عزيزي عاشق الكلمة
(f)
تحية معطرة بالغاردينيا مزركشة بالياسمين
لقد قلت :
" أغلب دوافع التخلص من الحياة يدخل فيها التدهور الاقتصادي والفشل في ايجاد فرصة عمل، وتعتبر مصر من بين أكثر الدول العربية التي تنتشر فيها حالات انتحار الشباب"
عزيزي
البطالة تؤدي إلي الفقر
والبطالة والفقر سيؤديان إلى حالة من التفكك الاجتماعي
ويأخذ هذا التفكك مظاهر عدة
منها الانحراف والجريمة
والتفسخ الأسري والبلطجة
والعنف والتطرف
وأحياناً الانتحار
البؤس والفقر يؤديان إلى حالة نفسية مزرية
وإلى رؤوية العالم بأسره بلون واحد
باللون الأسود
أنا معك في طرحك
لكن ما هو الحل؟؟؟
إذا كان الحل هو الانتحار
فهذه مصيبة :barfy:
الفقر منتشر في معظم بقاع العالم
فهل ينتحر الجميع؟؟؟
ومثل ما قال صديقنا بيوتفل
"العالم بينظف" :barfy:
هناك أمثلة كثيرة عن عائلات وأفراد فقراء
لكنهم ما زالوا يعيشون بيننا
والأمل يبقيهم أكثر من رغيف الخبز
وهناك أمثلة كثيرة عن شخصيات تاريخية
رفضوا
الاستسلام واليأس وناضلوا
فخط التاريخ أسمائهم
وخلد أعمالهم وذكراهم
رغم فقرهم وظروفهم القاسية التي
امتصت أجسادهم ورحيق شبابهم
لكنها لم تجرأ المساس بعقولهم وأفكارهم
وخطر في بالي كمثال عن أحدهم شخصية الرسام المبدع ناجي العلي
(f)
إليكم مقتظفات من قصة الراحل ناجي العلي منقولة عنه
ناجي العلي الذين حاولوا غتياله أكثر من مرة
وللأسف في النهاية نجحوا
لكن كتاباته ورسوماته ما زالت شاهدة على قوته وعظمته
يقول:
اسمي ناجي العلي.. ولدت حيث ولد المسيح ، بين طبرية والناصرة ، في قرية الشجرة بالجليل الشمالي، أخرجوني من هناك بعد 10 سنوات ، في 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان .. أذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكره من بقية عمري، أعرف العشب والحجر والظل والنور ، لا تزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً .. لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك .
.. أرسم .. لا أكتب أحجبة ، لا أحرق البخور ، ولكنني أرسم ، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح ، أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه.. كما أنني لست مهرجاً ، ولست شاعر قبيلة – أي قبيلة – إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود .. ثقيلة .. ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا .
متهم بالانحياز ، وهي تهمة لا أنفيها .. أنا لست محايداً ، أنا منحاز لمن هم "تحت" .. الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات، أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى ، ولمن يخرجون من حواري الخرطوم ليمزقوا بأيديهم سلاسلهم ، ولمن يقضون لياليهم في لبنان شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها .. ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات.
كنت صبياً حين وصلنا زائغي الأعين ، حفاة الأقدام ، إلى عين الحلوة .. كنت صبياً وسمعت الكبار يتحدثون .. الدول العربية .. الإنكليز .. المؤامرة .. كما سمعت في ليالي المخيم المظلمة شهقات بكاء مكتوم .. ورأيت من دنت لحظته يموت وهو ينطلق إلى الأفق في اتجاه الوطن المسروق ، التقط الحزن بعيون أهلي ، وشعرت برغبة جارفة في أن أرسمه خطوطاً عميقة على جدارن المخيم .. حيثما وجدته مساحة شاغرة .. حفراً أو بالطباشير..
وظللت أرسم على جدران المخيم ما بقي عالقاً بذاكرتي عن الوطن ، وما كنت أراه محبوساً في العيون، ثم انتقلت رسوماتي إلى جدران سجون ثكنات الجيش اللبناني ، حيث كنت أقضي في ضيافتها فترات دورية إجبارية .. ثم إلى الأوراق .. إلى أن جاء غسان كنفاني ذات يوم إلى المخيم وشاهد رسوماً لي، فأخذها ونشرها في مجلة " الحرية"وجاء أصدقائي بعد ذلك حاملين نسخاً من " الحرية " وفيها رسوماتي ... شجعني هذا كثيراً.
.
.
.
الذي يود قراءة المزيد عنه فليطلع على هذا الرابط
ناجي العلي
نعم للحياة نعم للأمل :redrose:
لا للموت لا للضعف والانتحار :no2:
تحياتي ومودتي
:yes:
أمان