داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
حقا ..إنها حياة مليئة بالأسرار..
أنا عارف إن الموضوع اللي فتحته ده سيكون الموافق لي فيه قليل جدا ! بعكس كل المواضيع التي كتبتها قبل كده ..
والسبب ان هذا المنتدى غريب عن هذا المشرب , مشرب التصوف , فلا الملاحدة يقرون به , ولا أغلب المسلمين يرونه صوابا كذلك بسبب الانفصال عن ثقافة الامة وتاريخها المشحون برجالات التصوف وطوائفه وفنونه وعلومه ومصنفاته التي لاتحصي عددا..
ولذلك فلا زلت أشعر أني غريب !
ولكن شعور الغربة مش قبيح دايما , بالعكس ! أجمل شيء انك تشعر انك غريب لأنك أخذت محاسن كل المذاهب والافكار ونبذت مساوئها ! أو على الأقل أن ترى نفسك كذلك !
مفيش حاجة اسمها : احذر من كذا , احذر من كذا , بشكل مطلق ! ده ابليس نفسه ربنا خلقه لفايدة عظيمة وكبيرة جدا ذكرها ابن القيم في كتبه ..
نعم الخير والشر قد تختلف نسبته في كل مذهب , فأنت عليك أن تتعلم الجانب الخيّر من هذا الفكر أو ذاك .. بذلك فقط سوف ترتقي ذهنيا ووجدانيا وتصل إلى السعادة .. وأما أن تقول والله أنا بس الصح وكل البشر دول كلهم ولاد كلب ! ولايستحقون منك النظر بعين الرحمة والشفقة : فهذا فهم مغلوط ..
ولنضرب مثالا بالنبي عليه الصلاة والسلام : لقد لاطفه الله تعالى أكثر من مرة على شدة كمده وحزنه على قومه وذويه وخوفه عليهم حينما كذبوه ورفضوا الاستجابة للرحمة التي جاء بها .. فقال الله له ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ) ( فلعلك باخع نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) باخع يعني : مُهلك !
الله يقول له : ستهلك نفسك لأجل هدايتهم ؟
وفي الاية المشهورة ( انك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان ( يحب ) قومه وذويه ..
طيب امال ايه الصورة الإعلامية عن المسلمين المش عاطفية خالص دي ؟
مين السبب فيها ؟
الحقيقة هي الصورة دي واخدة أكبر من حجمها الحقيقي , لكن مااقدرش اقول انها كذب محض ! لا .. بعض المسلمين اليوم فاهمين دينهم غلط .. واتجاه العنف لازال هو الغالب ..
رسول الله كان رحمه عامه وعظيمة جدا لايفهمها ولايراها إلا من وفقه الله ..
والحروب لم تكن الا وسيلة دفع ودفاع عن النفس ..
ولايمكن تفسير التاريخ إلا من خلال منظومة متكاملة من الاطلاع على أحوال العلاقات الدولية الحاصلة وقتها ..
وللموضوع بقية ..
|
|
09-08-2007, 12:40 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
حقا ..إنها حياة مليئة بالأسرار..
لقيت موضوع في احد المنتديات عن الباراسايكولوجي عجبني ..
النهاردة العلم كل لحظة بيتقدم نحو اثبات وجود " قوة عاقلة " بتحكم هذا الكون ..
كنت قرأت زمان إن العلوم الحديثة بدأت تنحو منحى آخر غير المنحى المادي الذي انصبغت به نتيجة محاربة الكنيسة للعلم , لدرجة ان كثير من العلماء الفلكيين والفزيائيين هم أناس متدينين ومؤمنين ايمان عميق بوجود الله , وهم مستندين في ايمانهم للعلم مش لأي شيء آخر ! وهم يجزمون ( أنه لابد من وجود قوة عاقلة مفكرة قامت بهندسة هذا الكون على هذا النظام الموحد البديع المحكم ) .. وقالوا باستحالة غياب هذه القوة مع وجود هذه الهندسة ( المقصودة ) والمتكررة في كل مكان وكل ناحية ووجهة من وجهات هذا الكون , وكأنها بصمة أو ( ختم ) أو ( توقيع ) نهائي يشير إلى الصانع بعد اكتمال وانتهاء عمله ..
ولذلك نجد كثيرا من الملاحدة واللادينيين اليوم يرجعون الى الرؤية الدينية في نظرتهم للحياة والكون أكترمن الأول ..
والآن بدأنا نسمع عن مصطلحات جديدة مثل ( علم الطاقة ) و ( الطاقة الكونية ) و ( التخاطر ) و ( الباراسيكولوجي ) و ( لادراك الحسي الزائد ) .. وهذه كلها مفاهيم جديدة على العلماء القدامى , بقوا قدامي ( زي المش ) خلاص ..
http://www.4uarab.com/vb/showthread.php?p=386827
الفيزياء اليوم وصلت ان المركب الصغير المتناهي الصغر في الذرة ليس هو الالكترون ولا البروتون , الكلام ده كله كان زمان وجبر !
وانما الجسيم الصغير الان هو عبارة عن ( موجة ) .. أمواج !
أنت وانا عبارة عن أمواج ... الكون ده كله ليس مادة بالمفهوم المادي التقليدي ... وانما الكون كله عبارة عن طاقة ..
هناك قوة عظمى هندست هذه الطاقة وفق مخطط جبار يعجز البشر عن الاحاطة بعشر معشاره ..
(f)
|
|
09-08-2007, 04:13 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
حقا ..إنها حياة مليئة بالأسرار..
الحب هو سر السعادة على هذا الكوكب ..
حبيبي أتماكا سألني : أي حب تقصد ؟ فالحب أنواع كثيرة ..
والحقيقة سؤال وجيه , عشان مايبقاش الموضوع عايم ونعرف راسنا من رجلينا ..
* هل هو حب الله ؟ وماوالاه ؟ ( الحب الأعظم )
** هل هو حب الجنس الآخر , هل هو حب الوطن , هل هو حب الخير .. ( الحب المتعدي للغير)
*** هل هو حب المال ؟ , هل هو حب الظهور والجاه والسلطة ؟ , هل هو حب الغريزة ؟ ( الحب الملازم للذات )
( خلي بالك من اللي بين الأقواس )
.
.
.
الحقيقة إن المجموعة الثانية ( الحب المتعديّ ) سبب من أسباب السعادة , إذا وظفها الشخص صح بحيث يشعر إن مايفعله ضمن الإطار الصح , فمش معقول مثلا يحب زوجة جاره ويسعى في طلاقها عشان يلهفها هو ويقول أصل انا بابحث عن السعادة !
لا ياحبيبي .. انت كده بتبحث عن عين الشقاء والتعاسة : لأنك عمرك ماحترضى عن نفسك ( لو كان فيك ذرة من آدمية ) وضميرك مش حيرحمك أبدا , ومن أول خناقة مع السنيورة حتقلوا أدبكم على بعض بخصوص ( العَملة المهببة ) دي .. انت تقولها لها ياصايعة , وهي تقول لك ياواطي ..
أصل الخير معروف والشر معروف , ربنا جعلل الدنيا كده , خلقها كده , عملها كده ... واحنا لايمكن نغير الأسس دي إلا في حالة واحدة بس : إذا حصل مسخ حقيقي في نفوسنا , مثلا واحد شايف مراته رايحة جاية مع واحد بتزني معاه , ولايحرك ساكنا ... ده انسان سليم ؟ ده جلد إحساسه مات خلاص , وصاحبه حي في الظاهر بس ..
حب الوطن : ماينفعش تبيد شعب فلسطين وتزعم انك بتحب وطنك اسرائيل ! الكون كله حيلعنك من النملة حتى كوكب المشتري ..
حب الخير : كان في واحد اسمه أدهم الشرقاوي ( شخصية تراثية مصرية ) الرجل ده كان شهم مع الفقراء جدا , الله يرحمه كان يسرق من الأغنياء , ينط عليهم بالليل ويخطف اللي فيه النصيب , ويصبح الصبح , ويعطي الفقراء والغلابة والمساكين , فيرفعوه سابع سما .. أكيد أدهم كان بيحس بنشوة كل مايقابل فقير بيمدحه بكلمة أو نظرة ..
ولكن أكيد أدهم كان بيطاطي عينه في الأرض وينكسر كل ما يقابل شخص سرقه ..
المهم : إن عمر الانسان ماحيحس بالسعادة عن طريق تعدي ( قانون الحياة ) الذي وضعه خالقها .
يبقى ده ضابط المجموعة بتاعة ( الحب المتعدّي ) ..
( الحب الملازم للذات ) ..
الحب ده مش عيب ولاحرام إذا كان في حدود حقك , وكنت بتوظفه في طريق صح خالي من العدوان .. ولو وظفته إنه يكون ( حب متعدي ) حتكون سعادتك به أكتر ..
في فلسفات قديمة قائمة على استنكار النقطة دي بالكلية , جملة وتفصيلا ..
والجماعة النصارى عندهم قناعة عجيبة بالنقطة دي , إن حب النفس غلط وخطأ , ودي نقطة غويطة شوية في اللاهوت المسيحي , وهي الكالتالي , دعني اشرحها لك بسرعة ونرجع لموضوعنا تاني :
هما بيقولوا إن الله يتقدّس ويتزه أن يحب نفسه , ليه ياعم ؟ عشان مايضربوش عقيدة الصلب والفداء ! بقى ياراجل ياطيب : في حد بيحب نفسه حيخطط في الأزل إنه ينذبح على الصليب ؟ القديس بولس بيقول : بل نتكلم بحكمة الله في سرّ.الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. ( كورنثوس الأولى 2:7 ) ..
فعشان كده ربنا عندهم لايمكن يحب نفسه ! هو بيحبك انت ومش بيحب نفسه .. حُط رجل على ردل بقى يابو السباع واتعًوًج على كيفك .
حاجة تانية شايفين إن ربنا لايمكن يحب نفسه عشانها ...
مسألة الأقانيم الثلاثة .
بيقولوا إن ربنا قبل الخلق كان لوحده , طيب كان بيحب مين ؟ ربنا لازم يحب ! يبقى كان بيحب نفسه ؟ حاش وكلا ! بيقولوا : الله يتقدس ويتنزه إنه يحب نفسه , ليه ؟ عشان يثبتوا أيضا عقيدة التثليث .
يبقى لحد دلوقتي النقطة دي مهمة عند القوم عشان أعظم ركنين في اللاهوت المسيحي : الفداء والتثليث . شفت بقى مهم عندهم لدرجة ايه ان الله لايمكن يحب نفسه ؟
.
.
.
.
.
لكن تعالى تعالى ... هو عيب إن ربنا يحب نفسه ؟ أنا شايف إن اللي ينفي إن ربنا بيحب نفسه يبقى مش فاهم حاجة خالص .. وأكيد لايقول هذه الكلمة إلا شخص فعلا محتاج لها جدا لاثبات صحة لاهوته كما مرّ معنا .
هم استدلوا على النقطة دي بنقطة تانية عقلية : إن ( الأنانية ) خلق مذموم , واستنتجوا أن الله لايمكن أن يكون كذلك ..
لكن تعالى نحلل ونشرح المسألة تشريح مبسط :
- الأنانية لا تساوي حب الذات
- الأنانية تساوي حب الذات
أي العبارتين صحيحة ؟
طبعا العبارة الثانية , ليه ؟ وايه الفرق بقى بين الأنانية وحب الذات ؟
الفرق واضح : حب الذات هو احترام جوانب الجمال الموجودة في ذاتي , إني اعطي نفسي حقها مع القيام كمان بحق الغير ..
لكن الأنانية مش كده , الأنانية ان حبي لنفسي يخليني أعطيها حقها وآخذ حق غيري عشانها , أو أظلمه واظلم اللي خلفوه عشان نفسي ..
هو ده الفرق : يبقى اللي بيحب نفسه من غير أنانية : انسان محترم وعشرة على عشرة .
ويبقى خُلُق ( حب الذات ) ممدوح , ومش مذموم بإطلاق وسطحية كده . بل هو خلق ممدوح جدا , واحنا بنحب الشخص المملوء صفات حلوة بيحبها في نفسه , وبنحترمه على قد احترامه لنفسه ..
كذلك : الله سبحانه وتعالى له صفات جميـــــــــــلة جدا ( النبي صلى الله عليه وسلم بيقول : ان الله جميل , يحب الجمال ) .. الصفات دي ربنا بيحبها كمايقول ابن عربي رحمه الله , وخلق الخلق ليرى أثر جماله فيهم ليكونوا كمرآة يرى فيها هذا الجمال , وخلقهم أيضا لينبهروا بجماله .... إذن ليرى , وليروا ..
وده مش ممكن يفهمه إلا صاحب ذوق عالي جدا , لازم يكون من أهل التصوف , أو عنده استعداد انه يكون منهم , عنده القابلية والامكانية يعني ..
ولذلك فحب الله لو سار انسان في طريقه سيرى العجائب التي لايراها أحد من الخلق , حب الله هو سبب السعادة الأعظم , وكل حب منك لأي جمال في الكون هو في الحقيقة حب لجمال الصانع لهذا الجمال , بس انت مش واخد بالك ..
في برنامج بيجي كل يوم على قناة ( إقرأ ) الفضائية الساعة 12 م بتوقيت مكة , الان في شهر رمضان , اسمه ( الطريق الصح ) مقدم البرنامج شاب جميل جدا اسمه معز مسعود , صاحب برنامج ( stairway to paradise ) ..
البرنامج ده بيصب كتير في موضوعنا ده , وانا باحس لما معز ده يتكلم اني باتكلم على لسانه .. لدرجة إنه امبارح قال انه قال كلمة ضحك على نفسه فيها , فضحكت لإني قلت مثلها وهي كلمة تضحك : في ساعة تجلي كده , مر بي شعور جميل فقلت لربنا : أنا باحبك في الله ! ههههههههههه أكيد طبعا جملة مش منطقية , لكن كلها تعبير عن الشعور اللي بينتاب أي شخص بيحب ربنا بصدق , لدرجة إنه بيكلمه وهو مش شايفه , لكن وهو متأكد إنه سامعه وبيحبه .
|
|
10-02-2007, 12:34 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
حقا ..إنها حياة مليئة بالأسرار..
نسيت أجاوب على حبيبي أتماكا ..
أنا أقصد عاطفة الحب بعامة , الحب نفسه , علماء الطاقة بيقولوا : انك لما بتحب أي شيء يتخرج منك طاقة حولك لعدة أمتار , فبترتاح ..
وأما البغض - بعيد عني وعنك - فبيسببّ حبس الطاقة اللي في جسمك , وبتبقى طاقة ( مكتنزة ) محشورة جوّاك ...
يعني باختصار الشخص اللي كده بيبقى عامل زي ( القنبلة ) الموقوتة اللي ممكن تنفجر في أي وقت , حتنفجر في مين بقى ؟ الله أعلم ... في أي واحد يخبط فيها ممكن تنفجر فيه ..
وهنا عايز أوضح نقطة مهمة جدا ..
هي نقطة الولاء والبراء في الإسلام ..
في برنامج اسمه ( اتصال ) بيجي على قناة smartsway كل يوم أحد وأربعاء بس بعد رمضان , عبارة عن اثنين : د.صلاح الراشد , ود. يوسف البدر بيتناقشوا في حلقة عن جوانب الاتصال في حياتنا , الاتصال مع النفس , مع الاخرين , مع الكون , مع الله ... , برنامج رائع الحقيقة وفيه فكر عالي جدا , كان في حلقة البرنامج ده ركزت على مفهوم الولاء والبراء , وقال د. صلاح الراشد إن في اتجاه يجبر الأمة على السير في طريق الكراهية عموما ... الكراهية للآخر بإطلاق , يستوي هذا الآخر إذا كان صهيونيا يحمل السلاح بجوار الأقصى , أو كان شاباً بريئا ولكنه غير مسلم , حتى ولو لم يسمع عن الاسلام طرفة عين ولا أقل من ذلك !
أو سمع ولكن سماع أسود من أبواق الإعلام الغربية لما تقول لهم الاسلام آهو , القاعدة .. الشيخ أسامة .. أيمن الظواهري ... 11 سبتمبر .. تفجيرات .. دماء .. حتى في قلب المملكة السعودية التفجيرات لاتنتهي ... هل هذا هو الاسلام ؟
ده أس انسان عنده ذرة من تمييز : لازم يتبرأ من أي دين صورته كده ..
الاتجاه المتشدد بقى بيقول لك انك لازم تكره الشاب الذي لم يسلم ده , ولو لم يكن محارب ولا سمع عن الاسلام الحقيقي !
كنت سمعت شريط للعلامة الألباني أذكر فيه جيدا أنه قال - بعد كلام طويل - أنه يعتقد أن نصارى أوروبا وغير المسلمين في العالم اليوم : أنهم من أهل الفترة ... وصدق الله يرحمه ..
ده واحد من أهل الفترة , أكرهه بناء على أيه ! عشان على راسي ريشة يعني وربنا اختارني أنا ؟ عمر ماربنا يحب الأسلوب ده , ربنا بيسمي الاسلوب ده في القرآن : الأشر والبطر ..
المسلم الحق لايكره إلا ( المعتدي ) الذي عرف الحق وأعرض ثم حارب ..
وأما الشخص المسالم , فضلا عن أهل الفترة الذي لم يسمع أصلا عن الاسلام ( كما هو ) فهؤلاء إخواننا في الانسانية , لا نكرههم أبدا , بل نشفق عليهم كثيرا جدا , أنا ساعات أبكي والله شفقة على الناس ..
وكذلك كان سيدي سعيد النورسي كما قال لأحد تلامذته في رسالة خاصة .
|
|
10-06-2007, 12:32 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
حقا ..إنها حياة مليئة بالأسرار..
في ملحوظة جميلة جدا لاحظتها في قصص القرآن .
قصص القرآن قصص ( هادف ) يعني تربوي ..
ولو دققت في قصص القرآن كله : ستجده يربّي فيك احساس ( حضور الله في الكون ) ..
وعلى وجه الخصوص سترى في القصص القرآني نقطة مهمة جداً داخل موضوع ( الحضور ) هذا , حتشوف : ان ربنا سبحانه يعلّم ويُري انبيائه وخواص أوليائه رأي عين أن هذا الكون لا يسير كما اتفق وفق قانون ميكانيكي وضعه فيه فصار يعمل كالماكينة الصماء التي لاتعقل لكي تقوم هي مقام من يعقل , ثم تركها وذهب ! تلك النظرية التي يحلو لبعض الحمقى أن يسمونها نظرية الإله الغائب !
لا لا... هذا تهريج و رخامة , بل وبلاهة كمان لو صدقها انسان بجد و ( بحق وحقيقي ) وإلا فكل ده ضحك على الذقون عشان ينفي الزبون عن نفسه ألم وخز الضمير وقسد الالتزام بأي أمر أو نهي .. فجور و كلاحة كدابة يعني ..
لكن تعلى شوف القرآن ماذا يقول , يقول الله فيه ما معناه : أنا حاضر ولست بغائب , وهذا الكون لا يدور بنفسه وفق قوانين لا تتغيّر ( إن أردت ) , بل انا وضعتها , وإن أردت تغييرها غيرتها في طرفة عين ..
هذا القانون العام الحاكم للكون بيد الله وحده , هو الذي يملك تصريفه , ولا يملك أحد منه ذرة , ولذلك تحدى ابراهيم إمام الحنفاء عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام , تحدى النمروذ أن يغيّر منه ظاهرة واحدة وهو يزعم أنه رب البشر , فلم يستطع ( وبهت الذي كفر ! ) كفر يعني غطى , غطى الحقيقة التي يعلمها علم اليقين , ولكنه غطاها عن نفسه ثم أراد تغطيتها عن غيره فافتضح :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
الذي يملك حكم نظام الكون هو الله وحده , وهو الذي يغير هذا النظام اذا أراد ..
وهذه الشحنة الحية سارية في قصص القرآن كله .. وتعالى بنا نشوف نماذج ..نماذج سريعة سأختارها دون ترتيب لأني وجدت هذ الروح سارية فيها بوضوح وإن كانت سارية في كل قصص القرآن كسلك عقد اللؤلؤ , ولكن تدبري القاصر لا حظها في تلك السور أكثر ..
قصة عزير بني اسرائيل :
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الرجل مر على القرية المهجورة , فقال متى تقوم لهذه قائمة ؟ وكما نقول نحن اليوم ( موت ياحمار ) !
ولكن الله تعالى علمه أن لا !
لا يشترط !
فأماته الله مائة عام ثم بعثه ..
أحياه مرة أخرى بعد مائة سنة وتبدل جيلين على الأقل , ناس ماتت وناس اتولدت , ناس عاشت وناس ماتت , قامت حروب وانطفأت أخرى , أحداث تمور بها الحياة , وعزير نائم في سبات عميق ..
ثم أحياه الله ليخبره بأنه نام مائة عام وحماره بجانبه هاهو عبارة عن كومة من العظام ..
ولكن الظعام المفترض أن يكون قد تبخّر وأكله ألف ألف كائن حي : هاهو لم يتعفّن ..
الحمار تحلل والطعام لم يتعفن !
إذن هناك إرادة وقوة تتحكم في هذه الظواهر !
مش شرط ان ( لازم ) عزير يقوم بعد استراحته ساعة أو ساعتين أو يوم أو يومين , أو سنة أو سنتين , ومش شرط ان الأكل يتعفّن على مدار قرن من الزمان !
حتى الحمار الذي مات وشيع موت : تحركت عظامه وتجمّعت أمام عزير , واتصل بعضها ببعض , واكتست باللحم , ثم قام الحمار بعد أن نفخت فيه النفس مرة أخرى : ينهق بعد أن كان كومة عظم منذ قليل !
قصة ابراهيم عليه السلام وطلب اليقين :
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
أراد ابراهيم عليه السلام أن يرى ( رأي عين ) أثر هذه القدرة المطلقة لله عزوجل في الكون , فسأل ربه أن يريه كيف يتغيّر نظام الوجود والعدم ..
فأمره الله بجمع أربعة طيور , فيذبحها ويوزعها على أربعة جبال ..
ثم يدعوها أن تأتي إليه ,,, ففعل ... وأتت !
قصة آل عمران :
إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْز ُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
يقال أن زكريا كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ..
هذا دون نظام الصوبات الزراعية بل ودون أرض ولا زرع أصلاً !
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء
فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ
قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء
قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ
اذن ليس شرطاً أن العاقر والعقيم لاينجبا ! بل قد ينجبا ولو بعد حين ! وهذا مشاهَد وفيه ققص وعجائب كثيرة !
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ
إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
وقد يتم الانجاب بدون وجود طرف آخر ذكر ..
كيف هذا ؟ لن تستوعب , وانما يكفيك فقط أن تعلم أنه ( اذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) على طول ! فوراً !
قصة طالوت وداود وجالوت :
طالوت ملك وحاكم قوي البأس , اسمه في التوراة ( شاول ) أرسله الله عزوجل لبني اسرائيل بطلب منهم ليقاتلوا الوثنيين تحت إمرته ..
فسار بهم ليلاقوا جموع الأعداء يقودهم جالوت او ( جليات ) كما تسميه التوراة , فلما رأى بنو اسرائيل حجم الجموع الغفيرة لجند جالوت : قالوا نحن كهزومون بلا أي تردد ..
1+1=2
مش كده ؟
لكن ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ ) .. هكذا قال المؤمنون ..
ونقرأ الايات مع بعض ..
.
.
.
.
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ .
هذا هو القصص القرآني التربوي النظيف , تتنقّل بين ظلاله من قصة عزرا أو عزير , إلى قصة داود وجالوت , إلى قصة ابراهيم عليه السلام , إلى قصة زكريا ومريم والسيد المسيح عليهم السلام ... الخ القصص القرآني : فتجد تلك الشحنة السارية , وترى الله عزوجل يملك الزمام ويقود عجلة الحياة بحسب ما تقتضيه المصلحة , وكل مافي الحياة من غرائب وعجائب نشاهدها , ما هي ( في الحقيقة ) إلا صدى وتجلٍ لهذه الشحنة السارية في القصص القرآني ..
تلك الشحنة التي اذا انتقلت بإن الله إلى قلب أي انسان : حولته إلى كائن لا يهزم .
|
|
11-11-2007, 03:01 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
حقا ..إنها حياة مليئة بالأسرار..
بيعجبني جدا تركيز الغؤبيين على ذم ( الدوغماتيك ) ..
الدوغماتية كما أفهمها هي ( التحجر ) في الجزم بإن انا ( بس ) اللي صح , والاخرين عبارة عن شوية حلاليف أو خنازير ملهاش أي لزمة في الحياة ! وان انا بس اللي فاهم كل حاجة وواكلها والعة وداهن الهوا دوكو ( آسف على المصطلحات المطلسمة دي .. بس الاخوة المصريين فاهمينها تمام :D )
طبعا كل اللي فات في مجال العقيدة ..
بس برجع تاني واقول : الكلام ده مش على اطلاقه طبعا ... بغض النظر عن ان أي مذهب أو دين هو الصح , لكن لازم في النهاية يكون في عقيدة ( أنا ) شايف انها هي الصح ! مش كده ؟ والا يبقى اختياري غبارة عن تهريج وعبث !
يبقى في النهاية فقط سؤال : هل سأقبل أنا أن أتعايش مع الآخر ولو كان خنزير في فكره ( كما أراه انا ) ؟
دي النقطة المهمة المفصلية اللي بيدور حواليها مسألة ( السلام ) والتعايش وقبول الآخر .... ليس من شرط قبول الآخر أن أتبنى مذهب اللاأدرية وابقى انسان صواميل مخه مفكوكه ومش عارف راسه من رجليه وكل حاجة يقول لست أدري لست أدري .. لكن الأنسب انه يكون واثق من نفسه وفي عقيدته , مع التماس العذر للآخر الذي لم يهتد لما اهتدى اليه , ولم تسمح تجربته الحياتية بأن تتهيأ له الظروف كما تهيأت لك .
لكن تبقى نقطة في غاية الأهمية وهي كما أراها : لا بد وأن نترك مساحة للتفكير والمقارنة بـ( أمانة ) , وان كانت هذه الأمانة صعبة جدا حنى بينك وبين نفسك , لأنك - مع احترامي - انسان كداب ومدمن كذب على نفسك !
انا كمسلم أرى القرآن يتيح لنا مساحة كبيرة للمقارنة , ويسوق أدلة أعداء الرسل وحججهم كاملة غير منقوصة , وأحيانا يرد عليها وأحيانا لا !!
قد تعجب من هذه الأخيرة , لأننا تعودنا على أن نسوق نصف دليل الخصم ثم نُشبع الرد أضعافا مضاعفة , لكن القرآن أحيانا لايرد ! لماذا ؟ هل هذه الرسالة السماوية الخاتمة لا تخاف على أتباعها من الزيغ والضلال ؟ بالعكس ! طيب اذن لماذا لا ترد ؟!
اجابة السؤال ده : هي بتترك لك انت مساحة للتفكير والرد من منطلق المقارنة , هذا يعطيك ثقة أكبر في منهجك .. بدل ماتخاف عليه من الهوا الطاير وتحس انك ممكن ( تضل ) لو قارنت , بالعكس ! مش المطلوب انك تستمر على منهجك حتى الممات وانت أعمى ! لكن المطلوب انك تظل باحث عن الكمال ..
خذ من كل منهج الجانب المشرق اللي فيه , لازم حتلاقي جانب مشرق , والا ماكانش أتباعه صبروا عليه الصبر ده ! مش كده ؟ ولا انت بس اللي واد خُلاصه والباقي شوية بقر ؟!
يارجل قل كلام غير ده وخليك عاقل كده وما تضحكش الناس عليك !
|
|
01-28-2008, 10:46 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
حقا ..إنها حياة مليئة بالأسرار..
مولانا جلال الدين الرومي .. شاعر الحب الصوفي الأكبر ..
http://www.islamic-council.com/mafaheemux/17/4.asp
الطريقة المولوية
المولوية طريقة صوفية تنسب إلى مؤسسها مولانا جلال الدين الرومى. مركزها مدينة "قونية" بتركيا.
مؤسسها هو محمد جلال الدين بن حسين بهاء الدين البلخى القونوى ، المولود فى بلخ (من أعمال خراسان) عام 604 هـ- 1207م. الذى ينتهى نسبه إلى أبى بكر الصديق t واشتهر والده بلقب سلطان العلماء، عاش مولانا جلال الدين عهد اضطرابات وحروب من فتنة جنكيزخان حتى الحروب الصليبية، وما صاحب ذلك من مظاهر القتل والتخريب ومن جانب آخر ظهرت عدة فرق ومذاهب مختلفة مثل المعتزلة، والمشبهة، والمرجئة والخوارج فرأى مولانا ضرورة ظهور دعوة تهدف إلى الحفاظ على الإسلام فى النفوس، وحث المسلمين على التماسك والحفاظ على وحدتهم، ومن هنا ظهرت الطريقة المولوية، خاصة وأن مولانا كان قد تتلمذ على يد العارف العالم "شمس الدين التبريزى" الذى حول مسار مولإنا جلال من علم القال إلى علم الحال والخلوة والذكر. قام شالدين تبريزى بتدريب مولانا جلال على أصول التوحيد الصومس فى مع الاحتفاظ بالثقافة الشرعية.
اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائرى لمدة ساعات طويلة يدور الراقصون حول مركز الدائرة التى يقف فيها الشيخ، ويندمجون فى مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون فى وجد كامل يبعدهم عن العالم المادى ويأخذهم إلى الوجود الإلهى كما يرون.
اشتهر في الطريقة المولوية بالنغم الموسيقى عن طريق الناى، وكان مولانا يرى فيه وسيلة للجذب الإلهى، و يعتبره أكثر الآلآت الموسيقية ارتباطا بعازفه، ويشبه أنينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوى فى عالم الأزل.
كان آخر ملهم لمولانا جلال مؤسس المولوية مريده وتلميذه "حسام الدين حلبى ، الذى أحبه مولانا كثيرا ووصفه بأنه مفتاح خزائن الفرس، "وبايزيد الوقت، وجنيد الزمان " ووصفه أنه نوره (أى نور مولانا)، وبصره ، وسنده، ومعتمده.
اشتهرت المولوية بكتاب المثنوى الذى ألفه مولانا، بناء على طلب مريده حسام الدين. وكان أشهر كتبه على الإطلاق، واشتهرت الطريقة المولوية بتسامحها الواضح مع أهل الذمة ومع غير المسلمين أيا كان معتقدهم وعرقهم كما يقول: عرق كنت كرديا أو روميا أو تركيا لابد أن تتعلم لغة من لغة لهم. وقوله "إن كنت مؤمنا أو كافرا.. بوذيا أو مجوسيا.. فتعالى أكينا"
وعندما توفى مولانا فى ديسمبر عام 1273م شيعه مريدوه فى الطريقة من كل جنس وملة ودين، وكان الحاخامات يقرؤون التوراة والمسيحيون يقرؤون الإنجيل جنباً إلى جنب مع المسلمين. دفن مولانا- جلال فى مسجده المسمى بالقبة الخضراء فى قونية بجوار والده بهاء الدين.
ويعد كتاب المثنوى أشهر أعمال مولانا جلال الدين مؤسس المولوية، وهو كتاب شعرى يضم 26 ألف بيت شعر مزدوج ويشتمل على 275 قصة وكلها مستقاة من القرآن الكريم وقصص الأنبياء وبعض قصص ألف ليلة وليلة وبعض نوادر جحا وطبعت فى ستة أجزاء.
يصف مولانا جلال كتابه المثتوى بأنه إلهام ربانى، وفتح روحانى من معانى الكتاب والسنة. كتب المثتوى بالفارسية وترجم إلى عدة لغات منها العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وظهر فى المولوية مدى تأثر مولانا جلال الدين مؤسس المولوية بالعديد من كبار المتصوفين أمثال الغزالى، محيى الدين بن عربى، شهاب الدين السهروردى ، وفريد الدين العطار، ويحيى بن معاذ، وأبى يزيد البسطامى، والحلاج، والشبلى وإبراهيم بن أدهم وغيرهم.
أثر مولانا جلال الدين أيضا فى علماء كثيرين، مثل كمال الدين الخوارزمى وإسماعيل الأنقروى ، وعبد العلى محمد بن نظام، وعبدالعزيز آل جواهر، والشاعر إقبال، وغيرهم. كما أثر فى العديد من المستشرقين أمثال جورج روزن الألمانى، وسير جيمس رد هاوس الإنجليزى، ورينولد نيكلسون الإنجليزى أيضا.
من أشهر العلماء المعاصرين لجلال الدين العالم أوحد الدين الكرمانى، وبهاء الدين زكريا، نجم الدين الرازى، ومحيى الدين بن عربى، وصدر الدين القونوى، وأبو الحسن الشاذلى، وعزيز الدين النسفى.
لقيت المولوية عناية فائقة من علماء المسلمين والمستشرقين، وذلك لجمع مؤسسها بين الصوفية والشريعة متمشيا مع القرآن والسنة.
خلف مولانا جلال فى الطريقة حسام الدين حلبى الذى نصبه رسميا قبل وفاته بإحدى عشرة سنة.
اتخذت الطريقة الشكل المتماسك بفضل الحلقات التى كان يقيمها مولانا لمريديه وتلاميذه. ومن خلال الطريقة كان مولانا يهاجم الآراء الفلسفية المتناقضة مع الإسلام وكانت استدلالاته جميعها مستقاة من القرآن والسنة.
لاتزال الطريقة المولوية مستمرة حتى يومنا هذا فى مركزها الرئيسى فى قونية. ويوجد
لها مراكز أخرى فى إستانبول، وغاليبولى، وحلب، ورغم منع الحكومة التركية كل مظاهر التصوف إلا أن الجهات الرسمية فى تركيا تستخدم مراسم المولوية كجزء من الفولكلور التركى. ويحضر جلسات ذكر المولوية كل من يريد من كل الأجناس ومع كل الأديان ويلقى الجميع تسامحا ملحوظا من المولويين. اه.
مولانا جلال الدين الرومي شاعر غير عادي وانما شعره عبارة عن رموز رومانسية جميلة وأحيانا تكون علي ألسنة الحيوانات جمع فيها خلاصات تجارب الحكماء والالصوقية . وديوانه مطبوع بالمجلس الأعلي للثقافة بمصر وهو مترجم طبع
ا .
أول معرفتي به كانت عن طريق ترجمة العلامة ابو الحسن الندوي عنه ، و لفت نظري الي رقة مشاعره وعاطفته المفعمة بالحب .. والتصوف كله قائم علي الحب والسلام ، والتصوف باختصار عبارة عن تخليص النفس من أمراضها الخبيثة ( تزكيتها ) أي تنميتها وتكبيرها ، وكل شيخ من أعلام التصوف له ( مشرب ) خاص به ينبثق من طبيعة هذا الشيخ وما يختص به من صفات ومميزات وبحسب ماكان يحبه وتميل إليه نفسه ، فإذا أذن الله له في الباطن بالدعوة وإزشاد الخلق : قام بوضع المنهج التربوي الذي يجذب إليه تلقائيا كل من هو من جنسه وإلفه وشبهه ، هذا المنهج يسمي في اصطلاح الصوفية ( طريقة ) ..
والتصوف بهذا المعني لا يختلف فيه اثنان إلا ماكان من السلفيين وبالطبع فإن الفكر السلفي لا يقر هذا لأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يفعله بزعمهم ، وكل مالم يفهمه هؤلاء من عبارات عميقة المعني لها تأويل متعارف عليه بين أهل التخصص وصفوه بالكفر والمروق ..
وكان مشرب مولانا جلال الدين هو مشرب الفن .. وللأسف فإن هؤلاء يحرمون معظم صور الفن ولذلك أنكروا ونفروا وحذروا كعادتهم ..
ومن طليعة من ثار علي الطريقة المولوية من المعاصرين الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله وغفر له ..
وكانت أول حادثة قام بها علناً منكراً سلوك الطرق الصوفيـة .. ذات يوم وبعد صلاة الجمعة أقام أهل إحدى الطرق الصوفية ما يسميه رشيد "مقابلة المولوية" ويقول رشيد في ذلك: "حتى إذا ما آن وقت المقابلة تراءى أما دراويش المولوية قد اجتمعوا في مجلسهم تجاه إيوان بالنظارة ، وفي صدره شيخهم الرسمي ، وإذا بغلمان منهم مرد حسان الوجوه يلبسون غلائل بيض ناصعة كجلابيب العرائس ، يرقصون بها على نغمات الناي المشجية ، يدورون دوراناً فنياً سريعاً تنفرج به غلائلهم فتكوّن دوائر متقاربة ، على أبعاد متناسبة لا يبغي بعضها على بعض ، ويمدون سواعدهم ، ويميلون أعناقهم ، ويمرون واحداً بعد آخر أمام شيخهم فيركعون"
أزعج هذا المنظر رشيد رضا وآلمه أن تصل حالة المسلمين إلى هذا المستوى من البدع والخرافات والتلاعب في عقائد الناس وعقولهم. وكان الذي آلمه كثيراً هو أن هؤلاء بألاعيبهم البدعية قد اعتبروا أنفسهم في عبادة يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى ؛ بل يعتبرون سماع ومشاهدة ذلك عبادة مشروعة ولهذا لم يترك رشيد هذه الحادثة تمر دون أن يقوم بواجبه الإصلاحي الذي استقاه من قراءته دراسة بمدرسته السلفية التي يدرسها من خلال مجلاتها وكتبها .. فقام حيث قال: "قلتُ: ما هذا؟! قيل: هذا ذكر طريقة مولانا جلال الدين الرومي صاحب المثنوي الشريف ، لم أملك نفسي أن وقفت في بهوة النظارة وصحت بأعلى صوتي بما معناه أيها الناس والمسلمون إن هذا منكر لا يجوز النظر إليه ولا السكوت عنه لأنه إقرار له وإنه يصدق عليه مقترفيه قوله تعالى: {اتخذوا دينهم هزواً ولعباً} اه .
مع أن هذه الحفلات ليست عبادة بالضرورة وانما هي نوع من العوامل المساعدة علي انفراج أسارير النفس وانطلاقها من قيودها بما أحل الله وليس هم في حانة خمر أو ماخور !ولكن هذا لايفهمه إلا مرهف الحس له استعدادات خاصة . وأما جلمود الصخر فأني له أن يفهم أو يعقل أو يحس ويتذوق !
|
|
09-16-2008, 12:00 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|