يعلم أنه ليس للمسلم حرية أن يترك الحق وأن يأخذ بالباطل أبداً ، بل يلزمه الاستقامة على الحق ويلزمه ترك الباطل ، وعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينصح لله ويدعو إلى الله عز وجل ، وأن يحذر ما حرم الله عليه ، وأن يدعو الناس إلى ترك ما حرم الله عليهم ، كل هذا أمر مفترض حسب الطاقة " انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/311- 313) .
فمن بدل دينه دين الإسلام بالكفر يجب أن يقتل تتنافى تماما مع قاعدة من شاء يومن ومن شاء يكفر ...
الا ترى معى هكذا ان القاعده والتطبيق كلاهما بحاجة الى مراجعه ؟!
الا تبنى تلك الاقوال وغيرها وترسخ لمبادىء العنصرية وكراهية الاخر ؟!!
صديقى الفاضل ان لا الومك على دعواك ورغبتك فى تقديم شىء جميل للاخرين ولكن كيف تقنع ملايين المسلمين فى كل بقاع الدنيا بمختلف قناعاتهم بدعواك ؟
اذا كان الدعاء على الاخرين غير المسلمين - اى شخص غير مسلم فهو كافر - اذا كان الدعاء على الاخرين هو امر مأمور به المسلمكما افتى محمد الحسن ولد الددو :
ما هو حكم الدعاء على الكفار والمشركين؟
المفتي:محمد الحسن ولد الددو
الإجابة:
بالنسبة للدعاء على المشركين والكفار والمنافقين هو من جهادهم المأمور به شرعاً، وهو من جهاد اللسان بالإجماع، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم كما سبق، فلا يُنكر على من دعا عليهم.
فقط: اختلف في ترتيب الدعوة على القتال، لم يُختلف في أن الدعاء عليهم مطلوب في كل الأحوال، لكن قتلهم قبل أن يدعوا هو محل خلاف بين أهل العلم، ومذهب جمهور العلماء أنه يجوز قتلهم قبل دعوتهم، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد}، فقال الإمام أحمد: "لا يمكن أن تكون في المرصد مختفياً له تريد قتله، وتقول له: تعال أسلم فكيف تدعوه وأنت مختف عنه؟".
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
صديقى الفاضل لو كنت مشاهدا ومتابعا للاخبار فى مصر ستجد بعض الاهالى قاموا بهدم كنيسة والسبب ان منظر الكنيسة واعلى مبناها الصليب يثير سخطهم !!!
بالله عليك ان تخبرنى ما سبب تلك المشاعر العدوانية تجاه الاخر ؟
صديقى الفاضل اذا كانت القاعده تحوى كرها فمما لا شك فيه ستفرز كرها ..
شكرا لطرحك الكريم واهلا بالمحبة والايخاء الذى تطرح بناء على نيتك وليس على اشياء اخرى