كله جميل أخي إبراهيم
والقراءة كما تعلم صنفان: قراءة الواجب وقراءة المتعة. قراءة أولى لضرورة الاطّلاع والمعرفة حتّى نكون على علم بما يجري حولنا وعلى دراية بأصناف التصوّف وما إلى ذلك، وقراءة ثانية يستلذّ بها القارئ وتطيب لها نفسه وتسري فيه بعض إشراقاتها.
حينما أكون ملزما بالقراءة، سأقرأ كلّ الكتاب. وإذا كنت أبحث عن لحظة رائقة في طاقة اللغة الإبداعيّة فسأهمّ بالنص الثاني دون ريب. ومن ناحيتي، التصوّف حقيقة لغويّة لا أرى له معنى الآن في غير اللغة؛ فمن الاغتراب أن أبحث عن قيم فيه أستهدي بها وأنا (أقصد بـ"أنا" المثقف التنويريّ المعاصر) المؤمن بالحداثة المعتقد في قيمها.
قد أكون ظالا، ولكنه إيمان اللحظة.

أخي وأستاذي الأغلبي:

ما أفهمه هو أن التصوف يخاطب دائرة الوجدان ولكني أراك تربطه بـ "اللغة". ما العلاقة بين الحداثة واللغة والتصوف؟ وكيف يثري التصوف طاقات اللغة الإبداعية؟ وهل ترى أن القيم تختلف مع حركة الزمن وخاصة لو حلّت فينا الحداثة معلنة بدء عهد جديد؟

سامحني على أسئلتي ولكني فعلا منبهر بأطروحاتك وأريد أن أتعلم.

وعلى فكرة؛

أحب أن أتعرف إلى عالم قراءاتك وأعدك بقراءة كتب كالتي تقرأها ونفتح مجال للتفاعل فيها. قراءة مشاركتك هنا تجعلني أندم أشد الندم على الوقت الذي ضيعته في مهاترات الأديان. أنت عالم آخر لوحدك.. أمة بذاتك.

شاكر لك وممتن مسبقاً على الرد على أسئلتي واقتراحاتي. يبدو أني وجدت الأصدقاء الذين لا يجب أن أتحاور إلا معهم بعد أن سئمت جو الموقع هنا إجمالاً.