قعدة "صفا" مع "الصفي"
فاجأني الصفي حين بدأ بالدخول في لعبة (مثل – شبيه – نظير) التي تريد أن تمط المصطلحات. ففي الفيزياء حين يتفضل المعلم ألبرت أينشتاين في أن يتحدى العالم في الوصول إلى سرعة الضوء، يتهمه البعض بالمبالغة والبعض بالجنون لكننا نعرف جميعاً كيف تقاس سرعة الضوء وكيف يتضح إذا ما استطعنا أن نأتي بمثل هذه السرعة أم لا. وإذا أردت أن أطرح مقياساً وفق رؤيتي الشخصية فمقياسي سيصدم البعض... :25:
كي نحدد ما إذا كان هذا النص "مثل القرآن" نفترض أننا وضعناه كله أو جزءاً منه في سياق القرآن المحمدي ثم نطلع عليه شخصاً لم يسبق له أن قرأ أياً منهما فإذا اعتبرأن النصين متداخلان وميز بينهما يكون نصي قاصراً مقارنة بالأصل، طبعاً لن يحدث هذا لأن الإيحاء التقديسي للقرآن سيحجب السيالة العصبية عن دماغه ويحول قراءته إلى فعل انعكاسي.... لكن لنتوقف عن اللعب بالألفاظ، لم يكن الرسول محمد رئيساً لمجمع اللغة العربية ولا مديراً للمجمع الفقهي في شبه الجزيرة العربية. كان يتحدى البدو والأعراب، ومن الطبيعي أن يكون العديد قد حاولوا تقليد هذه التجربة بطريقة أو بأخرى لكن فطرتهم كانت تصوغ كلامهم صياغة شعرية وهذا ما كان يجعل المقياس مقلوباً ويرجح الكفة لصالح النبي محمد. وإذا وضعنا هذا النص الذي كتبته في سياق القرآن وتلقينا الحكم عليه ممن لم يقرأ القرآن سابقاً بشكل جيد لما استطاع –دون إيحاء مسبق – أن يفرق بين الاثنين من حيث الأثر النفسي، وذلك بغض النظر عن إدخالي أفكاري اللادينية في سياق النص الذي كتبته.
والآن إذا دخلنا في تفاصيل أكثر... حول ما انتقدني به الصفي لغوياً، أود أن أذكره أن هذه المعاني التي يريد أن يقاتلني بها هي معاني القرآن، وهو يشعرني بذلك أن القرآن هو الذي اخترع اللغة العربية وأن كل معنى يرد في القرآن فهو المعنى العربي الخالص والدقيق... ما زالت هذه النظرة تخيب أملي للأسف إذا أنني لا أملك الحظ الذي سنح لمن قبلي في أن أخترع كلمات جديدة وأدسها في نصوصي فأخترع لغةً أخرى....
كنت قد جهزت نقداً لاذعاً لنصي "شبه القرآني" لكنني سأؤجله ريثما أتناول نقد الصفي لي:
Array إن الله لا يستحي أن يغشى : فالحياء يكون من الذي يستصغره او يستهجنه او لا يقدره الناس. كقوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً
او
لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [/quote]
لا يستحي: يقصد بهذا التعبير اللغوي في النص الذي كتبته "لا يرى حرجاً" وعلى هذا درجت العرب في كلامها كقول الشاعر:
وإنِّي لأَسْتَحْيِي أَخي أَنْ أَرى له عليَّ من الحَقِّ، الذي لا يَرَى لِيَا
أما معنى الكلمة في لسان العرب ومختار الصحاح - وهو المعنى القرآني الذي قصدته حضرتك في سياق النقد- فلا علاقة له بما يستهجنه أو يستصغره أو ينبذه العامة لا من قريب ولا من بعيد (ولربما أنت من فهم معناها خطاً) وهي بمعنى (يستبقي).... والآية التي وضعتها كمثال "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها...." يوضح تماماً هذا المعنى.... ومنه أخذت "ويستحيون نساءكم"... على كل حال كان هذا مثالاً جيداً عن طريقة ليّ عنق الآية القرآنية وفق ما نراه مناسباً.
Array أولم يروا من قبلهم الأمم كيف كانت دثيرا
الاصل دثر يدثر بمعنى يغطي و الدثار هو ما يتدثر به.
و اذا قصد بدثيرا اي اندرسوا , كما قال الشاعر:
في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ،
عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ
فالاولى كان يقدم طغيانهم على على عاقبته : إذ طغت فدمرناها تدميرا [/quote]
لم أفهم نقطتك.... نعم كان الدثور بمعنى الدروس والانمحاء... وفعلاً كان طغيانهم مقدماً على عاقبته... وكانت سابقتها مخصصة للحديث عن حال الأمم ثم أعقبها الحديث في الآية التالية عن طغيان الأمم ثم عاقبة الإله.... لا تناقض. (لكن أعجبتني قضية "الأولى" هذه وكنت أتمنى لو وجدت منها نسخاً في الكتب الإسلامية الناقدة للقرآن :10:)
Array أن يغشى رؤوس الجبال فتهبط عليهم
فالله تعالى لا يَغشي و انما يُغشي ( الاول فعل ثلاثي و الثاني فعل رباعي) . امثلة:
الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا
إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم [/quote]
يغشى (الثلاثي وبالألف المقصورة) بمعنى يضرب وبالتالي فمعنى الآية أن الله يضرب رؤوس الجبال فتنهار عليهم.. إلخ
Array إنّا خلقنا كل شيءٍ فقدّرناه تقديرا (7) ثم خلقناه فقدّرناه تقديرا (8) ثم خلقناه من بعد ذلك خلقاً أخيرا (9)
فالشئ نفسه لا يخلق اكثر من مرة. اما الايات:
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {المؤمنون/14}
لا يتكرر خلق النطفة ولا خلق العلقة و لا خلق المضغة. بل النطفة تخلق علقة و العلقة تخلق مضغة و المضغة تخلق عظاما ثم النشأة الاخرى لكل مجموع الانسان . [/quote]
هذا بعينه هو اللعب بالألفاظ.... لن يفيدك أن تغير اسم هذا الكيان المادي كل عشر دقائق. سيبقى هو نفسه موضوع التجربة في كل مرة... وبالتالي أنت تتحدث عن عمليات متصلة متسلسلة فيما تسميه انت بالخلق... وبالتالي أنت تتحدث عن عملية تسمى تكرار الخلق أي (التخليق) إذا أخذنا صيغة المبالغة من الفعل. الصيغة التي ستجدها بنفسك في الآية الخامسة من سورة الحج: "فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ"... طبعاً انا أناقشك فيما ورد لديك ضمن القرآن المعروف ومن الناحية اللغوية، لن أناقشك طبياً حول هذه المسألة فالآية التي ذكرتها كارثة علمية لكل من قرأ عشر صفحات عن علم الجنين....
Array فمن اتبع سبيل الكاذبين ارتدّ في الآخرة خاسراً مقهورا (10)
الردة و الارتداد هي التحول و الرجوع :
ارتد : تحوّل. وفي التنزيل: من يرتدد منكم عن دينه؛
والاسم الرِّدّة، ومنه الردَّة عن الإِسلام أَي الرجوع عنه. وارتدَّ فلان
عن دينه إِذا كفر بعد إِسلامه. وردَّ عليه الشيء إِذا لم يقبله، وكذلك
إِذا خَطَّأَه. وتقول: رَدَّه إِلى منزله ورَدَّ إِليه جواباً أَي رجع.
لذا فلا يصح القول بان من اتبع سبل الكاذبين ( تحول او رجع) خاسرا مقهورا .
يقول تعالى:فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {يوسف/96}
فيعقوب كان اصلا مبصرا و فقد بصره ثم ارتد مبصرا. [/quote]
الارتداد ليس التحول (وكذب عليك صاحب لسان العرب لأجل عيون القرآن) بل هو الرجوع ولا شيء سواه.... الارتداد لا يكون إلا لما كان سابقاً فتركته ثم عدت إليه ولا يصح أن ترتد إلى شيء لم يكن لك به عهد من قبل... وهذا هو الفرق بين الارتداد والتحول... ولو كان كلامك صحيحاً لما صح ان تقول العرب "ارتد على أعقابه"
معنى الآية واضح.... ارتدّ الكافر إلى الله أي رجع إلى الله خاسراً مقهوراً، كما في الآية: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} البقرة85 ... أما قضية أنه كان بالأصل عند الله فتستطيع أن تناقشها ميتافيزيقياً على راحتك.... :10:
Array ومن ضلّ بعقله
فالعقل لا يضل بل الهوى هو الذي يضل:
أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ
و في هذا العدد تناقض مع الذي يليه اذ فيه اعلاء للعقل و وعيد لمن ترك العقل:
إنا زيّنّاكم بالعقل وجعلناكم آيةً فمن ترك عقله واتبع الضالّين فسيصلى سعيرا (12) [/quote]
الباء حرف جر أصلي له ثلاثة عشر معنى وأحد هذه المعاني هو المصاحبة كأن تقول "اذهب بأمان الله" أي "مع أمان الله" أو "مصحوباً بأمان الله" والمعنى هنا مشابه أي "من ضل وعقله موجود لم يذهب"... :con_razz:
Array وما كان من الذين من قبلكم إلا أن قالوا هذا ما كان عليه أباؤنا فسيصلون جحيما (13)
و لماذا يصلوا جحيما ؟ هل بمجرد ان قالوا : هذا ما كان عليه ابائنا بدون ان نفهم ماذا قال اباؤهم اذ ان العدد السابق لهذا لا يوضح ماذا قال اباؤهم: [/quote]
نعم سيصلون جحيماً بمجرد أن تمسكوا بما هم عليه تقليداً لآبائهم... مالك إنت ومالي يا أخي!!! :P
Array وإن تسلموا لله كما أسلموا لآلهتهم فما يرى الله من إيمانكم إلا كفراً وفجورا (14)
امر عجيب و غريب ان يسلم الناس لله ثم يرى الله ايمانهم كفرا و فجورا:
فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا {الجن/14} [/quote]
بدأت تناقش في المعاني والأفكار التي وضعتها أنا في النص لتخدم أفكاري، بينما الأحرى أن تنقد النص. تريد أن تلومني على ذلك؟.... لنبدأ إذاً حواراً فلسفياً فيما إذا كان الإيمان الأعمى والتقليد يحسب إيماناً محموداً عند الله أو لا يحسب.... هذه قضية أخرى....
Array إن الله لا يسمع الشفاه التي ترتّل ويسمع القلوب التي ترتّل فلا تجعلوا من الله لاتاً ولا عزّى واجعلوا لله سبيلا (15)
لا يصح القول بان الله لا يسمع لانه وصف نفسه بانه ( سميع) و القلوب لا ترتل و لا يسمع منها شئ. كما ان الله هو الذي يجعل للناس السبيل و ليس العكس:
أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً {النساء/15} [/quote]
هذا النقد من باب "الخطوط الحمراء" ليس نقداً توجهه لملحد يقلد القرآن... وبغض النظر عن لا منطقيته الواضحة فإن السماع يأتي بمعنى القبول كما في آية من القرآن: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ}الروم53... ومن الواضح أنه إذا كان الشجر يسبّح والحجر يسجد (إلى آخر هذه الأنواع من الميتافيزيقيا) فمن الممكن أن يرتل القلب (انفتاح وانغلاق الصمام التاجي والصمام مثلث الشرف قد يدرس إيمانياً :confused:) لكنني أرى بصفتي كاتب هذا النص أن الترتيل قد يتخذ معنى حسياً معنوياً لا مادياً مجرداً.... أما جعل السبيل لله فهو تيسير السبيل لله كما في قول النبي محمد: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا". وقد رفعته في هذه الآية فجعلته بمثابة جعل السبيل وكأن من سهّل الطريق هو الذي صنع الطريق ذاته (وأسمح لك بأن تدرسه كأسلوب من أساليب بلاغتي القرآنية) :lol:
أستغرب كيف تدرس نصّي بسطحية لمجرد أنه ليس القرآن الحقيقي... ولو عاملت نصّك القرآني بنفس السطحية التي تعامل بها نصّي لكنت الآن تقف معي على الجانب الأيسر.
Array لو شاء الله تسبيحاً لسبّح له من السماوات والأرض ولو شاء لخلقكم أنعاماً ثم آمنتم وكان ذلك على الله يسيرا (16)
لا يقال لو شاء الله تسبيحا . كلمة تسبيحا زائدة و حشو . الاصح : لو شاء الله لسبح له من في السموات و الارض ( هم فعلا يسبحون: يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {الحشر/24} ). و لا يقال للانعام : آمنت. فهي غير عاقلة. [/quote]
برافو برافو، هذا هو معنى الآية وقد حزرته: الأنعام غير عاقلة، البشر الذين يؤمنون دون أن يعقلوا هم كالأنعام أو أضل سبيلا، ولو أراد الله للإنسان أن يؤمن بغض النظر عن عقله لخلقه بهيمة
يبدو أن الله أيضاً يزيد أحياناً ويحشو (ولا إيه يا باشا؟):lol22:.... الفعل شاء قد يأتي متعدياً كما في الآية: {وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ}الأنعام80
بعدين على قولة الست أم كلثوم (حيرت قلبي معاك)... القلوب لا تسبّح ومسكتها علي واحدة وبعدين يسبّح له ماااااااااااااااا في السموات وما في الأرض... فيه بيننا تار لا مؤاخذة؟
Array إنما كرّمنا الإنسان وجعلنا له العقل ليتدبّر في الكون تفكيرا (17)
انما اداة استدراك لشرح ما قبلها :
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة/8} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ
و لكنها في هذا العدد ليست استدراكا او شرحا لما قبلها [/quote]
أولاً ليست إنما أداة استدراك وليس هناك أكثر من الأمثلة القرآنية على أنها ليست كذلك (ما زبطت) أما حول ما إذا كانت هذه الآية مقابلاً لما أتى قبلها، فهذا أمر أتركه لبداهتك وفطنتك... لكن كي أسهل عليك الأمر أذكّرك في أن سابقتها كانت تتحدث عن الله لو شاء أن يخلق البشر أنعاماً، ثم أتت الآية اللاحقة كي تذكر بأن الله كرم الإنسان عن الأنعام بعقله ليتدبر
Array لا يصح القول تدبر تفكيرا بل تدبر تدبيرا او تفكر تفكيرا مثل تبر تتبيرا:
وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا {الإسراء/7}
وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا {الفرقان/39}
و الغريب انه قال في العدد 22 :
إنما هي لمن تدبّر فيها تدبيرا (22) [/quote]
ما غريب إلا الشيطان حبيبي... ليس هناك أي خطأ في اللغة العربية في أن ينوب عن المفعول المطلق ما هو "كمثله" في المعنى وإن اختلف عنه في المبنى.... ومن أمثلة ذلك استبدال "يفتري على الله افتراءً" بقوله "يفتري على الله كذبا"... لا تقرر من نفسك ما يصح وما لا يصح لمجرد إرضاء غرورك الفكري
في الحقيقة كنت أتمنى أن أجد من النقد ما هو أفضل من ذلك.... انتقلنا من محاولة إيجاد الأخطاء إلى محاولة إملاء ما يجب أو لا يجب علي أن اقوله.... لا أقول إن نصّي كامل ففيه من الأخطاء المقصودة وحدها الكثير.... لكنني مع ذلك كنت آمل ما هو أعلى مستوى في النقد من ملاحقة آياتي بآرائك الشخصية.
لن أتعرض لموضوع الأفكار والتشريع فهو يدخل في إطار بحث الإسلام كمنظومة تشريعية سياسية... وعلى كل حال فإن الغالبية العظمة الساحقة مما أتى به الإسلام نقله بالنص والحرف عن الديانة اليهودية .... ولست مسؤولاً عن جهل أي ناقد للقرآن بعلم الأديان المقارن، أو حقيقة أن المسلم لا يملك أدنى معرفة بالديانة اليهودية.
كانت هذه هي جلستي مع عزيزي الصفي... وأتمنى ألا يكون قد ضايقه أسلوبي الساخر أحياناً فأنا مبسوط جداً بما طرحه وأسعد بصداقته رغم اختلاف وجهات النظر، لكنني أتمنى أن يتعامل معي بجدية أكثر وإخلاص أكبر.... ما يزال اهتمامه بموضوعي ضئيلاً أو ربما ما تزال أدواته بحاجة للتطوير كي يدخل في نقد بهذا المستوى.
د.نائل