حياتنا كعرب 48
ادم
Array
من خلال معاملاتي مع الطرفين اجد ان كلا الجانبين ينظرون الي فلسطيني 48 علي انهم عملاء مزدوجه ... الجانب الاول يقول انهم خونه والجانب الاخر يقول نفس الشئ .
هل ما اراه صحيح , وكيف تنظرون وتتعاملون انتم مع الامر
هل يسبب لكم قلق في التعامل ....[/quote]
اولا سامحوني لتأخري بالرد ولكن ابتدأت عمل جديد لذا وجب ترتيب امور العمل قبل! قولولي مبروك اه وصحيح تخرجت:D
نعود لك ادم
راح احكيلك اجتماعي اكثر منو سياسي وسااتطرق لاحد الاسباب خصوصا لانه هو من اكثر الاسباب التي واجهتها شخصيا. لن اصور انفسنا كبريئين كليا ولكننا ايضا لسنا بالخونه كليا, ليس بمعنى الكلمه الفعلي .
لا يخفى على احد ان صفه الخيانه اصبحت كأسم عائله ملاصق لعرب 48 , وليس لانها صحيحه ابدا.... فلا اعتقد بانه هناك اي ادنى حق او مصداقيه لتلك "الفئه" من الجانب الفلسطيني بوصفنا عملاء مزدوجين وخونه في حين ان الخيانه تنبع من داخلهم .. ومن خلالهم تتم تصفيات اشجع واكبر الرموز السياسيه والوطنيه داخل اراضيهم وبمساعدتهم ومقابل حفنه من المال التي ربما لو اشتغل انا لحصلت عليها خلال ساعتان عمل في احد المؤسسات او احد الجمعيات او اي مكان كان...
قسم من هؤلاء طبعا يتصرفون هكذا ويدعونا هكذا من وجهه نظري ومن تجرباتي الشخصيه بدافع حقد وغيره كبيران, ان كان حقد على "الأمان, الحقوق, الحريه...الخ" التي نتمتع فيها داخل دوله اسرائيل وهم لا يملكون ذلك بالمقابل! بالنسبه لقسم كبير من الناس "المعترين" الهويه الزرقاء هي بمثابه كنز في يدي عرب 48 , يتوقع هذا القسم ان نبق كما نحن نندب حظنا ولا نتقدم في الحياه, واذا فعلنا غير لك فنحن كما قلت انت خونه. يجب ان نتقاسم معهم صفات الفقر او الدخل المحدود والا فانا بعنا الارض وبعنا العرض! المال هو محرك اساسي في هذا الحقد للامانه
فمثلا في دوله تعتبر نفسها دوله اوروبيه كاسرائيل راتب المُدرس 800 دولار شهري ليس بذلك الكثير مقارنا مع دول اوروبا , لكن بالنسبه للفلسطيني فهو الكثير حيث انهم لربما يتقاضون الحد الاقصى لرما يصل الى 222 دولار في الشهر! مع ان الحياه عندهم ليست بغلاء الحياه عندنا, فقيمه الصرف تتناسب مع قيمه الدخل. مثال بسيط, لو حب حدا يشتري قميص ممكن يشتري من الضفه بــ 11 دولار انما عندنا هنا يصل القميص الى 44-60 في افضل الحالات!
لذلك لا تنظر يا عزيزي بان سبب تلك النظره لنا هي كلها اساسها وطني او لاننا نختلط باليهود وهم يخافون ان تنطمس هويتنا او لاننا ربما نسيناهم او لا ندافع عنهم, انما هو ذلك السبب من بين العديد من الاسباب وهي النقمه, مجرد نقمه على نمط الحياه لا اكثر!
لامانه الومهم ولا املك ان الومهم على واقعهم وحياتهم الصعبه ومحاولتهم التخفيف من ذلك برمي الحمل والذنب على غيرهم, بقدر ما االومهم على غطاء الوطنيه التي يستخدمونه للتغطيه على ذلك. لا يخفى على احد كم المساعدات التي يمنحها عرب 48 الى اهلينا هناك. قدمنا شهداء, وقدمنا معونات, نتبرع, نناهض , نقاتل من اجل حقوقهم ونفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ولكن يبدو ان ذلك لا يكفي بان يغفروا لنا اننا لا نستطيع ان نمسك صواريخ او رشاشات ونبدأ قصف في اليهود, ربما ليس الان, ليس هكذا تورد الابل ولكن لا يغفرون , ببساطه لا يغفرون, وهو امر لا يحتاج الغفران في نظري . لماذا لم نتشتت او نهجر مثلهم؟ اسباب كثيره "وضربه حظ" ولكن ليعرفوا باننا بجانيهم مهما اختلطنا في الحياه اليوميه مع ابناء عمومتنا ومع انها ليست بحياه صعبه كما لديهم ولكن هي ليست تلك الحياه المثاليه فقط ليعوا ذلك!
وليكفوا عن مناداتنا "بعرب الشمينت" الكثير الكثير يقولون لي من خلال زياراتي لبلداتهم "اه انتي من عرب الشمينت, والله معك فلوس كثير وكنز ازرق" ( الهويه الاسرائيليه الزرقاء يعنون) وهم لا يعون بان هناك بشر كثيرين جدا في الداخل ربما يعتبرون تحت خط الفقر اكثر منهم, ولا يحظون بالمساعدات التي هم يحظون بها!
هذا غير عن الالقاب الكثيره والتي لربما مع بعض التركيز تستطيع استنتاجها لوحدك؟
من تجاربي الشخصيه ومن خلال عملي اذهب الى مناطق الضفه كثيرا, لربما تتعدى الست او السبع مرات شهريا, اذهب الى نابلس ورام الله والخليل والبلدات المحيطه مع منظمات لحقوق الانسان واتطوع هناك كثيرا وقبل ايضا كنت اذهب الى غزه, وشخصيا ابقى في بحث دائم عن اي فرصه للتطوع هناك, في اي شئ ومع اي مؤسسه هناك, والكثير الكثير من الشباب والشابات مثلي واكثر.
اشعر باني ادين لهم بشئ, ربما هذا يظهرني بأني مذنبه وابحث عن اي فرصه لدفع ثمن ذلك الخطأ الذي ارتكبته, مع انه ليس هناك خطأ..
هي محاوله يأسه لأثبات باني لم اخنكم او محاوله التقرب من الناس ومشاركتهم مأساتهم ومأساتنا! القلق كبير ويجلعنا في حاله دفاع اغلب الوقت, وحاوله اغتنام اي فرصه لاثبات انفسنا.
لكن, ليس كل الفلسطينين يتبنون فكره اننا خونه وبالعكس فلي الكثير الكثير من المعارف والاصدقاء الناشطين في منظمات ومكاتب واصدقاء عائله ان كان في رام الله وفي غزه تحديدا ايضا, انا شخصيا لم انظر بان صفه الخونه اتت باجماع كامل من قبل الفلسطينين بالعكس لربما مع الوقت ومعاملاتي اكتشفت بأن الفكره الجميله عن عرب 48 التي اعرفها من قبل لهي اكبر بكثير... لكن من لا يحبنا يتكلم في الغالب ومعروف هدفه ومن يحبنا يفضل بالاغلب التعبير بشكل شخصي!
هناك معاملات كثيره بيننا , والله لا اشعر بطعم فلسطين الا عندما ازور المناطق هناك, او اتحدث مع هؤلاء الاشخاص ونذهب الى ربوع البلاد ونزور العائلات ونتجول الاسواق دون ان نرى اي شئ يدل على المحتل, فقط نبض فلسطيني موحد:109:
تخيل انك تعيش 24 ساعه مع اليهود مع اعدائك وفجأه تذهب لزياره منطقه في الضفه , فقط عرب, المطاعم , المحلات والبائعين, كل شئ ينبض بالعروبه, ولا ترى اي يهودي في محيط! هو شئ نفتقده في الداخل نفتقده بشده! هذا الشعور اروع شعور على الاطلاق... نحلم الطرفين, الاصدقاء جميعا بدوله فلسطينيه عربيه مطلقه, هذا هو المراد.
لربما المغتربين يعون هذا الشعور.(f)
اما عن الجانب الصهيوني فحدث ولا حرج, كل عمليه اغتيال "بتقوم الدنيا وما بتقعد" لدينا هن في الداخل, تفتيشات امنيه مشدده, المنقبه ترفع النقاب, الحقيبه تفتش , كل من له لحيه هو مشبوه تماما "كماما" امريكا:D, النظرات التي تجلعلك تشك في نفسك, المعامله القاسيه الوقحه..الخ
نحن بالنسبه لهم العدو الذي يشاركهم السرير " الدوله" , فتخيل معي, عدوك موجود في بيتك يشاركك كل شئ طعامك, ملبسك, الحقوق وان كانت معدومه في كثير من الحالات, وايضا يملك المقدره عن الدفاع عن نفسه!! فبالطبع ستكون خائن في نظرهم .. كنت وما زلت وستبقى.
في المؤسسات هناك كثير من القوانين التي تمنع التميز ولكن ليست كل القوانين تطبق في هذا العالم ووضعت تلك القوانين لتخرق. لذلك مهما كان اليهودي المقابل لك لطيف معك ويساعدك . في حاله حدث اي هجوم لن ترى منه الى بقايا "نفوخه":D الذي طار.
حصلنا على حقوق كثيره بالرغم عنهم وما زالت المحاولات والطلبات كثيره لحقوق اخرى, وهذا ما يخيفهم جدا, يخافون ان تكون هناك مساواه مطلقه فتنقلب الطاوله عليهم, يخافون من انطماس هويتهم مع ان نسبه العرب لربما لا تتعدى 20% لذلك تراهم يشعورون بالتهديد ويقومون بحملات كثيره لاستقطاب الروس والاثيوبيين الى الدوله. يريدون ان يزيدوا عدد اليهود لان مع نسبه عدد الولادات عند العرب فانه حسب الاحصائيات في الثلاثين سنه المقبله سيعتبرون العرب نص السكان... وحصه الاسد في الولادات لاخواننا البدو:D
لذلك ترى ان التهديد الذي يشعورون به هو من كل جانبو خارجي كان ام داخلي وهذا يسبب طبعا قلق وسلب كبير للحقوق وعنصريه رهيبه , ونتعامل مع هذا الشئ اما بالتطنيش واما بالمحاكم والتنديد من خلال الاحزاب وطرق عديده اخرى على المستوى العام. اما المستوى الفردي الخاص, فهناك مفارقات كثيره, ولربما ردي على طنطاوي يحتوي يعض من تلك المفارقات!
Arrayاكثر ما يهمني في الموضوع هو المشاعر المتناقضه التي بداخلكم , هم زملائكم في الدراسه وفي العمل وفي اللغه ... هل تكرهونهم ام ان المشاعر كما قلت متناقضه [/quote]
مشاعر متناقصه بدرجه رهيبه تلتمسها عند الناس, فهذا يقول "طيب مهو بنأدم متلي متلو " اخر يقول " ابعد عني السياسه بدي اعيش واكسب مصاري" واخر يقول ويقول.
انت تدرس مع هذا الانسان وتاكل من نفس المطعم وتشرب ما يشربه. الاحتكاك الكبير بنسبه كبيره من الناس يكون في الاغلب في الجامعات والكليات , فنحن كما قلت ندرس معهم ويدرسونا, محاضرينا يهود, ندرس باللغه العبريه, نمتحن باللغه العبريه, احتكاكنا اليومي الرسمي اغلبه مع يهود لذلك ولدت تلك البلبله الداخليه والاضطراب والتناقضات.
مثلا انا ادرس في مكان نسبه الطلاب فيها هي 20 الف طالب منهم 1000 طالب عربي فقط مختلطين بين الشمال والجنوب من مسيحين, مسلمين بدو ومناطق الشمال ونسبه ضئيله من الدروز. العلاقه هنا تكون ابعد ما تكون عاديه جدا بين الطلبه, لا مناوشات ولا مشاجرات, هناك بعض الحوارات الساخنه والجريئه في مقاعد الدراسه, او نقاشات بين مجموعه تنتهي بما تنتهي به, وكل شخص يكون فكر ويبتعد عن هذا الانسان ان كان من الجانب اليهودي او العربي. واخرون اصدقاء بشكل لا يعقل انا حينما اراهم لا استوعب ما تلتقطه عيني, يتقابلون بالاحضانو يتباوسون, وكأنهم اخوه... هناك الكثير من الناس الذين لن يشتمو اليهودي "على الطالعه والنازله" ولكن ايضا لا يصلوا الى تلك الدرجه من الحميمه !
هناك العديد ممن يكرهونهم وفقط يتحملون الكلام بخصوص امور رسميه وبخصوص اعمال ولا يملكون اي علاقه خارج هذا الاطار وهؤلاء في الاغلب المتعلمين والواعين للواقع ولتاريخ هذه الأرض وللمدافعين عن حقوقهم وحقوق ملكيتهم لاراضيهم , ان كانت الاراضي الداخليه او فلسطين كامله.
في الطرف الثاني هناك قسم اخر الذي يشارك اليهودي الحياه بحلوها ومرها, استسلم او ربما رأى بانه لا طائل من الكره ففضل ان يتقبل الاخر, يسكن معه ياكل معه , ولا تخطر بباله فكره انه هذا هو المحتل. هذا القسم من الناس ربما ترك العربيه وتبنى العبريه كلغه ام, قسم كبير يصاحب اليهوديات, يتزوج منهن ايضا, فحالات الزواج ليست بقليله! هناك الكثير من العرب يملكون شركات مشتركه مع جانب يهودي اخر, لا ننسى بان الالات التي ساعدت ببناء الجدار الفاصل كانت اغلبها ملكيه لعرب وايضا السائقين عرب.
صديق ابي عرضوا عليه عقد بمبلغ بالملاين لكي يدخل شركته في المزاد حول الجدار االفاصل ولكنه رفض من مبدأ يأمن به,لكن غيره فضل المال!
طبعا حتى هؤلاء اصدقاء اليهود يبقون موقع شك, فهم مهما فعلوا ومهما اختلطوا سيبقون العدو! وتذكيرهم لنا كل الوقت بأننا العدو اراه شيئا اجابيا, في هذه النقطه بالذات انظر الى نص الكأس الملئ, فلو تقبلونا واعطونا كامل حقوقنا لانطمست هويتنا اكثر مما هي الان, ولكن حقدهم وعنصريتهم اعتبرها شئ ايجابي لانها تصفعنا وتوعينا كل الوقت على وضعنا الحقيقي وترجعنا للواقع ولا تجلعنا ننغر!
مع ان الكثير انغر واصبح لا تميزه من اليهود ان كان مأكل او مشرب او ملبس او عادات وتقاليد .
هناك الكثير من المواقف التي استطيع ان ارويها لك حول العنصريه والتميز وايضا حول التوافق بين الطرفين, وساعطيك مثاليين هنا.
في المحطات المركزيه ستجد احد اوجه العنصريه والتمييز. في احدى المرات طلب مني فتح حقيبتي للتفتيش فما كان من "السكيورتي" الا ان القى بكل ما تحتويه حقيبتي على الطاوله امام كل الناس وبدا يحقق معي "من انتي, اين ذاهبه" ومما صعد الموضوع انه وجد بعض الاشياء الغريبه كأسلاك :D في الحقيبه فأخذ يسالني ما هذا ويلمح الى اسئله مبطنه ماذا تفعلين بهذه, يعني كان تدخل شامل في كل شئ , واحراج امام الناس, مع اني من قبلي ومن بعدي من اليهود لم يُفتش بتاااااتا!
ماذا تريدني ان اكون بعد هذا؟ او من يمر بهذه الاشياء واكثر منها يوميا, واكيد سمعت عن السجون والاتهامات بالارهاب وا الى ذلك.
موقف انساني حصل لي مع صديقه ندرس نفس المحاضره, كان علينا تقديم وظيفه نسبتها المئويه من العلامه النهائيه هو 50%, في ذلك اليوم حصل شئ الذي منعني عن تقديم الوظيفه فما كان منها الا ان كتبت اسمي معها على الوظيفه مع اني لم اشاركها بشئ وحصلنا على علامه 92 :D سألتها لماذا. قالت بكل بساطه لاني اعتبرك صديقتي!!
ساكتفي بهذا تعبتني معك (f)
Arrayكيف هو شعوركم عند الالتحاق بالخدمه العسكريه والجيش الاسرائيلي والذي ربما تضطرون فيه الي الالتحام والتصدي لاخوانكم الفلسطنين من الجانب الاخر [/quote]
طبعا هذا احد اوجهه الخيانه العظمى والتي اعتبرها عار على مجتمعنا الداخلي!
باختصار شديد من يذهب الى الجيش لا يذهب لانه يكره الفلسطينين على الاغلب او يريد ان يخدم اليهود انما لان الجندي يعتبر كنز ذهب يمشي على الارض, فهو يستلم راتب شهريا و ان كان متزوج يستلم راتب مضاعف لذلك اغلب منتسبي الجيش من البدو متزوجين , الجندي يعيش حياته"بلاش في بلاش" لا يدفع اي شئ , وايضا يدرس من خلال منح.
الكره الذي يحملونه لهم العرب الاخرين شديد جدا, فبعض العائلات مستحيل ان تزوج عائله او شخص خدم في الجيش, او حتى العلاقات تكون متوتره لدرجه رهيبه جدا والعائله تكاد تكون شبه منبوذه من العائلات الاخرى . بعض العائلات الرافضه للتجنيد تقوم "بتشميس" ابنها اذا اراد الالتحاق بالجيش, وينشرون البلاغ في الجرائد لكي يقرأ ويعلم الجميع لكي لا تتم مقاطعه العائله من قبل الناس.
لكن هناك عائلات اغلب شبابها متجندين وخدموا في الجيش وما زالوا, ولا يهمتون اذا اطلقوا النار على فلسطيني طفل كان ام كهل, وطبعا في المعارك يضعونهم الصهاينه في الصفوف الاولى, لا رحمه عليهم!
الدروز ُمجبرين على الخدمه الوطنيه لذلك لا مفر اما السجن واما التجنيد, هناك من يختار التجنيد لعدم المقدره على الرفض وهناك من يرفض ولا يتنازل عن المبدأ! لكن اغلب التجنيد يكون من البدو ان كان بدو الشمال او الجنوب.
|